108 ــ جعفر الحلي (1277 ــ 1315 هـ / 1860 ــ 1897 م)

جعفر الحلي (1277 ــ 1315 هـ / 1860 ــ 1898 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:

اللَهُ أَيّ دَمٍ فـــــــي (كَربلا) سُـفكا    لَم يَجرِ في الأَرضِ حَتّى أَوقفَ الفَلكا

وَأَي خَيلِ ضَلالٍ بِالطفوفِ عَدت    عَـلـى حَـريـمِ رَســــــــولِ اللَهِ فَاِنتَهكا

يَـومٌ بِـحـاميةِ الإِسلامِ قَد نَهـضت    بِـهِ حـمـيـــــــــــــةُ ديـنِ اللَهِ إِذ تَـرَكا (1)

ومنها:

فَما رَأى السَبط للدين الحَنيف شَفا    إِلّا إِذا دَمُه في (كربلا) سَفَكا

وَما سَـمـعـنـا عَلـيـلاً لا عِلاجَ لَـهُ     إِلّا بِـنَفسِ مُـداويـه إِذا هَـلَـكـا

بِـقَـتـلـه فاحَ للإِسـلامِ طيبُ هُـدى    فَـكُـلما ذكـرتـه المسلمون ذَكا

وقال من حسينية أخرى تبلغ (34) بيتاً:

لَإن أَرخصوا في (كَربلاءَ) نُفوسَهُم    فَقَد أَغلوا الهَيجاءَ غليَ المَراجلِ

فَـلـم تَـفـجـعِ الأَيّـامُ مِن قـبـلِ يَومِـهم    بِـأكــــــرمِ مَـقـتـولٍ لألأمِ قـاتـلِ

رَعى اللَه خدراً كانَ مِن خَـوفِ أَهله    يَمرُّ عَلَيـــــــهِ الطَير مَرَّةَ وَاجلِ (2)

وقال من قصيدة في أخرى في رثاء أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (72) بيتاً:

نَزَلوا بِحومةِ (كَربلا) فَتطلَّبت    مِنهُم عَوائدَها الطُيــــورُ الحُوَّمُ

وَتباشر الوَحشُ المثارُ أَمامهم    أن سـوف يَكثر شربُه وَالمطعمُ

طَمعت أُميةُ حينَ قـلَّ عَديدُهم    لِطلـيقِهم في الفَتحِ أن يَستسلِموا (3)

ومن حسينية أخرى تبلغ (45) بيتاً:

دَعا آلَ حربٍ لِلهُدى يَــــــومَ (كَربلا)    فَأُبدِيَ مَكنـــــــــونٌ وَحُرِّكَ ساكنُ

وَلما نَبا عَن سمعِــــــهم سَـيفُ وَعظه    وَلم يَنبَ لَولا ما عَلى القَلبِ رائنُ

نَضا مرهفاً ماضي المَضارب أَبيَضاً    وَلكـــــــــن بِهِ سُود المَنايا كَوامنُ (4)

ومن أخرى تبلغ (39) بيتاً:

إِن الأُلى في (كَربَلا) صُرِّعوا    نالوا بِذاكَ اليَوم أَقصى المُنى

باعـوا نُـفـوسـاً لَـهُـمُ قَـد غـلتْ    وَأَرخصوا مِن سعرِها المثمنا

وَاشـتــروا الـعَـلـيـاءَ نَـقـداً بِها    وَمُـشـتَـرى العَـلـيـاءِ لَـن يُغبنا (5)

وقال أيضاً من قصيدة تبلغ (41) بيتاً:

وَلَو لَم يَكُن فــي الخَلق طَيِّبَ طينةٍ    لَـمـا مَـزَجـــــته (كَربلاءُ) بِطينِها

أَقولُ لِعَيـــــــنِ المَجدِ قُرِّي وَكفكي    فَـلا نَـفس إِلا وَهيَ تَمضي لِحينها

وَنَفسُ أَمينٍ في الوَرى نَفس مُؤمنٍ    وَفي مَوتِها قَد أُطلِقَت مِن سجونها (6)

وقال من قصيدة تبلغ (50) بيتاً:

مُتنافِسون عَــــلى المُنو    نِ بـ (كربلا) لِلّهِ حـسبَه

فَقَضوا هُنــــــاك بـريّة    إِعراضُــهم مِن كُلِّ سبَّه

مِن كُل أَبيضَ مُذ ثَوى    حرُّ الهَجيرِ أَصابَ جَنبه (7)

وقال أيضاً من قصيدة تبلغ (18) بيتاً:

أَتغضي وَقَد أَضحى الحسينُ بـ (كربلا)    وَحيداً وفي خيلِ العِدى غَصَّتِ الغَبرا

أَتـغـضـي وَقَـد نـــــادى الـحـسـيـنُ أُميةُ    يــــذكـرُهـا الأُخرى فَلَم تَنفَعِ الذِكرى

أَتغضي وَقَد أَضحـــــى لِفهرٍ بـ (كربلا)    عَميــــدٌ بسيفِ الشمـرِ أَوداجُـه تَفرى (8)

الشاعر

السيد كمال الدين جعفر بن حمد بن محمد بن عيسى بن كامل بن منصور بن كمال الدين بن منصور بن زوبع بن منصور بن كمال بن محمد بن منصور بن أحمد بن نجم بن منصور بن شكر بن الحسن الأسمر ابن النقيب شمس الدين أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (9)

ولد في مدينة الشعر والشعراء الحلة الفيحاء وتحديداً في قرية (السادة) من أسرة علوية شريفة عُرفت بآل كمال الدين بن منصور وهو جد الأسرة الكمالية المنتشرة في الحلة وضواحيها والنجف والكوفة وهو الجد السادس للسيد جعفر الحلي وقد كتب عن هذه الأسرة والشاعر مُفصّلاً الشيخ الخطيب محمد علي اليعقوبي (10)

كان أبوه السيد حمد من تلامذة السيد مهدي القزويني، (11) وكان معروفاً بالفضل والعلم والتقوى، ولما ترعرع السيد جعفر اقتفى أثر أبيه في طلب العلم، ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف وهو في سن مبكر وهناك أخذ يدرس مبادئ النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان وصار يتردد على مدارس العلماء وحوزاتها الحافلة.

وقد درس الحلي عند كبار علماء النجف منهم: محمد طه نجف، والشيخ ميرزا حسين الخليلي، والشيخ عباس كاشف الغطاء، والشيخ محمد الفاضل الشربياني وغيرهم

وفيما هو يدرس هذه الدروس كان الشعر يجري على لسانه بسلاسة لا نظير لها، ولم يكد يبلغ الثلاثين من العمر حتى أصبح من الشعراء المشهورين الذين تلهج الألسن بذكرهم وتتغنى بشعرهم.

قال عنه السيد محسن الأمين: (كان فاضلاً مشاركاً في العلوم الآلية والدينية، أديباً محاضراً شاعراً قوي البديهة حسن العشرة رقيق القشرة صافي السريرة حسن السيرة...) (12)

وقال عنه الخاقاني: (من أشهر شعراء عصره، ومن أركان النهضة الأدبية في عصره...) (13)

وكان يعيش حياة الفاقة ولكن في عزة نفس وعلو همة ووقار, وكان يفرغ ألمه وحرمانه في شعره، ولا يشكو ذلك لأحد, وقد ألمت به الحاجة واشتد ضيقه خاصة بعد زواجه، فكان مرّة يتصبر وأخرى يتبرّم فليس له مصدر رزق سوى قلمه.

ولم يزل حاله هكذا حتى وافاه الأجل ودفن في النجف الأشرف عند قبر أبيه أبي الحسين حمد قرب مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وكان لوفاته دوي في النجف والحلة ورثاه الكثير من الشعراء.

يقول السيد جواد شبر عن شاعرية السيد جعفر الحلي: (ولسهولة قول الشعر عليه على ما عرفت من شدة محنه وابتلائه إنه كان مكثراً منه فكان لا يجلس ولا يقوم على الأكثر إلا وقد قال الأبيات أو البيتين فما فوقها حسبما سنح في تلك المحاضرة والمحادثة من الدواعي...) (14)

ثم يقول شبر: (وإن ذلك يدل بل يؤكد على أن شعره (رحمه‌ الله) يبلغ ـ ولا شك ـ أضعاف ما نشر في ديوانه المطبوع وذلك لأن مثل تلك المقاطيع والنتف التي تتفق عرضاً وتجري عفوية مما لا يمكن تدوينها) (15)

شعره

أبدع السيد جعفر في كل الأغراض الشعرية لا سيما روائعه في شهداء الطف التي امتازت على باقي أدبه، فكأن ذكرى أولئك الشهداء الذين كرهوا الذل وأنفوا من الضيم وجادوا بنفوسهم الزكية ودمائهم الطاهرة في سبيل الحق والكرامة توقظ بين جوانحه شعلة الثورة الهاشمية, ومما يدل على روحه الحسينية الخالصة أن إحدى هذه القصائد الحسينية بل أجودها وأشهرها نظمها بساعتين فقط (16)، وهي رائعته في أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (72) بيتاً وقد قدمناها يقول في مطلعها:

وجهُ الصباحِ عليَّ ليلٌ مظلمُ    وربيعُ أيَّامي عليَّ مُحرَّمُ

ومنها في أصحاب الحسين:

فَمشتْ تؤمُّ بِهِ العِراقَ نَجـــــائبٌ    مثلَ النَعــــــامِ بِهِ تَخبُّ وَترسمُ

متعطفاتٍ كَالقســـــــــــيِّ مَوائِلاً    وَإِذا اِرتَـمَـت فَـكأنما هِيَ أَسهمُ

حفته خَيرُ عصابةٍ مضــــــــريةٍ    كَالبَدرِ حيـــنَ تَحفُّ فيهِ الأَنجُمُ

ركبٌ حجازيون بَينَ رحـــــالهم    تَسـري المنايا أنجدوا أَو أتهموا

يَحدون في هزجِ التلاوةِ عـيسَهم    وَالـكُــــــــلُّ فـي تَسبيحِهِ يَترنَّمُ

متقلدين صَوارمــــــــــــاً هنديةً    مِن عَزمِهم طُبـعت فَلَـيسَ تَكهَّمُ

بيضُ الصفاحِ كَأَنَّهنَّ صَــحائفٌ    فيـها الحِـمــامُ مُـعنونٌ وَمُترجَمُ

ومنها في عنوان الوفاء ورمز الإيثار أبي الفضل العباس (عليه السلام):

حَتّى إِذا اِشتَبك النِزالُ وَصرَّحت    صيدُ الرِجالِ بِـــــما تجنُّ وَتَكتمُ

وَقع العذابُ عَـــلى جُيـوشِ أُمـيةٍ    مِـن باسلٍ هوَ فــي الوقايع مَعلَمُ

ما راعَـهُـم إِلّا تَـــقـحُّـمُ ضَـيـغـمٍ    غـيـرانَ يَـعـجــــمُ لَـفظه وَيدمدمُ

عبستْ وُجـوهُ القَــومِ خَوف المَو    تِ وَالعَباسُ فيهمْ ضاحكٌ متبسِّمُ

وقال من قصيدته البائية التي تبلغ (50) بيتاً وقد قدمناها:

وردَ الحسينُ إلى الطفو    فِ يقـــودُ للعليــــاءِ حزبَه   

شمختْ بهم تلك البقـــا    عُ وقد علتْ شـــرفاً ورتبَه

فلكٌ بنو الزهـــــــرا له    شهبٌ وكان السبـــطُ قطبَه

أربتْ على الفلكِ المُـدا    رِ وشهبُـــــــه أخفينَ شهبَه

كلّ ابن معركةٍ يشــــقّ    دجى الوغى في خيرِ أهبَه

لا يرهبنَّ وسيـــــــــفُه    يلقي بقلــــــبِ الموتِ رهبَه

ويقول من قصيدة تبلغ (64) بيتاً:

يومَ وافى الحسينُ يرشــــــــــــدُ قوماً    مِن بني حربٍ ليسَ فيــهمْ رشيدُ

خافَ أن ينقضوا بناءَ رســـــــــــــولِ    اللهِ في الـدينِ وهو غــضٌّ جديدُ

وأبى الله أن يُحــــــــــــــــكِّمَ في الخلـ    ـقِ طليقٌ مستعبــــــــــدٌ وطريدُ

كيف يرضى بأن يرى العدل بادي الـ    ـنقصِ والجائرِ المـــــضلُّ يزيدُ

فغدا السبط يوقظ الناسَ للــــــــــــرشـ    ـدِ وهم في كرى الضلالِ رقودُ

ولقد كــــــــــــــــــــــذبته أبناءُ حربٍ    مثلـــــــــما كذّب المسيحَ اليهودُ

فدعا آله الكرامَ إلى الـــحـــــــــــــــر    بِ فهبُّوا كـــــــــما تهبُّ الأسودُ

علويونَ والشجــــــــــــــــاعةُ فيـــهم    ورثتـــــــــــــها آباؤهم والجدودُ (17)

ويقول من كافيته التي قدمناها وتبلغ (45) بيتاً:

اللَهُ أَيّ دَمٍ فـــــــي (كَربلا) سُـفكا    لَم يَجرِ في الأَرضِ حَتّى أَوقفَ الفَلكا

وَأَي خَيلِ ضَلالٍ بِالطفوفِ عَدت    عَـلـى حَـريـمِ رَســــــــولِ اللَهِ فَاِنتَهكا

يَـومٌ بِـحـاميةِ الإِسلامِ قَد نَهـضت    بِـهِ حـمـيـــــــــــــةُ ديـنِ اللَهِ إِذ تَـرَكا

رَأى بِـأَن سَــبـيـــلَ الـغَـيِّ متّــبعٌ    وَالـرُشـدُ لَـــــــــم تـدرِ قَـومٌ أَيَّة سلكا

وَالنـاس عـادَت إِلَيـــهُم جاهليتهم    كَأَن مَن شَـرَّعَ الإِســـــــلامَ قَـد أَفـكـا

ويقول من لاميته التي تبلغ (34) بيتاً وقد قدمناها:

كِـــــرام بِأَرضِ الغاضريةِ عَرَّسوا    فَطـابَـت بِهُم أَرجـاءُ تِلكَ المَنـــــازلِ

أَقامـوا بِها كَالمُزن فَاخضر عودَها    وَأعشبَ مِن أَكنافِها كُلُّ مــــــــــاحلِ

زَهَت أَرضها مِن بشرِ كُلِّ شمردلٍ    طَويلِ نجادِ السَيفِ حــــــلوِ الشَمائلِ

يَسر إِذا قـــامَت عَلى ساقها الوَغى    وَجـالَت بِبيضِ القضبِ لا بِالخَلاخلِ

يَكرُّ بدرعِ الصَــــــــبرِ حَتّى تَخاله    بدرعٍ دلاصٍ وَهوَ بـــادي الـمـقـاتـلِ

ويقول من أخرى تبلغ (34) بيتاً

ياقمر التمَّ الى مَ الســـــرارْ؟    ذابَ محبُّوكَ من الانتـــــــــظارْ

لنا قلوبٌ لك مشتــــــــــــاقةٌ    كالنبتِ إذ يشتاقُ صــوبَ القَطارْ

فيا قريباً شفّــــــــــنا هـجرُه    والهجرُ صعبٌ من قريبِ المزارْ

دُجى ظلامِ الغيِّ فلتجـــــــله    يا مــرشدَ النــــــاسِ بذاتِ الفقارْ

يستنظرُ الديـنُ ولا نــاصــرٍ    وليسَ إلّا بـــــكمُ الانتــــــــصارْ

متى نرى بيضَـكَ مشحـوذةً    كالماءِ صافٍ لونُـــــها وهـيَ نارْ

متى نرى خيلــكَ موسومـةً    بالنصرِ تعـــــــــــدو فتثيرُ الـغُبارْ

متى نرى الأعلامَ منشـورةً    علــــــــــى كماةٍ لم تسـعها الـقفارْ

متى نرى وجهَكَ ما بينـــنا    كالشمسِ ضاءتْ بعد طولِ اسـتتارْ (18)

ومنها

يا وقعة الطفِّ ولم نَـنْـــسها    ما أظلمَ الليلُ وضاءَ النهارْ

مثلُ بناتِ الوحي بيـن العدا    يُطافَ فيهنَّ يَميــــــناً يسارْ

لم تدرِ في السيرَ لمَا راعها    أنجدَ حاديها بها أمْ أغــارْ؟

حرائرٌ يُجلبـنَ جلـــبَ الإما    ظلماً وبالأمصارِ فيها يُـدار

 

وقال في رثاء الشيخ محمد حسين الأصفهاني من تبلغ (47) بيتاً وهو يتأسى بمصيبة الطف:

كُلُّ المَصائبِ قَد تَهونُ سِوى الَّتي    تَركتْ فُــــــؤادَ محمدٍ مَحزونا

يَوم بِهِ اِزدلفت طغــــــــــــاةُ أُميةٍ    كَي تَشفينَّ مِن الحسينِ ضغونا

نادى ألا هَل مِن معينَ فَلَم يَــــجد    إِلا المـحـددَّةَ الـــرقـاقَ مُـعـيـنا

فَبقي عَلى وَجهِ الصَعيدِ مَجــــرَّداً    مـا نـالَ تَـغـسـيــــلاً وَلا تَكفينا

وَسروا بِنسوتِه عَلى عجفِ المَطا    تَطوي سُهولاً بِالفَــــلا وَحزونا

أَو مثل زَينبَ وَهيَ بنتُ محــــمدٍ    بَرزتْ تَخاطبُ شامتــــاً مَلعونا

وَغَدا قبالتها يَقلِّبُ مَـبـسَــــــــــمـاً    كـانَ الـنَـبـيُّ بـرشـفِـه مَـفـتـونـا

نَثرتْ عَقيقَ دَموعِها لَمّا غَـــــــدا    بِـعَـصـاهُ يَـنـكـت لؤلؤاً مَــكنونا (19)

وقال من قصيدة تبلغ (31)| بيتاً:

أتنامُ أعينُكُم وتلـــــــكَ ســـراتُكم    جعلتْ أميةُ في الصعيدِ منامَها

ويطيـــــــبُ عـــيشكمُ وتلكَ أميةٌ    قد لطّختْ بدمِ الحسينِ حسامَها

والشمسُ تصهرُ أوجهاً لغطارفٍ    رَضّـــتْ خيـولُ أميةٍ أجسامَها (20)

وقال من قصيدة تبلغ (70) بيتاً:

بأبي القتيل وغسـلـه عـلـقُ الــدّما    وعليهِ مِن أرجِ الثــــــــنا كافورُ

ظمآنَ يـعـتـلـجُ الـغليــــلُ بصدرِه    وتبلّ للخطـــــــــــيّ منه صدورُ

وتحكمت بيـضُ السيوفِ بـجسمِهِ    والحكمُ في بيضِ السيوفِ يجورُ

وغدتْ تدوسُ الخيلُ مـنه أضالعاً    سـرُّ الـنـبـيِّ بـطـيِّها مســـــــتورُ (21)

ومنها:

في فتيةٍ قد أرخصـــــوا لفدائه    أرواحَ قدسٍ سومهنّ خطيرُ

ثاوينَ قد زهتِ الربى بدمائِهم    فكأنها نــــــوّارها الممطورُ

هم فتيةٌ خطبوا العلا بسيوفِهم    ولها النفوسُ الغالياتُ مهورُ

ومنها:

وثــواكلٌ يُشجي الغيورَ حنينُها    لو كانَ ما بينَ العـداةِ غيــــورُ

حـرمٌ لأحمدَ قد هتكنَ سـتورُها    فهتكنَ من حرمِ الإلـــهِ سـتورُ

كـــمْ حُرةٍ لمّا أحاطَ بها العدى    هربتْ تخفُّ العَدْوَ وهيَ وقورُ

والشمسُ توقدُ بالهواجرِ نارَها    والأرضُ يغـــلي رملُها ويفورُ

هتفتْ غداةَ الروعِ باسمِ كفيلها    وكفيلها بثرى الطـــفوفِ عفيرُ

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين تبلغ (38) بيتاً:

قد لعمري منذُ ماتَ المرتضى      فُجــــــــــــعَ الدينُ بدهياءِ نآدِ

قـــــــــــتلوهُ وهو في محرابهِ      طاويَ الأحشاءِ عن ماءٍ وزادِ

سَلْ بعينــــيهِ الدجى هل جفّتا      مِـــــن بكا أو ذاقتا طعمَ الرقادِ (22)

.......................................

1 ــ ديوان السيد جعفر الحلي: سحر بابل وسجع البلابل ــ مطبعة العرفان / صيدا تقديم السيد هاشم الحلي 1331 هـ ص 350 ــ 352

2 ــ نفس المصدر ص 353 ــ 354

3 ــ نفس المصدر ص 396 ــ 399

4 ــ نفس المصدر ص 420 ــ 422

5 ــ نفس المصدر ص 422 ــ 423

6 ــ نفس المصدر ص 432 ــ 434

7 ــ نفس المصدر ص 57 ــ 60

8 ــ نفس المصدر ص 226 ــ 227

9 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 180 / مقدمة الديوان ص 19

10 ــ البابليات ج 3 ص 5 ــ 30

11 ــ أدب الطف ج 8 ص 102

12 ــ أعيان الشيعة ج ٤ - ص ٩٧

13 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 180

14 ــ أدب الطف ج 8 ص 108

15 ــ نفس المصدر ص 111

16 ــ نفس المصدر ص 110

17 ــ ديوانه ص 143 ــ 146 ً / أدب الطف ج 8 ص 99 ــ 101

18 ــ نفس المصدر ص 213 ــ 215

19 ــ نفس المصدر ص 417 ــ 419

20 ــ نفس المصدر ص 402 ــ 404

21 ــ نفس المصدر ص 222 ــ 225 / أدب الطف ج 8 ص 111 ــ 114     

22 ــ نفس المصدر ص 154 ــ 156

كما ترجم للحلي وكتب عنه:

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 240

الزركلي / الأعلام ج 2 ص 121

العلامة الطهراني / طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 288 ــ 289

محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 1 ص 171

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 267

عمر كحالة / معجم المؤلفين ج3 ص 138

فارس عزيز مسلم ــ مراثي السيد جعفر الحلي الحسينية: دراسة أسلوبية

صادق محمد مرسل ــ التماسك النصي في ديوان السيد جعفر الحلي الموسوم بــ(سحر بابل وسجع البلابل)

خالد حوير الشمس ــ شعر السيد جعفر الحلي دراسة تناصية في مقولة الاجترار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار