30 ـــ أبو الهدى الصيادي (1266 ــ 1318 هــ / 1849 ــ 1909 م)

أبو الهدى الصيادي (1266 ــ 1352 هــ / 1849 ــ 1908 م)

قال من قصيدة تبلغ (42) بيتاً:

هطلتْ دموعُ العينِ والقــلبُ امتلا    جمراً وجســـــــــمي قد تناهبه البلا

وأموتُ حــزناً كلّما خطرتْ على    قلبي حكاياتُ الشهيــــــــدِ بـ(كربلا)

فهوَ الفتى المـقتولُ ظلماً وهو مَن    بعليٍّ الكـــــــــــــــــرارِ مسنده علا (1)

ومنها:

أخذتْ من الإســـــــلامِ مدركَ سرِّهمْ    وبها أبى القــــــلبُ الشجيْ أن يغفلا

شرحتْ متـــــــــونَ مصيبةٍ أحزانُها    بسطـــــــــــــــت كتاباً للسقامِ مُطوَّلا

ولحزنِ صاحبِ (كربلا) قد أمطرتْ    من سمكِ أحرفِ حجبِها سحبُ العلا

وقال من قصيدة تبلغ (25) بيتاً:

وإن جزتَ صبحاً بالغريِّ و(كربلا)    وطبتَ شذى نحوي قبيلِ الأسى مُرَّا

فإنَّ لقلبي بالربــــــــــــــــوعِ وأهلِها    غراماً حـــــــرا قلبي به ممتلي حرَّا

منازلُ آلٍ عظـــــــــــــــمَ اللَهُ قدرَهم    وعطَّـــــــرَ في معناهمُ البحرَ والبرَّا (2)

وقال من قصيدة أخرى:

ومنهم من أضـاءت (كربلا) بهمُ    وفضـلهمْ عمَّ بادي الناسِ والغادي

ومنهمُ من بطــــوسٍ طوَّقوا مِنناً    طوقَ الزمانِ وقدوا وصلة العادي

وأصلهم من ببطحا يثربٍ رفعوا    منــــارَ هدي وفيهم شُرَّفَ الوادي (3)

وقال من قصيدة تبلغ (50) بيتاً:

أمولايَ يا شبلَ البتولِ وبضعةِ الـ    ـرسولِ ويا أوفى شيوخِ الورى سهما

ويا نائبَ المختـــارِ في كل مشهدٍ    ويا بدلَ المقتـــــولِ في (كربلا) ظلما

ويا نجلَ كرارِ الرجـالِ الذي جلا    لنا بضيا إشـــــــــــــراقِ حكمتِه علما (4)

وقال من أرجوزة تبلغ (108) أبيات:

بشيخِهِ أبيهِ تــــــاجِ ذي العُلا    أمامِنا الحسينِ شمسِ (كربلا)

بشيخِهِ أبيهِ حيــــــــدر الأسد    عليٌّ المـــــولى الإمامُ المعتمدْ

بالمرشدِ الأعظمِ خيرِ الخلقِ    وعلّة الكــــــــونِ عظيمُ الخلقِ (5)

وقال من قصيدة تبلغ (315) بيتاً:

آه والــــــــــــوعتي عليهم إذا ما     خطرتْ لي البقيعُ أو (كربلاءُ)

ذو احتراقٍ إذ يذكرُ النجفَ الأشـ     ـرفَ قــلبي المضنّى وسامراءُ

فرَّقتهم يدُ التجـــــــــــلّي فطوسٌ     دارُهم والــــــــبطاحُ والزوراءُ

شرَّفوا كلَّ بقعةٍ قدَّســـــــــــــوها     ومعَ اللهِ صبحُهــــــــم والمساءُ (6)

وقال من قصيدة تبلغ (76) بيتاً:

وعن سبطيهِ كوكبي المعالي     سَلْ الزهراءَ أينَ الفرقـــدانِ

فقد كــــــانتْ لنورِهما مقاماً     بتــــــــوليَّاً محيطاً كــالقرانِ

فهذا ماتَ مــــــسمـوماً وهذا     بكته بـ(كربلاءَ) الــشعريانِ

وكانَ أبوهما ســـــهمَ التجلّي     وأنّهما لــــــــــديهِ الأبهرانِ

وما حفظَ الزمانُ لهم عهوداً     على الإيمانِ راسخةَ المباني

بهمْ سرُّ النبوَّةِ قامَ قــــــــدماً     وهمْ لـــــــنظامِه كالتُّرجمانِ (7)

الشاعر

السيد أبو الهدى الصيادي، شاعر ومؤلف وعالم كبير، ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو السيد محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام بن علي بن حسين برهان الدين البصري بن عبد العلام بن عبدالله شهاب الدين بن محمود الصوفي بن محمد برهان بن حسن أبى محمد الغواص بن محمد شاه بن محمد خزام بن نور الدين بن عبد الواحد بن محمود الأسمر ابن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبد الرحمن بن شمس الدين بن عبدالله قاسم نجم الدين بن محمد خزام السليم بن شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرازق بن شمس الدين محمد بن صدر الدين علي بن السيد عز الدين أحمد الصياد بن عبدالرحيم بن سيف الدين عثمان بن حسن بن محمد عسلة بن الحازم علي بن أحمد بن رفاعة الحسن بن المهدي بن أبى القاسم محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبى طالب. (8)

ولد في مدينة (خان شيخون) التابعة لـ (المعرة) في سوريا ونشأ نشأة دينية فحفظ القرآن الكريم في مدة ثلاثة أشهر وأتقن التجويد وقرأ علوم العربية والأدب واللغة والحديث والبلاغة والتاريخ والتفسير ونبغ فيها كما حفظ كثيرا من أشعار العرب ثم سافر إلى حلب لطلب العلم وهناك تصدر مجلس التدريس وتولى نقابة الأشراف في ديار الشام كما زار بغداد واسطنبول حيث عينه السلطان العثماني عبد الحميد شيخ المشايخ في دار الخلافة، ثم قلده رتبة قضاء العسكر التي كانت أرفع رتبة في الحكومة كما قلده وسام الإمتياز لما رأى من صلاحه وتقواه لكن الأمور لم تبق على هذا المنوال فلما سقطت الدولة العثمانية وخُلِع عبد الحميد، نُفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها ودفن في أسطنبول ثم نقل رفاته إلى حلب ودفن في الزاوية الصيادية إلى جانب قبر أبيه، حالياً دار الإفتاء قرب القصر العدلي (9)

زخرت حياة الصيادي بكثير من الأعمال يقول حسن السّماحي سويدان: (ملأ الدنيا وشغل الناس "بحسبه ونسبه، وتصوفه وطريقته، وكرمه واريحيته، وعلاقاته الودية وغير الودية مع كثير من رجالات عصره) (10)

وقال الزركلي: (كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف..) (11)

وقال عنه أدهم الجندي تحت عنوان: "محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي العصامي الجبار الذي استولى بذكائه ودهائه على مقدرات الدولة العثمانية: "أمثولة حية لكل طموح إلى المجد وصفحة مشرقة للعرب": (كان فصيح اللسان، قوي الحجة، ثابت الجنان، حاضر البديهة، يفرض عليك أن تهابه وتحترمه، وإن كنت من أخصامه الألداء، يود أن يكون أصدقاؤه مخلصين له في صداقتهم، فإذا أحب إنساناً لم يبغضه إلا إذا خانه، كان يعرف كيف يحب وكيف يبغض، فقد كان حبه من الشهد المصفى وبغضبه سمًّا زعافاً، يتحدث إلى زائريه مبدياً عظيم اهتمامه بشؤونهم، تزخر أحاديثه بالحكمة الراجحة والبحث الطريف، في ابتسامته سحر يجتذب أفئدة الناس، ويجعلهم أسرى الولاء له) (12)

مؤلفاته

ألّف الصيادي أكثر من مائتي كتاب في التفسير والحديث والفقه والعقائد والتصوف واللغة والأدب والتأريخ والفلسفة ومن كتبه:

1 ــ ضوء الشمس في قوله (صلى الله عليه وآله): بني الإسلام على خمس

2 ــ الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف

3 ــ السهم الصائب لمن آذى أبا طالب

4 ــ الفجر المنير

5 ــ شفاء صدور المؤمنين في هدم قواعد المبتدعين

6 ــ الروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام

7 ــ المشجر الأنور في آل النبي الأطهر

8 - أسرار الأسماء الحسنى

9 ــ أشرف السير في خلاصة سيد البشر

10 ــ أسرار القرآن

11 ــ أنساب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

12 - الأخـلاق المحمدية

وقد عد منها الدكتور محمد عبد الله كاكة سور (169) كتاباً (13)

شعره

له من الدواوين: الفيض المحمدي والمدد الأحمدي، روضة العرفان، الروض البسيم، مرآة الشهود، نور الهدى من مطالع شمس الاهتداء وغيرها

زخر شعره بحب أهل البيت ومدحهم ورثائهم والتوسل بهم إلى الله تعالى.

يقول من قصيدة في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) تبلغ (39) بيتاً:

يا عريضَ الجاهِ يا سندَ الـ     ـعاجــزِ المحتاجِ للسندِ

يا سـراجَ الرسلِ يا قمرَ الـ     أنبياءِ يا كوكبَ الرشدِ

يا إمـــــــــامَ المرسلينَ ويا      تــــاجَ هامِ القادةِ العُمدِ (14)

وقال في مدحه (صلى الله عليه وآله) من قصيدة تبلغ (24) بيتاً

منحَ المهيمنُ أحمداً بظهورِهِ      فهوَ الحبيبُ ونورُه مِن نورِهِ

وطواهُ في أستارِ باهرِ نعمةٍ      نشــرتْ على آصالهِ وبكورِهِ

وأقامَــــــــه عنه خليفةَ أمرِهِ      وأعــــــانه بسكونِه ومرورِهِ (15)

وقال من نبوية أخرى تبلغ (16) بيتاً

تـــــــــوسَّلتُ بالزهرا إليكَ وآلِها      فداركْ بأســــــرارِ القبولِ ندائيا

وجُد لي بلطفٍ واكفني ما أهمني      ودمِّرْ بســــــيفٍ أحمديٍّ عداتيا

فأنتَ مُــــرادي والوسيلةُ والرجا      وغوثي إذا ما قمتُ يوماً مناجيا (16)

وقال في أهل البيت (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (39) بيتاً

دعِ الفكرَ واصبرْ فالزمانُ صــــعائبُه      تزولُ وكم فلّت بمحوٍ عصــــــــائبُه

إذا أزمةٌ زادتْ وكربٌ تـــــــــكاثرتْ     مصائبُه والخطبُ عمَّــــــــت نوائبُه

وضاقَ الفضا من صدمِ نازلةِ القضا     وضاقتْ على العبدِ الضعيفِ مذاهبُه

فأبوابُ أولادِ الرســـــــولِ بها الرجا     لحاملِ هــــــــــــــــــمٍّ باعدته أقاربُه

هم النعمة العظمى هم الـغوثُ للورى     هم الغيثُ لكن لا تــــــــغبُّ سحائبُه (17)

يقول في قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (42) بيتاً وقد قدمناها:

هطلتْ دمــــــــــوعُ العينِ والقـلبُ امتلا    جمراً وجســـــــــــمي قد تناهبَه البلا

وأمــــــــــوتُ حـزناً كلّما خطـرتْ على    قلبي حكاياتُ الشهيــــــــدِ بـ (كربلا)

فهوَ الفتى المقتولُ ظلمـاً وهــــــــــوَ مَن    بعليٍّ الكرارِ مسنَـــــــــــــــــــدُه علا

أسفي عــــــليهِ ونارُ بـــــــــــثّي لمْ تزلْ    تشوي الحشا مني وفــكــري ما سلا

أيليقُ سلواني وسهـــــــــــــــوةُ خاطري    وتغافلي عن ذكــــــرِ جدِّي في الملا

ريحانةُ المختـــــــــــــــــــــارِ قرَّةُ عينِه    بدرُ السيادةِ عيـنُ أربـــــــــــابِ الولا

حزنتْ عليه العالمــــــــــــــــــونَ وفقده    تبكي عليه بحـــــــــرقةٍ ضـــبُّ الفلا

والجنُّ تندبُ والملائـــــــــــكُ في السما    والصوتُ من نـحوِ المــــدينةِ قد علا

واسودَّتِ الأرجـــــــــــاءُ حتى أن بكتْ    لهفاً على بلوى الـحـــسينِ أخي العلا

والأرضُ مدَّ بها العنا لفــــــــــــــــراقِهِ    ولفقدِه بكتِ السمــــاواتُ الــــــــــعُلا

وكـأنَّ مولى الأنبيــــــــــــــــــاءِ برحبِه    حزناً عليهِ أفـــــــــاضَ دمعاً مرسلا

ويـدُ القضا نشـــــــرتْ على فلكِ الضيا    في الأفقِ من دمِــــــهِ شراعاً مخملا

حزبٌ عليه بغى وشتَّتَ شمـــــــــــــــلَه    ورماهُ في سهـــــمِ الكـــــريهةِ والبلا

وأضاعَ حرمةَ حيــــــــــــــــدرٍ ومحمدٍ    في قطعِ مــــــــولىً حـقّه أن يُوصلا

وأبادَ ركناً أحمــــــــــــــــديَّاً أصله النـ    ـورُ الذي في العالمِ الأعـــــلى انجلى

حزبٌ تألّف في أشرِّ عصـــــــــــــــابةٍ    قامـــتْ بذنبٍ عـــــــــــــذرُه لن يُقبلا

فجعتْ رسولَ العـــــــــــــــالمينَ بشبلِهِ    ولذاكَ ركــنُ الدينِ مــــعــــنىً زُلزلا

بئسَ العصــــــــــابةِ إذ أطـاعـتْ ظالماً    وعصــتْ لنفعِ الغيرِ أمـــــــراً مُنزلا

رفعتْ منارَ عدوِ آلِ مــــــــــــــــــحمدٍ    فأقرّها في الأسـفــــــــــــــــلينَ تنزُّلا

كم أحزنتْ قلباً سليـــــــــــماً طــــاهراً    مُتضرِّعـــــــــــــــــــــاً ولـربِّه مُتبتِّلا

ولكمْ بذا أبكــــــــــــتْ عيوناً دمـــــعها    يروي حديثَ بــنـــــي الـنبيِّ مُسلسلا

ولما دهى المولى الــحسيــــــــــن وآله    كتب التلهُّفَ مـــــجـــــــملاً ومفصَّلا

ويلاهُ من خطبٍ تكــــــــرَّرَ ذكـــــــرُه    خطبٌ وسيــــرةُ ذكرهِ لــــــن تمهلا

أخذتْ من الإســــــلامِ مــدركَ سـرِّهم    وبها أبــــى القــلبُ الشجيْ أن يغفلا

شرحتْ متونُ مصيبةٍ أحــزانَــــــــــها    بسطـــــتْ كتـــــــــاباً للسقامِ مُطوَّلا

ولحزنِ صاحبِ (كربلا) قــد أمطـرتْ    من سمكِ أحرفِ حجبِها سحبُ العلا

روحي الفدا لثرى فضا أعتــــــــــــابِهِ    فلقد قضــــــــا بظما المصابِ مُهللا

تباً لقاتلِهِ فظلمـــــــــــــــاً ما اســـتحى    مـن ربِّنا بلْ ضــــــــــــلَّ عمَّا أنزِلا

نسيَ الوصيةَ في الكتـــــابِ وخانــــها    ومضى بأثـــــــوابِ العنادِ مُـسربلا

فكأنني راءٍ له يوم الــــــــــــــــــــــلقا    بالشرِّ حــــــــالُ نهارِهِ تـهرى الكلا

والبضعةُ الزهراءُ تســــــــألُ ربَّــــها    حقَّ الحسيـــــــــنِ بـلوعـةٍ لن تُخذلا

واللهُ يرضيها بقهرِ عـــــــــــــــــدوِّها    وبنصرِ بضعتِــــــها الشـهيدِ تفضُّلا

قسماً بأعضاءِ الشهيـــــــــــــــــدِ وآلهِ    ما طابَ عيشــــي بعد ذاكَ ولا حلا

أنَّى يطيبُ ليَ الزمانُ وخــاطــــــري    من جمرِهِ واللهِ يــــــــــــوماً ما خلا

وإذا خلا ما مرَّ عــــارضُ ذكــــــرِهِ    إلّا تلهَّبَ فـــــــــــــــوقَ ذلكَ وامْتلا

لم لا ونصُّ الذكرِ أثبــــــــــتَ فضلَه    ولسانُ سرِّ اللهِ مدحــــــــــــــــته تلا

هطلتْ على أرجائِهِ سحــــبُ الرضا    من حضرةِ الرحمـــنِ ما دامَ المـــلا

وصلاةُ بارينا بكـــــلِّ دقيـــــــــــــقةٍ    وحقيقةٍ تغشي الضــــــريحَ الأفضلا

قبرٌ به مكثَ الحبيبُ المصـــطفى الـ    ـهادي الذي للخلقِ طـــــــــرَّا أرسِلا

ولآلهِ منّا الســـــــــــــــــلامُ وسبطِه    غوثُ الضعيفِ نصيرُ أهــــلِ الابتلا

 وقال في مدح النبي وأهل بيته (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (59) بيتاً:

هوَ حصنُ إسعــــــــافٍ وبـحرُ عنايةٍ    يومَ الــمخـــافِ وذلّةُ العظماءِ

عُجْ بالركائبِ ساحة الجـــــــــــرعاءِ    وانـــزلْ بتلكَ البقـــعةِ الفيحاءِ

وأنِخْ بعيسِـــكَ حولهــا فـــــــــلأهلِها    فـــضلٌ على الخـدّامِ والأمراءِ

قومٌ كرامٌ لا يضـــــــــــــــــامُ نزيلُهم    وحماهمُ حـــــــامٍ من الأعداءِ

سبقوا الورى شــرفاً بكـــــــــلِّ مزيَّةٍ    وعلوا على الأبنـــــاءِ والآباءِ

وتوشّحوا البيــضَ الصقـالَ فطأطأتْ    لقوى عُلاهمْ هـــــــامةُ العلياءِ

فتحوا المشــــارقَ والمغـــاربَ مثلما    قطعوا طريقَ البغىِّ والفحشاءِ

قد أغرقوا الدنيا برأفتــــــــــــهمْ كما    داسوا ببأسٍ جبـــــهةَ الجوزاءِ

خضعتْ لهم كبـــرا الغطـارفةِ العظا    مِ وقد أعزُوا عصبـةَ الضعفاءِ

وجلوا غبــارَ الظلمِ عن وجهِ الورى    والعدلَ قد بسـطوهُ في الغبراءِ

وبجودِهمْ عمُّوا الوجــودَ ومجــــدُهم    كشفَ الدجـــى بمحجةٍ بيضاءِ

قومٌ رئيسهمُ الرســـولُ المصطفى الـ    ـمبعوثُ بـــالآيـــــاتِ والأنباءِ

عينُ البريةِ أصلُ كلِّ حقيـــــــــــــقةٍ    سرُّ الـــوجودِ خلاصةُ الأشياءِ

كشّافُ دهمِ المعضــــــلاتِ ودافعُ الـ    ـبلــــوى وتريـــاقُ الشفا للداءِ

وعلامةُ السرِّ الخفيِّ وصـــــاحبُ الـ    ـقدَرِ العليِّ وسـيــدُ الشفــــعاءِ

طهَ سراجُ المرسليـــــــنَ وقبضةُ الـ    ـنورِ القديمِ وأكرمِ الهيــــــجاءِ

شمسُ النبوُّةِ والفتــــــــــــوَّةِ والهدى    والكوكبُ اللمَّاعُ فـــي الظلماءِ

وعلا به الدينُ الحنيـــــــــفيْ مظهراً    وبنى به الإيمـــــــانُ أيَّ بناءِ؟

هوَ رحمةٌ للعالميـــــــــــــــنَ ونعمةً    تعلو بفضلٍ ســــــــائرَ النعماءِ

حرمُ الأمــــــانِ لكلِّ عبدٍ مــــــذنبٍ    إذ ينتـــــــحي الآبـا عن الأبناءِ

ووسيلةُ اللاجيــــــن والراجيـن والـ    ـغيّاثُ للقـــــربــــــاءِ والغرباءِ

محرابُ آمـــــــالِ الوجودِ وسرُّه الـ    ـمقصودُ عند ملمَّـــــــةٍ ورخاءِ

مـولى موالـــــــي القبلتينِ وعلّةُ الثـ    ـقلينِ عـيـــــــنُ الأنبـيا النجباءِ

سـيفٌ إلهيٌّ نصـــــــــــــــولُ ببأسِهِ    ونردُّ فيه عصـــــــــابةَ البأساءِ

وجناحُ نجحٍ نستعـيــــــنُ بعزمِهِ الـ    ـعالي لـدى الســـرَّاءِ والـضرَّاءِ

بابُ المرادِ ذريــــــــعةُ الإرشادِ للـ    ـمولى ومـفتـــــاحٌ لكلِّ رجـــاءِ

ما لي ســـــــواهُ لعلّتي ولــــــذلّتي    ولقلّتي ولقــــــــــــلّةِ الصــــدقاءِ

هوَ ملجئي وله اسـتنــــــدتُ وإنني    من فضلهِ الوافي وصلتُ مُنائي

حاشاهُ أن يرضـــــــى بردِّي خائباً    ولسيــبِ نعمتِهِ بــسطتُ ردائـي

ولهُ رفعتُ أكــــــــفَّ فقري راجياً    منه القبـــولَ وقــد أطلتُ نـدائي

وبه يلوذُ المـــــــــــــرسلونَ وبابُه    ميــــــزابُ كـــلِّ عطيةٍ وسـخاءِ

مولايَ يا جدَّ الحسيــــــنِ المُجتبى    من آلِ حـيـــــدرَ يا أبا الـزهراءِ

يا تاجَ ساداتِ الورى يا شمسَ عتـ    ـرةِ هـاشمٍ والعصبـــــــةِ الغرّاءِ

يا مَن بفضلكَ يُــرتــجى وإلى حما    كَ الـمُلتجى للأخــــذِ والإعطاءِ

أدركْ ولاحظنـــي بعـطفكَ واكفني    نـكدَ الزمــانِ وداونـي من دائي

فلقد عرفتـــكَ ملـــــجـئي ووقايتي    ومسـاعدي ومظاهـري وحمائي

ولكَ افتقـــرتُ وأنتَ بـابُ اللَهِ والـ    ـحبلُ المتينُ لنيـــــــــلِ كلِّ غناءِ

خذني غداً تـحـــتَ اللـوا فلواكَ يو    مَ الحشرِ أشـــــرفُ مـلجأٍ ولواءِ

واجبرْ بعزِّكَ في حيـــاتي كسرتي    وأصلح شؤوني يا ضيا البطحاءِ

وعليكَ صلى اللَه ما لاحَ الـضحى    وضيا سناكَ علا عـلى الأضواءِ

وعلى النبييـــــنَ العظامِ وآلـكَ الـ    ـغرِّ الكرامِ الســـــــــــادةِ الحنفاءِ (18)

وقال في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (30) بيتاً

سبقوا البريّة طــــــــــــــارفاً وتليدا    وعَلوا عليهـــــا والــداً ووليـدا

قومٌ إذا اجتذبوا أعنّــــــــــــةَ خيلِهم    جعلوا قريـــبَ الغــالبينَ بعيـدا

وترى جهابذةَ الورى فــــــــي بليهم    من فضلِهــم يتيممــونَ صعيدا

والأسدُ في غابــــــــــاتِها من بأسهمْ    في رحبِهـم يتوسَّــدونَ وصيدا

همْ زبدة الكونِ الوسيعِ وجــــــــدّهم    أضحى على كلِّ الأنامِ شهيــدا

وسرادقُ العرشِ العظيـــــمِ بنورِهم    بهجٌ ومنه منضـدٌ تنـضيـــــــدا

هم برزخُ الشرفِ الرفيعِ وفي الخفا    أخذوا النبيَّ مـلاحـظاً وعمـيدا

سربالهمْ في الحـــربِ هيكلُ ذكرِهم    والغيرُ يجعلُ للحـروبِ حـديدا

ما الناسُ إلّا هم لعمـــــــــــري أنّهم    جُعلوا لأيــــــامِ البريــــةِ عيدا

ظهرتْ بهم آثارُ قدرةِ ربِّــــــــــــهم    لما اصطفاهمْ ســـــادةً وأسودا

وسمتْ سلاسلُ مجـــــدِهم فتسلسلت    شرفاً وطالت سيــداً وحــــفيدا

آثـــــــــارُهم تفشتْ عـلى لوحِ العلا    قدماً وكان مقامُهــــــم محمودا

ما جئتهـــــــــــمْ للـخطبِ إلا شمتهمْ    حبلاً لتفريجِ الكــــروبِ وريدا

أشبالُ أحمدَ آلُ حيـــــــــدرةِ الوغى    أنجالُ فاطمةٍ كفــــــــاكَ جدودا

أرجو بهم نيلَ المآربِ أنــــــــــــني    أصبحتُ أحملُ من عنايَ قيودا

لجنابِهم أشكو لأنّي قـــــــــــــــاصدٌ    أصبحتُ قصدي للقبـولِ قصيدا

وبهمْ ألوذُ مدى الزمــــانِ ولا أرى    عن بابِهم حتى القيـــــــامِ محيدا

ولدى القيـــــــــــامةِ أستظلُّ بظلّهم    حتى أراني خـــــــادمـاً مسعودا

صلى الإلهُ عـــــلى التهامي جدِّهم    خيرِ الأنـــــــــــامِ مُوالـياً وعبيدا

والآلُ أقمارُ السعـــــــادةِ مـن بدت    سبقوا البريـــــــــةَ طارفـاً وتليدا (19)

وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام)

سلطانُ عزّكَ في غيبِ الوجودِ جلا      غيمَ الضلالِ وفي شأوِ الفخارِ علا

أنتَ الــــــــــوليُّ لكلِّ المؤمنينَ كما     صـــــحَّ الحديثُ وبالإسنادِ قد نُقلا

يا حيدرَ الغيـــــبِ يا بابَ المدينةِ يا     سبعَ الــجلالةِ يا وصَّالَ مَن فصلا

يا هيكلَ العلمِ فـــــــي كلِّ العوالمِ يا      صهرَ الــــنبيِّ ويا كشَّافَ ما نزلا

لكَ اتحادٌ من المختارِ حــــــــــــكمته     مخفية لم تــــكن تُجلى لمَن جهلا (20)

وقال من قصيدة في التوسل بأهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (45) بيتاً:

آلَ الرســــــــولِ وآل طه    عطفاً فكربي قـــــــــــد تناها

وتحنَّـــــنوا بـحيــــــــاتِكمْ    فثقيلُ حمـــــــــــلي قد تواها

وتفضلوا يـــــــــا مَن بكمْ    كونُ الورى قدمــــــــاً تباها

أنتم يدُ الغيــــــــبِ المـغيـ    ـثةِ ما لملهـــــــــوفٍ سواها

والنعمة العـظمى التي الـ    ـجبارُ في الغيـبِ اصطــفاها

ولعلمِ حكمـــــــــةِ قدسِــهِ    في حضرةِ القدسِ ارتـضاها

وعلى الوجــودِ جميـــعها    علا عُلاها واجتبــــــــــــاها

وبمقعدِ الصـدقِ المـعــظـ    ـمِ من مزاحِمـــــــــها حماها

يا طيــنة الشـرفِ الــجليـ    ـلةِ والمصــــــونةِ في حماها

لكمُ الســـعـــادةُ طــرِّزتْ    بسيـــــــــــــــــادةٍ عالٍ ثناها

واللَه عظّمـها بــنـــــــصِّ    كتــــابِهِ فسمــــــــــتْ ذراها

وبعالمِ الملكـــــــوتِ والـ    ـملكِ الوسيــــعِ سرى ضباها

ها أنتمُ الشمـــــسُ الــتي    أخذتْ تشعــــــشعُ في سماها

وجميعُ أقمـارِ الـــــورى    طوِيتْ لهيبــــــــــــتِها وراها

أنتمْ عصـــــابةُ حــضرةٍ    تجلى الحقــــــــائقُ في خباها

والمرسـلونَ جمــيـــعهمْ    يرجونَ رشـــــــــحاً من نداها

هيَ رحـــــــــمةٌ للعالميـ    ـنَ فكلُّ خيــــــــــرٍ في رُباها

هيَ حضرةُ الجمعِ العليّـ    ـة والجليّةِ في خـــــــــــــفاها (21)

ومنها:

وأبوكمُ بـــــــابُ المديـ    ـنةِ والمـوصِّـــلُ من أتاها

كشّافُ دهـــمِ المعضلا    تِ إذا دجــــا يوماً دجاها

أسدُ العريكةِ فارسُ الـ    ـهيــــجا إذا هـاجتْ لظاها

والسطـــوةُ العلويةُ الـ    ـكبرى التي يُخشى قضاها

ويقول في آخرها:

وعليكمُ مني صــــلاةٌ    ليسَ يُدرَكُ مُــنتهـاها

وتحيـــــةُ تقضي أويـ    ـقاتِ البريةِ بانقضاها

تهدى لكمْ من عـبدِكم    آلَ الرســولِ وآل طه

وقال من قصيدة في مدح أهل البيت (عليهم السلام):

مودّةُ أهلِ البيـــتِ فـــرضٌ كما يُدرى    وحبُّهمُ حبلُ الســــلامةِ في الأخرى

فجدّهمُ الهــــــــــــــادي ووالدُهم علي    وأمُّهمُ خيرُ النســــا البضعةُ الزهرا

وهمْ روحُ هــذا الكونِ في كلِّ حضرةٍ    مآثرهم تُملى وآياتُــــــــــــهم تقرى

وقد نزلَ القرآنُ حـــــــــــــولَ بيوتِهم    وفي: (قلْ تعالوا) زادهم ربُّهم قدرا

وفي (آيةِ القربى) وفي (هل أتى) أتى    لمجدِهم شأنٌ سمــا في الورى ذكرا

همُ الناسُ أهلُ البيتِ والخيفِ والصفا    وزمزمُ والميــزانُ والذكرُ والذكرى

سلالةُ مصبــــــــــاحِ النبييــنَ سيدِ الـ    ـوجودِ ختامِ المرسليـــن أبي الأسرا

عليهمْ سلامُ اللَهِ أني عبيــــــــــــــدهم    بحقٍّ وأرجو منهمُ العطفَ والبشرى (22)

وقال:

لآلِ الحبيبِ حمــــــــاةِ الغريبِ    شموسُ الوجودِ بدورُ السعـــودْ

مقامٌ عظيـــــــــــــمٌ وطبعٌ سليمٌ    وقلبٌ رحيمٌ وجاهٌ وجــــــــــودْ

كرامُ السجايا حســــــانُ الطباعِ    عظامُ الأيادي عظــــامُ الجدودْ

رجالُ الحديثِ رجـــــالُ الجهادِ    رجالُ الركوعِ رجــالُ السجودْ

لهمْ مذهبُ الصفحِ والعفوِ والمـ    ـراقي وبأسٌ أقــــــــــامَ الحدودْ

فهمْ أهلُ منٍّ وأهــــــــــلُ انتقامٍ    لراجٍ دخيـــــــــلٍ وبــاغٍ حسودْ

إذلاءُ للَهِ في بـــــــــــــــــابهِ الـ    ـعظيمِ وفي الحربِ شوسٌ أسودْ

تعالتْ مكــــــــــــــانةُ مقدارِهم    عـلى رأسِ يـافوخِ هامِ الصعودْ

ونشرُ عبيرٍ شـــذا ذكــــــــرِهم    تجــسَّم في الكـونِ رغمَ الجحودْ

فأبوابُهمْ ملــــــــــــتقى أبحرٍ الـ    ـنجاةِ وللأمــــــــــنِ دارُ الخلودْ

صدورُ الصدورِ عـيونُ العيونِ    كرامُ الكرامِ طريـــــــقُ الشهودْ

ملاذُ الطريدِ غيــــــــاثُ العبيدِ    عمادُ الفـقيرِ عيــــــــــــاذُ الوفودْ

لهمْ كلُّ شأنٍ مجيــــــــــدٍ حميدٍ    وتلكَ عطـايا الكريـــــــمِ الودودْ (23)

وقال من قصيدته التي تبلغ (25) بيتاً وقد قدمناها:

نسيمُ الصبا إن زرتَ زورا وسـامرا    فروِّح فؤاداً من مـــــــــذاقِ الأسى مُرّا

وإن جزتَ صبحاً بالغري و(كربلا)    وطبتَ شذى نحـــــوي قبيلَ الأسى مَرَّا

فإن لقلبي بالربـــــــــــــــوعِ وأهلِها    غراماً حـــــــــــــرا قلبي به ممتلي حرَّا

منازلُ آلٍ عظّمَ اللَهُ قــــــــــــــدرَهم    وعطَّرَ في معنـــــــــــــاهمُ البحرَّ والبرَّا

مخازنُ علــــــــــــمِ اللَهِ ورَّاثُ عبدِه    رسولِ الهدى مولى صدورِ الورى طرّا

حماةُ ضعيفٍ لاذَ فــــــي ظلِّ بـابِهم    وذيلُ الـرجا في سوحِ أعتـــــــابِهم جرَّا

أسودٌ وساداتٌ سراةٌ أمـــــــــــــاجدٌ    مناقبُهم جـهـــــــــــراً نـمتْ وسمتْ سِرَّا

ملوكُ ملوكِ العالميـــــــــنَ بأسرِهم    وعلّةُ عليا دولـةِ المـــــــــــــــــــلّةِ الغرَّا

سلالةُ كرارِ الرجــالِ الــــــذي دحا    بخيبرَ ذاكَ البــــــــــــــابَ فارتجَّ وافترا

ويقول في نهايتها:

همُ للورى تلـكَ الـسفينةُ قد نجا الـ    ـذي فيهمُ قلباً تمسّـــــــــــــكَ وانسرَّا

همُ حبلُ كلِّ العالمـيـن لــوصلهِ الـ    إلهِ وبابُ للذي أمَّـــــــــــــــــلَ البرا

همُ الآيةُ الكبرى وفي الغيبِ أبريا    من العيبِ والنقصانِ سبحانَ من برَّا

تدورُ بهم في الكائناتِ رحى الملا    وكم ثابتٍ من بأسِ ميدانِــــــــهم فرَّا

أبوهم أميرُ المــــــــؤمنينَ وجدُّهم    أمينُ إلهِ العالميـــــــــنَ أبو الــزهرا

عليهمْ سلامُ اللَه أنـي بــــــــــحبِّهمْ    أهيمُ على الضرَّاءِ ما دمتُ والـــسَّرَّا

وقال من داليته التي قدمناها:

قومٌ ببغدادَ يا اللَه كــــــــــــم وصلوا    حبلاً لمنقطعٍ قومٌ ببغــــــــــــــــــــدادِ

ومنهمُ من بســــــــــــــامرا خيامهمُ    وفي الغريِّ ففيهــــــــــمْ عُطّرَ النادي

ومنهمُ من إضـــــاءت (كربلا) بهمُ    وفضلهم عمَّ بـــــــادي الناسِ والغادي

ومنهمُ من بطــــــــوسٍ طوَّقوا مِنناً    طوقَ الزمــــــانِ وقدّوا وصلةَ العادي

وأصلهمْ من ببطــــحا يثربٍ رفعوا    منــــــــــارَ هـديٍّ وفيهم شُرِّفَ الوادي

نعمَ الفروعِ إلى تلكَ الأصولِ نحتْ     فطابَ عنوانُها بـالسيدِ الهــــــــــــادي

جدٌّ عظيمٌ هوَ الأصــــلُ العظيمُ لكـ    ـلِّ الكونِ من غائبٍ في الخلقِ أو بادي

والسادةُ الغرُّ أهــــــلُ البيتِ عترتُه    عصـــــــــــــــــــابةٌ منه حفّتنا بإرشادِ

تسلسلـــــــــــوا فَعَلَوْ مجداً ومنزلةً    عظمى بدينٍ وآبـــــــــــــــــــاءٍ وأجدادِ

وقال أيضاً من قصيدة تبلغ (25) بيتاً في مدح النبي (صلى الله عليه وآله):

نشرُ العنـــــــــــــايةِ قد هبّتْ نسائمُه    والسعدُ قد رسمتْ فينــــا رسائمُه

ولاحَ نورُ التهـــــاني والسرورُ بدت    في عالمِ الملأ الأعــــــلى علائمُه

وفي بطاحِ الهدى ركنُ القبولِ سمتْ    حتى إلى الرفرفِ الأسمى قوائمُه

وقامَ ذاك مع العلـــــــــــمِ القديمِ وقد    رستْ على هـامةِ العـــليا دعائمُه

وفاضَ بحرُ العطا الغيبـيِّ وانتظمتْ    أمواجُه وسقى الأكـــــــوانَ دائمُه

والخيرُ تمَّ لنا واللَهُ أيَّدَنـــــــــــــــــــا    بسيدٍ عمَّـــــــــتِ الدنـيا مــكارمُه

محمدُ الرســلِ عينُ الأنبيــــا علّمَ الـ    أكوانَ أعظمُ مَن تُرجى نعــــائمُه

شمسٌ سرى في فجاجِ الملكِ لامعها    وعالمٌ غرَّقَ الأمــــــلاكَ ســاجمُه

أبو البتولِ ومصبـــــاحُ القبولِ رسو    لُ اللَهِ عينُ الورى معنىً ونـاظمُه (24)

وقال:

يا بني الزهــــــراءِ والنورُ الذي    منه عيسى لمعةَ الفيضِ التمسْ

وبطورِ القربِ ليــــــــــلاً مُذ بدا    ظنَّ مـــــــــوسى أنه نارُ قبسْ

لا يوالي الــــــــدهرُ من عاداكمُ    لا ولا يعطي مـــن الحـقِّ نفسْ

ذاكَ ظلماً حادَ عن نهجِ الرضى    أنه آخر آيٍ فـــــــــــــي عبسْ (25)

وقال:

بعليٍّ الكرارِ والحســــــــــنِ ابنِه    والشهمِ مولانا الحسينِ المــــــرتضي

والغوثِ زينِ العابدينِ وبــــــاقرٍ    والذخرِ جعفرَ والولي موسى الرضى

والعسكريْ وأمامِنا المولى التقي    وعليْ الرضا عوني إذا ضاق الفضا

والسيدِ المهديْ وجملةِ حزبـِـــهم    أحمى من البلوى إذا نـــــــزلَ القضا

همْ عمدتي وحمـــــايَ ما أمَّلتهمْ    في مأربٍ أو مطـــــــلبٍ إلّا انــقضى (26)

وقال من أرجوزته التي تبلغ (108) أبيات وقد قدمناها:

الحمدُ للَهِ الـــــــــذي قد أنعما    ومنّةً بفضـــــــــــــــلِهِ تكرّما

وحفّنا بلطــــــــــــــفهِ الخفيِّ    وعمَّنا بجودِهِ الـــــــــــــــوفيِّ

وجادَ بالإحسانِ والإنعــــــامِ    ومنَّ بالإرشــــــــــادِ للإسلامِ

عرَّفنا بمـــــــــــــــنِّه تعطفاً    أن نقتدي بالهاشميِّ المصطفى

خيرُ الورى وصفوةُ الخلّاقِ    وأكملُ الخلقِ على الإطــــلاقِ

المرشدُ الهادي إلى الطريقِ    والصدقِ والإخلاصِ والتحقيقِ

عليه صلى اللَه في الآيـــاتِ    وآلهِ في ســـــــــــائرِ الحالاتِ

ويقول في نهايتها:

بشيخهِ غوث الضعيفِ المرتضى    سليلِ طه المصطفى موسى الرضى

بشيخهِ الإمــــــــامِ موسى الكاظم    وشيخِـــــــــــهِ الصادقِ ذي المكارم

وشيخِهِ السبعِ الهمـــــــامِ الكاسرِ    محمد المولى الإمــــــــــــــــامِ الباقرِ

بشيخِه المولى عليِّ الأصــــــغرِ    مولايَ زينِ العابديــــــــــــنَ الأزهرِ

بشيخِهِ أبيهِ تـــــــــــاجِ ذي العلا    أمامِنا الحسيـــــــــنِ شمـسِ (كربلا)

بشيخِهِ أبيهِ حيـــــــــــــدرِ الأسدْ    عليٍّ المولى الإمــــــــــــــامِ المعتمدْ

بالمرشدِ الأعظمِ خيرِ الــــــخلقِ    وعلّةِ الكونِ عظيمِ الخـــــــــــــــــلقِ

من أطنبَ القرآنُ في مديــــــحِه    فأعجزَ البليغَ عــــــــــــن تـوضيحِهِ

ويقول من قصيدة في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) والتوسل بهم تبلغ (17) بيتاً:

إلهي بطهَ شفيــــــــــــــعِ الأنامِ    وأولادِهِ الأصفيـــــــاءِ الكرامِ

بصهرِ الرضا السيِّد المرتضى    جليلِ المقامِ عليِّ الإمـــــــــامِ

بسبطِ النبيِّ الحسينِ الــــــزكيِّ    وبالحسنِ الشهمِ نــــعمَ الهُمامِ

بأمِّهما نورِ عينِ الرســــــــولِ    وأمِّ الفحولِ الصـــدورِ العظامِ

تعطّف علينا بلطــــــــفٍ خفيٍّ    وجُدْ وتكـــــــــرَّم بنيلِ المرامِ

وأنعمْ بحسنى كمـــــالِ الأمورِ    وحسنِ الشؤونِ وحسنِ الختامِ (27)

وقال:

روحُ الوجودِ بآلِ المصطفى انتعشتْ    وأبصرتْ فيهمُ عينُ العمى الأزلي

لهمْ يدٌ من رســـــــــــولِ اللَهِ ناهضةٌ    مقدارُهمْ لمقــــــــــامٍ لا يزالُ علي

ببضعةِ الهاشميِّ الطهــــرِ قد شرِّفوا    وبالحسينِ ومولى المـــؤمنينَ علي

واللَهُ عظّمهمْ فضلاً وأكـــــــــــرمهمْ    فهمْ أجلُّ عيالِ السادةِ الـــــــــرسلِ

عليا سيـــــــــــادتهمْ عن سيدٍ رُويتْ    عن سيدٍ عن إمامٍ عن فتىً بطــــلِ (28)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

يا علياً علا المعـــالي علاهُ    وجـــلا هيكلَ الدجى مجلاهُ

أنتَ مولىً للمؤمنــينَ ومن    أصبحتَ مولاهُ فالنبيُّ مولاهُ

والرسولُ العظيمُ قال إلهي    ذا عليٌّ فــــــــوالِ من والاهُ

ولسرِّ التأكيـــدِ بعد المـوالا    ةِ دعاءٌ وضــــــــــدُّه عاداهُ

قبِلَ اللَهُ ذاكَ من غيرِ ريبٍ    إن طه لمستجــــــــابٌ دعاهُ (29)

وقال في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً:

لكَ يا عليُّ الأوليـــــــا    في القومِ معـــــراجٌ علي

ولدى الصحابةِ مظهرٌ    كالكوكبِ الأعــلى الجلي

بابُ النبيِّ الهاشمــــي    وفي الورى نعــــمَ الولي

والعَيلمُ المشهـــورُ بالـ    ـقولِ الصحيــــحِ الأجملِ

وبذاكَ قد شــهدَ الرسو    لُ وقال: (أقضاكمْ علي) (30)

وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام):

لـــــــديوانِ بابِ اللهِ حيدرةِ الرضا      أبـــــــي الـعزِّ أولادِ النبيِّ نحا ركبي

هوَ الأسدُ المشهورُ في كلِّ حضرةٍ      لنيلِ الأمــــــاني والأمانِ مِن الكربِ

وزيرُ رســــــولِ اللَهِ بابُ مدينةِ الـ     ـعلومِ إمامِ الناسِ في الشرقِ والغربِ

سراجُ قريشٍ بـــــــعدَ طهَ وفي بني     معدٍّ هو المعروفُ في ساحةِ الحربِ

ومولى جميعِ المؤمــــــنينَ كما أتى     بنصِّ حــــــديثٍ وهوَ للناسِ كالقلبِ

ونظرتُه عدّت بحقِّ عبــــــــــــــادةٍ     وأوصافُه كـــــــالدرِّ في أبحرِ الكتبِ

وأحواله العظمى تســـــامتْ برونقٍ     جلالته دلّت علـــــــــــى قدرةِ الربِّ (31)

وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام):

أسدُ اللهِ فتى العزمِ أبا الـ     ـسادةِ الأعيانِ بالفضلِ تدارَكْ

يا عليَّ القدرِ والاسمِ ويا     حصنَ مَن يمَّمَ بالأفكارِ دارَكْ

يا أميرَ الكلِّ يا حيدرةَ الـ     ـحـربِ يا مَن شيَّد اللَهُ منارَك (32)

وقال:

حــبي لأولادِ طه    سيفي على من تأبّى    

كذاكَ قالَ أبوهم:    المــرءُ معْ من أحبّا (33)

وقال:

حـبُّ آلِ النبيِّ حبلُ نجاةٍ    وطريقٌ إلى النبيِّ الكريمِ

وسبيلٌ إلى الوصولِ إلى    اللَهِ وبابٌ لكلِّ خيرٍ عظيمِ (34)

وقال:

حبُّ آلِ النبيِّ بابُ الترقّي    وسبيلُ العلا وحرزُ الأمانِ

فضلهمْ والثنا عليــهم أتانا    ضـمنَ أمرٍ بمحــكمِ القرآنِ (35)

وقال:

إذا بتَّ في همٍّ من الدهرِ مزعجُ    وأصبحتَ في غمٍّ من الذنبِ معقدِ

فمزِّق جيوشَ الهـمِّ والغمِّ والعنا    بأعتابِ آلِ الهــــــــــاشميِّ محمدِ (36)

وقال:

توسّلْ بأولادِ الرســــــــــــولِ فإنهمْ    أمانٌ لأهلِ الأرضِ من صدمةِ العمى

فهمْ في بطاحِ الأرضِ أنوارُ رحبِها    وتمثالهمْ بالنصِّ كالشـــهبِ في السما (37)

وقال:

آلُ النبيْ أنجالُ حيدرةَ الوغى    بني البضعةِ الزهرا مقامُ علا العليا

مودّتهمْ فرضٌ عظيــمٌ وحبُّهم    تطيبُ به الأخــرى وتحلو به الدنيا (38)

وقال:

لآلِ محمـــدٍ جاهٌ عريضٌ    ومجدٌ جازَ عن دركِ العقولِ

كفاهمْ أنـــهم أولادُ زهرا    وحيدرةٍ وأسبـــــاطُ الرسولِ

فروعٌ من أصولٍ طيِّباتٍ    فأكرمْ بالفـــروعِ وبالأصولِ (39)

وقال:

لكلِّ مؤمَّلٍ خُـــــــذ آلَ طه    مداراً فالمــــرادُ بهمْ يُحصَّلْ

فكمْ عبدٌ بهمْ أضحى أميراً    ومهجورٌ إلى المولى توصَّلْ (40)

وقال:

آلُ طه ومــــن يقلْ آل طه    في مرادٍ ومقصدٍ لا يُردُّ

جدُّكمْ فيه جدّكم قد تسامى    وعــلاكم ما حدَّه قط حَدُّ (41)

وقال:

يا آلَ طه لكمُ أيــــــــادٍ    يقصِّرُ عن فضلِها المزيدُ

بسورةِ الكوثرِ افتخرتم    وفيكمُ (إنّمــــــــــا يريدُ) (42)

وقال:

يا آلَ أحمدَ كم لكمْ مـــن مدحةٍ    شهدتْ بها آيُ الكتابِ المُنزَّلِ

أنا ضيفكمْ ونزيلُ ساحة مثلكم    يعلو بمـــجدِ علوِّ ربِّ المنزلِ (43)

وقال:

يا آلَ فاطمةٍ وآلَ مـحمدٍ    وعصـــابةَ المولى عليِّ المرتضى

أنا لائذٌ برحابِكم وببابِكم    يُعطى الرضى ويردُّ بالمددِ القضا (44)

وقال:

بمحمدٍ خيرِ الورى والمرتضى    والبضعةِ الزهرا وبضعتِها الحسنْ

وبسرِّ مولانا الحسيـــــــنِ وآله    السعدُ حلَّ بنا وبُوعِــــــدتِ المِحَنْ (45)

وقال:

كلُّ الوجودِ بآلِ أحمدَ لائذٌ    ولمجدِهم فوقَ العُلا راياتُ (46)

وقال:

قــــومٌ بزورا وطوسٍ والغريِّ وفي    بطحاءَ طيبة دارِ المجدِ والكرمِ

فاقوا الوجودَ وقد طابَ الوجودُ بهم    معــنىً فهم عينه في عالمِ العدمِ (47)

..........................................................

1 ــ ديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي للصيادي ــ جمع الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني، تحقيق عبد الله محمود محمد عمر دار الكتب العلمية ــ 1971 بيروت ص 119 ــ 121

2 ــ موقع الديوان / موقع البيت العربي / موقع الديوان العربي

3 ــ موقع الديوان/ موقع البيت العربي / موقع موسوعة الأدب العربي

4 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 6 / 12 / 2010

5 ــ موقع موسوعة الأدب العربي / موقع الديوان

6 ــ ديوان أبي الهدى الصيادي، من كتب المستودع بموقع المكتبة الشاملة منشور على موقع روضة الكتب تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة بتاريخ 18 / 19 / 2019 ج 1 ص 25

7 ــ نفس المصدر ص 326

8 ــ نور الهدى من مطالع شمس الاهتداء لعبد الحكيم بن سليم عبد الباسط ص 19 / مقدمة تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار للصيادي، تحقيق عبد القادر محمد علي ــ ط كتاب ناشرون بيروت ص 5

9 ــ أبو الهدى الصيادي في الفكر التاريخي العربي الحديث مجلة الأستاذ العدد 225 المجلد الثاني لسنة 2018 ص 34 للدكتور محمد عبد الله كاكة سور، جامعة صالح الدين / كلية الآداب – قسم التاريخ

10 ــ أبو الهدى الصيادي في آثار معاصريه ص 5

11 ــ الأعلام ج 6 ص 324

12 ــ تحفة الزمن بترتيب تراجم أعلام الأدب والفن ج 1 ص 311

13 ــ أبو الهدى الصيادي في الفكر التاريخي العربي الحديث ص 39 ــ 45

14 ــ ديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي ص 92 ــ 93

15 ــ نفس المصدر ص 95 ــ 96

16 ــ نفس المصدر ص 96

17 ــ نفس المصدر ص 114 ــ 115

 18 ــ موقع البيت العربي / موقع الديوان / موقع الديوان العربي

19 ــ ديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي ص 108 ــ 109

20 ــ نفس المصدر ص 124

21 ــ نفس المصدر ص 110 ــ 112

22 ــ نفس المصدر ص 112 ــ 113

23 ــ نفس المصدر ص 116

24 ــ موقع بوابة الشعراء بتاريخ 1 / 12 / 2010

25 ــ نفس المصدر والتاريخ

26 ــ ديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي ص 110

27 ــ موقع الديوان

28 ــ ديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي ص 119

29 ــ نفس المصدر ص 123 ــ 124

30 ــ نفس المصدر ص 124

31 ــ نفس المصدر ص 124 ــ 125

32 ــ نفس المصدر ص 125

33 ــ نفس المصدر ص 110

34 ــ نفس المصدر ص 112

35 ــ نفس المصدر والصفحة

36 ــ نفس المصدر ص 113

37 ــ نفس المصدر والصفحة

38 ــ نفس المصدر والصفحة

39 ــ نفس المصدر والصفحة

40 ــ موقع الديوان / موقع موسوعة الأدب العربي

41 ــ موقع الديوان / موقع موسوعة الأدب العربي

42 ــ نفس المصدرين

43 ــ نفس المصدرين

44 ــ نفس المصدرين / موقع البيت العربي

45 ــ موقع الديوان / موقع موسوعة الأدب العربي

46 ــ موقع الديوان / موقع موسوعة الأدب العربي / موقع البيت العربي

47 ــ موقع الديوان / موقع موسوعة الأدب العربي / موقع البيت العربي

ترجم له:

المجمع العالمي لأنساب آل البيت: نقيب أشراف بلاد الشام محمد أبو الهدى الصيادي

عبد الواحد جمعة الصيادي ــ أبو الهدى الصيادي في ميزان التاريخ

الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي ج 10 ص 134

الشيخ إبراهيم الراوي ــ بل الصدى في ترجمة السيد أبي الهدى

إبراهيم الراوي ــ بل الصدى في ترجمة السيد أبي الهدى

خليل علي حيدر ــ السلطان عبد الحميد... وحلم الشيخ «أبو الهدى»

المجمع العالمي لأنساب آل البيت: نقيب أشراف بلاد الشام محمد أبو الهدى الصيادي بتاريخ 2 / 6 / 2010

موقع إدلب ــ أبو الهدى الصيادي، شيخ مشايخ الدولة العثمانية

عبد الواحد جمعة أحمد الصيادي الرفاعي ــ أبو الهدى الصيادي في ميزان التاريخ

حمزة رستناوي ــ لماذا أبو الهدى الصيادي، الحوار المتمدن، العدد: 2115 بتاريخ 30 / 11 / 2007

عبد الرزاق البيطار / حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ج 1 ص 72

محمد لطفي جمعة ــ الشيخ أبو الهدى الصيادي، مجلة الرابطة العربية بتاريخ 3 / 11 / 1937 ص 27

المرفقات

: محمد طاهر الصفار