ستأكلكَ الصحراءُ والريحُ تطعنُ *** وفي جرحِكَ التأريخُ حتماً سيثخنُ
ويختــــلفُ الآتونَ كمْ أنتَ كافرٌ *** بمنْ كنتَ تبكيــهمْ وكمْ أنتَ مؤمنُ
أصابعُه الآنَ كاملة في يديهِ
كمثلِ الفسائلِ خضرٌ ويانعةٌ في الهواءِ
فإنْ هوَ حرَّكها في الخطاب
وحدَّث أصحابَه سال منها ربيع
وطارتْ عصافيرٌ بيضٌ
وفاضتْ سماءٌ على الأرضِ خضراءَ
خضراءَ مشغولة بالحمامِ
ومشحونة بالهديرِ
ولكن غداً حين تعوي الظهيرة
سوف تشمُّ الذئابُ دماءَ النبوة
جارية في الوريدِ الحسيني
سوفَ تُسلُّ المخالبُ لاهثةً لالتهامِ الأصابعَ
إن أصابعَ هذا الفتى الهاشمي
كعشرةِ أنهارِ دمعٍ
ولا بدَّ من هدرِها في الهجيرِ
كيفَ ؟ قلْ لي: اطمأنت عروقكَ للذبحِ
كنتَ ترى كيف تنسابُ عينُ الحسامِ
بلحظةِ ذبحِكَ صوبَ الخيامِ
ثم خارطةٌ للسماءِ ممزَّقةٍ
والدخانُ يحاورُها والظلامُ وأدعيةٌ قُتلت في الشفاهِ
تسدُّ عليها دروبَ الكلامِ
هل تأكّدت قبلَ الرحيلِ من الذكريات ؟
لعلّك تحتاجُها يا حسين
إذا سرّد السيفُ يوماً حكايةَ نحرِ إمام
وكانَ بجانبِ ساقيةِ الدمِ صوتُ أبي
قبل قبيلِ الموتِ روحي وبللني
فقد جفَّ الرضابُ
وأوصِ القبرَ أن يمتدَّ وسعاً
لأفتحَ أذرعي
قستُ الثيابَ وآنسني بوجِهكَ ربُّ ذكرى
ستجبرُ خاطري
وأنا مصابٌ وقلْ للعمَّةِ الكبرى
بأني فمٌّ يذوي وسوسنةٌ تذابُ
مهدي النهيري
اترك تعليق