ابن المقرب العيّوني: (572 ــ 629 هـ / 1176 ــ 1231 م)
قال من قصيدة في رثاء أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (87) بيتاً:
أم للذي أودتْ به جُـعـدتُهم يـومـئـذٍ بـكـأسِ سُـمٍّ مـنـقعِ
وإن حزني كقتيلِ (كربلا) ليس على طولِ البلى بمقلعِ
إذا ذكـرتُ يـومَه تـحدّرتْ مـدامـعـي لأربـعٍ فـي أربعِ (1)
الشاعر:
جمال الدين أبو عبد الله علي بن المقرَّب بن منصور بن المقرَّب بن الحسن بن عزيز بن ضبار بن عبد الله بن محمد بن علي بن إبراهيم الربعي العيوني، شاعر الدولة العيونية، ولسانها، ومدوّن مآثرها، وموثق أمجادها، ومفخرة من مفاخرها، ولد في البحرين وينتهي نسبه إلى الأمير علي بن عبد الله العيوني الذي أزال دولة القرامطة من البحرين وأسس الدولة العيونية. (2)
ومثلما وجدت هذه الأسرة من صنع لها أمجادها وبوّأها صدارة الحكم وهو الأمير علي بن إبراهيم، فقد وجدت من خلد لها هذه الأمجاد والبطولات في علي آخر وهو الشاعر علي بن المقرب الذي تعد قصائده وثائق تاريخية مهمة، بل المصدر الرئيسي للباحث والدارس عن تاريخ هذه الدولة الشيعية الإثني عشرية.
فكان من يُمن طالع هـذه الدولة أن قيض الله لها من أبنائها من يُخلّد ذكرها ويبرز دورها في تاريخ هذه البلاد ذلك هو الأمير الشاعر جمال الدين علي ابن المقرب العيوني (٥٧٢ ــ ٦٣١هـ/ ١١٨١ - ١٢٣٧م) الذي شاء الله أن يبتليه بمحنة كان فيها الخير له ولقومه وللتاريخ فقد سخط عليه الأمراء من أبناء عمه فاضطهدوه ونكلوا به وبأهله فصاغ معاناته وآلامه شعراً حفل بذكر الكثير من أمجاد الدولة العيونية وأخبارها وبيان أحوالها في مراحل حياتها المختلفـة وقد أجبرته تلك المحنة على الخروج من بلده مُيمّماً شطر العراق حيث الأضواء وذيوع الصيت فكان ذلك من أسباب معرفة شعره وبقائه على قيد الحياة والذي لولاه لأصبح تاريخ الدولة العيونية رغم عمرها المديد نسياً منسياً شأنها في ذلك شأن من تقدمه ولحق بها من الدول التي حكمت هذه المنطقة. (3)
وقبل الخوض في الجانب الأدبي لحياة الشاعر لا بد من استعراض هذا الجانب المأساوي في حياته، فهو مليء بالأحداث التي تعطي انطباعاً عن شخصيته ونفسيته وتأثيرها على أدبه.
شاعر وقضيّة
في النصف الثاني من القرن السادس الهجري, كانت الخلافة العباسية في بغداد تعيش مرحلة الاحتضار بعد أن تقاسمتها الحركات الانفصالية التي كانت تنتزع منها أجزاءً كبيرة من الأمصار لتلفظ بعد ذلك الخلافة فيها أنفاسها الأخيرة وإلى الأبد، ففقدت سلطانها على أطراف المملكة الكبيرة العريضة التي كانت في يوم من الأيام تحتل جزءاً كبيراً من هذا العالم، فقد صار هذا العملاق أشلاءً ممزقة وفي كل صقع من أصقاعه قام مغامر ليعلن استقلاله، ويذيع انفصاله. فيما كانت بغداد اللاهثة المتعبة المحطّمة، تنظر بحسرة إلى أشلائها الموزّعة نظرة يائسة.
لقد أصبح الخليفة لا يملك السيطرة حتى على حاشيته، بل إن الخلافة أصبحت اسماً فقط وليس للخليفة منها سوى هذا (الاسم) وقد أحاطتها دول انتزعت منها قهراً، فقامت الدولة الإدريسية على يد العلويين في المغرب، والدولة الصفّارية في فارس، ثم السامانية التي أزاحتها عن تخومها واستولت على فارس وما وراء النهر، وظهرت الدولة الزيارية في جرجان، والحمدانية في حلب والموصل، والفاطمية في مصر، ثم كانت الغزنوية، والسبكتكينية، والخلفية في سجستان.
ولعل أهم هذه الدول هي البويهية التي حلّت محل الخلافة نفسها في بغداد، فقد ضمّت العراق إلى نفوذها فضلاً عن فارس وبسطت سلطانها على قصر الخليفة ثم حلت محلها الدولة السلجوقية.
وظهرت في نفس الوقت دولة القرامطة التي أزالها الأمير عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد العبدي الربعي العيوني، الذي انتزع الأحساء من حكم القرامطة، فحكم الإحساء والقطيف والبحرين مؤسِّساً الإمارة العيونية التي حكمت البحرين لمدة (168) عاماً. امتدت من العام (466 هـ إلى عام 636 هـ)، وهذا الأمير يرجع نسبه إلى العيونيين من بني عبد القيس، الذين حكموا الإحساء في تلك الفترة، وجاءت تسميتهم بالعيونيين نسبة إلى مدينة (العيون) التي نشأوا بها وهي شمال الإحساء. وظهر من هذه الأسرة الشاعر علي بن المقرب شاعر الدولة العيونية الفذ. (4)
وقد حكم بعد الأمير عبد الله أولاده وأحفاده، لكن فترة حكمهم كانت مصبوغة بالدماء مشحونة بالفتن والنزاعات والانقلابات والأحداث، وانقسمت الدولة إلى قسمي القطيف والإحساء حتى آل الحكم إلى أبي المنصور علي بن عبد الله بن علي الذي عاش في عصره ابن المقرب، وكان حاكماً على الإحساء، لكن ابن المقرب كان يميل إلى حاكم القطيف الأمير محمد بن أحمد بن أبي الحسين فدفع ضريبة هذا التوجه السياسي وكانت ضريبة فادحة كلفته كثيراً..
رحلة الألم
رافق ابن المقرب الشعر منذ صباه، فلهج به لسانه وهو في العاشرة من عمره، وقد سخّر شعره للوحدة ورصّ الصفوف ونبذ النزاع، فقد شهد منذ طفولته الصراع العنيف على السلطة بين أبناء قومه فكان يدعوهم إلى الوحدة ولم الشمل.
وفي هذه الحقبة نشأ ابن المقرب على حياة الفروسية والعزة والإباء، وتنسم من شمم الصحراء العربية آفاق الحرية والكرامة فلم يرق له أن يتطامن لحياة الذل والتبعية، وأبت له نفسه الحرّة الأبية أن يخضع لابن عمه الحاكم الذي وجد في روح الشاعر ما أثار حفيظته وجعله يتوجّس خيفة منه وزاد من النفرة بينهما أقاويل الوشاة من حاشية أبي المنصور الذين بذروا روح الحقد والضغينة في قلبه على ابن عمه ابن المقرب وحرّضوه على قتله، لكن الحاكم كان يخفي لابن المقرب ما هو أشد عليه من القتل، فصادر حريته بإلقائه في السجن (5)
وأوغل في أذاه وإذلاله والتصغير من شأنه، ولم يطلق سراحه حتى أحسّ بأنه قد شفي صدره منه وروى غليله به، ونجد أثر ذلك في شعره كثيراً منها قوله:
سَعوا في دَمي بِالجُهدِ حَتّى كَأَنَّني مِنَ الرُومِ قَد أعلمتُ جَيشاً مُحارِبا
ولم يكـفهــــــــــم قيدٌ ثقيلٌ وخشبةٌ برجليَ في دهمـاء تنسي المصائبا
وَأَشياءُ لَــــو عَدَّدتُها طالَ شرحُها وَلَم أُحصِها في مُحكَمِ النَّظمِ حاسِبا (6)
ولما خرج ابن المقرب من السجن كان قد أصبح فقيراً معدماً، إذ صادر الحاكم أمواله وبساتينه وممتلكاته وكل ما يملك ولم يُبقِ له شيئاً:
وقد كنتُ ذا مــــالٍ حلالٍ وثروةٍ يُضاعَف إكرامي وتُرجى مكارمي
فمالَ على مالي وحالي وثروتي وجـــاهي وأصغـى لاختلاقِ النمائمِ (7)
لكن الأنكى من كل ذلك أنه وجد أصدقاءه قد تخلّوا عنه وكأنّهم لم يعرفوه يوماً فضاقت عليه الأرض بما رحبت.
أيجملُ أن أجفى وأنفى وعندكم لمن ليس مثلي عيشةٌ ومقامُ
ويقبلُ قولَ الخـصمِ فيَّ تحاملاً وأسهرُ خــــوفاً منكم ويُنـامُ
وتقطعُ أرحامي وتُلغى مودّتي ويقعدُ بــــي ما بينكم ويقـامُ
وتذنبُ أقـــوامٌ فتعزى ذنوبُهـا إليَّ وأُلحــــــى عندكمْ وألامُ (8)
ورغم كل هذه النكبات والمآسي المريرة، إلا أنه لم ييأس فقد كان يحمل عزماً لا يلين وإصراراً لا ينثني في مواجهة الحوادث والآلام:
أتدري الليالي أيِّ خصمٍ تشاغبُه وأيِّ همـــــامٍ بالرزايا تواثبُه
تــجاهلَ هذا الدهـــرُ بي فكتّبت عليَّ بـــأنـــواعِ البلايا كتائبُه
وظـــــنّ محالاً أن أدينَ لحكمِهِ لتبكِ على عقلِ المعنّى نوادبُه (9)
وفي هذه الأبيات يوجّه رسالة لابن عمه الحاكم بأن روح الشاعر الحر لا يمكن أن تخضع للظالم المستبد فهاجر في أرض الله الواسعة وهو يأمل تفريجاً لكربه وما ألم به:
في كلِّ أرضٍ إذا يمَّمتها وطنٌ ما بينَ حرٍّ وبينَ الدارِ مِن نسبِ
إذا الديارُ تغشّـــاكَ الهوانُ بها فخلّها لضعيـــفِ العزمِ واغتربِ (10)
رحل إلى بغداد ومكث أشهرا ثم غادرها إلى الموصل وزار الموصل سنة 617 ه، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصل إليها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، (11) ثم تجول في مناطق البحرين والقطيف وغيرها من أنحاء الجزيرة، غير أنه لم يجنِ من أسفاره إلا التعب والضنك .. لكنه لم ييأس أيضاً:
إلى مَ انتظاري أنجمَ النحسِ والسعدِ وحتى مَ صمتي لا أُعيـــدُ ولا أُبدي
لقد ملَّ جنــبي مضجعي من إقامتي وملّ حسامي من مــــــجاورةِ الغمدِ
وأقبل بالتصــــهالِ مهري يقولُ لي أأبقى كذا لا في طــــــرادٍ ولا طردِ
أجدّكما لا أبـــــــــــرحُ الدهرَ تابعاً وعندي من العزمِ الهماميِّ ما عندي
أمثليَ مَن يُعـــــطي مقاليـــــدَ أمرِهِ ويرضى بأن يُجدى عليه ولا يُجدي
إذاً لم تلدني حـــــــاصنٌ وائــــــليّةٌ مقابلةُ الآبــــــــــــــــاءِ منجبةُ الولدِ (12)
ورغم ما تعرّض له من الأذى في دياره إلا أن نفسه كانت تتوق إليها، ويشدّه الحنين إلى قومه، باستذكار مآثرهم فهو بدوي أصيل البداوة، شديد التعلق بالقبيلة، تعطيه أذاها فيمنحها وداده، وتخرجه من دياره فيشيد بمآثرها ويتغنى بأمجادها:
خِفافٌ إلى داعي الوغى، غير أنّهم ثقالٌ إذا خفّتْ مصـاعيبــــــها الـهلبُ
إذا الجارُ أمسى نهـــــبةً عندَ جارِه فأموالهمْ للجارِ ما بينهم نــــــــــــهبُ
وأيامُهم يومانِ، يومٌ لــــــــنـــــائلٍ يقولُ ذووا الحاجاتِ من فيضِه حسبُ
ويومٌ، تقولُ الخيلُ والبيــضُ والقنا بـه والعدا: قطناً، فلا كانتِ الـــحربُ
أُولئكَ قومي حين أدعو، وأُسرتي وتنجبني منهم شـــــرامـــــــــخةٌ غُلبُ (13)
كان يحاول أن يلفت انتباههم إلى ما هم عليه من الحال وقد دانوا للسلطان الجائر فيرى بنفسه الأبية أن قومه قد ناموا على الذل، وخضعوا لبطش الحاكم الطاغية فتأتي أبياته كناقوس ينذرهم بالخطر ويوقظهم من سباتهم العميق:
يا ساكني الخطّ والجرعاءِ من هجرٍ هلِ انتظاركمُ شيئاً سوى العطبِ؟
بححتُ ممّا أُنــــــــــــاديكمْ وأندبكمْ لخيرِ منقــــــــــلبٍ عن شرِّ منقلبِ
فسكِّتــــــــــــوني بقولٍ لا تفونَ به قد صرتُ أرضى بوعدٍ منكمُ كذِبِ (14)
ولكنه لم يجد آذاناً صاغيةً ولا مغيثاً لندائه فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار، فنفسه لا تطاوعه على حياة الذل في ظل حاكم ظالم، وفي نفس الوقت لا يجد من يناصره على إزالة هذا الحاكم بالثورة عليه فينفّس عن نفسه بهذه الأنة الثائرة.
وتطول آلامه وتتضاءل آماله وهو بعيد عن دياره وقومه وقد أنهكته الغربة وأضناه البعد فيشاطر الحمام أحزانه وأشجانه:
صبا شوقاً، فحنّ إلى الديارِ ونازعه الهوى ثـــــــوبَ الوقارِ
رويداً يا حمام بـمستـــــهامٍ مشوقٍ مَتّهُ طــــــــــــولَ السفارِ
وأنتنَّ النواعـــــــمُ بين بانٍ وخيـــــــــــــرٍ إذ يزفَّ، وجلّنارِ
فلا واللهِ ما وجدٌ كــوجدي ولا عُرِفَ اصطبارٌ كاصطباري (15)
فرحة لم تتم
وصلت أخبار ابن المقرب إلى ابن عمه فأشفق قلبه وقرر إرجاع أملاكه وأمواله إليه، وعندما سمع ابن المقرب بذلك فرح وأعد العدة للعودة إلى دياره بعد غربة طويلة ومريرة، ولكنه فوجئ أن الحاكم قد عدل عن رأيه وأخلف بقوله فخاف على نفسه أن تكون هذه مؤامرة وخدعة تُحاك له فغادر الإحساء إلى القطيف، ومنها إلى عُمان فأقام في قرية تسمى طيوي حتى وفاته بها. (16)
غبن حتى بعد الموت
هذه الأحداث التراجيدية الحزينة التي أثارت الكتّاب والمؤرّخين، فتناولوها كل حسب مدى شعوره نحوها بين مُطيل ومُوجِز، وبين متعاطف ومتكلّف، رافقت حياة ابن المقرب طوال حياته حتى وِسمت سيرته بطابع الحزن والمظلومية والغبن وقد كثف الكتاب على هذا الجانب، ولم يلتفتوا إلى ما هو أكبر من هذا الغبن الذي لحق بسيرة ابن المقرب والذي لحقها بعد وفاته
لقد سلبه السلطان حريته وأمواله وكل ما يملك، وحتى وطنه لم يكن يستطيع الإقامة فيه بأمان فتغرب في البلاد، ثم يأتي دور التعصّب الأعمى ليحاول مصادرة عقيدته الشيعية الصريحة وهويته الولائية لأهل البيت (عليهم السلام) بحذف كل شعر له في حقهم والذي يثبت تشيُّعه، ولكن رغم هذه المحاولة فقد بقي من شعره ما يشير وبقوة إلى عقيدته ومذهبه.
دلت المصادر إلى أنه كان من شعراء الشيعة المكثرين والمطيلين في مدائحهم ومراثيهم ولكن لا يوجد في ديوانه المطبوع من القصائد في حقهم سوى قصيدته العينية التي تبلغ (87) بيتاً، وهي قصيدة ذات نفس شيعي صريح، فأين ذهبت بقية القصائد؟
يقول السيد جواد شبر: (له شعر كثير في أهل البيت عليهم السلام وفي الحسين عليه السلام خاصة..) (1) ولكن أين ذهب هذا الشعر الكثير!
ويقول السيد محسن الأمين: (له ديوان شعر مطبوع حذف منه طابعوه مدائحه ومراثيه في أهل البيت عليهم السلام) (2) ورغم محاولتهم طمس هذا الشعر إلا أنهم فضحوا أنفسهم بأنفسهم بخيانتهم الأدبية فقد ذكروا في ديوانه أن له قصيدة في أهل البيت همزية ذكروا مطلعها فقط وقالوا إن هذا ليس محلها!!
وقد ذكر ذلك الشيخ الكرباسي وعلق عليه فقال ما نصّه: (ورد في ديوان ابن المقرب المطبوع بالإحساء والمصور عنه في القاهرة: وله على قافية الهمزة في أهل البيت (رضوان الله عليهم) عذرية مطلعها ... ولكن ليس هذا محلها)!!
ثم يعلق الكرباسي على ذلك بالقول: (ولا يُخفى أنها لم تثبت في موضع آخر من الديوان، ولا ندري إذا كان الديوان المحل غير المناسب لها فأين هو المحل المناسب لها؟) (19)
ويذكر الكرباسي هذا المطلع للقصيدة الضائعة وهو:
هذا الغميمُ فنادِ في صحرائهِ وقفَ الركابُ هنيئةٍ بفنائِهِ
ثم يقول في الهامش نقلا عن صاحب الديوان: وله ــ أي لابن المقرب ــ على قافية الهمزة في أهل البيت رضوان الله عليهم عذرية مطلعها ... وذكر البيت ثم قال ــ أي شارح الديوان ــ وليس هذا محلها) ثم يقول الكرباسي: ولم يذكرها في موضع آخر من الديوان (20)
ولم يقتصر ضياع شعر ابن المقرب على هذه القصيدة فقط حيث يذكر الكرباسي دليلاً آخر على ذلك فيقول: (وقد ذكر البلادي علي بن حسن البحراني في ترجمته ــ أي ابن المقرب ــ لدى الحديث عن شعره قائلا: وقد وقفت له على مراثي كثيرة على الحسين (عليه السلام) سبط المصطفى...
ويعقب الكرباسي على كلام البلادي بالقول: وذكر أبيات أربعة من ميميته (21)، ولم نر هذه الكثرة التي ذكرها لا في ديوانه ولا في ترجمته وقد علق الأمين عند ذكره لديوانه بقوله: له ديوان شعر مطبوع حذف منه طابعوه مدائحه ومراثيه في اهل البيت عليهم السلام...
ثم يقول الكرباسي: ورغم ما بذلناه من الجهود من الاتصال بطرقنا في المنطقة الشرقية وغيرها للبحث عن المخطوطات فلم نحصل من شعره الحسيني غير ما أوردناه في هذا الديوان حتى القصيدة الرباعية التي أشار إليها البلادي لم نوفق في العثور عليها وما أثبتناه في الديوان ناقص إلا العينية) (22)
وقد امتاز ابن المقرب بنفسه الطويل فأغلب قصائده قاربت المائة بيت ومنها قد تجاوزت المائة فضياع أو تلف مثل هذه القصائد يعد بحق خسارة كبيرة للأدب العربي يقول الكرباسي: (إن هذا الديوان ــ أي ديوان القرن السابع الذي ذكر فيه قصيدة ابن المقرب ــ قد احتوى على قصيدة واحدة من القصائد الطوال وهي القصيدة العينية لابن المقرب والتي تبلغ سبعة وثمانين بيتاً وتعد من القصائد الممتازة ومن الجدير ذكره بأن غالبية قصائد ابن المقرب من الطوال وهو الوحيد الذي التزم ذلك في هذا القرن من بينهم وبالأخص الحسينيين منهم ولا يخفى أن الكثير من مراثيه في السبط الشهيد قد أصبحت أثرا بعد عين...) (23)
أما ما بقي من شعره في أهل البيت سوى العينية فهو أبيات معدودة منها قوله وهو يفخر بتشيّعه ويصف مشهدي الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهما السلام) فيقول:
منّا الذي ضُربتْ حمرُ القبابِ له بالمشهدينِ وأعطى الأمنَ وانتقما (24)
أما الأبيات الأربعة التي ذكرها البلادي من قصيدة فهي أول بيت منها وآخر ثلاثة أبيات وهي:
من أي خطبٍ فادحٍ نتألمُ ولأيِّ مرزيةٍ ننوحُ ونلطمُ
وآخرها
قمنا بسنَّتِكــــــم وحـطـنا ديـنَـكـم بالــــسيـفِ لا نـألوا ولا نتبرَّمُ
وعلى المنابرِ صرَّحتْ خطباؤنا جــهراً بكـمْ وأنوفُ قومٍ ترغمُ
لا تسلموني يــــــــــومَ لا مُتأخِّرُ لي عن جـزا عملي ولا متقدمُ (25)
ويتضح جلياً أن هذه الأبيات هي من ضمن قصيدة طويلة لم يستطع المحقق تحملها مع غيرها من القصائد الطوال التي امتاز بها ابن المقرب في حسينياته.
والحمد لله الذي شاء أن تبقى هذه القصيدة التي حفظتها المصادر قبل أن تنالها يد الاغتيال وتمحو أثر تشيّعه وتصادر عقيدته، لقد شاء الله أن يشرق وجه ابن المقرب بتشيّعه في سجل التاريخ ويفصح عن ولائه وحبه لأهل البيت بهذه القصيدة
قالوا فيه
قال الحافظ المنذري: (قدم بغداد وحدث بها شيئاً من شعره، كتب عنه غير واحد من الفضلاء ودخل الموصل أيضاً ومدح ملكها وأقبل عليه أهل البلد أيضاً وكان شاعراً مجيداً مليح الشعر) (26)
وقال الشيخ علي البلادي البحراني وهو يذكر ما ضيِّع من شعره: (كان أديباً فاضلاً ذكياً أبيّاً شاعراً مصقعاً من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين بحبهم ذا النفس الأبية والأخلاق المرضية والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيراً من أحواله بتفصيله وإجماله وهو مطبوع وإن كان الظاهر أنه من المخالفين له في المذهب والمشاركين له في الأدب ولهذا حذف من أشعاره المراثي والمدائح وجرّد منها ما هو الأولى بالذكر والصالح ويحتمل التقية في حقه وقد وقعتُ له على مراثٍ كثيرة في الحسين (عليه السلام) منها المرثية في نظم مقتل الحسين ومنها قصائد من جملتها القصيدة المشهورة ....) (27)
وقال أيضاً: (ومن أدبائها البلغاء وأمرائها النبلاء الأمير الأريب الأديب المهذب علي بن مقرب الأحسائي ينتهي نسبه إلى عبد الله بن علي بن إبراهيم العيوني الذي أزال دولة القرامطة من ربيعة) (28)
وقال الحر العاملي: (الأمير الكبير علي بن مقرب، عالم فاضل جليل القدر شاعر أديب، له ديوان شعر كبير حسن) (29)
وكتب عنه الدكتور مصطفى جواد مقالاً تحت عنوان: شعراء منسيون من محبي آل البيت عليهم السلام قال فيه:
(كمال الدين علي بن مقرب العيوني من قرية العيون بالبحرين وبها ولد سنة ٥٧٢ ولكنه طوّف في بلاد العرب ووصف شعره بـ المفعم كياسة وحماسة). (30)
شعره
يقول ابن المقرب عينيته في أهل البيت (عليهم السلام):
يا واقـــــــفـاً بدمـنـةٍ ومــــــــــــربــعِ إبــكِ عـلــى آلِ الـنــــبـيِّ أو دَعِ
يُـكفيكَ ما عانيــــــــتَ من مـــصابِهم مــن أن تُـبـكّـــــــــي طللاً بلعْلَعِ
تُحبُّـــهم قــلـــــــــتَ وتبكـــي غيرَهم إنَّــكَ فــــــــــــيـــــمـا قُلتَه لمدّعِ
أما علمــــــــتَ إنَّ إفـــــــراطَ الأسى عـلــيـــهـمُ عـلامـــــــةُ الـتـشـيُّعِ
أقوَتْ مغانــــــيـهـــمْ فــــــــهنَّ بالبُكا أحـقُّ من وادي الغضا والأجرعِ
يا ليتَ شعري مَــــــــــــنْ أنوحُ منهمُ ومَــــــــن له يَنـهلُّ فيضُ أدمعي
أللوصيِّ حــــــــــــيـــنَ في محـرابِه عُـمِّمَ بالسيــــفِ ولمَّـــــــــا يَركعِ
أم للبتـــــــــولِ فاطــــــــــمٍ إذ مُنعتْ عن إرثِها الحـــــــقِّ بأمرٍ مُجْمَعِ
وقـــــــــولُ مَن قــــالَ لـــــها يا هـذهِ لقد طلــــــــــبتِ باطلاً فارتدعي
أبوكِ قد قـــالَ بأعـلى صــــــــــــوتِه مُصرِّحاً في مجمـــــــــعٍ فمجمعِ
نحنُ جميـــعُ الأنبيـــــــــــاءِ لا نـرى أبناءَنا لإرثِــــــــــــنا مِن موضِعِ
وما تركنـــاهُ يكــــــــــونُ مَغنـــــــماً فارضيْ بما قالَ أبــوكِ واسمعي
قالتْ فهاتوا نحلتي مِـــــــــن والــدي خيرِ الأنــــــــــامِ الشافـعِ المُشفَّعِ
قالوا فهلْ عنــــــــــــــــدكِ مـن بيِّـنةٍ نسمعُ معناها جمــــــــــيعاً ونعي
فقالت إبنـــــــــايَ وبــــــعليْ حيــدرٌ أبـــــوهما أبصــــــــرْ به وأسمِعِ
فأبطلوا إشهـــــادَهمْ ولمْ يــكـــــــــن نصُّ الكتــــــــــــابِ عندهمْ بمُقنعِ
ولم تزلْ مهـضــومةً مــــــــــظلومةً بِرَدِّ دعــــــــواها ورَضِّ الأضلعِ
وأُلحِـدتْ في ليلِـــــــــها لغيضِـــــها عليهمُ ســـــرَّاً بأخفـــــــى موضعِ
أم للذي أودتْ بــــــه جُـــــــــعـدتُهم يــــــــــــــــــومئذٍ بكأسِ سُمٍّ منقعِ
وإنّ حُزني لقتيـــــــــلِ (كــــــربلا) ليسَ على طــــــــــولِ البلى بمُقلعِ
إذا ذكـرتُ يومَــــــه تــــــــــحدّرَت مدامـــــــــــــــعي لأربعٍ في أربعِ
يا راكباً نحو العـــــــــــراقِ جرشعاً يُنمى لعبــــــــديِّ النجــارِ جرشعِ
إذا بلغتَ نـيـــــــــــنـــــوى فقِفْ بها وقوفَ محــــــــزونِ الفؤادِ مُوجعِ
والبس إذا اسطـعتَ بها ثوبَ الأسى وكلَّ ثوبٍ للعــــــــــــــزاءِ المُفجعِ
فإنَّ فيها للهدى مــــــــــــــــصارعاً رائعةً بمثـــــــــــــــــــلها لم يُسمعُ
فاسفحْ بها دمعَـــــــــــــكَ لا مُستبقياً في غَربِـــــــهِ ونُحْ دوامـاً واجزعِ
فكلُّ دمعٍ ضـــــــــــــــائعٌ منكَ على غيرِ غريــــبِ المصطفى المضيَّعِ
للهِ يوماً بالطفـوفِ لم يــــــــــــــــدع لمسلـــــمٍ في العيشِ من مُـــستمتعِ
يومٌ به اعتلتْ مصابيــــــــــحُ الدجى بـعــــــــارضٍ من الضلالِ مُفزعِ
يومٌ به لم يبقَ من دعـــــــــــــــــامةٍ تَشدّ ركنَ الديـــــــــنِ لم تُضَعْضَعِ
يومٌ به لم تبــــــــــــــــــقَ من داعيةٍ تدعو إلى الشيطــــانِ لم تُبتــــــدعِ
يومٌ به لم يبـــــــــــقَ مِن غــمـــامـةٍ تحيـــــــــي ثـرى الإسلامِ لم تُشيّعِ
يومٌ به لم تبــــــــــــــــــــقَ قطٌ رايةٌ تهدي إلى ضـــــــــــــلالةٍ لم تُرفعِ
يومٌ به لم يبقَ قطّ مــــــــــــــــــارنٌ ومعطـــــــــــــــسٌ للحقِّ لم يَنجدعِ
يومٌ به لم تبقَ مِن وسيـــــــــــــــــلةٍ حقَّاً لآلِ المصطـــــــــــفى لم تُقطعِ
يومٌ به الكلبُ الدريـــــــــــــعُ يَعتدي على هِزبــــــــــــــرِ الغابةِ المُدرّعِ
يومٌ بهِ غُودرَ سبطُ المـــــــــصـطفى للعاســــــــــــــلاتِ والسباعِ الخُمَّعِ
لهفى له يدعو الطـــــــــــــعانَ مُعلناً دعـــــــــاءَ مأمونِ الفــــرارِ أروعِ
يقولُ يا شرَّ الأنامِ أنتــــــــــــــــــــمُ أكفــــرُ من عـــــــــــــــادٍ وقومِ تُبّعِ
كاتبتموني بالمسيــــــــــرِ نــــحوكمْ وقلتـــــــــــمُ خُــذ في المسيرِ أوْ دَعِ
فنحنُ طوعٌ لكَ لمْ ننـــــــــــسَ الذي لكمْ مِن العـــــــــــهدِ ولــــــمْ نُضيِّعِ
حتى إذا جئتُ لمَا يُصلـحــــــــــــكمْ من إرثِ جــدّي وذراريــــــــهِ معي
لقيتموني بسيــــــــــوفٍ في الـوغى مُنتضـــــــــياتٍ ورمـــــــــاحٍ شُرّع
هل كان هذا في سجـــــــــــــــلّاتكمُ يا شرَّ مـرأى للـــــــــــورى ومسمعِ
هل لكمُ في أن تفــوا ببيــــــــــــعتي أن تسمــــــــــحوا لي عنـكمُ بمرجعِ
قالوا له هيهــــــــــــــــــاتَ ذاكَ إنّه مالكَ في ســــــــــــــلامةٍ من مطمعِ
بايعْ يزيداً أو ترى ســــــــــــــيوفَنا هــــــــــامَـــــــــــكُمُ يقعنَ كلَّ مـوقعِ
فعندها جــرّدَ سيــــــــــــفاً لم يضعْ نجـــــــــادَه منه بـأيِّ مـــــــــــوضعِ
وعاثَ في أبطالِهم حتى اتّـــــــــقى من بــــأسِـــــــــــــهِ الحـاسرُ بالمقنّعِ
وحوله من صحبــــــــــــهِ كلُّ فتىً حامي الذمارِ بطــــــــــــــــلٍ سَميدعِ
كم غادرٍ غـادرَه مُـــــــــــــــــجدّلاً والخيلُ تَردى والكماةُ تَدّعـــــــــــــي
حتى رماهُ الرجسُ شُـــــــــلّـت يَدُه عن بارعِ الرميةِ صُــــــــلـبِ المنزعِ
فخرَّ والهفا له كــــــــــــــــــــــأنّما عليهِ ردعٌ أو خَـــــــــــــــــلوقٌ أودَعِ
من بعدِ أن لـــم يبقَ مــن أنـصارِهِ غيـــــــــــــــــــرُ طعـامِ أنسُرٍ وأضبعِ
ثَمَّتَ مــــالوا للخيـام مَيـــــــــــــلةً قــــــــــــــــــالتْ لركنِ الدينِ إيهاً فَقِعِ
ضـرباً ونهباً وانتهـــــــاكَ حـرمةٍ وذبــــــــــــــحَ أطـفالٍ وســــلبَ أذرعِ
لقد رأوا في الكفرِ تعـــــــــساً لهم رأي قُـــــــــــــــــــــدارٍ رأيهمْ فيصدعِ
وأينَ عَقرُ نــــــــــــاقةٍ مما جَـنوا يا للرجالِ للفعــــــــــالِ الأشــــــــــــنعِ
ما مثلها في الدهرِ من عـــظيــمةٍ لقد تعـدّتْ كل أمرٍ مـــــــــــــــــــــفظعِ
تُسبى ذراري المصـــطفى مـحمدٍ رضاً لشانيــــــــــــــــــهِ الزنيمِ الأوكعِ
يا لهفَ نفسي للحـسيـــــنِ بالـعرا وقد أقيــــــــــمَ أهله بجـــــــــــــــــعجعِ
لهفي لمولايَ الشهيـدِ ظـــــامـــئاً يُذادُ عن ماءِ الفـــــــــــــــــراتِ المُترعِ
لم يسمحِ القومُ لهُ بشــــــــــــربةٍ حــــــــتى قضى بغـــــــــــــــــلّةٍ لم تنقعِ
لهفي له والشمــــــرُ فوقَ صدرِهِ لحَيَنِ أوداجٍ وهشــــــــــــــــــــــمِ أضلعِ
لهفي له ورأسُــــهُ فــــــي ذابـــلٍ كـــــــــــــــــــالبدرِ يَزهو فـي أتمِّ مطلعِ
لهفي لثغرِ السبطِ إذ يـقـــــــرعُـه مَن سيودُّ أنّه لــــــــــــــــــــــــــمْ يَقرعِ
يا لهفَ نفسي لبنــــــــــاتِ أحـمدٍ بين عطــــــــــــــــاشٍ في الـفلا وجُوّعِ
يُسقنَ في ذلِّ السبـا حواسِـــــــراً إلى الشآمِ فوق حَـــــــــــــــســرى ضُلّعِ
يقدمهنّ الرأسُ فـــــــــــي قنـاتِهِ هديّةً إلى الــــــــــــــــــــدعيِّ ابن الدعي
يندبنَ يا جـدّاهُ لو رأيتـــــــــــــنا نُسلَبُ كلّ مِعجــــــــــــــــــــــــرٍ وبُرقعِ
نُهدى الى الطاغـي يـــزيــدَ لُعَّناً شعثاً بأســــــــــــــــــــوا حـــــالةٍ وأبدعِ
يَحدو بنا حـــادٍ عنـــيفٌ ســيـرُه لو قيلَ إربــــــــــــــــــــعْ ساعةً لم يَربعِ
يتعِبُنا السيرُ فيســــــــــــــــتحثّنا إذا تخلّفنا بــــــــــــــــــــضـــربٍ مُوجعِ
ولو ترى السجــــــــادَ في كبولِهِ يُضربُ ضـــــــــــــــــربَ النُّعَمِ المُسلّعِ
يعززْ عليكَ جدّنا مقــــــــــامُــنا ومصــــــــــــرعٌ في الطفِّ أيُّ مصرعِ
استأصلوا رجالنا وما اكــتـــفوا بسبي نســــــــــــــــــوانٍ وذبــــحِ رُضَّعِ
ثم يَصحنَ يا حسينـــــــــــاهُ أما بعد فراقِ اليـــــــــــــــــــــــومِ من تجمُّعِ
خلّفتنا بعــــدكَ وقفاً مُحــــجَـراً على الحنيــــــــــــــــــنِ والنوى والجَزَعِ
واعجباً للأرضِ كيـف لم تَـسِخْ وللسمـــــــــــــــــــاءِ كيفَ لم تُــــزعزَعِ
فلعنةُ الرحمنِ تغشى عصــــبةً غزتهمُ وعصــــــــــــــــــــــــــبةً لم تَدفعِ
يا آلَ طه أنتـــمُ وسيــــــــــلتي عنــــــــــــــــــــــــدَ الإلهِ وإلـيكمْ مفزعي
واليتكمْ كيما أكــونَ عندكــــــمْ تحتَ لواءِ الأمـــــــــــــــــــنِ يـومَ الفَزَعِ
وإن منعتمْ مَن يوالـــي غيركمْ إن يرِدَ الحـــــــــــــــــــوضَ غداً لم أُمنَعِ
إليكمُ نفثةُ مصــــــــــدورٍ أتتْ مــــــــــــن مصقعٍ نُدبٍ وأيُّ مِـــــــصقعِ
مقربيٌّ عـــــــــــــــربيٌّ طبعُه ونجــــــــــرُه، وليــــــــــــــــسَ بالمذرّعِ
يُنمى إلى البيتِ العيـــونيِّ إلى أجلِّ بيــــتٍ في الــــــــــــــــــعلى وأرفعِ
عليكمُ صلى الإلـــــهُ وســـقى أجداثكم بكلِّ غيــــــــــــــــــــــــثٍ مُمرعِ
..............................................................
1 ــ ديوان ابن المقرب تحقيق وشرح عبد الفتاح محمد الحلو ــ مكتبة التعاون الثقافي، الإحساء 1988 ص 259 / أدب الطف ج 4 ص 31 / أعيان الشيعة ج 8 ص 348 عن كتاب (مطلع البدور ومجمع البحور) لصفي الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال / ديوان القرن السابع ص 121
2 ــ تاريخ الإمارة العيونية في شرق الجزيرة العربية عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الملا ص 24
3 ــ نفس المصدر، المقدمة ص 8
4 ــ نفس المصدر ص 24
5 ــ مقدمة ديوان ابن المقرب تحقيق وشرح عبد الفتاح محمد الحلو ــ مكتبة التعاون الثقافي، الإحساء 1988 ص 5 وقد اعتمدنا عليه في نقل الأشعار
6 ــ ديوانه ص 36 من قصيدة تبلغ (59) بيتاً
7 ــ ديوانه ص 519 من قصيدة تبلغ (69) بيتاً
8 ــ ديوانه ص 480 من قصيدة تبلغ (82) بيتاً
9 ــ ديوانه ص 57 من قصيدة تبلغ (52) بيتاً
10 ــ ديوانه ص 74 من قصيدة تبلغ (77) بيتاً
11 ــ الأعلام ج ٥ ص ٢٤
12 ــ ديوانه ص 132 من قصيدة تبلغ (95) بيتاً
13 ــ ديوانه ص 29 من قصيدة تبلغ (82) بيتاً
14 ــ ديوانه ص 75 من قصيدة تبلغ (77) بيتاً
15 ــ ديوانه ص 214 من قصيدة تبلغ (38) بيتاً
16 ــ الأعلام ج ٥ ص ٢٤ / معجم الشعراء العرب ج 1 ص 99
17 ــ أدب الطف ج 4 ص 37
18ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 347
19 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن السابع ص 36 ــ 37
20 ــ نفس المصدر ص 52 ويشير إلى وجود البيت في ص 25 من ديوان ابن المقرب
21 ــ أنوار البدرين ص 317
22 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن السابع ص 37
23 ــ نفس المصدر ص 231
24 ــ ديوانه ص 547 من قصيدة تبلغ (150) بيتاً
25 ــ أنوار البدرين ص 317 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٤٨ / ادب الطف ج 4 ص 37
26 ــ التكملة لوفيات النقلة، في ذكر وفيات سنة 629 هـ
27 ــ أنوار البدرين ص 318
28 ــ الباب الثالث من أنوار البدرين في ترجمة علماء هجر وهي الأحساء ص 396
29 ــ أمل الآمل ص 185
30 ــ مجلة البلاغ الكاظمية العدد الثاني من السنة الاولى ص ١٥
كما ترجم لابن المقرب وكتب عنه:
الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 159
محمد سعيد المسلم / ساحل الذهب الأسود ص 158 – 167
خير الدين الزركلي / الأعلام ج 5 ص 24
فهد بن عوض بن وريدة ــ ابن مقرب العيوني حياته وشعره
عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك ــ شرح ديوان ابن المقرب
الدكتور علي عبد العزيز الخضيري ــ علي بن المقرب العيوني - حياته وشعره
الدكتور / أسامة لطفي الشورّتي ـــ الاغتراب في شعر علي بن المقرب العيوني
مكي محمد سرحان ــ ابن المقرب العيوني، سلسلة (أدباء خليجيون متميزون) رقم 6
دلال خالد رولاند ــ مظاهر التطور الدلالي في ديوان ابن المقرب العيوني
أحمد موسى الخطيب ــ الشاعر علي بن المقرب العيوني دراسة موضوعية وفنية
سامي المناعي ــ ابن مقرب العيوني شاعر الخليج في العصور الإسلامية حياته وشعره
عمران محمد العمران ــ ابن مقرب حياته وشعره
اترك تعليق