الزاهي: (318 ــ 361 هـ / 930 ــ 973 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (12) بيتاً:
أمثلكمُ في عــــراصِ الطفـوفِ بدوراً تكسَّــفتِ إذ أقمرتْ
غدتْ أرضُ يثربَ من جمعِكمْ كخطِ الـصـحيفةِ إذ أقفرِتْ
وأضحتْ بكــم (كربلا) مغرباً كزهرِ النجومِ إذا أغـورتْ (1)
وقال من قصيدة أخرى في نفس الغرض تبلغ (10) أبيات:
لستُ أنسى الحسينَ في (كربلاء) وهو ظامٍ بين الأعادي وحيدُ
ساجدٌ يلثـــــــمُ الثـــــــرى وعليهِ قـضبُ الهـــندِ ركّعٌ وسجودُ
يطلبُ المـاءَ والفــــــراتُ قريبٌ ويــرى المــاءَ وهو عنه بعيدُ (2)
الشاعر
أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطّان البغدادي المعروف بـ (الزاهي)، ولد ببغداد (3)، وتوفي فيها ودفن بها في مقابر قريش (4) ولم يفارقها إلا لفترات كان يسافر فيها إلى حلب كغيره من شعراء العراق في عصره الذين وفدوا على سيف الدولة الحمداني ومدحوه (5) وضمّهم بلاطه مثل: المتنبي، والصنوبري، وكشاجم وغيرهم.
وقد انفرد ابن شهر اشوب بإطلاق لقب (الشامي) عليه، وقال في ترجمته: (من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين، وصافاً...) (6)
أما لقبه بالزاهي فقيل إنه نسبة إلى قرية (زاه) في نيسابور، وقيل: لأنه أول من زها في شعره، (7)
ورجّح السيد جواد شبر الرأي الأخير وعقب بالقول: (وهو الأصوب لأنه بغدادي، وقرية الزاه بنيسابور، فأين هو منها). (8)
وقال ابن الأثير: (وأما أبو الحسن علي بن إسحاق بن خلف الشاعر البغدادي المعروف بالزاهي فلا أدري نسب إلى هذه القرية أم لا غير أنه بغدادي وكان حسن الشعر) (9)
كما لقّب بـ (القطان) نسبة إلى عمله فقد كان يعمل قطاناً ودكانه في قطعة الربيع ببغداد، وهي منطقة تنسب إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ووالد الوزير الفضل بن الربيع. (10)
قال عنه عميد الدولة ابو سعيد بن عبد الرحيم: (وشعره في أربعة أجزاء وأكثر شعره في أهل البيت (عليهم السلام) (11)
وقال الذهبي: (الشاعر المحسن المجود) (12)
وقال المقريزي: (الشاعر البغدادي، كان وصافاً محسناً كثير الملح، حسن الشعر في التشبيهات). (13)
وقال ابن خلكان: (كان وصّافاً محسناً كثير الملح) (14)
وقال الخطيب البغدادي: (إنه حسن الشعر في التشبيهات وأحسب شعره قليلا) (15)
وقد رد الشيخ عبد الحسين الأميني على قول الخطيب بقلة شعر الزاهي معللاً ذلك لأن شعره كان قد خصه بأهل البيت ولم يسخره للبلاط فقال: (في طبقة المجاهرين من شعرائهم وصّافاً، فلم يزل فيه يكافح عنهم ويناطح، وينازل ويناضل، ولذلك لم يلف نشوراً بين من كان يناوئهم أو لا يقول بأمرهم، فحسبوه مقلاً من الشعر كما في (تاريخ بغداد) وغيره، غير أن جزالة شعره، وجودة تشبيهه، وحسن تصويره، لم يدع لأرباب المعاجم منتدحاً من إطرائه، وفي فهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والإمامة من لفظ المولى من مثل الزاهي العارف بمعاريض الكلام، والمتسالم على تضلعه في اللغة والأدب العربي، وبثه في نظمه لحجة قوية على الصواب الذي ترتأيه الشيعة في الاستدلال بحديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام). (16)
وقال الأميني أيضاً عن الزاهي: (شاعر عبقري تحيّز من شعره إلى أهل بيت الوحي، ودان بمذهبهم، وأدّى بمودّتهم أجر الرسالة، فكان أكثر شعره الواقع في أربعة أجزاء فيهم مدحاً ورثاء). (17)
ويؤيد قول الأميني ما ذكره الثعالبي عنه قوله: (أبو القاسم الزاهي وصاف محسن كثير الملح والظرف ولم يقع إليّ شعره مجموعاً وإنّما تطرَّفته من أفواه الرواة واستفدته من التعليقات) (18)
شعره
قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته التائية التي قدمناها:
أعاتبُ نـــــــفسي إذا قـصّرتْ وأفـــني دمــوعي إذا ما جرتْ
لذكراكمُ يا بني المصـــــــطفى دموعي علـى الخدِّ قد سُطّرتْ
لكمْ وعليكمْ جفتْ غـــــــمضَها جفوني عن النـومِ واستشعرتْ
أمثّلُ أجســـــــــــامَكمْ بالعراق وفيـــــــــها الأسـنَّةُ قد كسِّرتْ
أمثلكــمُ في عــراصِ الطفوفْ بـــــــــدوراً تُكسَّـفُ إذ أقمرتْ
غدتْ أرضُ يثربَ من جمعِكمْ كـــــــخطِّ الصحيفةِ إذ أقفرتْ
وأضحى بــكمْ (كربلا) مغرباً لزهــــــــرِ النجـومِ إذا غُوِّرتْ
كـــــأنّي بزينبَ حولَ الحسينْ ومـــــنها الذوائـــبُ قد نُشِّرَتْ
تُمرِّغُ في نـــــــــحرِهِ شعرَها وتُبـدي من الـوجدِ ما أضمرتْ
وفاطمــــــــةٌ عقــــــلها طائرٌ إذا الـسـوطُ في جنبِها أبصرتْ
وللسبطِ فوق الثــــــرى شيبةٌ بفيــــضِ دمِ النـــحرِ قد عُفِّرتْ
وفِتْيَــــــتُـهُ فوق وَجْـه الثَّـرى كَمِثـل الأضـــاحِي إذ أجْزَرتْ
وأرؤُسُهُم فَوقَ سُـمْــــرِ القَنـا كَمثلِ الغُصُــــــون إذا أثْمَـرتْ
ورَأسُ الحُسَـين أمــامَ الرِّفاقِ كَغُـــــــرَّة صُـبـحٍ إِذا أسْـفَرت
وقال في رثائه (عليه السلام) أيضاً من الدالية التي قدمناها:
ابكي يا عينُ ابــــــــكي آلَ رسو لِ اللهِ حــتى تخدَّ منكَ الخدودُ
وتقلّبْ يا قلبُ فـــــي ضَرمِ الحز نِ فــمــا في الشجى لهمْ تفنيدُ
فهمُ النخلُ باسقـــــــــــاتٌ كما قا لَ سـوامٌ لـــــــهنَّ طلعٌ نضيدُ
وهمُ في كتــــــــــابِ زيتونةِ النو رِ وفـيـــــــــها لكلِّ نارٍ وقودُ
وبأسمــــــائهمْ إذا ذُكـــــــــرَ اللهُ بأسـمــــــــــــائِهِ اقترانٌ أكيدُ
غادرتهم حوادثُ الدهرِ صرعى كـــــلُّ شهمٍ بالنفسِ منه يجودُ
لستُ أنسى الحسينَ في (كربلاء) وهو ظامٍ بين الأعادي وحيدُ
ســـــــــاجدٌ يلثمُ الثـــــرى وعليه قــضـــبُ الهندِ رُكّعٌ وسجودُ
يطلبُ الــــــــماءَ والفراتُ قريبٌ ويـرى الـــماءَ وهو عنهُ بعيدُ
يا بني الغدرِ مَن قــتلتمْ ؟ لعمري قد قتلتمْ مَـــن قامَ فيه الوجودُ
ويعلن عن عميق ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) بقوله:
تولّيتُ خيرَ الخلقِ بــــدءاً وآخــــرا وألقيتُ رحلي في حماهمْ مُــجاوِرا
همُ الآلُ آلُ اللهِ والــــقطبُ الـــــذي بـهمْ فـلكُ الـتوحيــــدِ أصــبحَ دائرا
أئمةُ حقٍّ خاتمُ الرســـلِ جــــدُّهـــمْ ووالـدُهم مـن كـانَ لــلحــقِّ ناصرا
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ الذي اغتـــدى إلى قــــرنِهِ بـالسيــفِ لا زالَ باترا
واُمُّهُمُ الزَّهراءُ أكــــــــــرمُ بَـــرَّةٍ غَدا قلبُها مُضنىً على الوجدِ صابرا
فمنهم قتيلُ السُّمِّ ظُلماً ومــــــنـــهُمُ إمامٌ له جبريـــــــــــــلُ يكدَحُ زائرا
قتيلٌ بأرضٍ الطَّفِّ أرْوَتْ دمـــاؤُهُ رمــاحَ الأعادي والسيوفَ البواتِـرا
ومنهمْ أخـو المحرابِ سجَّادُ لــيـله وبـاقرُ بطـــــــنِ الـعلمِ أفـديهِ بـاقرا
وسـادسُهم ياقـــــوتـةُ العلمِ جـعفرٌ إمـامُ هـدىً تــلقــــــــاهُ بـالعدلِ آمرا
وسـابعُهم موسى أبو العَلَمِ الرضا ومــن لم يزلْ بالفضلِ للخلقِ غامرا
وثـامنُهمْ مــرسي خراسانَ مَن به طـفقــــــــتُ حـزيناً لـلهمومِ مُساورا
وتـاسـعُهم زيـنُ الأنـــــــامِ محمدٌ أبـو عـلمٍ لـلقــــــــومِ أصـبحَ عاشرا
ومـنهمْ إمـامٌ ســــرَّ مـن را محلّه أقـامَ لحـــــادي العشرِ منهم مجاورا
وآخـرهُـم مــهــــديُّ آلِ مـحـــمدٍ فـكـان لـعقـــــدِ الـفـــــاطميينَ آخـرا
عـليــهمْ سـلامُ اللهِ لا زالَ مـمسياً يـواصلُ أجــــداثاً لـهــــــم ومـباكرا
ولا زالـتِ الأكـبادُ مِــــــنَّا إلـيهمُ تـــحنُّ حــنينَ الـفــــــاقداتِ زوافـرا
وأعـينُنا تـجـــري دمـوعاً عليهمُ لـما كــابــــدوا تلك الملـوكَ الجبابرا
وسـوفَ يـديلُ اللهِ مـن كلِّ ظالمٍ بـقـــــــائمِ عـــدلٍ يـعلنُ الحقَّ ظاهرا
وإنّـا لـنرجو اللهَ بـالحزنِ والبُكا لـهمْ إن يـــحطّ الـسيئـــــــاتِ الكبائرا
ويـرزقنا فـيهمْ شـفــاعةَ جـدِّهمْ فـإنّـا اتــــــخذنــــــــاها لـتلكَ ذخـائرا (19)
ويتفجع على مصابهم (عليهم السلام) فيقول:
يا آلَ احمدَ ماذا كــــــان جرمــــــكمُ فكلُّ أرواحكمْ بالــــسيفِ تُنتزَعُ
تلفى جموعــــــكمُ شتّى مُفرّقـــــــــةً بينَ العبادِ وشملُ الناسِ مجتمعُ
وتُستباحونَ أقماراً مُنــــــــــــــــكّسةً تهوى وأرؤسُـها بالسمرِ تُقترعُ
ألستمُ خيرَ من قامَ الرشــــــادُ بكـــمْ وقوِّضتْ سننُ التـضليلِ والبدعِ؟
ووُحِّدَ الصمدُ الأعلــــــى بهديــــكـمُ إذ كنتمُ عـــلـماً للـــــرشـدِ يُتَّبَعُ؟
ما للحوادثِ لا تــــــجري بظالمكم؟ ما للمصائبِ عنكـمْ لـيسَ تُرتدعُ
منكمْ طــــــريدٌ ومقتولٌ على ظـــمأٍ ومنكمُ دنِفٌ بالــسمرِ مُـــنصَرِعُ
وهاربٌ في أقاصي الغربِ مغتربٌ ودارعٌ بـــدمِ الـــــــلبَّاتِ مُندَرِعُ
ومقصـــــــدٌ من جدارٍ ظلَّ مُنكدِراً وآخرٌ تحــــــــــتَ ردمٍ فوقه يَقعُ
ومــــــــن محرّقِ جسمٍ لا يُزارُ له قـــــــبرٌ ولا مشــهدٌ يأتيهِ مُرتدعُ
وإنْ نسيــتُ فلا أنسى الحسينَ وقد مـــالت إليه جنودُ الشركِ تقترعُ
فجسمُه لحوامي الخيـــــــلِ مُطّردٌ ورأسُه لسنـــــــانِ السمرِ مُرتفعُ (20)
وقال أيضاً:
بنو المصطفى تفنونَ بالسيفِ عنوةً ويسـلمني طيفُ الهجوعِ فأهجعُ؟
ظُلمتُمْ وذُبِّــــــــــحتمْ وقُسِّمَ فيـــئكم وجارَ عليكمْ من لكمْ كان يخضعُ
فما بقعةٌ في الأرضِ شرقاً ومغرباً وإلّا لـــــــكمْ فيها قتيلٌ ومصرعُ (21)
ويقول في أمير المؤمنين (عليه السلام):
قَدَّمتُ حَـــــيدَر لِي مَــولىً بِتأمِيرِ لمَّا عَلمـــــتُ بتنقيبـي وتَنقيـري
إنَّ الـــــخِلافَةَ من بــعد النَّبـيِّ لَهُ كانَتْ بــأمْرٍ مِن الرَّحمَن مَقدُورِ
مَن قالَ أحمدُ في يــوم الغدير له بالنقــلِ في خَبـرٍ بالصِّدقِ مأثورِ
قُمْ يَا عَلي فَكُن بعــدي لَهُم عَلَـماً واسعدْ بِمُنقَلَبٍ في البَعثِ مَحبُورِ
مَولاهُم أنتَ والمُــوفِي بأمرِهِــمُ نَصٌّ بوحْيٍ على الأفهامِ مَسْطورِ
وذاكَ أنَّ إِلَه العَـــــرْشِ قَال لَــهُ بَلِّغ وكُن عِنــدَ أمْري خَيرَ مأمورِ
فَإن عَصَيْتَ وَلَم تفعلْ فَإِنَّــكَ ما بَلَّغت أمري ولم تصدعْ بِتَذكِيري (22)
ويستعرض بعض فضائله (عليه السلام):
وَالِ علياً واسـتضِـــــئْ مَــقباسَــــه تَـدخُـلْ جِناناً ولتُـسقّى كــأسَهُ
فَمَـن تـوَلاَّه نَـــــجا ومَــــن عَـــــدا مَا عَـرفَ الدِّيـنَ ولا أسَــاسَهُ
أوَّل مَن قــــــد وَحَّــد اللهَ ومَــــــــا ثَنى إِلـى الأوْثانِ يَوماً رَأسَـهُ
فَدَى النَّبي المصـطفَى بِنَـــفــــسِــه إذْ ضَـيَّقَتْ أعـداؤُهُ أنفـــــاسَـهُ
بـاتَ عَلـى فَرشِ النَّبـي آمِــــــــنــاً واللَّيـلُ قَد طَافَـت به أحْـرَاسُهُ
حتّى إذا ما هَجَمَ القـومُ عَــــــــلــى مــــسـتيقظٍ بِنَصـلِـه أشْـماسَـهُ
ثَـارَ إِلَيهـم فَتولَّـــــوا مــــــــــزقــاً يَــمـنَعُهـم عن قُـربِـــه حَمَاسُهُ
مُكسِّرُ الأصنامِ في الـــــبيتِ الذي أُزِيـحَ عن وَجه الهُدَى غماسُهُ
رَقَى على الكَاهِل من خَير الوَرَى والــــــدِّينُ مَقـرونٌ بِه أنباسُـهُ
ونَكَّـسَ اللاَّت وألقــــــــــى هُبَــلاً مُهـــــــــــشَّـماً يَقلِبُـه انتكاسُـهُ
وقَــــــام مَولاي عَلـى البيتِ وقـد طَـــــهَّره إذ قد رمـى أرجاسَهُ
واقتَلَـع البابَ اقتـــــلاعـاً معجـزاً يـــــــسـمعُ في دَوِيِّهِ ارتجاسُـهُ
كأنَّــــــــــــــــه شــرارةٌ لموقـــدٍ أخرجها مِــــــــن نارِهِ مِقباسُـهُ
من قد ثَنَى عَمرو بْن وِدٍّ سـاجياً إذ جَـــــــزَّعَ الخندقَ ثـم جاسَـهُ
مَن هَبَط الجبَّ ولم يْخشَ الرَّدى والمــــــاءُ مُنحلُّ السـقَا فَجَاسَهُ
من أحرَقَ الــــجنَّ بِرَجـم شُـهبِهِ أشـواظــــــــــه يقدمُهـا نُحَاسُـهُ
حتّـى انْثَنَـت لأمـره مُـــــذعِنـــةً ومِــــــــنتهُـمُ بِالعَـوذِ إِحْترَاسُـهُ (23)
وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً:
لا يَهتدي إِلى الرَّشادِ مَــــن فَـحَـــــصْ إلاَّ إذا وَالـــــــى علياً وخَــــلصْ
ولا يذوق شُربَةً مــــــــــن حَـوضِـــــه مَن غَمس الوِلا عَلَيه وغمــــصْ
ولا يَشُمُّ الروحَ مِــن جِـــــــــــــنَـــــانه مَن قَال فِيه مَن عداهُ وانتَقــــصْ
نفس النَّبي المُصطفى والصِّنْــــــو والـ ــــــخليفةُ الوارثِ لـــلعلـمِ بِنَصْ
مَن قَـد أجابَ ســـابقاً دَعـــــــــــــــوتَهُ وَهو غُلامٌ وَإلـــــى اللهِ شَــخَصْ
ما عَرَف اللاَّت وَلا العُـــــزَّى ولا انْـ ـــــثَنى إِلــيــهِمـا وَلا حَـبَّ ونصْ
مَن ارتَقى مَتْن النَّبي صَـــــــــــــــاعِداً وَكَسَّر الأوثانَ فِي أُولَى الفُـرَصْ
وطَهَّر الــــــــكَعبَةَ مِن رِجــــــسٍ بـها ثُمَّ هوى للأرضِ عَــــنها وقمصْ
مَـن قَـد فَـدا بــــــــــنـــــفسـه مُحمَّـــداً وَلم يَكُن بِنفســــه عَنـهُ حــــرصْ
وباتَ مِن فَوق الفراش دُونـــــــــــــــه وَجـاد فيما قَد غَلا ومَـا رخـــصْ
مَـــــــــــن كَان فِـي بَدر ويوم أُحُـــــدٍ قَطَّ مِــــن الأعنـاقِ مَا شاءَ وَقَصْ
فَقَال جِبرِيـــــــــــلُ ونَادى: لا فَتـــــى إلاَّ عَلـــــي عَمَّ فـي القولِ وَخَصْ
من قَدَّ عَـــــــــمرو العَامِري ســـــيفُه فَخَرَّ كالفيـــــــلِ هَوى ومَا قَحصْ
وَرَاء ما صَاح: ألا مـــــــــــــــــبارِزٍ فالتوتِ الأعنــاقُ تَشكو مِن وَقصْ
من أُعطِي الرَّاية يَوم خَيـــــــــــبَــــرٍ مِن بَعدِ ما بِها أخو الدَّعْوى نَكصْ
وراحَ فيها مُبــــــصِراً مُستَبصِـــــراً وكانَ أرْمَـــــــــداً بِعَينَيـه الرَّمَـصْ
فاقتلَعَ البــــــــابَ ونَــــــــال فَتــــحَهُ ودَكَّ طَوْدَ مَـــــــــرحَبٍ لَمَّا قَعصْ
مَن كَــــــــسَـحَ البصرةَ من نَاكِثِــــها وَقَصَّ رِجْلَ عَــــــسـكَرٍ بما رَقَصْ
وفَرَّق المَالَ وقــــــــــال: خَمْـســــةٌ لِواحدٍ فَســــــــاوَتِ الجُندَ الحِصَصْ
وقالَ فــــــي ذِي اليـومِ يَأتي مَــــدَدٌ وعَـــدَّه فَلـم يَــــــــــــزِدْ ومَا نَقَـصْ
ومَن بِصِفِّيـــــــن نَضا حِــــســــامَهُ فَـــــــــــفَلَّقَ الهــامَ وفَرَّق القصَـصْ
وصَدَّ عن عَمرو وبَـــــــــسرٍ كرماً إذ لَقِيا بالسَّــوأتيــــــــنِ مَن شَـخَصْ
ومَن أَســـــــــالَ النَّهرَوَانَ بالدِّمَــــا وقَـــــــطَّعَ العِرْقَ الذي بِهـا رَهصْ
وكـــــــــذَّب القائِلَ أنْ قَد عَــــبَروا وَعَـــــــدَّ من يَحصُدُ منهــم ويحصْ
ذاكَ الذي قَد جَـــــمَع القــــرآنَ في أحكــــــــــامِـه للواجبـاتِ والرخَصْ
ذاكَ الذي آثَــــــرَ في طعـــــامِــــه عَلى صِـيــــــــــامِهِ وجَـادَ بالقُرصْ
فأنزلَ الله تــــــــعالى (هَلْ أتَــــى) وذكَّـرَ الــــــــجَـزاءَ فـي ذَاكَ وقصْ
ذَاك الذي استـــــوحَش منه أَنَــــسٌ أن يــــــــشهدَ الحَقَّ فَشَـاهدَ البَرَصْ
إذ قَال: مَن يَـــــشهَدُ بالغَديرِ لـــــي فَبــــــــــادَرَ السـامِعُ وهـوَ قَد نَكَص
فقال: أُنــــــــسِيتُ، فَقال: كَـــــاذِبٌ سَـــــوفَ تَرى مَا لا تُوارِيهِ القمصْ
يا ابنَ أبِي طَالبَ يَا مَـــــن هُوَ مِن خَاتَــــــــــم الأنبياءِ في الحِكمَة فصْ
فَضلُكَ لا يُنكَــــــــــــــرُ لكـنَّ الوِلا قَـد سَـــاغَهُ بعضٌ وبعضٌ فيه غَصْ
فَذِكْــــرُه عِند مُـــــوالِيــــــــكَ شِفا وذِكرُه عِند مُعادِيـــــــــــكَ غُصَـصْ
كالطَّيرِ بعضٌ في رياضٍ أزْهَرت وابتـــــسم الوَردُ وبـــعضٌ في قَفصْ (24)
وفي مدح أهل البيت (عليهم السلام):
قَومٌ سَماؤُهُم السُّيوفُ وأرْضُـهِم أعَداؤُهـمْ ودَمِ النُّحــــورِ بُـــــــــحُورُها
يَستَمطِرُون من العجَاجِ سَحَـائِباً صَوبَ الحُتُوفِ على الزُّحُوفِ مَطِيرُها
وحَنادِس الفِتَن التي إن أظْـلَمَتْ فَشُمــــــــــوسُــها آرائهــــــمْ وبُــدُورها
مَلكوا الجِنَانَ بِفَضلِهِم فَرِياضُها طُــرّاً لَهُـم وخِـــــــــــيامُهـا وقُصُـورُها
وإذَا الذُّنُوبُ تضاعَفَت فُبِحُبِّهــم يُعطـي الأمانَ أخَا الـــــذنــوبِ غَفُورها
تِلكَ النُّجُومُ الزهرُ في أبراجِـها ومن السِّـنين بهـــمْ تَتِـمُّ شُـهــــــــــورُها (25)
وفي مدحهم (عليهم السلام) أيضاً:
مَن مثلكم يا آلَ طــــــــــــــــــهَ ولكم في جنَّـــــةِ الفردوسِ والخلدِ خططْ
حبُّ سواكمْ نفلٌ وحـــــــــــــــــــــبُّكمْ فـــــــــرضٌ من اللهِ علينا مُشترَطْ
قد نــــــــــــــــــــصبَ اللهُ لكمْ مُسدِّداً بــــالرشدِ والعصمةِ مأمونَ الغلطْ
أحاطَ بالعلمِ ولا يـــــــــــــــصلحُ أن يُـــــــــدعى إماماً مَن بعلمٍ لمْ يُحَط
يا طودَ إفـــــــــــضالٍ بعيدَ المرتقى وبحرَ علمٍ لم يكنْ يحــــــــويهِ شطْ
كــــــــــــــلُّ الـولا إلا ولاكَ مُنحبط وكلُّ جرمٍ بـــــــــــــــولاكَ مُنحبط
بحرٌ لديهِ كلُّ بحـــــــــــــــرٍ جدولٌ يغــــــــــــــرقُ مِن تيارهِ إذا اغتمطْ
وليثٌ غــــــــــــــابٍ كلُّ لـيثٍ عنده بنظرةِ العقلِ حقيراً إن قَــــــــــــــلط
باسطُ علمِ اللهِ في الأرضِ ومَــــــن بحبِّه الرحمنُ للــــــــــــــرزقِ قسَط
سيفٌ لو أنَّ الــــــــطفلَ يلفى سيفَه بكفّه في يــــــــــــــــومِ حربٍ لشمط
يغدو إلــــــــى الحروبِ فيه حاسراً كمْ فـــــــــــيهِ قد قدَّ مِن رجسٍ وقطْ
صنو النبيِّ المصطفى والكاشفُ الـ ـغمَّاءَ عنه والحسامُ المختــــــــــرط
أوَّلُ مَـــــــــــن صامَ وصلّى سابقاً إلى المعالي وعلى الــــــــسبطِ عبطْ
وآيةُ الأمةِ والـــــــــــــقاضي الذي أحاطَ من علمِ الـــــــهدى ما لمْ يحط
والنبأ الأعظمُ والحجَّــــــــــــةُ والـ ـمصباحُ في المحنةِ والخطبِ الورط
حبلٌ إلى اللهِ وبابُ حــــــــــطَّةِ الـ ـفاتحِ بـــــــــــــالرشدِ مغاليقَ الخطط
والقدمُ الصدقُ الذي سيـــــــــطَ به قـــــــــلبَ امرئ بالخطواتِ لم يـسط (26)
وذكرت هذه القصيدة بصيغة أخرى مع تداخل في أبياتها وإضافة أبيات جديدة وهي:
يا سَـادَتي يا آلَ يَاســينَ فَـــــــــــقَـطْ عَلَيكُمُ الوحْــــــي مِـــــــنَ اللهِ هَبَطْ
لَولاكُـمُ لـم يُقبَـلِ الــــــــــفَـرضُ ولا رِحنَا لِبَحرِ العَفْو مِن أَكرَمِ شَــــــطْ
أنتُم وُلاةُ العَهدِ في الذَّرِّ ومَـــــــــــن هَواهُمُ اللهُ علينـــــــا قَـد شَـــــــرَطْ
مَا أَحَــدٌ قَايَـــــسَـــــــــــكمُ بِغَيـرِكــمْ ومَازَجَ السلسلَ بالشـــــــربِ اللَّمَطْ
إلاَّ كَمَن ضَاهَى الجِبــــــالَ بالـحِصَا أو قَايَسَ الأبحُر جَــــــهلاً بــــالنُّقَطْ
صُنْوُ النَّبي المصطفى والكَاشِـفِ الـ ــغَمَّاءَ عَنه والــــــحُسَـامُ المُخْــتَرَطْ
أوَّل مَن صَامَ وصَلَّى سَـــــــــــــابقاً إلى المَــــــعَالي وَعَلى السِّـبْقِ غُبِطْ
مُـــــــكَلِّمُ الشَّمـــــسِ ومن رُدَّتْ لَـه بِبَــــــــــابِلٍ والغَربُ مِنهـا قَـد قبـطْ
ورَاكَضَ الأرضَ ومــــــن أنْبَـعَ للـ ـعسكَرِ مَاءَ العَينِ في الوَادي القَحـطْ
بَحـرٌ لَديـه كُــــــــل بَحـرٍ جَــــدْولٌ يَـــــــــغرُف مِن تَيَّـــارِه إذا اغْتَمَـطْ
وليثُ غـابٍ كُـلُّ لَــــــــــيـثٍ عِـندَهُ بِنَظـرَةِ العـــــــقـــلِ صَـغيراً إذ قلطْ
باسِطُ عِلمِ اللهِ في الأرضِ ومَــــــن بِـــــــــــحُبِّـه الرَّحمَـنُ للرِّزقِ بَسَـطْ
سَـيفٌ لوَ انَّ الـــــــطفلَ يَلقى سَيفه بِــــــــــــكفِّـه فِي يـومِ حَـربٍ لشـمطْ`
يَخطُو إلى الــــــــحَربِ به مُدَّرِعاً فَــــــــــكَم به قَدْ قَـدَّ مـن رجسٍ وقطْ
وَهو لِكُلِّ الأوصيــــــــــــاءِ آخِـرٌ بِضبطِهِ التوحيـــــدَ في الخَلقِ انضبَطْ
بَاطِـنُ علمِ الغيبِ والظاهـــــرُ في كَشفِ الإشـاراتِ وقُــــــطبِ المُغتبطْ
أحْيَا بِحَدِّ سَيفِه الدِّيـــــــــــــنَ كما أمـاتَ مــــــــا أبْـدَعَ أربـــــابُ اللَّغَـطْ
مُـــــــــفَقِّهُ الأُمَّة والقاضـي الذي أحــــــــاطَ مِن عِلم الهُدى مَا لـم يُحَطْ
والنَّبأ الأعظمُ والحُــــــــــجَّة والـ ــمِحنَةُ والمِصبـاحُ في الخطْبِ الورطْ
حَبـلٌ إلى اللهِ وبـابُ الــحِطَّــة الـ ــــــــــــــفَاتِح بِالرشـدِ مَغَالِيقَ الـخطَطْ
والقَـــدَمُ الصـدقُ الذي سِـــيْطَ به قَــــــــــلب امرئٍ بالخطواتِ لَم يسـطْ
ونَهــرُ طَالـوتَ وجَنـــبُ الله والـ ــــــــــــعَينُ الـتي بنورِها العَقلُ خبطْ
والأُذُن الواعيةُ الــصـــمَّــاءُ عن كُــــــــــــلِّ خَنـــا يَغلُطُ فيـه مَن غَلَطْ
حُسْنُ مآبٍ عِندَ ذي العرش ومَن لَولا أيَـــــــــــــــــادِيـــهِ لَكُنَّـا نَختَبِـطْ (27)
وأورد له الكرباسي بيتين آخرين من نفس القصيدة وهما:
بدرُ الدجى وزوجُـه شمسُ الضحى في فضلِها وابــناهُ للعرشِ القرط
ومن له الكـــــــوثرُ حوضٌ في غدٍ والنــــــارُ ملكٌ والفراديسُ خطط (28)
وقال في الرد على من شكك بحديث الغدير:
دعِ الشناعـــــــــــــاتِ أيُّها الخَدَعَه واركـنْ إلى الحقِّ واغدِ مُتَّبِعَه
مَــــــــــــــن وحَّــــدَ اللهَ أولاً ومَن إلّا الـنبـــــــــــيَّ الأميَّ واتَّبَعَه
مَن قالَ فيه النــــــــــــبيُّ: كان مع الحــقِّ عــليٌّ والحقُّ كان معَه
مَن سَلَّ سيفَ الإلهِ بينـــــــــــــــهم سيفاً من النورِ ذو العلى طبَعَه
مَنْ هزمَ الجيشَ يوم خيـــــــــبرِهم وهزَ بـــــابَ القموصِ فاقتلعَه
من فرضَ المصطفى ولاهُ على الـ ـخلقِ بيومِ (الــغديرِ) إذ رفـعَه
أشهدُ أنَّ الذي تقــــــــــــــــــولُ به يعلـــــــمُ بطلانَــه الذي سمعَه (29)
وقال في (حديث أنت مني كهارون من موسى):
أقيمَ بخمٍّ للخــــــــــــــــلافةِ حيــدرٌ ومن قبلُ قالَ الطهرُ ما ليسَ يُنكرُ
غداةَ دعاهُ المصطفى وهوَ مـزمـعٌ لقصــــدِ تبوكٍ وهوَ للسيرِ مُضمرُ
فقالَ: أقِمْ عنّي بطيبةَ واعــــــــلمنْ بأنّكَ للــــــــفجَّــــــارِ بالحقِّ تقهرُ
ولما مضى الطهرُ النبيُّ تظاهرتْ عليه رجـالٌ بــــــالمقالِ وأجهـروا
فقالوا: عليٌّ قد قلاهُ محــــــــــــمدٌ وذاكَ مِن الأعـــــــداءِ إفكٌ ومُـنكرُ
فأتبعه دونَ المُعـــــــــرَّسِ فانثنى وقـــــــالوا: عليٌّ قد أتى فتــأخَّـروا
ولما أبـــــــــانَ القولَ عمَّنْ يقوله وأبـــــدى له ما كانَ يبدي ويضـمرُ
فقال: أما ترضى تكونَ خليــــفتي كهارونَ من مـوسى؟ وشأنُكَ أكـبرُ
وعــــلّاهُ خيرُ الخلقِ قدراً وقدرةً وذاكَ مــــــن اللهِ العليِّ مـــــــــــقدَّرُ
وقـــــــال رسولُ اللهِ: هذا إمامُكم له اللهُ نــــــــــــــــاجى أيُّها المتحيِّرُ (30)
وقال أيضاً:
هذا الذي أردى الـــوليدَ وعتبةً والعامريَّ وذا الخمارِ ومرحبا
هذا الذي هشــمتْ يداهُ فوارساً قســراً ولم يكُ خـــــائفاً مترقِّبا
في كلِّ منبتِ شعرةٍ من جسمِه أسدٌ يمــــــدُّ إلى الفريسةِ مخلبا (31)
وله في موالاته لأمير المؤمنين (عليه السلام):
أبا حسنٍ جعلتـــــــكَ لي ملاذاً ألــوذُ به ويشمــلني الزماما
فكنْ لي شافعاً في يومِ حشري وتجعلُ دارَ قدسِكَ لي مقاما
لأنّي لم أكـــــــنْ من نعثــــليٍّ ولا أهــــوى عتيقاً أو دِماما (32)
وله مادحا أهل البيت الطاهر قوله:
يا لائمي في الولا هلْ أنــتَ تــــــــعتبرُ بمنْ يوالي رسـولَ اللهِ أو يـــــــــذرُ؟
قومٌ لو أنَّ البحـــــــــارَ تــــــــنزفُ بالـ أقلامِ مشـــقاً وأقـــــــــلامُ الدنا شجرُ
والإنسُ والجنُّ كــــــــتّـــــــابٌ لفضلهمُ والصحفُ ما احتوتِ الآصالُ والبكرُ
لم يكتبوا العــــــــشرَ بلْ لم يعدُ جهدُهمُ في ذلكَ الـــــــفضلِ إلا وهــوُ محتقرُ
أهلُ الفخارِ وأقطـــابُ المدارِ ومَـــــــن أضحتْ لأمــــرِهمُ الأيـــــــــامُ تأتمرُ
همْ آلُ أحمدَ والصيدُ الجحـــــــاجحةُ الـ ـــــــزهــــرُ الغطارفةُ العلويةُ الغُررُ
والبيضُ من هاشمٍ والأكرمونَ أولوا الـ ــفضلِ الجليلِ ومَن سادتْ بهمْ مٌضرُ
فافطن بعقلــــكَ هلْ في القَدرِ غيـــرهمُ قـــــــومٌ يكـــــــــادُ إليهمْ يرجعُ القَدَرُ
أعطوا الصفا نــــهلاً أعطوا النبوُّةَ مِن قبلِ المــــــــزاجِ فلم يلـــحقْ بهمْ كدرُ
وتوَّجوا شرفاً ما مثله شـــــــــــــــرفٌ وقُلّدوا خَـــــــــطــــــراً ما مثله خطرُ
حسبي بهم حججاً للهِ واضــــــــــــــحةً يجــــــري الصلاةَ عليهم أينما ذكروا
همْ دوحةُ المجدِ والأوراقُ شيعـــــــتهمْ والمصـــــطفى الأصلُ والذريةُ الثمرُ (33)
وفي أهل البيت أيضاً قوله:
والدُ الأسباطِ أنـــــــــــــــوارُ قلبي في مــــــسائي بهمْ وابتكــاري
مــــــنهم المسمومُ إذ لذعـــــــــــوه بذعافِ السمِّ لذعَ الشــــــــرارِ
وقتيلُ الطُفوفِ يا لـــــــــهف قلبي لقتيلٍ قَـلَّ فيـــــه اصْــطـباري
والفتى السجـــــــــادُ والباقرُ الأمـ ـجدُ والصادقُ خــــــدنُ الوقارِ
ثم مــــــــــــــــدفونٌ ببغدادَ يغشى قبرَه منــــــــــي بطيبِ المزارِ
والرضا فارض بـــــــــــه ثمَّ زره وابكـــــــهِ بالهاطلاتِ الغزارِ
وسمِّيُ المـــــــــصطفى يا آلَ نجدٍ طـــالَ حزني بعده وافتكاري
وعلى صاحبِ العــــــــــــسكرِ الـ ـمفرِّج لي باب بفرطِ ادّكاري
وأخــــــــو الإحسانِ أعني إمامي حسناً والركنِ ذو المستــــجارِ
ثمَّ مهدي إليهِ اشــــــــــــــــــتياقي طالَ وجدي به وانتـــــظاري (34)
وقوله:
يا ساقيَ الشيعةَ مـــــــن كأسِه عند ورودِ الكوثرِ الجاري
في يومَ تبلو الـــنفسُ ما قدَّمتْ لسيــــــــدٍ في الحكمِ جـبَّارِ
والـنارُ في الموقفِ قد سُعِّرتْ لأخـذِ نصَّـــــــابٍ وفــجَّارِ (35)
وقال:
ما زلتَ بعدَ رسولِ اللهِ منفرداً بحراً يفيضُ على الورَّادِ زاخرُه
أمواجُه الـــعلمُ والبرهانُ لجَّتُه والــحلمُ شطّاه والتقوى جواهرُه (36)
وللزاهي قصائد أخرى في أهل البيت (عليهم السلام) في ديوانه المخطوط ونتف تتألف من خمسة أبيات واقل وأكثر قال عنها السيد جواد شبر: جمعها المرحوم الشيخ محمد السماوي ونضدّها بخطه، لكن شبر لم يذكر منها سوى مطالعها وقال: (هذه أوائلها وكلها في أهل البيت عليهم السلام): (37)
قد تركتني مصائبي حِرضا مـا سغتُ ريقاً بها ولا جرضا
.....................................................
يا أبا السبطينِ وجدي عليكم فـي مسائي مضرَّم وابتكاري
..............................................
أيا صاحبي قد قطعنا الطريقا وأنتَ تـحاولُ مـا لن يليقا
...................................................................................
1 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 164 / الغدير ج ٣ ص ٣٩٧ / أدب الطف ج 2 ص 51
2 ــ أعيان الشيعة جلد : 8 ص 164 / الغدير ج ٣ ص ٣٩٧ / أدب الطف ج 2 ص 52 ــ 53
3 ــ معجم الشعراء العباسيين لعفيف عبد الرحمن ص 192
4 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 163 / الغدير ج ٣ ص ٣٩١
5 ــ تاريخ الإسلام للذهبي ج 26 ص 75
6 ــ معالم العلماء ص 148
7 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 163
8 ــ أدب الطف ج 2 ص 54 الهامش
9 ــ اللباب في تهذيب الأنساب دار صادر ــ بيروت ج 2 ص 55
10 ــ أعيان الشيعة للسيد الأمين ج ٨ ص ١٦٣
11 ــ أدب الطف ج 2 ص 54 عن طبقات الشعراء / تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ج 5 ص 424
12 ــ سير أعلام النبلاء ج 16 ص 111
13 ــ النجوم الزاهرة ج 4 ص 63
14 ــ وفيات الأعيان 1 ص 390
15 ــ تاريخ بغداد ج 11 ص 350
16 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٨٨
17 ــ نفس المصدر ص 391
18 ــ يتيمة الدهر ج 1 ص 198
19 ــ أدب الطف ج 2 ص 58 ــ 59
20 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٦
21 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٧ / أدب الطف ج 2 ص 52
22 ــ الغدير ج ٣ ص ٣89 ــ 390
23 ــ الغدير - الشيخ الأميني - ج ٣ - الصفحة ٣٩٤ ــ 395
24 ــ أدب الطف ج 2 ص 56 ــ 57
25 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٨
26 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 164
27 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩١ ــ 392 / أدب الطف ج 2 ص 59
28 ــ ديوان القرن الرابع ج 2 ص 45 عن مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 164
29 ــ أدب الطف ج 2 ص 55
30 ــ أدب الطف ج 2 ص 55
31 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٥
32 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٥
33 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٩٥ ــ 396 / أدب الطف ج 2 ص 57 ــ 58
34 ــ مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٨١ ــ 282
35 ــ مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ١٤
36 ــ نهج الإيمان لابن جبر (زين الدين علي بن يوسف بن جبر من أعلام القرن السابع) ــ تحقيق السيد أحمد الحسيني ص ٢٨٧ / أعيان الشيعة ج 8 ص 164
37 ــ أدب الطف ج 2 ص 61
كما ترجم له:
اليافعي / مرآة الجنان 2 ص 349
التستري / مجالس المؤمنين ص 459
المجلسي / بحار الأنوار ج 10 ص 255
القمي / الكنى والألقاب ج 2 ص 257
الزركلي / الأعلام ج 2 ص 695
الطهراني / الذريعة ج 9 قسم 2 ص399 ــ 400
السمعاني / الأنساب ص 268
البستاني / دائرة المعارف ج 9 ص 161
ابن الجوزي / المنتظم ج 14 ص 212
عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 7 ص 34
ابن تغري بردي / النجوم الزاهرة ج 4 ص 63 ــ 64
فؤاد سزكين / تاريخ التراث العربي ج 4 ص 179 ــ 180
اترك تعليق