124 ــ جواد القزويني: (1297 هـ / 1358 هـ / 1880 ــ 1939 م)

جواد القزويني: (1297 هـ / 1358 هـ / 1880 ــ 1940 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (37) بيتاً:

أبكيهمُ يــومَ حلّوا بالطفوفِ ضحىً    وشيَّدوا في محاني (كربلا) الطنبا

وأقبلــتْ آلُ حـربٍ فـي كـتـائـبِـهـا    تـجـرُّ حـرباً لرحبِ السبطِ واحربا

ساموهُ إمَّا كؤوسَ الحتفِ يجرعُها    أو أن يـذلَّ ولــــــــكـنَّ الإبـاءُ أبى (1)

ومنها:

اللهُ كمْ قطعتْ لابـنِ النبيِّ حشىً    في (كربلاءَ) وكــــمْ رحلٍ بها نَهبا

وكـمْ دمٍ قـد أراقـوا فـوقَ تربتِها    وكــــم يتيمٍ بكعبِ الرمحِ قد ضربا

سروا بهنَّ على الأقتابِ حاسرةً    إلى ابنِ هندٍ تقاسي الوخدَ والنصبا

وقال من حسينية أخرى تبلغ (17) بيتاً:

الله كمْ قَطعتْ مــن فاطمٍ كبداً      يــومَ الطفوفِ بنو حربٍ وكم نهبوا

الله آلَ لـــــــويٍّ في حرائرِكم      عنهنَّ قد هُتكت في (كربلا) حجبُ

فما لكم قد قعدتمْ في مساكِنكم      وقـــد سرتْ تقطعُ البيدا بها النجبُ (2)

الشاعر

السيد جواد بن هادي بن صالح بن العلامة السيد مهدي القزويني الكبير، عالم وفقيه وشاعر، ولد في قضاء الهندية (طويريج)، ونشأ نشأة علمية في ظل أسرة لها تاريخ عريق مع العلم وتدرج أفرادها على منابر العلم ومجالس الأدب فدرس أوليات العلوم في مدينته على يد والده وعمه السيد أحمد.

ثم أرسله أبوه إلى النجف الأشرف وهو في سن العشرين ليلتحق بأخويه محيي وباقر، فدرسوا على يد كبار علماء النجف أمثال: ميرزا حسين خليل، والشيخ مهدي المازندراني، وآية الله الخراساني وغيرهم فحصل منهم على الإجازات العلمية التي تعطيه شرعية الفتوى والأحكام الشرعية. ثم عاد إلى مسقط رأسه ليتفرغ للدراسة والتأليف والشعر حتى وفاته فحمل نعشه إلى النجف حيث دفن في مقبرة أسرته وقد رثاه كبار شعراء عصره منهم: الشيخ قاسم الملا، والسيد محمد رضا الخطيب، والشيخ عبد الحسين الحويزي، وغيرهم. (3)

قال عنه الخاقاني: (التزم بالقراءة والتتبع، وولع بدرس التاريخ والوقوف على أسرار واقعة الطف، فأخذ يوجه كثيراً من الخطباء والأدباء إلى الإحاطة بهذا الموضوع) (4)

وقال السيد جواد شبر: (ولع بمطالعة كتب الأدب والشعر والأخبار وسيرة أهل البيت حتى ألّف من ذلك مجاميع تضم النوادر والفوائد والشواهد. رأيت بخط الخطيب الشهير الشيخ محمد علي قسام جملة من الرسائل الأدبية والمقاطيع الشعرية والذوق الأدبي) (5)

وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان له ولع خاص بالعكوف على دراسة كتب الأخبار وصحاح الحديث على الأخص ما يتعلق منها بسيرة أهل البيت عليهم السلام، وقد لخص من تلك الأبحاث فيها بعض الآثار والمجاميع المخطوطة التي دون فيها كثيرا من الفرائد والنوادر) (6)

وقد أرخ وفاته الشيخ علي البازي بقوله:

الــــــشرعةُ الغرَّاءُ أبناؤها      قد اكتستْ حزناً ثيابَ الحداد

ومُذ علاها أرِّخوا (وجدها      تصدَّعتْ في يومِ فقدِ الجواد) (7)

آثاره

كتب القزويني عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام) نثراً وشعراً ومن مؤلفاته كتاب: (لواعج الزفرة لمصائب العترة يقع في ثلاثمائة صفحة) وكتاب: (الفوادح الملمة في مصائب الأئمة) الذي حققه حفيده المؤرخ والشاعر السيد جودت القزويني (8)

يقول من قصيدته الحسينية التي تبلغ (37) بيتاً وقد قدمناها:

أبكيهمُ يــومَ حلّوا بالطفوفِ ضـــحىً    وشيَّدوا فــي محاني (كربلا) الطنبا

وأقبلــتْ آلُ حـربٍ فـي كـتـائـبِــــهـا    تـجـرُّ حـــرباً لرحبِ السبطِ واحربا

ساموهُ إمَّا كؤوسَ الحتفِ يجرعُـــها    أو أن يـــذلَّ ولــــــــكـنَّ الإبـاءُ أبى

نفسي الفداءُ لظامي القلبِ مُنفــــرداً    وغير صارمِه في الحربِ ما صحبا

لهفي له مُذ أحاطتْ فـيه محـــــدقـةً    أهلُ الضــــــلالِ وفيـهِ نالـتِ الإربـا

رموهُ في سهمِ حقدٍ مِن عــــداوتِهـم    مـثلثـاً في شـــــــــــظـايـا قلبـه نشبـا

من بعدهِ هجمتْ خيلُ الضلالِ عـلى    خـدرِ الـنـبـوَّةِ يا للهِ فــــــــــــانـتهبـا

أبدوا عقائـل آلِ الوحي حاســـــــرةً    لم يتركوا فوقَها ستـراً ولا حُـــــجُبـا

اللهُ كـــــمْ قطعتْ لابـنِ النبيِّ حشىً    في (كربلاءَ) وكــــمْ رحلٍ بها نَــهبا

وكـمْ دمٍ قـــــد أراقـوا فـوقَ تربتِها    وكــــم يتيمٍ بكعبِ الرمحِ قد ضـــربا

سروا بهنَّ عــــلى الأقتابِ حاسرةً    إلى ابنِ هندٍ تقاسي الوخدَ والنــــصبا

وقال في رثاء الإمام الحسين من قصيدة تبلغ (30) بيتاً:

بدورٌ بأرضِ الطفِّ غابتْ وقد قضوا      على قلّةٍ مــنهمْ حقــــوقَ المكارمِ

حـــــــماةٌ حَموا دينَ النبيِّ وقد سموا      لأوجِ المعالي في فــــعالِ الأكارمِ

وقد أرخـصتْ منها النفوسَ لما رأتْ      بأنَّ حـــــــسيناً للــــعدى لم يسالمِ

تداعوا إلـــــــــــى لقيا المنونِ بأنفسٍ      تهونُ عليه بــــــــالأمورِ العظائمِ

قضوا للعلى حـــقاً وباتوا على الثرى      ضحايا ولكن بالسيوفِ الصوارمِ (9)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (24) بيتاً:

لكن سمعتُ بشهـــــــــرٍ فيه قد لـبستْ      آلُ الرســـولِ ثيابَ الحزنِ ألوانا

شهرٌ به آلُ بيـــــتِ الوحي قد سهرتْ      عيــــــــونُهم لمصابٍ فيه قد بانا

هيَّجتَ يا شهرُ ما في القلبِ مِن شجنٍ      إذ فيكَ أضحى رسولُ اللهِ ثكلانا (10)

وقال من أخرى تبلغ (21) بيتاً:

أمَّ العراقَ بـــــفتيانٍ ذوي شرفٍ      مُذ كاتــــــبته ذوو الأحقادِ والظغنِ

مُذ حلَّ فيهم أذاقـوهُ الحتوفَ وقد      بــــــــقيتُ بعدَكَ بالأرزاءِ والمحنِ

لقتلِه هُــدَّ ركنُ المجدِ وانبجستْ      عينُ الشريعةِ تجري الدمعَ كالمُزُنِ (11)

......................................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 342 ــ 343 / شعراء الحلة ج 1 ص 220 ــ 221 / البابليات ج 4 ص 131 ــ 132

2 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 343 ــ 344 / شعراء الحلة ج 1 ص 222

3 ــ البابليات ج 4 ص 130 ــ 133 / شعراء الحلة ج 1 ص 215 ــ 216 / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 341

4 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 215

5 ــ أدب الطف ج 9 ص 183

6 ــ البابليات ج 4 ص 130 ــ 131

7 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 216

8 ــ أدب الطف ج 9 ص 184

9 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 344 ــ 345 / شعراء الحلة ج 1 ص 222 ــ 223

10 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 346 ــ 347 / شعراء الحلة ج 1 ص 223 ــ 224

11 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 224 ــ 225

كما ترجم له:

العلامة أغا بزرك الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 344

الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب في النجف ص 250

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 284

حميد المطبعي / أعلام العراق الحديث ج 1 ص 238

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 44 ــ 45

المرفقات

: محمد طاهر الصفار