شهداء احياء.. أبطال الأنتفاضة الشعبانية يستذكرون ما جرى في كربلاء قبل (29) عاما

للانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١، ذكريات عدة، وخاصة تلك التي يرويها أبطالها، ممن كانوا حاضرين فيها، ومحاصرين بين طلقات الرصاص وصوت الدبابات من جهة، والخوف على أهلهم من جهة ثانية، أهلهم الذين فقدوهم رغم كل الحرص عليهم، حيث غدر بهم أزلام طاغية العصر، حين تم محاصرتهم عند المرقدين الشريفين في مدينة كربلاء المقدسة، لكن أرادة الحياة كانت أقوى فبقوا هؤلاء الأبطال احياءً حتى يومنا الحاضر ليقصون جزءا من تلك الحقائق التي عاشوها.

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة أجرى عدة لقاءات مع الشهداء الأحياء من ابطال الأنتفاضة بعد مرور  29 عاما.

حيث اشار الثائر الكربلائي علي عبد الحسين (60) عاما إن "هذا اليوم يمثل اصعب ذكرى في حياته لما حل على مدينة كربلاء المقدسة وضريح الامام الحسين واخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، من قصف وهدم وقتل وقمع واعدام جماعي".

وأضاف "في ذلك اليوم كنا نعد العدة بعد سماع انطلاق الثورة في البصرة فبدأت انا واصدقائي وابي بجمع السلاح بالسر بدون علم أي شخص خوفا من وصول المعلومات الى ازلام صدام، وبعد اندلاع الثورة قمنا بحماية الصحن الحسيني الشريف من أزلام حزب البعث، وتمكنا من حمايته لزمن وبادوات واسلحة بسيطة".

وتابع "اثناء اندلاع الثورة أوصلت ابي الى منطقة باب الطاق هو واختي، ومن ثم عدت الى الصحن ولكن بعد ساعات قليلة جاءت الاخبار باعدامهما رميا بالرصاص قرب الدار" .

وتابع إن "هذه اللحظات كانت هي الأصعب في حياتي، ولكن رغم ذلك لم نتراجع وقمنا بواجبنا بحماية المرقدين الشريفين، الا ان استخدام الدبابات والمدافع ضدنا افقدنا السيطرة".

وفي سياق متصل قال المواطن الكربلائي، عباس عباده، وهو من مواليد (1958م)، إن "هذا اليوم يعود بي الى زمن البطولات والتضحية التي رسمها الشجعان الثوار ".

وأوضح "كانت أيام صعبة حيث قمنا باقتحام الامن والاستخبارات، بالإضافة إلى الحصول على دبابتين واسلحة مقاومة للطائرات".

وأشار الى إن "الضربة التي كسرت ظهري هي اعدام احد اخوتي وسط المدينة، الا انها في نفس الوقت كانت حافزا لنا للبقاء صامدين".

وتتجدد في هذه الايام ذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة التي قمعت باساليب وحشية، بحسب التقويم الميلادي، أذ أنها شهدت الكثير من العنف والمواجهات، لكن تبقى الذكرى تؤرخ للاجيال عن بطولات سطرها أبناء العراق ولتكون شاهدا على طغيان حاكم لشعبه، أذاقهم المر والويل لسنوات، ليذهب بعدها لمزبلة التأريخ.

مصطفى أحمد باهض

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات