25 ــ إبراهيم بن محمد العايش ولد (1389 هـ / 1970 م)

إبراهيم بن محمد العايش (ولد 1389 هـ / 1970 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (18) بيتاً:

أنسى الحوائجَ حين أذكرُ (كربلا)     وأصدُّ عن نفسي وأقبلُ مــــــعوِلا

القلبُ يخطــــــــفه الذهولُ فنبضُه     عن كلِّ حاجاتي العظـــــامِ تعطّلا

فأصونُ أحزاني وأهمــــلُ فرحتي     إذ كان حزني من سروري أجملا (1)

وقال من قصيدة ثانية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً وتبلغ (18) بيتاً:

فارقتُ طينَ ليـــــــــاقتي وأبيتُ أن     أدعى لصوتِ مشاعري إنسانا

هلْ تعتبونَ وعمق روحي (كربلا)     وصعيدُ ثكلٍ يــــــوسعُ الفقدانا

ما بالكمْ أصبـــــــــحتُ أرضَ منيةٍ     منها تفــــــــورُ حقيقتي بركانا

الشاعر

إبراهيم بن محمد بن علي العايش ولد بمدينة (العمران) في الإحساء ويعمل معلماً في مدارسها

شعره

أنسى الحوائجَ حين أذكـرُ (كربلا)     وأصدُّ عن نفســــــي وأقبلُ مُعوِلا

القلبُ يخطفه الذهـــــــــول فنبضُه     عن كل حاجـــــاتي العظامِ تعطّلا

فأصونُ أحــــزاني وأهملُ فرحتي     إذ كان حزني من سروري أجملا

ما هذه الآهاتُ في لهــــــــــــواتِها     إلا الحسينُ على الرمـــــالِ تجدَّلا

غطت بطولتُه الفضــــاءَ ورفرفتْ     أصحابُه تذري الإبــــــــاءَ مُرتَّلا

غنى المقاومة التي ألحــــــــــــانُها     موتٌ وما غنّى الخنــوعَ المُخذلا

هَبني أزورُك سيــــــــدي بحشاشةٍ     فأضجُّ مفجوعاً وأنـحـــبُ مرجَلا

الوجدُ يمــــــــــــلؤني زفيراً هالكاً     شوقاً إليكَ ولســـــتُ أملكُ أرجلا

هَوِّن على جسدي الحـنين وعافني     إني أريدكَ في الحنـــــــايا منزلا

لا حولَ لي إلا شفـــــــــاؤكَ مثلما     غذّيت أبطالَ الطفـــــوفِ المقتلا

بسواكَ لا أرجو فراتــــــــــاً بارداً     يسقي ظمائي ما يشــاءُ من الحلا

لا شيء عندي غير حبِّكَ في دمي     أحيا به وأموتُ دونــــــــكَ مُثقلا

أهدي المصــائبَ أن تشدَّ جراحَها     الطفُّ يبعثــــــــــــني نبياً مرسلا

مع غصّتي نحو الصعيــدِ المبتَلى     في مهجتي وحــــيُ الأنينِ توغّلا

ضلَّ النحيبُ عن الطريقِ إذا نعى     في مأتمٍ غير الطـــفوفِ وما سلا

قادَ الحسينُ شجــاعةَ الموتِ الذي     عبر الجهـــــادِ كما افتدى ما مُثّلا

عافَ الحيــــــاةَ وفي يديهِ عيونُها     يهبُ الخــــــــــلودَ مماتَه المتبتِلا

هلا اغترفتَ لــــــي الوليدَ غسالة     بسوى الوليدِ خـــزانتي لن تُغسلا

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

صِفْ لي دمي وتفحّـــــصِ الشريانا     القلبُ غيَّر في الــــهوى الخفقانا

صِفْ لي دمي وأنــا أنــوحُ عليكَ يا     مولايَ حزنــــــــاً هوَّنَ الأحزانا

وأنا أروِّعُ مُهجــتي بفجــــــــــائعي     قد كنـــــــــــتُ بعدَ تجلّدي هيمانا

وجهُ البليّةِ يســتعيــــــــــــــرُ كآبتي     حتى يمارسَ في الأسى الأشجانا

جوفي مغــــــــارة آهةٍ تأوي بها الـــــــــــــصرخاتُ حتى توقــــــــــدَ النيرانا

نبضاتُ أفراحي ولحــظــة دهـشتي     خُسفتْ بيـــــــــــومٍ شيَّبَ الولدانا

يا كونُ هل أمســكتني ؟ إنّــي لظى     جرحٍ وأنتَ تشـــــــــــوِّهُ الألوانا

دون انتباهٍ رحــتَ تشعلُ مـــا ترى     إلا البكــــــــــــاءَ يُوهِّجُ العطشانا

أحرقتَ ذاتكَ لــم تطلَّ عـلى حـمى     يحميـــــــــكَ مني ما وجدتَ أمانا

لو كنتَ تسمعُنــي أســــابقُ شهقتي     لجريتَ مثلي في الطفوفِ حِصانا

كثبانُ هذا العـدو شهقـــــة أضـلعي     وأنا أخففُ عن دمي الجــــــريانا

ضرباتُ رجـلي في التـرابِ منابتٌ     للدمـــــعِ تولدُ في الثرى الأجفانـا

في ساحةِ الــــروحِ التــوجُّعُ فارسٌ     وغدٌ يلمــــــــــــلمُ حوله العدوانـا

هزمَ العروقَ وعطّـلَ النـبـضَ الذي     في الصبرِ كان يجـــــدِّدُ السلوانا

جزعٌ يمثّلُ بـــــــــــي ويـكتمُ غيظه     ما دمتُ أفتحُ جثتي غــــــــــليانا

فارقتُ طينَ ليـــــــــاقتي وأبيتُ أن     أدعى لصوتِ مشـــاعري إنسـانا

هل تعتبونَ وعمقُ روحي (كربلا)     وصعيدَ ثكـــــــــــلٍ يوسعُ الفقدانا

ما بالكمْ أصبحـــــــــتُ أرضَ منيّةٍ     منهـــــــــــــا تفورُ حقيقتي بركانا

وقال في قصيدة ثالثة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

تلاشيتَ في الآمـــــــاقِ طيفاً ومنظرا     وسافرتَ في الأرواحِ حجَّاً ومِشعرا

أقمتَ طفـــــــوفاً في الزمانِ ولم تمتْ     إباءً ولم تخمدْ مدى الــــدهرِ مجمرا

فما انتصرتْ إلا بكَ النـــــــــاسُ همَّة     إذا أبلتِ الآلامُ يــــــــمنىً وميسرى

فخطـــــــــــــوتُكَ اليمنى زؤامٌ معجَّلٌ     وخطوتُكَ اليسرى حســـــــامٌ تبخترا

تسيرُ بآمالِ النبوُّةِ للـــــــــــــــــــــسنا     وحيداً وتسمو بالإمـــــــــــامةِ منبرا

وخلفكَ معـــــــــــــراجُ الملائكِ قانتٌ     وفوجٌ من العشــــــاقِ جاءوا تحسُّرا

وصحبكَ يا مولاي لم يصعدوا الذرى     يعيدونَ شربَ المــوتِ شهداً وسكّرا

فدونكَ طعنُ المبغضيـــــــــــنَ سعادة     أبت أن يـــــــلاقيها سوى من تفطرا

إلى الآنَ يا مـولاي صـحبُكَ ما انتهوا     من الذودِ عن معناكَ صدراً ومنحرا

رأوا جنة اللهِ التـــــــــــــي ليسَ مثلها     طعـــــــــانٌ وضربٌ بالقنا قد تكرَّرا

.....................................................................

1 ــ جاءت ترجمته وشعره في كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز وهو مختارات من مراثي (100) شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات العتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2017 ص 33 ــ 36

المرفقات

: محمد طاهر الصفار