السيد صادق آل طعمة .. الشاعر المتوَّج بالشهادة

 

مثّل الأدب الكربلائي نماذج كبيرة حازت على مكانة متميزة في التاريخ الأدبي للعراق والوطن العربي، فقد كان للخصائص العلمية والأدبية التي توفّرت في هذه المدينة أثرها البارز في إفراز أسماء كثيرة أغنت المكتبة الإسلامية بآثار نفيسة ونتاجات ثرة، ومن هذه الأسماء التي تخلّدت في ضمير التاريخ الأدبي الكربلائي الشاعر الشهيد السيد صادق آل طعمة الذي أعدمه النظام البعثي الفاسد لتمسكه بمبادئ الإسلام وولائه لأهل البيت (عليهم السلام) ومواقفه المعارضة للسلطة الدكتاتورية.

اجتمعت في الشاعر روح إسلامية خالصة، وعاطفة وطنية صادقة فنتج عنهما نثراً رصيناً وشعراً ملتزماً، فكان شعلة أدبية وقّادة وطاقة شعرية متدفقة، نهل من المناهل العلمية والأدبية الكربلائية وتغذّى من آداب القرآن الكريم وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام)

ولد السيد صادق بن محمد رضا بن محمد مهدي بن سليمان بن مصطفى بن أحمد بن يحيى بن خليفة (نقيب الأشراف) بن نعمة الله بن طعمة علم الدين الفائزي الموسوي الحائري في كربلاء سنة (1347 هـ / 1928 م)، في ظل أسرة علمية وأدبية برز منها كثير من العلماء الأعلام والأدباء الكبار وكان منهم والده السيد محمد رضا الذي ربّاه على تعاليم الإسلام الحنيف ومبادئ القرآن الكريم فأنار طريقه بنور كتاب الله، وأرشده إلى مكارم الأخلاق.

وعملاً بالقول المنسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام): (الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً)، فقد علّمه فنون الخط العربي والفارسي ووجّهه إلى أساليبه وخصائصه، فكرّس الابن نفسه ووقته لممارسة هذا الفن حتى برع فيه وأصبح من الخطاطين المشهورين، فكتب نسخاً من القرآن الكريم والزيارات وغيرها.

وإضافة إلى والده فقد درس السيد صادق قراءة القرآن الكريم وفنون الخط على يد الشيخ محمد السرّاح الأسدي، وعلم التجويد على يد السيد محمد علي السيف والحاج محمد حسين الكاتب، ودرس علوم العربية وأصول الفقه على يد أساتذة عدة من علماء كربلاء في مدرسة الخطيب، منهم: السيد محمد كاظم القزويني، والعلامة الشيخ محمد الخطيب، والشيخ عبد الحسين الدارمي.

قالوا عنه

يقول عنه السيد محمد جمال الدين الهاشمي: (تلقى السيد صادق آل طعمة من وراثته وبيئته ومجتمعه ما جعله أنموذجاً حياً للعقيدة والشرف والسيادة وفي كربلاء تتلاقح العقيدة والمعرفة والأدب فلا غرو أن ينشأ ابنها البار هذا طافحاً بالدين والعقيدة والأدب وأن يبرز بروحه الثائرة على الجهل والإلحاد)

ويقول عنه الأستاذ والمفكر والأديب الكبير توفيق الفكيكي: (لمست في السيد صادق طموح مبكر وفكر متوثب وقلب ملتهب بحرارة العقيدة ونفس مطمئنة بالإيمان وبرد اليقين وقدرة على التعبير الفصيح)

مع مضمار التأليف والشعر

بدأ مضمار السيد صادق في ميدان الأدب عبر المقالات وذلك عام (1950)، فنشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية منها: (العرفان)، و(البلاغ)، و(الإيمان)، و(الأقلام)، و(العدل)، و(التضامن الإسلامي)، و(الشؤون الإقتصادية)، و(الثقافة الإسلامية)، و(الرائد)، و(رسالة الجمعية الإسلامية)، و(صوت المبلغين)، و(الأخلاق والآداب) وغيرها، وقد اتسمت مقالاته بالروح الإسلامية الخالصة والفكر النير وكان يمتلك مكتبة ضخمة تضم حوالي ألفي كتاب في مختلف العلوم.

ثم اتجه نحو الشعر بعد أن قرأ لكبار شعراء العرب قديماً وحديثاً وتأثر بهم وكان أبرزهم: المتنبي، والشريفان الرضي والمرتضى، ثم الجواهري، فبدأت رحلته مع الشعر عام (1958) ونشر في المجلات والصحف التي كان ينشر فيها مقالاته، كما كان لهذه المقالات والقصائد ميداناً آخر إضافة إلى الصحف والمجلات حيث كان يلقيها وهو يعتلي صهوات المنابر في الاحتفالات الدينية والأدبية وخاصة في المهرجانات السنوية لمولد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

دخل السيد صادق الدورة التربوية الخاصة برجال الدين وتخرج منها عام (1959) وعُيِّنَ معلماً، وانتمى إلى جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين ببغداد عام (1962)، وكان من أصدقائه ومجايليه من الأدباء الكبار في تلك الفترة والذين استفاد منهم ومن توجيهاتهم، الشاعر الكبير الشيخ عبد الحسين الحويزي، والدكتور صالح جواد آل طعمة، والسيد مرتضى الوهاب، والسيد مرتضى القزويني، والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني.

طرق السيد صادق باب التأليف وأبدع فيه وله العديد من المؤلفات العلمية والأدبية منها:

1 ــ الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء / بجزئين

2 ــ من وحي الأدب

3 ــ قبسات من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)

4 ــ صفحات مشرقة من تاريخ كربلاء

5 ــ معالجات في شؤون نظام العتبات المقدسة

6 ــ الحركة العلمية الدينية في كربلاء

7 ــ هكذا يتطفلون على الأدب

8 ــ ذكرى فقيد الإسلام الخالد الإمام الشيرازي

9 ــ فاجعة عزاء طويريج بالإشتراك مع الحاج جاسم الكلكاوي

10 ــ شذرات الفكر

11 ــ الشعائر الحسينية في معرض النقد والتوجيه

12 ــ ديوان شعر باسم (نفحات)

13 ــ من أعلام الفكر في كربلاء .

14 ــ من بطولات كربلاء في فترة الطغيان الشيوعي

15 ــ هؤلاء علماؤنا في البلاد الإسلامية

16 ــ لمحات العقيدة: وهي مجموعة أعماله الشعرية .

الشهادة

اعتُقِل السيد صادق آل طعمة على إثر نشاطه الديني الواسع من قبل النظام البعثي المجرم يوم 16 / 8 / 1980 وتعرض لأنواع التعذيب، حتى تم إعدامه بطريقة همجية بشعة دلت على وحشية هذا النظام الصدامي المقيت، وانسلاخه عن الإنسانية تماماً، حيث أعدم بـ (حامض التيزاب المركّز) فمضى شهيداً على نهج آبائه وأجداده وذلك في يوم 28 / 8 / 1982 وتم مصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة.

شعره

امتاز شعره بالأصالة في البناء اللغوي والنفس الولائي الخالص والروح الصادقة في التعبير وهي أهم سمة فيه، يقول الأستاذ موسى الكرباسي: (تتّسم شاعرية السيد صادق بالطابع التقليدي في الأسلوب، في المعنى وفي المنحى في الصورة، غير أنها وإن اتسمت بالتقليد لها وقع في النفس، لما للمشاعر قدرة على انتقائه اللفظ المؤثر، وتمسّكاً بعقيدته الإسلامية وتفانيه في حبه لآل البيت (عليهم السلام)، اقتصر شعره على القول في هذا الغرض الديني وانحصر في إطاره ولو أنه تجاوز أحياناً إلى رثاء رجال الدين إشادة بهم وتمجيداً)

وإضافة إلى هذا الطابع الديني الولائي الذي اتسم به شعره فقد امتزجت قصائده بالروح الوطنية الخالصة التي تدافع عن حقوق الشعب وتندّد بالظالمين فكان شعره مُؤثراً في النفوس ضد سياسة البعث الجائرة مستلهماً فيه من جده سيد الشهداء (عليه السلام) أسمى معاني الإباء ومقارعة الاستبداد والظلم.

يقول من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)

شهرُ الحرامِ مُحرَّمُ ** بصدى الفجائعِ يقدمُ

فيه الوجودُ مُـعبَّسٌ *** من أجـــلهِ لا يبـسمُ

والكونُ منفعلُ الضمـــــيرِ ووجهُه متجـــهِّمُ

فيه القلوبُ كأنــها *** جمرُ الغضا تتضرَّمُ

فيه ليـــــومِ الطــــــــفِّ أروعَ مشهدٍ يتجسَّمُ

فهنا الرزايا المرزمــــاتُ هنا الفجائعُ والدمُ

بهذه المقدمة (المدماة) يبدأ قصيدته الملحمية الحسينية العاشورائية التي تبلغ (124) بيتاً وهو يستعرض أحداث ذلك اليوم الدامي الذي اصطبغ فيه الأفق بالدماء لتنجلي عن الدين ظلمات الظلم والجور الأموية ويصبح أكثر إشراقاً بالتضحية:

فنهضتَ نهضةَ ثائرٍ *** في بأسِهِ لا يقحمُ

وبعثته حــــياً وكـــــــــادَ من المظالمِ يُعدمُ

يا سبط أكرمِ مرسلٍ ** وهوَ النبيُّ الأعظمُ

يا شبلَ حيدرة الوغى * وهوَ الإمامُ المعلمُ

يا ابنَ البتولةِ وهيَ سيــدةُ النســـاءِ وأكرمُ

يا ناهضاً بالدينِ في *** إحيـائهِ يا ضيغمُ

فرسمتَ نهجَ تحرُّرٍ ** هوَ منكَ نهجٌ أقومُ

بدمِ النحورِ رسمته *** وبغيــرِه لا يُرسمُ

 يا صانعَ المجدِ الذي * بـعلو شأنِكَ يعظمُ

وبنورِ وجهِكَ سيدي ** ينـجابُ ليلٌ معتمُ

ثم ينتقل الشاعر إلى الجانب الآخر فيكمل المشهد في هذه الأبيات حرصاً منه على تكامل الأغراض وربط العلائق في الموضوع لتتوضح الهوية الجامعة للقصيدة فيصف الجيش الأموي الباغي الذي غرّته المطامع وأغوته الأضاليل فاتبع سليل الشجرة الملعونة يزيد بن معاوية وأشرب في قلبه نزعاته الاجرامية وراقت له قسوته ووحشيته وجبلت نفسه على شاكلته فراح يشاركه في إجرامه ويعينه على سياسته المنحرفة:

مولايَ يـا ابـنَ محمدٍ *** يا منْ به نسـتـعلمُ

بئسَ الطغـــاةِ المستبـدونَ الذيــــنَ تـهضَّموا

بمباضعٍ من حقدِهم * حـاموا عليكَ وهمهموا

غرَّتــهم الدنيـا وسخَّــرهمْ يزيــــــــدُ المجرمُ

بالمغرياتِ من الوعـودِ وحيث يُغري الدرهمُ

أضغـــاثُ أحلامٍ لنيـــــــــلِ مناصبٍ أغرتهمُ

قد جُرِّدوا من دينِهمْ * وعن الحقيقةِ قد عموا

ويشير الشاعر بعد هذه الأبيات إلى العهد الأسود الذي حكم فيه يزيد وما وصلت إليه أحوال البلاد الاسلامية من انحراف عن مبادئ الإسلام الحنيف والعودة إلى الجاهلية:

ومـضـى يـزيـدُ بكفـــرهِ *** بالجــــاهليةِ يحلمُ

وأعادها مـتـفـاخـراُ ***  بين البريـــــــةِ يحكمُ

وأحلَّ في الإسلامِ ما *** هوَ في الكتابِ مُحرَّمُ

برئتْ شريــعةُ أحمدٍ *** منه فمــــــا هو مسلمُ

أرسى دعائـــمَ ملكِه *** سلفاً أبوهُ المــــــجرمُ

ليدومَ بعد حمـــــاتِهِ *** وإلـى بنيـــــــــهِ يُسلمُ

ومـضـى بغياً جـائراً *** واستقبــــــــلته جهنمُ

وتلاحقته لعائنُ الأجــــــــيالِ وهوَ مُـــــــــذمَّمُ

وفي قصيدته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) التي تبلغ (48) بيتاً يتحدث الشاعر عن مكانته (ع) في الإسلام ومنزلته السامية عند رسول الله (ص)، ويضمِّن فيها الآية المباركة (وأنفسنا وأنفسكم) التي تشهد على أنه (ع) نفس رسول الله كما يضمِّن حديثه (ص): (علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)

دستورُنا الإســلامُ وهـو مخلّدُ *** أبداً وقـــائدُنا النـــبيُّ محمدُ

وبنهجِ حيدرَ وهـوَ نـهجُ محمدٍ *** كيما نعيشَ أعـــزةً نسترشدُ

فكلاهما ينبـــــوعُ كـلِّ فضيلةٍ *** يجري كبحرٍ زاخــرٍ لا ينفدُ

ولقد تجلَّ الحقّ في شخصيهما * والـعدلُ مظهرُه هما والسؤددُ

مِن فلقتي نورٍ فقد خُـلقـــا معاً *** من قبلِ آدمَ والمـلائكُ تشهدُ

جسمانِ في روحٍ فقد صاغتهما *** يدُ قادرٍ وهوَ الإلـهُ الأوحدُ

لا فرقَ بينهـــــــــما بكلِّ مزيَّةٍ *** إلا النبوة والحديـــــثُ يؤيِّدُ

وهما كبدرٍ تامَ أو كالشمسِ حيـــــــــنَ شروقِها ظلمَ الحياةِ تُبدِّدُ

كما يجسد الشاعر المفهوم الإسلامي في شخصيته (عليه السلام)، فيستوحي من هذه الشخصية العظيمة الأبعاد الإنسانية والتربوية والفكرية والأخلاقية ليشكلها بنسيج واحد في كيان القصيدة فيقول:

ذكرى أبي الحسنينِ قدِّسَ شخصُه *** وبه ببيتِ اللهِ طابَ المولدُ

ذكرى البطولةِ والشجاعةِ والكــــــرامةِ والفضائلِ وهيَ لا تتعدَّدُ

هيَ كالنجومِ الزهرِ وهو سماؤها *** وأضاءَ فيها نـورُه المتـوقِّدُ

ذكرى ولادةِ حيدرٍ زوجِ البتـــــــــولِ ومن له عهدُ الولاءِ نُــجدِّدُ

وهوَ العظيمُ ودونه العظماءُ شـــأناً في الدنى إلا النبـــــــيّ محمدُ

وهوَ الحكيمُ العبقري الفيلســـــــوفُ الحاكمُ العدلُ الهزبرُ الأصيدُ

وحباهُ ربُّ العالمين مواهباً *** هي منهلٌ للمكرمـــــــاتِ وموردُ

نطقَ الكتابُ بفضلِهِ وجهادِهِ *** أعظــــــمْ به فهوَ الوليُّ المرشدُ

وربيبُ مدرسةِ النبيِّ وصهرُه *** ووصيُّه ووزيـــــــرُه والفرقدُ

ومدينةُ العـلمِ النبيُّ محمدٍ *** والمرتضى هو بـــــابُها والمقصدُ

ولأمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً وفي ذكرى استشهاده كتب السيد صادق قصيدة تبلغ (38) بيتاً يقول منها:

هوَ والحقُّ توأمانِ وللعـــــــــدلِ صروحاً بسيــفِه قد أقاما

عهدُه كـــان مثل عهدِ رســـــولِ اللهِ فيه أعادَ ذاكَ النظاما

أطهرُ الناسِ كان قلباً وروحاً * أسبقُ الناسِ للهدى إسلاما

صاغه اللهُ جوهراً لا يُضاهى ** وحباهُ من الكمالِ وساما

وصفاتُ النبـــيِّ فيه تجلّتْ *** رفعته فوق العُلى إعظاما

بشرٌ فوق مستـوى الناسِ طرَّاً *** وبمعناهُ حيَّــرَ الأفهاما

هوَ كالشمسِ في سماءِ المعالي * وبإشعاعِهِ يزيلُ الظلاما

وهوَ سرٌ مطلسمٌ قد تجلّتْ ** حكمةُ اللهِ فيــــه منها تسامى

ولسبط رسول الله الأكبر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) قال السيد صادق من قصيدة طويلة بلغت (93) بيتاً يقول منها:

يا ليلة النصف من شهرِ الصيامِ لقد ** أنجبتِ بدراً كستْ أنوارُه الشهبا

يا مولدَ الحقِّ والآفــــــــاقُ مشرقةٌ *** بنورِهِ وبـــه شرعُ الهدى طربا

بمقدمِ الحسنِ السبطِ العظيــــــمِ بدا *** هوَ الزكي الــذي قد كان منتجبا

يا سبط أكرمِ مبعـــــــــــوثٍ لأمتِهِ *** ومن بشرعتِــهِ الأوضاعَ قد قلبا

فالإمام الحسن هو شبل أمير المؤمنين ووصيه، والسائر على نهجه في قتال المنافقين وقد تأهب لقتال معاوية ولولا مرضى النفوس الذين تخاذلوا عنه وانضموا إلى معاوية لما قبل (ع) بالصلح الذي نقض معاوية جميع شروطه، ولو أنهم أطاعوا الإمام لما سام معاوية وابنه يزيد وبنو أمية الأمة سوء العذاب كما قال (ع): أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أرَ نفسي لها أهلاً وكذب معاوية. أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعتم فيها يا معاوية...

وقال (ع): (لو وجدت أعواناً ما سلمت له ــ أي لمعاوية ــ الأمر لأنه مُحرَّمٌ على بني أمية).

ويستحضر السيد صادق هذا الموقف في قصيدته فيقول:

يا نبعةَ المجدِ في أغـراسِ محتدِه *** يا زاكيَ الفرعِ للأطهارِ مُنتسبا

أنتَ الزكيُّ وينبوعُ الفضــائلِ إذ *** غذّاكَ جدُّكَ منـــه العلمَ والأدبا

أثارَ ضدكَ أحقــــــــــاداً معاويةٌ *** وكلُّ إثمٍ بها من ظلـــمِهِ ارتكبا

أردتَ حيثُ أرادَ الحربَ إذ بدرتْ *** منه البـوادرُ فيما قالَ أو كتبا

وكانَ لا بدَّ من جيـــــشٍ تعدُّ لها *** كما أعدَّ إليــــــــها جيشَه اللجبا

لكنما جيشكَ الجرَّار خانَ إذ اســــــــتميلَ بالدرهمِ الرَّنــــانِ وانسحبا

وحزَّ في نفسِكَ الخذلانُ مكتئبُ الـــــفؤادِ أصبحتَ حينَ الحقُّ قد نكبا

وكانَ صلحكَ للإسلامِ مصلحةٌ ***   به حقنتَ دمـــاءً والصراعُ خبا

وللسيد صادق قصائد أخرى في نفس الغرض وفي أغراض أخرى أبرزها الوطنية، وقد جرى فيها على هذا النفس فمزج فيها الحس الديني الملتزم والاستلهام من المبادئ الحقة والنهج النيِّر الذي سار عليه أهل البيت (عليهم السلام).

محمد طاهر الصفار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار