إليك ... سيدي يا علي تنحني اللغة وتخشع الأقلام
في أطلسِ اللــــغةِ . المتـــاهةُ تكبُرُ *** عبثا يفسِّركَ الكـــــــلامُ فيصغُرُ
تأتي مســـــــــاربَها تشـــاكسُ أفقها *** ترتدُّ عنك حسيــــــــرةً ، تتكسّر
قالوا: اللغـــــــاتُ بحـــورُنا ، لكنّها *** قطعا بمـــــــدِّك في ذهولٍ تُبحرُ
فمرَرْتَ في بالِ الحــــروفِ قصيدةً *** سمـــــراءَ يشربُها البيانُ فيُسحَرُ
حطَّتْ على غصــنِ اللحـونِ بلابلا *** تبِعَـــــــــتْ تلاوةَ آيكَ الّلا يُهجَرُ
وانسابَ من خــــمرِ القوافـي للبديــــــــــــــعِ قوافلٌ برحيـــــــــــقِها ما يُسكِرُ
دُهِشتْ معاني الماءِ اذ طـافتْ ندىً *** بخطوطِ .كفِّكَ ، والندى بكَ يكثُرُ
يا أنت تومئُ للمعــــــــاني أن قفي *** ليمرَّ ركـــــــــــــبٌ للبلاغةِ أنورُ
فتزاحمَتْ عندَ المــــــــــرايا بهجةُ *** اللَمعـــــانِ في برقٍ لوجهِكَ يُبهرُ
أعليُّ . انّي كلّما ذُكِـر الفــــــــــتى *** ضحِكـتْ أراجيحُ المشاعرِ تُجبَرُ
وتساقطتْ عني الـهمــــومُ . فيا أنا *** نادي عليّا والعجــــــــائبِ يَظهرُ
مذْ انْ توكَّـــــــــأَتِ الهدى أمّي إذا *** قامتْ لِشـــــأنٍ فهي باسمِك تعبُرً
رسمتْكَ أرغــــــفةُ الجياعِ غيومَها *** ويقينُها أنَّ الغيومَ ستُمــــــــــطرُ
فخُطاكَ بـحرٌ . والضّفــــافُ بعيدةٌ *** ورؤاكَ سنبــــــــلةٌ ، وكفُّكَ أنهُرُ
مشكاةُ نـورِ الّلهِ، معنـــــــــاهُ الذي *** هو للكمـــــــالِ أرومةٌ ، هو اكبَرُ
لا يُبصــــــــرُ الأنوارَ الّا مَن أتى *** روحاً ، بها سِرُّ الميــــــــاهِ مفسَّرُ
ما دينُ نبــــــــضٍ حجَّ غيرَ معلَّقٍ *** بِمدارِ عشقِكَ طافَ منه الأبهَرُ؟!
أو خافقٍ دونَ احتمــــــالِ سجودِهِ *** في روضِ قدْسِكَ ، فالجوازُ مُشفَّرُ
سقطَ الظــلاميّونَ في بئــرِ الرَّدى *** لا دلوَ يُنقُذُهمْ وتــــــــــــاهَ المعبَرُ
أنت اقتراحُ العطرِ في رئةِ المدى *** مَن يسجنِ الاشذاءَ اذ هي تعطِرُ؟
اِنْ زوّرَ الطغيـــــانُ بعَضَ حقيقةٍ *** فالّله ينســـــــــفُ كلّ ماقد زوَّروا
في مدفنِ النسيانِ محضرُ ذكرِهم *** لكنّ ذكرَك في الضمـــائر أخضرُ
حميدة العسكري
اترك تعليق