يا طفُّ مهلاً
إلى سيدة الإباء والشموخ .. السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام)
يا طفُّ مهلاً...إنّ زينــبَ راحله *** أوثقْ رمـــالَكَ كي تمرَّ العائلَهْ
أغمضْ عيونَ الماءِ حين مرورِها *** واشغلْ به ما تستطيعُ شواغلَه
هذي عقيلةُ هاشمٍ مسبيّــــــــــــةٌ *** وعيونُها، عباسُ ترعى القافلَه
وظعونُها، صحراءُ صامتْ في الظما *** عطشاً نبيّاً كي تعيدَ منازلَه
رحلتْ بلا وجهِ الحسين، يحفّها *** وتلفتتْ، فالظـــــعنُ ضيّعَ كافلَه
يا طفُّ مهلاً، إنّ صوتَ ندائِها *** للآنِ في فمِـــــــــه يهزُّ محاملَه
فلسانُه لا زال يخفــــــقُ أحرفاً *** والغيمُ في عطشِ الفراتِ تناقلَه
بيني وبينك، لا مسيرَ ولا خطى *** إذ إنّه في عرفِ صبرِكَ فاصلَه
لا تنظري، عيناكِ أعطشُ من دمي *** وبكاؤُك النبويُّ لم أكُ جاهلَه
لا تنظري فالمـــــــــاءُ جفَّ فراتُه *** وتعثّرتْ، لو تنظرين مناهلَه
والسهمُ في عيني ينشّفُ أدمعي *** وأصـــابعُ الكفين تُوميءُ ذاهلَه
لا تنظري، لا تسرعي، قفي ها هنا *** ضمّي بقربتهِ العيونَ الثاكله
أحمد الخيال
اترك تعليق