128 ــ جلال العلي: ولد (1385 هـ / 1965 م)

جلال العلي (ولد 1385 هـ / 1965 م)

قال من قصيدة (أبا الخلد) وهي في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (43) بيتا:

وقال من قصيدة (أعطني كربلاء) التي تبلغ (27) بيتا:

أعطني (كربلاءَ) فكـراً وخيلاً    أتخمُ الكــــــــونَ من محبيكَ قتلا

جفَّ صلبُ الفـحولِ نبعاً فنبعاً    وطوى الضيمُ من غراسِكَ نصلا

كيف ترجو أن يـنتخي عـربيٌّ    ذاقَ كـــــــأساً من الصغارِ وعلّا (1)

ومنها:

أعطني (كربلاءَ) ســاعةَ عزٍّ    أدعُ الأرضَ من عداتِكَ مَحلا

وقليلاً من هادرِ الوحي تسمو    بـــيِّـنـاتٍ بـه لـتـنـعـشَ عـقـلا

رشـفـةً من فراتِكَ الــوفرِ نبعٌ    نـبـويٌّ سـيـغـسـلُ الغيَّ غَسلا

ومنها:

وإذا الـــفـكرُ رامَ غيرَ ذويهِ    يصبح الفكر في الأراذلِ جهلا

ما هززنا لـ (كربلاءَ) سناناً    حـــيـدريـاً إلا لـنـنـشـرَ فـضلا

وإذا جــاورَ الـكـريـمَ كـريمٌ    مُلـئَ الـمـعـدمـونَ فضلاً ونبلا

ومنها:

(كربلاءٌ) تـراثـنـا نـفـتـديـهِ    بــدمـانا وكـلِّ مـا هـوَ أغـلى

نبعُنا ما تكدَّرَ الـصـفـوُ منه    بـتراثٍ يسقي المورّثَ وحلا

بُليَ السيفُ والنحورُ نِضارٌ    كـلُّ يـومٍ تـلوحُ أبهى وأحلى

وقال من قصيدة (وثبة عاملية) التي تبلغ (51) بيتاً

وجماجمُ من (كربلاءَ) تجـــــــهّزتْ    يحــــــدو بها نصرٌ هناكَ مؤزَّرُ

وعطاءُ أكبـــــــــــــادٍ يغذّي أغصناً    من أيكـةِ الـشهداءِ كي يتحرَّروا

وطنُ الضنى تتصارعُ الأحزابُ في    جرعائِـــــــــــه فتهونُ ثُمَّ تُكَسَّر

الشاعر

جلال بن صادق بن محمد العلي، شاعر وروائي ومسرحي ولد في الإحساء وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية له أربع مجاميع شعرية وروايتان.

قال من قصيدة (أبا الخلد)

دمــــاؤكَ تسقي عتيقَ الخلودْ    ويـومُـــــكَ مـجدٌ قديمٌ جديدْ

وأنتَ على رغمِ كلِّ السيوفْ    التي لا تزالُ، انـتصارٌ فريدْ

فموتُــكَ قد ماتَ منذ اعتلاكْ    وحشّدَ في الطفِّ جمعٌ حقودْ

ولدتَ لـــــــتـقهرَ خيلَ الفناءْ    فـيـا ســــرَّ ميلادِ ذاكَ الوليدْ

يخرُّ بذكرِكَ ســــقفُ الطغاةْ    وتَـــعلي لقتلكَ سقفَ الطريدْ

ظمئتَ ليشربَ نهــــرُ الأباةْ    مَعيناً مـن العزَّ زاهي البرودْ

ومنها:

وفي أيِّ غايٍ يكـونُ الثباتُ    ســـلاحاً وكيفَ يعيشُ الشهيدْ

لمنْ تنحني شاهقاتُ النفوسِ    وفي أيِّ أرضٍ تحطّ السجودْ

وكيفَ السيوفُ تحزُّ الوريدَ    فتفنـــى ويـبقى شموخُ الوريدْ

تباركتَ من مُـلـهــمٍ لا يـفلّ    وجــــوداً أبـيـداً وفُـلَّ الـحديدْ

توطّنتَ في عالمٍ مـن قلوبٍ    وعـبَّــــدتَ بالعشقِ درباً بعيدْ

ظمئتَ وأجريتَ للمـــستقين    فراتَ البطـولاتِ ورداً رغيدْ

تقحَّمتَ عذريةَ التضــحيات    فصرتَ شعــارَ الأباةِ الأسودْ

ومنها:

عجبتُ ليومِـــكَ كيفَ استحالَ    قـــروناً من العـشقِ جـمَّ الوفودْ

ومهما تــــطاولَ عمرُ السنين    علــى مركبِ الخلدِ غـضَّاً تعودْ

ولا شـــيء إلّاكَ في الخافقين    فــــمـنـكَ الوجودُ يـعارُ الوجودْ

عـــــجبتُ ليومِكَ والمرجفون    لملحمةِ العشقِ صـاروا الشهودْ

أهذا أخو الطفِّ أمسى الوحيدْ    حشــــــودٌ إليه تـسوقُ الـحشودْ

أهذا الذي ما ســـقـاهُ الـفـراتْ    بـحـارُ الــــــدمــوعِ إلـيهِ ورودْ

أهذا الذي فوقَ حــرِّ الـتـرابْ    جـيـوشُ النـــــضـارِ عليهِ قعودْ

أهذا الوحيدُ بــأرضِ الحتوفْ    عليه الملايينُ تُـــــدمـي الخدودْ

يموجُ بحـضرتِه الـخـــافـقـانْ    بـنـودٌ تـنـشَّـر فـــــــوقَ الـبـنودْ

يصيحونَ لبيكَ منّـــــا الـفداءْ    سنزرعُ أرضَ الطـــفوفِ جنودْ

أتيناكَ شعثاً يذوبُ الـــطريقْ    لـوقـعِ خُـطـانـــــا وأرضٌ تـميدْ

ويقول في نهايتها:

تقدّسـتَ من منحَرٍ ما استكانْ    ولا ازورَّ عن حتفِهِ بالصدودْ

أبـا الـخلدِ يا قـمـحةَ الجائعينْ    وكأسَ العطــاشى وعشقاً تليدْ

بغيـــرِكَ كيفَ يكون الرجالْ    رجـالاً تـحـطّــمُ ذلَّ الـقـيـودْ؟

ومن أينَ تـجملُ معنى الحياةْ    وسربُ المـروءاتِ عزمٌ قعيدْ

بقيتَ، وأسـقط في الخاسرين    بـلاطٌ هـشـيــــمٌ نـثـيرٌ حصيدْ

بقيتَ ولم يبـقَ مـن قـاتـلـيـكْ    وأسـيـافُـهـم غـــيرُ نقعٍ صديدْ

فشمسُكَ ملءُ الفضاءِ الفسيحْ    وأفـقُ الـضـلالـــــةِ لـيـلٌ بعيدْ

وقال من قصيدة (عرجتُ إليك)

عرجتُ إلـــــيـكَ بقلـبِ صـلِي    وشوقيَ يــــا سيدي محملي

ركابــــي إليكَ بـراقُ الحـنـينْ    يطيرُ إلـــى صرحِكَ الأنبلِ

ومـــهما عـلـوتُ بشوقي إليكْ    هـبـــــطـتُ كـأنّــي لم أعتلِ

كَبَتْ ذروتي في ذرى منتهاكْ    وإن كان فوق السها منزلي

فسرُّكَ وهو ابتكــــارُ السـماءْ    يعزُّ على الفـــهمِ أن يـنجلي

فلسـتَ مكاناً بـعيـــنِ الـمـكانْ    فـتـلـثـمـه غـايـــــةُ الـرحَّـلِ

ولستَ زمـاناً بـأفــــقِ انطفاءْ    زمـــــانُكَ في الخلدِ لم يذبلِ

ومهما يحلّقُ ركـبُ الخيــــالْ    بـآفــــاقِ مـضمونِكَ الأكملِ

يعودُ حسيراً كسيـرَ الجنـــاحْ    بـجمـــراتِ عثراتِه يصطلي

تجذّرتَ في دولةٍ مـن قلــوبْ    وعـــــــرشٍ بـعشاقهِ ممتلي

تحفُّكَ أجنحةٌ من ضـيـــــــاءْ    عكوفٍ على وحـيِكَ المنزلِ

صلاةٌ مشمَّرةٌ في اشـتــــهاكْ    تصــلّي على كنهِكَ المرسلِ

لتشعلَ عتمةَ هـــــــذا العمـاءْ    بـنــورٍ عـلـى نـحـرِهِ مشعلِ

وقال من قصيدة (أعطني كربلاء):

ها هنا اصطفَّ للحقيقةِ جمعٌ    يــــــتمنّى إلى رشادِكَ وصلا

عقدوا رايــــــةً ربيـبةَ وحيٍ    كنتَ فيها بالأمسِ واليومَ أهلا

وعلى دربِكَ الأبـــاةُ ضحايا    يلبســــونَ الحياةَ أسرى وقتلى

ويقول في نهايتها:

عاد غصنُ الرقابِ غضَّاً طريّاً    وهوى البغيُ فـي الكتيبةِ كهلا

علّمــــــــــتنا جراحُنا صادقات    أنَّ عمرَ الأسى وإن طالَ يُبلى

أن أيامَنا الحــــــــوالـكَ تـهوي    صاغراتٍ ويمــلكُ الحقُّ طوْلا

إنَّـمـا الـفـكـرُ صــــــارمٌ مستبدٌّ    حـزَّ لـؤمَ النهى وأخــرسَ ذُلا

................................................................

جاءت ترجمته وشعره في:

كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز، وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م ص 102 ــ 109

المرفقات

: محمد طاهر الصفار