سلطانٌ بأمر ربِّه

إلى الإمام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه)

في خراسانَ رُحبةُ السلطانِ *** وعروشُ الإيمانِ لا الإيوانِ

وحـكـايـا لآلِ أحـمـدَ قـالـتْ *** هـمْ وجـودٌ، أهـلٌّ لكلِّ زمانِ

هُمْ على سيرةِ الخرائطِ بثُّوا *** صيتَهم في امـتدادِ كلِّ مكانِ

يا نـفوذاً محـمـديَّ الـتـبـدِّيْ *** عـلـويَّ انـتــشــارِهِ بـالرهانِ

ليسَ حكمَ القصورِ من سوف يبقى *** ويـعـيدُ النفوذَ للغلمانِ

حـكـمُـنـا فـي ضـرائـحٍ لارتـيـادٍ *** واعـتـيادٍ بنشوةِ الإدمانِ

كـلَّـمـا قـالـت الحشودُ سلاما *** أهل بـيـتِ النبيِّ والكلُّ داني

كانَ هذا إعلانِ سطوة عشقٍ ** هـوَ أقوى من لهبةِ الخيزرانِ

فـسـلامٌ أيـا عـلـيُّ ابن موسى *** أنتَ لـلــمستجيرِ كلُّ الأمانِ

ولربِّ الحاجـاتِ ربُّ عطاءٍ ** من مليكٍ يعطي بدونِ امتهانِ

ضـاعَ مـأمونُهم بسلبكَ سلطاناً *** كذئبٍ فـي نـفضةِ الجثمانِ

حـيـنـمـا شـاءَ أنْ يُـنـصِّـبَ مـن نـصَّبَـهُ اللهُ خـارجَ الـتـيـجـانِ

صـارَ حـكـم الـتيجانِ رهنُ مداسٍ *** لعليٍّ ناداهُ دُسْ بامتنانِ

وعـلـيٌّ عـلـى بـسـاطٍ لـطـهَ *** داسَ إذ كانَ خـلعةً من جنانِ

وارتـدى كـي يـسودَ لـلـناسِ من فاطم برداً كساؤُها الرحماني

وإذا خـلـعـةٌ لمأمونَ ضـاقـتْ عـن مـقاسِ الرضا من النقصانِ

فـولاءٌ لـهُ الإلـهُ مـخــيــطٌ شـــاءَ نــزعـاً ولايــة الــشــيـطـانِ

سـمَّـهُ مـن أرادَه بـاسـمِ مـكـرٍ *** كـولـيٍ لـلـعهدِ دونَ ضمانِ

والرضـا ضـامن الجنـان إلـيـنا *** للشياطينِ ضامنُ الخذلانِ

صار ذاتَ السلطانِ عـن أمرِ ربٍّ والضريحُ المقامُ كلُّ الكيانِ

واختفى في العيانِ ملكٌ عضوضٌ بعد أنْ كان مالكاً في العيانِ

سلمان عبد الحسين

 

المرفقات

: سلمان عبد الحسين