24- أحمد الخيال ولد (1387 هـ / 1968 م)

أحمد الخيال (ولد 1388 هـ / 1968 م)

قال من قصيدة (على باب كربلاء) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (14) بيتاً:

يا (كربلاءُ) أخافُ صوتَ ندائي     وأخافُ نبضي واعترافَ الماءِ

فأنا ببابِكِ أستظـــــــــــــلُّ بغيمةٍ     بيضاءَ إنْ مطـــرتْ بلا إرواءِ

عيناي تنظرُ، لا مكـانَ لأرضِها     والقلبُ جفّفَهُ ضريــــــرُ بكائي (1)

ومنها:

من ذا شفيعُكِ؟ كيف فازت (كربلا)؟     لتضمَّ مثـوى سيدِ الشهداءِ

وبقِيتُ أستبِـــــــــــقُ الوقـوفَ كأنّني     في لحظةٍ دانٍ بها أو نائي

فالحبُّ يصعبُ في الحسيـــنِ مُفسَّراً     فأجلَّهُ يُخـــفى على البلغاءِ

ومنها:

تحكي اشتهاءَ الدمعِ حين نزولِهِ     والحزنُ فيها مرسَّــــــمُ الإيحاءِ

وقــفتْ خطايَ على أديمٍ طاهرٍ     والروحُ طافتْ في مدى السعداءِ

فإلى رياضكِ (كربلاءَ) يهزّني     شوقٌ أسيــــــــــــــرٌ ظامئٌ للقاءِ

وقال من قصيدة (ضريحُ الماء) وهي في حق أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (33) بيتاً:

أيا أبا الفضــلِ يا جرحاً ورايتُهُ     فوق المــــــــــــآذنِ آذانٌ لها نُصِبا

كأنّها نُسجــــتْ من لونِ طاعتهِ     ومن إبـاءٍ ككبرِ الأرضِ ما ارتعبا

فلم يزلْ فيْئها في (كربلاءَ) دماً     فياً ولم يزلْ فيْئها في (كربلاءَ) إبا

ومنها:

فـ (كربلاءُ) التي عــــــانقتها وطناً     أمستْ، بها زينبٌ تُسقى بها الكَرَبَا

وصارَ كفّاكَ عند الصوتِ مشرعةً     منها نهــــــــــــلْنا وفاءً سائغاً عذِبا

صلاةُ حزنٍ على كفّيكَ قــد وجبتْ     والقِبلةُ الجودُ إيمــــــــانٌ بها وجبا

وقال من قصيدة (هم كربلاء) التي تبلغ (11) بيتاَ:

يا (كربلاءُ) بــــــــــأيِّ ريحٍ أبحرُ     وبأيّ مــــــــوتٍ أو دمٍ أتعفّرُ

مـــا زلت أرسمُ في السماءِ نوافذاً     وأطـــــــلّ منها مقلةً لا تنظرُ

وركضتُ فوق الرملِ طفلَ بلاغةٍ     فعسى تؤجّلني السيوفُ فأكبرُ

ومنها:

فــــــــــــي كلِّ ريحٍ يولدونَ فيافياً     يتقمّصون غيابَهم أنْ يحضروا

هم (كربلاءُ)، نمتْ على أوجاعِهم     أغصانُها، والــحزنُ فيها مثمرُ

هم أيقنوا بالحـــــــبّ حين تفرّسوا     وجهَ النبــــيّ بوجهِه فتحرّروا

وقال من قصيدة (على ربى سامراء) في رثاء الإمامين العسكريين (عليهما السلام) التي تبلغ (18) بيتاً:

أعزّيكم علـــــى ألمِ العزاءِ     وتصرخُ في ضلـوعي (كربلائـ)ـي

فـــــــــإنّا شيعةٌ، فـينا عليٌّ     وآلهِ في جـــــــــــــــــــلالِ الأنبياءِ

إذا حزنوا أقمْنا الحزنَ فينا     وأنفسُنا لهم هبةُ الفـــــــــــــــــــداءِ

وقال من قصيدة في (في حضرة الإمام الحسين) التي تبلغ (34) بيتاً:

في (كربلاءَ) سمـــاءٌ لستُ أدركُها     ولستُ أهوى سواها جئتُها شبِقا

أمشي كأنّي الرؤى لا فجرَ يسبقُني     كـــأنّ أجنحتي من غربتي خُلِقا

هــــــــــذا أنا دائماً في رَكبِ قافلةٍ     ناخَ السحابُ لها ظهراً وما لَحِقا

وقال من قصيدة (يا زينبَ الصبر) في رثاء سيدة الطالبيين (عليها السلام) التي تبلغ (15) بيتاً:

لا زالَ فينا صدى حزنٍ يـ(كربلُـ) نا     يَهيـــــــــــــجُ فينا كأمواجٍ لنكبتِها

يا زينبَ الصبرِ والأحزانِ مــن قِدَمٍ     من فاطمَ الطهرِ جاءتْ خيرُ نبتتِها

فرعٌ من الدوحةِ العلياءِ منه رقـــتْ     كلُّ الكمالاتِ طــرّاً صوبَ رفعتِها

وقال من قصيدة (سنابل الوجع) في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) والتي تبلغ (12) بيتاً

ارحلْ.. فوجهُ قصيدتي لن يرحلا     إلّا لقلبِك صاعداً من (كربلا)

والرمــــلُ حزَّ وريـدَ شوقي قادماً     مـــنّي إليك...مضرَّجاً مُتبتّلا

وقصيدتي دمــــــعُ الرحيقِ معتّقٌ     ســالتْ على خدِّ الدماءِ لِتُقْتَلا

وقال من قصيدة (نزيف الحزن) في رثاء الإمام زين العابدين (عليه السلام):

ومدائـنُ الريحِ البعيدةِ أيقظـــتْ     حزناً يطوفُ ب (كربلاءَ) مُكاشفا

حزناً بلونِ الوردِ ينســـجُ دمعةً     خــــــدّاً تخضّبَ بالدماءِ وما وفى

أنتَ الأعزُّ العابدُ السجّادُ ذو الـ     ـثفناتِ زيـــــنُ العابدينَ وما خفى

وقال من قصيدة (لواء السماء) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (22) بيتاً:

وشرعْتَ كونَكَ (كربلا)     والكــونُ بعدكَ قد تـ (كرْبلْ)

يا سيدي، مـــــــــاذا أقو     لُ؟ وأنت أسمى كـــلِّ مقْولْ

يا سيدي، ماذا أخــــــــا     طبُ من علاكَ؟ ومنكَ أنهلْ

وقال من قصيدة (ضوء على سماء الطف) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (25) بيتاً وقد قدمها بقوله: (على ترابِ (كربلاءَ) سرّحتِ الجداولُ جدائلَها… فجاءك المتعبون من كلِّ فجٍّ عميق…. يرتلون اسمكَ وطناً أزليّاً لسمرةِ إبائهم وممحاةً لغفلةِ خطاهم في الدروب).

من (كربلاءَ) حملتُ صبراً عاجزاً     أين الضفافُ فلم يجدْنيَ معبرُ

مَعنــــــــاكَ في بحرِ المجازِ سفينةٌ     وحقيقـــــــةٌ بمجازِها تتمظّهرُ

من ذا يحــــجُّــــك؟ ما يقولُ مُلبِّياً؟     والعرشُ حولَكَ طائفاً يستغفرُ

وقال من قصيدة (شهيد العراق) في رثاء شهيد الحشد الشعبي أبي تحسين الصالحي:

و(عـاشورٌ) رآك دمَ المرايا     فغـــــــافلَنا، وزاركَ يا شهيدُ

نثرتَ الحقَّ قمحاً من سلامٍ     وفي الساحاتِ ساعدُكَ الشديدُ

كدمعِـكَ لم أجدْ حزناً كبيراً     بهِ من (كــربلاءَ) هوىً سديدُ

وقال من قصيدة (إمام الماء) التي تبلغ (22) بيتاً:

هو الحسينُ، وهذي الأرضُ ساجدةٌ     فكلُّها (كربلاءٌ) حينـــــــــما نُحِرا

يـــسري بها رعشةٌ من تربِه هتفتْ     لبيك لبيــــــك لن أنساكَ مُحتضرا

وحـــــــــولَ ساعتِه، ساعاتُهُ وقفتْ     هذا الزمانُ وباتَ الدهرُ مُختصَرا

وقال من قصيدة (لواء على براق الوفاء) في حق أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي تبلغ (21) بيتاً:

فـي (كربلاءَ) له نزالُ حقيقةٍ     عند الفـراتِ ورايةٌ بيضاءُ

إذْ كرَّ في ألفٍ يشقُّ صفوفَهم     ويحولُ بين وجودِهم إفناءُ

وتـــــدافعَ الأبطالُ دون لقائِه     فكأنّه فــــــردٌ بها الهيجاءُ

وقال من قصيدة (أتتْكَ ليوثُها)، وهي (إلى المجاهدين في سوح الشرف وهم يتصدون لفلول داعش وطردهم من أرض الأطهار) وتبلغ (14) بيتاً:

لهمْ في (كربلاء) مثالُ صبرٍ     وجنّوا في الحسينِ هوىً وقُرْبَا

جــــــراحُهمُ نذورٌ من سلامٍ     وكــــــانوا في سوادِ الليلِ شُهْبا

قلوبُهمُ عــــلى الإخوانِ سلْمٌ     نفوسُــهمُ على الأعداءِ غَضْبى

ومنها:

وسَلْ عنهمْ إذا ما شئتَ أرضاً     لِــــــتُنْبِئ أنّهمْ يمشون صُلبا

وتُنـــــــبئ أنّهم من (كربلاءٍ)     إذا ســارُوا إلى الميدانِ وَثْبا

يُحبّونَ الحــــــسينَ وقد تنادوا     لرفعِ الشمسِ شرقاً ثمّ غربا

وقال من قصيدة (صوت الله) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (19) بيتاً:

حتى أتيتُـــــكَ محمولاً وساريتي     دمــــــــعٌ ونوحٌ وآهاتٌ تفتّتُني

إني وجدّتُك لي شمساً ولي وطناً     و(كربلاءُ) إذا ما متُّ لي كفني

يا سيدَ الماءِ، بعــد الجرفِ أسئلةٌ     حيرى يـدرُّ عليها الليلُ بالمحنِ

وقال من قصيدة (حلمٌ كوجه الورد) في حق أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (14) بيتاً:

أجرى مقاديرَ الوفاءِ بـ (كــربلا)     وتـــلتْهُ قرآناً صبوراً طاهرا

فــــــــــــلواؤُهُ نهجٌ يظلُّ مرفرفاً     فوق القــلوبِ، فتستقيهِ مآثرا

كفّاهُ لا زالا إمـــــــــــــاماً ثورةٍ     وهبا وريدَ الرملِ نبضاً ثائرا

وقال من قصيدة (أتاها) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

أتاها وكــــان المـاءُ جرحاً فأعشبا     وأســــرج نهراً للنبوءاتِ أعذبا

وأوجزَ حُلمَ الرملِ في غفوةِ الندى     ليُوقظَ فينـــــا (كربلاءَ) لنشربا

فجئتُ إليها حـــــاملاً وجهَ دمعتي     وزيتونَ لحنٍ خلّفَ القلبَ مُتعبا

وقال من قصيدة (كأساً.....من الكبرياءِ المُصفّى) في حق أبي الفضل العباس (عليه السلام) وتبلغ (20) بيتاً:

أرايــةَ عزّكَ في (كربلاء)     نزيـفُ السماءِ ولم تُعرفِ

وتــصنعُ من دمعةٍ للضياء     شموساً تهلُّ على الموقفِ

وحرفاً يشتّتُ موجَ الظلام     لتنهـــــلَ من غيبهِ أحرفي

وقال من قصيدة (أرحْ صوتي) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (15) بيتاً:

ففي كلّ البلادِ أرى حســــــــــيناً     أراه...و(كربــــــلاءُ) له سؤالُ

وإنّي كالمســــــافةِ ضاعَ وجـهي     وصوتُك في الجهاتِ هو المآلُ

وخلفَ الريحِ للذكرى اضطرابٌ     إذا ما قضّ مضجــعها الرحالُ

وقال من قصيدة (بريد قبلة) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

يا (كربلاءُ) أعــــينيْ قلباً مُتلفاً     واسْقيهِ حزناً كي يضُجَّ الـمُتْلفُ

وأتيتُ، عشقاً للـــحسينِ يهزّني     وبضاعتــــــي حبٌّ قليلٌ مُدنفُ

لاظلَّ لي إلّا الحسيـــنُ فغيمتي     تاهتْ وبئري لـــم يزرْهُ يوسفُ

وقال من قصيدة (رحلة المعنى):

فالبحثُ عن لغةِ الصدى لا ينتهي      دون اقـترافِ الحزنِ في تحقيقهِ

نجمانِ مـن ضـفّة الشموعِ تراسلا     كــــــتباهُ صمتاً في رؤى توثيقِهِ

فـــــــــــــإذا أتاكَ فإنّه ...لمّا يزلْ     في (كربلاءَ).. يهيمُ في تصديقهِ

وقال من قصيدة (عطش الماء...في شتاء الذبح) التي تبلغ (18) بيتاً:

يا (كربلاءَ) الماءِ، صوتُكِ قاصفٌ     فأغاض ما سُقِيتْ به الأزمانُ

للآنِ دمعُ الرملِ ينــــــزفُ حاسراً     فيصــــونُ حزناً باقياً ويُصانُ

للآنِ من دمكِ الطهورِ مشــــــارفٌ    دارتْ وما دارتْ بها الأكوانُ

ومنها:

يا (كربلاءَ) الصبــرِ إنّي واقفٌ     ودمي يدقُّ أضرَّهُ الخفقـــــــــــانُ

لا ينتـــــــــهي إلا لبابكِ صوتُنا     بابٌ به تتضرّعُ الأديــــــــــــــانُ

منه الحسينُ يضيءُ ليلَ وجودِنا     نورٌ ومـــــــــــــــا إلاّ به التـبيانُ

فــــأنا هنا في (كربلاءَ) مواجعٌ     ما ضرَّ عشقَ مواجعي العصيانُ

وأنــا هنا في (كربلاءَ) مضرّجٌ     بـــــــــدمِ الرمالِ يسحُّه الإحسانُ

وقال من قصيدة (دمعة كربلاء) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (14) بيتاً:

كم (كربلاءٍ) لا يـــــــزالُ أوارها     نبضاً بأحشاءِ المصائبِ مضرِما

ذبحوا العطاشى والظماءُ سيوفُهم     والنهـــــرُ من خجلٍ تعثّرَ بالظما

لم يعلموا أن المســـــــــافةَ دمعةٌ     والأرضُ ريــــــحٌ ليلها لن يُفهما

وقال من قصيدة (وحيٌ بين الحلّة وكربلاء) وتبلغ (12) بيتاً:

فيا ســــراطَ مـعاني اللهِ، أيقظها     في (كربلائِـ) كَ ظامٍ ساقياً فمُهُ

نسجْتَ كهــفَكَ أو غاراً نلوذُ به     رعباً، حماماتُهُ الـبيضاءُ تُطعمُهُ

أتعبتَ زحفَ قلوبٍ ليس يتعبها     إلاّ الوصولُ إلى مــــثواكَ تلثُمُهُ

وقال من قصيدة (يا قبلة الحق) وتبلغ (11) بيتاً:

ما قـال كلّا (كربلاءَ) على الظما     حـــاشاه وهو إرادةٌ ويريدُ

وقبابُ جرحِه في السماءِ مزارُها     وأمامَه كلُّ الجراحِ سجودُ

عظُمَ الزمـــانُ وكلُّ جرحٍ نازفٍ     أدماهُ حبُّك والدهورُ شهودُ

وقال من قصيدة (زفرةٌ في كربلاء) وتبلغ (17) بيتاً:

وذكرتُ فاجعةَ الحسينِ بـ (كـربلا)     وهي التـي لم تنسَ أنّى تذكرُ

إني لَأَبـــــــــــكي والدموعُ مجامرٌ     لروايـــــةِ قالت: حسينٌ ينحرُ

فلذا سؤالي اذ رأيــــــــــــتَ دماءه     يا سيدي تجري وأنتَ الحيدرُ

الشاعر

الدكتور أحمد بن جاسم آل مسيلم الخيّال الجنابي، ولد في مدينة القاسم التابعة لمحافظة بابل، أكمل الدراسة الإبتدائية في مدرسة موسى بن النصير عام 1974، والإعدادية في ثانوية القاسم، ثم حصل على البكالوريوس / لغة عربية من كلية الآداب جامعة بغداد عام 1992، فالماجستير من كلية الآداب جامعة القادسية عام 2008 والدكتوراه في عام 2013 من كلية التربية جامعة بابل.

ولد الشاعر أحمد الخيال ونشأ فنشأ معه حب أهل البيت (عليهم السلام) ونمت عقيدته الخالصة بهم معه وسخّر شعره لقضيتهم فعاشها وصورها وجسدها في شعره بأشكال مختلفة حتى أصبحت هذه القضية، المحور الذي يدور عليه شعره وتخللت أفكاره وآراءه وهواجسه.

بدأت رحلة الخيال مع صهوة الشعر مبكراً فقد كان للبيئة الدينية التي عاشها في مدينته أثر كبير على صقل مواهبه فنشأ شاعراً على نهج شعراء أهل البيت المخلصين فقدّم قصائد ولائية في مدح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم وقد احتل هذا الغرض القسم الأكبر من شعره وكان أهم جزء في هذا القسم هو رثائياته المفجعة لسيد الشهداء (عليه السلام) والتصوير المؤلم لواقعة الطف.

نشر أول قصيدة له في جريدة عام 1986 وكان حينها في الرابع الاعدادي، كما كتب القصة القصيرة ونشر أربع قصص في مجلة الطليعة الادبية وأفرد للقصائد الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام) ديواناً سماه (أضرحة الماء) ...

في مضمار العلم والأدب

شغل الخيال العديد من المناصب العلمية منها:

1 ــ أستاذ النحو والبلاغة في مدرسة القاسم الدينية من 2005 إلى 2013

2 ــ أستاذ البلاغة والعروض والتفسير حالياً في الكلية التربوية المفتوحة في بابل

2 ــ أستاذ البلاغة القرآنية في كلية المعارف الإسلامية التابعة للعتبة الحسينية من 2015 في كربلاء

رئيس تحرير مجلة المحقق العلمية المحكمة التي تصدر في الحلة

حاز على العديد من الجوائز الأدبية منها:

المركز الثاني لمسابقة القصة القصيرة التي أقامتها كلية الآداب / جامعة بغداد، عام 1993 عن قصة (الحلم)، ونُشرت القصة في مجلة الطليعة الأدبية عام 1999م.

المركز الأول في مسابقة الجود العالمية الخامسة للشعر التي أقامتها العتبة العباسية المقدسة عن قصيدة (سجدةٌ...على أرض الجود). 2014م

جائزة سيد الأوصياء للشعر عن قصيدة (تأويل نبوءة العشب) التي أقامتها أمانة مسجد الكوفة المقدس، لمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على دخول الإمام علي عليه السلام مدينة الكوفة، 2016م.

المركز الثالث في مسابقة (بهم انتصرنا) لنصرة الحشد الشعبي التي اقامتها العتبة الحسينية عن قصيدة (العاشق السماوي) 2016.

جائزة كركوك للقصة القصيرة عام 2017

جائزة شاعر الحسين ع في البحرين 2018 و 2019.

وهو عضو في:

1 ــ اتحاد أدباء العراق

2 ــ جمعية الرواد الثقافية / المركز العام بابل

الآثار العلمية والأدبية

أصدر خلال مسيرته الثقافية العديد من المؤلفات العلمية والأدبية منها:

1 - ديوان (أضرحة الماء) دار الضياء 2015

2 - ديوان (يقظة النعناع) عن دار الفرات للثقافة 2015

3 - المثال الإلهي علي بن أبي طالب عليه السلام. مؤسسة البلاغ بيروت - لبنان 2014

4 - الأشكال البديعية في القران الكريم: دراسة في ضوء مفاهيم علم النص، الشركة العربية المتحدة، القاهرة - مصر: 2017م.

5 - الأشكال البديعية في القران الكريم: دراسة في ضوء مفاهيم علم النص، الدار المنهجية / الأردن / ط2 / 2019

6 - نهاراتٌ شطبتها التقاويم، مجموعة شعرية، مصر - دار النخبة، 2018م.

7 - المباحث البلاغية في تفسير مواهب الرحمن / دار الضياء / 2011 ، وبيروت ط 2 / 2018

8- الامام الحسين عليه السلام... شخصيته وسماته الروحية ، دار الصادق، بابل، 2020.

9- مرايا الأنهار... تبتكر الوقت، مجموعة شعرية / دار الصواف للطباعة / بابل/ 2020.

10- صلاة الماء والقمح، مجموعة شعرية/ دار الصواف للطباعة / 2020.

11- دراسات بلاغية وثقافية (كتاب مخطوط)

وله تحت الطبع:

1 - تحقيق ديوان أحمد السبعي (ت: 860 هـ)

فضلاً عن كتب فكرية عن أهل البيت عليهم السلام وكثير من البحوث في هذا الجانب منها:

1 ــ بلاغة التجسيد في القران الكريم، مجلة دواة، العدد / 10/ 2016م.

2 ــ أقوال العلماء في وصف الإمام الباقر عليه السلام، دراسة في ضوء نسقي الولاء والتشكيك، مجلة تسليم / العدد / 1-2/ حزيران 2017م

3 ــ مباحث الاستفهام البلاغية وأثرها في انسجام النص القرآني...سورة هود أنموذجاً / مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية / جامعة بابل / العدد / 33 حزيران 2017م.

4 ــ السياق الثقافي في الرسائل المتبادلة بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية / مجلة القادسية للعلوم الإنسانية / 2017

5 ــ الأمن الثقافي المعاصر في ضوء القيم النهضوية للثورة الحسينية، بحث مشترك مع الدكتور وسام حسين العبيدي، شارك في مؤتمر العميد الدولي/ 2017م/ ونشر في عدد خاص لمجلة العميد.

6 ــ الظواهر البلاغية لمباحث علم البديع في تفسير مواهب الرحمن، مجلة المبين/ النجف الأشرف/ العدد/ 17/ 2009م.

7 ــ التحليل الجمالي للأدب عن الأستاذ الدكتور عناد غزوان / مجلة سيراء / 2017 (2)

وقد كتب عنه الشاعر والناقد الدكتور وسام حسين العبيدي دراسة ديوانه (أضرحة الماء) قال منها:

(في ديوانه البِكْر (أضرحة الماء) الذي خصّصه الشاعر الدكتور أحمد الخيال الجنابي، في مدح ورثاء أئمة أهل البيت (ع) يجد القارئُ فيه إبداعاً فنّياً محضاً جرى عليه الشاعر، مغادراً تلك النمطيّة التقليدية في استعراض وقائع الملحمة الحسينية، بما يجعلها أشبه بالسرد التاريخي، منتقلاً إلى رسم الحادثة برمزيّة عالية اتّخذت البلاغة الحديثة القائمة على التغريب في إيراد الاستعارات والكنايات، مُخفّفًا من عبأ التُراث اللغوي الذي استراح على رفوف المكتبات في معاجم اللغة وكتب الغريب، الأمر الذي يجعل نصّه محلّقًا في ذهن المتلقّي كالمنطاد حين يعلو بفعل رمي أكياس الرمل المعلّقة فيه من قبل صاحبه، فلنأت مثلاً إلى قوله مُشيراً إلى أصحابه:

هم كربلاءُ، نمــتْ على أوجاعِهم     أغصانُها، والحــــزنُ فيها مثمرُ

هم أيقنوا بالحــــــبّ حين تفرّسوا     وجهَ النبــــيّ بوجــهِه فتحرّروا

قالوا لصوت الماءِ حين تضوّرت     أفــــــواهُهم عطشـاً بأنهم روُوا

لم يمنــــــــعوا ماعونَهم يوماً وما     جاعتْ قصائدُ حبِّهم أو قصّروا

همْ والحسيـــــــنُ وكربلاءُ ورابعٌ     ساق الدماءَ على الدماءِ فكبّروا

لعلّ ما أورده الشاعر في هذه الأبيات من استعارات لا يمكن اقتناصها كلها، فهي متداخلة فيما بينها مكوّنة صوراً تتوالد من صور، وأرى أن الاستعارة المكنية التي اشتغل الشاعر عليها في أول البيت، إذ شبّه كربلاء بالشجرة ولكنه حذف المشبّه به وأبقى بعضًا من لوازمه مثل (الأغصان، مثمر) ومن ثم شبّه أنصار الحسين (عليه السلام) بكربلاء التي شبّهها بالشجرة، بجامع كونهما الأنصار وكربلاء لهما صفات الشجرة من حيث العطاء، وإفادة الآخرين من ثمرها، على الرغم من اكتساء تلك الثمرة بقشرة الحُزن الذي جلّل مصارعهم، ومن ثمّ في البيتين التاليين، تجد تغريباً واضحاً يُضفي للماء صفات الإنسان ما يُسمّى بالتشخيص، كذلك يُضفي صفة التضوُّر للأفواه من العطش، في حين تعارف الاستعمال اللغوي أنّ التضوّر للبطن من الجوع، هذا التلاعب البلاغي المشاكس من شأنه أنْ يستفزّ القارئ ويجعله يعيد النظر في البيت الشعري؛ لما فيه من إسناد صفات لأشياء لم تتّصف بها حقيقةً بل مجازاً، وبهذا تكون المفارقة لاعباً أساسيّاً يعمل على إدامة الدهشة الناتجة من فجوة التلقّي ومسافة التوتّر بتعبير كمال أبو ديب التي تنشأ من هذا التغريب في الإسناد.

ويلتفت الشاعر إلى المضمون الذي يحرص أنْ يعرضه بمستوىً يُوازي الأداء الشكلي المتمظهر في القصيدة، فيُضفي على أولئك الأنصار صفات الكمال، بأنّهم لم يُقبلوا إلا على ما يُؤثّث حضورهم المعنويّ عبر التاريخ، فقد شبّههم إيماءً بالشعراء الذين هاموا عِشقاً في وادي كربلاء، فراحوا يُقدّمون كلّ ما عندهم من غالٍ ونفيسٍ لأجل فداء مولاهم الحسين (عليه السلام)، أما البيت الرابع موضع الشاهد ففيه اكتمال لوحة العشق الإلهي بانصهار تلك الأركان الأربعة ممثّلة بالموقع (كربلاء) التي اختارها الله من دون الأرض لتكون مسرحاً للتضحية والفداء، وبهم وبالحسين (عليه السلام) وبالرابع الذي لم يشأ الشاعر أنْ يُفصح باسمه؛ لإيمانه أنّ لعبة النص لا تكتمل إلا إذا اشتغلت على ملأ الفراغات التي لا يُتقنها سوى القارئ بالمصطلح الذي أورده آيزر فكانت دلالته مفتوحةً لاحتمالات يقع كلٌّ منها في معنًى يصبُّ في تحقيق شعرية النص بفتح آفاق تأويله إلى دلالات متنوّعة.   

وفي قصيدته الموسومة (على باب كربلاء) يُتقِن الشاعر اللعب الاستعاري، بما يحرّك الراكد من أفق تلقّي النص الشعري لدى القارئ، الأمر الذي يرتهنُ إليه نصيب القصيدة من الإبداع، وذلك باختيار زاوية النظر التي تمهّد لموضوعه الأساس، بما يشبه موقف المصوّر البارع الذي يختار موقعًا له يُعينه على التقاط الصورة المعبّرة عن الحدث، فنقرأ للشاعر مخاطباً كربلاء:

يا كربلاءُ أخافُ صوتَ نـــــدائي     وأخافُ نبضي واعتــــرافَ الماءِ

فأنا ببابِكِ أستظــــــــــــــلُّ بغيمةٍ     بيضــــاءَ إنْ مطــــرتْ بلا إرواءِ

عيناي تنظرُ... لا مكانَ لأرضِها     والقــــــــــلبُ جفّفَـهُ ضريرُ بكائي

قدمايَ سـارا... لا زمانَ لرحلتي     أنحرتُ كلَّ خطايَ في الصحراءِ؟

أسجدتُ فوق الرملِ أدعو خائفاً؟     متوحّداً في سجدتي ودعـــــــــائي

تتكرّر في جميع هذه الأبيات إحالات الضمائر للمتكلم بما يشدّه في وحدة عضوية متكاملة، إذ تتعالق أجزاء النص وتتفاعل فيما بينها لتنتج دلالة كلية للنص، إذ يتجلّى ذلك الصوت المنفرِد مخاطباً كربلاء، بما يُكسبها تجسيداً حيث تُضفى عليها صفات الكائن الحي القابل للتواصل، والشاعر إذ يخاطب كربلاء إنما يبغي الخلاص مما اعتراه من خوفٍ يُلاحقه وكأنّه يريد أنْ تفتح له الباب، ثمّ يواصل إضفاء مشهديّة الخوف على نصّه بإخبارنا أنّ عينيه تترقّبان وقلبه جفّ من بكائه الضرير، ثم ينتقل بنا إلى قدميه اللتين نحر خُطاهما، مستفهماً عمّا تركه من مسير لم يبقَ منه أثرٌ لخُطاه، ثم يخاطب نفسه هل سجد فوق تلك الرمال انقطاعاً إلى الله ..؟ لم تكن أسئلته سوى دوالٍ تترك المتلقّي في متاهات تعبّر عن حيرته بما لا يجده من أجوبة تروي عطش تلقّيه.. وكأنّ ذلك ما أراده الشاعر حين يوحّد – بالمفهوم الصوفي- بين تجربته الذاتية وبين التلقّي الفنّي الذي يتغيّاه لنصّه، كلُّ ذلك لأجل أنْ يكون مدخل قصيدته مرفأً يمهّد له الرُسوَّ في ذلك الأرخبيل الدافئ المتمثّل بكربلاء الشهادة، ولذا يُفصح في أواخر أبياته عن تلك الحيرة، بقوله:    

فالحبُّ يصعبُ في الحسينِ مُفسَّراً     فأجلُّهُ مخفىً عن البُلَـــــــــــغاءِ

فــــأنا إلى خفقِ اصطبارِكِ أنتمي     أحبو إليكَ محمّــــــــــلاً بولائي

أحبـــــــــو وقلبي في هداكَ مسيّرٌ     يرنو إليك بمقلـــــــــــةٍ خرساءِ

تحكي اشـــتهاءَ الدمعِ حين نزولِهِ     والحزنُ فيــــــها مرسمُ الإيحاءِ

وقفتْ خطـــــايَ على أديمٍ طاهرٍ     والروحُ طافت في مدى السعداءِ

فإلى رياضــــكِ (كربلاءُ) يهزّني     شـــــــــــــوقٌ أسيرٌ ظامئٌ للقاءِ

يظفر الشاعر بمعشوقه الحسين (عليه السلام) بعد أنْ دخل أرجاء مدينة عشقه حبواً، لأجل أنْ تتغلغل مشاعره في أديم ذلك التراب الذي جرت عليه دماء الطاهرين من آل البيت وأنصارهم، ولعلها فرصةٌ مناسبة يستثمرها الشاعر لاستدرار مدامعه، إلا أنّه أفلح في الموازنة بين جانب العاطفة التي تجرُّه إليها أجواء الحزن الذي يتبدّى عبر ثنيّات المأساة، وبين جانب استظهار ما يُلملم تلك العاطفة من الوقوع في ذلك الصخب العالي من البُكاء بالتماسه الوقوف على مكامن العزّة والشموخ في تلك البطولات التي تترجم عمق إيمان أولئك الأفذاذ بتلك الرسالة الخالدة التي حملها إمامهم وضحّى من أجلها. كلُّ تلك المضامين جعلها الشاعر في إطار جمالي رشيق يُعيد للغة الشعر بهاءها من حيث التأنّق باختيار الاستعارات، ومن ثم توزيعها بطريقة فنّية متعادلة، إذ الاستغراق في الترميز الفنّي يُلفت القارئ عن الهدفِ الأساس الذي انشغل الشاعر بحمله عبر وعاء الشعر؛ فلذا كانت المواءمة بين هذين الجانبين بحسب ما أراه معياراً أصيلاً يُماز من خلاله الشاعر المبدع عن سواه.

وبهذا تغلب السمة الإبداعية في مجمل قصائد هذا الديوان، إذ تتوالد الصور وتتشعّب كأغصانِ شجرةٍ عظيمة جذّرها الولاءُ لآل بيت النبوّة، بما يجعل موضوع الشعر الحسيني ملهماً لخيال الشعراء، ومن ثم لا يمكن الركون لقول الشاعر: (ما ترك الأوّلُ للآخر) لجدّة الصور الشعرية التي أفرزها لنا هذا الديوان وغيره من أسفار العشق الولائي لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله). (3) 

شعره

دلت قصائد الخيال على شاعرية كبيرة ذات نفس طويل جمع بين الاكثار والجودة وهذه الميزة قلما تجتمع لشاعر كما حملت من السمات الفنية والخصائص اللغوية ما يغني الناقد والقارئ برؤية واضحة

قال في قصيدة (يا خاتم الأنبياء) وهي إلى خاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله) وتبغ (30) بيتاً:

أدنُو فيبتعدُ الــــرحيـقُ المُسْـــــــكِرُ     وتطـــــوفُ روحي والمُنَى تتعثرُ

وخُطى نــــدائي في يـبـــابِ تـلـفُّتي     ترتابُ من خطأِ الجهاتِ فتُصحِرُ

آتٍ إلــــى معناكَ أسـتبــــقُ الــهوى     ويدي عــلى بابِ انتظارِكَ تَسهرُ

يا خاتماً.. والأنـبيـــــــاءُ ســــــلالةٌ     وسناءُ وجهِــــكَ في المجرّةِ أنورُ

ما زالَ كُـنـــهُكَ طـاويــــاً أسـرارَه     حارتْ عقولٌ واستقــــــــالَ مُفكِّرُ

لا لـفظَ يَرقى في مــــديحِكَ سـيدي     عجزتْ لغاتٌ والمعاني قُــــــصّرُ

فاللهُ في القــــــــــــرآنِ أوحـى أنّـنا     العاجزونَ وأنتَ وحيٌ أخضـــــرُ

فحبيبُ ربِّ الــــعالميـــــــنَ مـحمدٌ     نبضتْ به الأسمـــــاءُ فهوَ مُطهَّرُ

فأنا الــــغريبُ إذا أضعـــتُ مـحبّةً     فيها كمالُ العارفينَ يُـــــــــــــفسّرُ

وأنــــا البعيدُ وكلُّ بحــــــــرٍ عـائدٌ     لقواربِ الأشــــــــــواقِ أنّى تبحرُ

عِدني لأرسمَ فــــي ضفـافِكَ خَـيمةً     للسالكينَ وبالوصـــــــــالِ تدثّروا

فجرُ النبوَّةِ فــــي رحابِــكَ أخــضرٌ     وبهِ صـباحُ الحالمينَ يُعـــــــسكِرُ

ما إن ولــــدتَ تعاظمـــتْ آمـــــالُنا     وتكـــــــــاملتْ أرواحُنا بكَ تكبرُ

وانهارَ لــــــيلُ الزائفيـــنَ مُكبَّــــــلٌ     بالإنهيـــــــــــارِ مُحاصَرٌ ومُكدَّرُ

لم يفقهوا نورَ الـــــــنــــبيِّ وجـذبةً     نبويةً هي للجـــــــــــــلالةِ مَظهرُ

هوَ رحمةٌ عــــلـــويةٌ أزلـــــــــــيةٌ     قدسيــــــــــــــــــــــةٌ مكيةٌ تتفجّرُ

فيضٌ ونبـــــــعُ هدايةٍ أبـــــــــــديةٍ     من بحـــرِ إصبـعهِ تفيضُ الأنهرُ

لا تظــــــمأ الأرواحُ عـندَ حيـاضهِ     فيــــــــــــداه لو مُـدّا سينبعُ كوثرُ

والنــورُ في أفــــقِ الخلــودِ يحـجُّه     فجلالُ طلعـــــــــــتهِ جِنَانٌ تُزهرُ

محيــاهُ شمــــسٌ بالسماحةِ أطّـرتْ     وبما تناهى خيرُهـــــــــا لا يُسبرُ

هِبني أشــــمّكَ يا نبيَّ هـــــــــدايةٍ     لا زلتُ من أنـهارِها أتشـــــــــجَّرُ

هِبــــني فلي لغةٌ تزاورُ حـــــرفَها     فتشاجرتْ، إذ أنـــتَ معنىً أوغرُ

هِبني أنامُ عــــلى فراشِ قصيدتي     عـلّي كما المعنى إليــــــــكَ أهجَّرُ

يا سرَّ عــــرشِ اللهِ يا ساقَ الهُدى     يا غـيمةَ الرحمـــــــاتِ أنّى تُمطرُ

عـــــــــــــــلّمتني أنّ المحبةَ ديننا     وهــــــــي الكمالُ مريدُها لا يَعثرُ

علّمتنــــي أن الطـــــــريقَ مفازةٌ     واللا يقـيـــــــــنَ بلا خُطى يتبخترُ

علّمتــــني أن انحناءةَ نظــــــرتي     سفرٌ إلـى لغةِ الجمــــــــالِ ومَعبرُ

عــــلّمتني كيفَ اخضرارُ تــأمُّلي     كيف انـبثاقي فكرةً تتحـــــــــــرَّرُ

علّمتني أن السماءَ حقيـــــــــــقتي     ورؤايَ عـشبٌ في عُـــــلاها يُبذرُ

ما زالَ يُبحرُ في صفائِكَ زورقي     فضفـــــافُ نـورِكَ للبرايا الجوهرُ

وقال في قصيدة (أمير الحق) إلى سيد الوصيين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:

يسمو كأنَّ صـــــــــــلاةَ الغيمِ ترسمُه     سمــــاؤها البسملاتُ البيضِ تلثمُه

محمَّلاً وطناً تغفو سنــــــــــــــــــابلُه     على مباسمِ حقلٍ كانَ يحــــــــــلمُه

يرتِّبُ الليلَ آيــــــــــــــــــــاتٍ يرتِّلُها     دعاؤه النورُ والنجـــــــــوى تكلمُه

أبو ترابٍ أميرُ الحقِّ نبعُ هــــــــــدىً     يمناهُ معطيــــــــةٌ والـجودُ مغرمُه

لا نايَ دمعٍ يغيثُ القمــــــــــحَ شهقتُه     ولا نــــدىً ينسجُ المحرابَ أنجمُه

أعادَ للرمــــــــــــلِ لوحَ الماءِ مقتبساً     نهراً يفيضُ قرىً والجرفُ مبسمُه

تناسلَ السعفُ من إيمــــــــــانِ نخلتِه     تهزُّ كوفــــــــــــتَه العذراءَ مريمُه

نهارُ طلعتِهِ الغراءَ صـــــــــــــومعةٌ     وصـــــمتُ دمعتِهِ البيضاءَ تفــهمُه

الله قالَ عليٌّ ظِلُّ خيــــــــــــــــــمتِنا     ومن عساهُ تغــــاضى كيفَ يكتمُه؟

مِن ألفِ عامٍ مسيرُ المـــــــاءِ يقطنُه     وحياً ومن رِئةِ الأمواجِ موســــــمُه

هُوَ انتظارُ حكــــــــــــــاياتٍ مؤجَّلةٍ     يقصُّها لو دجى ليلٍ مُتــــــــــــــيَّمُه

كانَ اخضــــــرارَ سلالاتٍ يُؤرجحه     نحوَ الشروقِ ضياءً هـــــلَّ بُرعُمُه

مــــــــا جـفَّ قلبٌ وما تاهتْ مناهلُه     مُذْ أن تفجّرَ في الوجــــدانِ زمزمُه

عليُّنا جـنَّةٌ إن نقتبسْهُ هــــــــــــــدىً     فكيفَ لا، وإلـــــــــهُ الكونِ مُلهمه؟

فما تجلّى وما أســـــــرى لغيرِ ندىً     براقُـــــــــه النورُ، والإيـمانُ مقدمُه

إذا تخطّى تتيهُ الحربُ فازعــــــــةً     إن تشتجرْ يصطخبْ فالعزُّ مضرمُه

قلبٌ تسامى بحبِّ اللهِ نبــــــضُ فتىً     بينَ المشارقِ والأنوارُ محـــــــرمُه

لا يُدرَ أي صــــفــــــاتِ اللهِ جسّدها     فأيَّما صــــــــــــــــفةٍ لو تبدَ أعظمُه

نهارُ ليلهِ خوفُ اللهِ يسكــــــــــــــنُه     وفي التسابيحِ أنهــــــــــارٌ تتـرجمُه

صباحُ سجدتِهِ السمـــــــــراءَ ساقيةٌ     وقمحُ كفّيه لو يدري سـيطــــــــعمُه

هـــــذا إمامي، مدارُ الحقِّ مصدرُه     معناهُ حيدرَ والقـــــــــــرآنُ مُعـجمُه

عطرُ النبيِّ شذاهُ، مــــــــــن ولايتِهِ     وصيُّه المرتضى، جبريـــلُ يـخدمُه

صراطنا والمــــــدى زلّتْ شواهدُه     والصدقُ أنَّى سرَى مــا قائــــلٌ فمُه

بينَ المســـــاكينِ مهمومٌ وذو وجعٍ     وآهةٌ تلتظي والجوفُ مـــــــــــــأتمُه

والخبزُ يحـــــــلمُ في إيناسِ دعوتِهِ     يغضُّ طرفاً وعزُّ الجوعِ تــــــــوأمُه

هــــــــذا عليٌّ أميري نبضُ قافيتي     وبسملاتُ نذوري حينَ أخــــــــــتمُه

لولاهُ لا كونَ يسمو في الرؤى أبداً     فهوَ الحقيقةُ والإيمــــــــــــــانُ سُلَّمُه

وقال في قصيدة (يا كعبةَ الأحزان) وهي إلى بضعة الرسول سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام):

حجّتْ إليكِ مشــــــــاعري وكيانُها     والنفــــسُ ثارَ من البكا بركانُها

وإذا ببـــــــــــابِكِ عقدُ دمعٍ هاطلٍ     لا زالَ ينزفُ جرحُه ...سبحانُها

من ألفِ عامٍ والجراحُ كما تـــرى     يا صاحُ مـــا هدأتْ بها أحزانُها

والضلعُ ما جفّتْ دماءُ حــــــروفِه     فكأنّ فجرَ الدمــــــعِ فيه زمانُها

الآنَ يا صبرَ الرســــــــالةِ أدمعي     سجدتْ بأعتابِ الهــدى تيجانُها

الآن يا أمَّ المصـــــــــائبِ أحرفي     بكِ لا يزالُ معلّقاً إيمــــــــــانُها

الآنَ يـــــــــا زهراءَ كلّ مداركي     دُكّتْ، وفاضَ بحزنِها شطـــآنُها

حجّتْ إليكِ وطافَ حولكِ جرحُها     يا كعبةَ الأحزانِ أنتِ أمـــــانُها

وقال في قصيدة (يا سادةَ الأرض) وهي إلى أئمة البقيع (عليهم السلام):                                                   

مهلاً ومــــا طــالَ هذا الـظلمُ نَنْتَصِفُ     فالأرْضُ تعْلَمُ مَن يَمْشِي ومَنْ يَقِفُ

فـــليْــــسَ للمَــاءِ إلاّ صـوتُ أضْرِحَةٍ     على النَهَــــاراتِ أَنْهَارٌ ومَـا غَرِفُوا

تَمْـــضِي ســنونٌ وَلَـيْلُ المَوْجِ يَقْرَأُها     على السَمَاواتِ نَزْفَاً دُونَـهُ الصُحُفُ

ماذا سَيَعْـــرِفُ هـذا الرَمْلُ لو جَهِلَتْ؟     ماذا سَيَقْرَأُ هــذا الفَجْرُ لـو عَرِفُوا؟

هذا البَقِــيعُ إِمَـــــــامُ الأرْضِ في دَمِهِ     نَبْضُ السَمَاءِ وَصَوْتُ اللهِ، والنَجَفُ

ما ضَــرَّهُ أنّ لَوْنَ الــــــــــمَاءِ يَعْرِفُهُ     أوْ أنّ فَجـــــرَاً مِـن الأسْمَاءِ يُقْتَطَفُ

يا سَــادَةَ الأرْضِ، يا مَوْلايَ يا حَسَنٌ     كَفَّاكَ أَنْدَى فـــــأَنْتَ الدينُ والـشَرَفُ

رَسَــمْتَ فَجْراً بِدَمْعٍ سَـــــــالَ أرْغِفَةً     تَأْوي إلـيكَ جِياعُ اللهِ تَــــــــــــلْتَحِفُ

لَــمّا يَزَلْ قَلْبُ هذي الأرْضِ مُـــفْتَتِناً     فَـــــــصَارَ صَحْنُكَ والأنْوارُ تَزْدَلِفُ

يا سَادَةَ الأرْضِ...يا سَجَّادُ يا وَجَـــعَاً     تَلُوذُ مِنْهُ مَــــــــــرَايا الكُفْرِ تَرْتَجِفُ

في الغَاضِرِيّاتِ لا زَالَتْ مَدَامِـــــــعُهُ     تَخْضرَّ مِنْهُ جِيـــــاعُ الوَرْدِ تَرْتَشِفُ

هذا بَقِيــــعُكَ بَوْحُ الصبْرِ مُــذْ خُلِقَتْ     هذي الرِمَالُ.. وأَسْماءُ الوَرَى نُطَفُ

إنْ هَدَّمُوا صَـخْرَةً لنْ يَهْدِمُــوا وَجَعَاً     فِينَا إليكَ...إذا ما اشْــــتَدَّ... نُخْتَطَفُ

يا سَـادَةَ الأرْضِ...دَمْـعٌ فَـوْقَ قَافِيَتِي     حزْنٌ يُرَتِّلُ حَرْفَاً... نِعْـــمَ ما يَصِفُ

فَبــقَّرُ العِلْمَ... نَبْعُ اللهِ...مَــــــــسْجِدُهُ     غَرْسُ الرَسُولِ وَحُسْنَى مِنْها نَقْتَرِفُ

مِنْ صَفْوَةٍ لِلْهُدَى... كانُوا أئِمّـــــــتُهُ     ما هَادَنُوا بَاطِلاً يَوْماً وما ضَـــــعِفُوا

مِنَ الرسُولِ تَحِيّاتٌ لهُ حُمِــــــــــلَتْ     على جِنَاحَيْنِ حُبّاً...بَعْدَهُ اخـــــــتَلَفوا

يا سَادَةَ الأرْضِ هذا الحُزْنُ يَشْرَبُنِي     فَفِي البَقِيعِ نَسِيمٌ عَنْهُ نَنْصِــــــــــرِفُ

نَسِيمُ جَــــــعْفَرَ كَنْهُ الصِدْقِ...مَعْدَنُهُ     لَمّـــــــــا يَنَمْ قَلْبُهُ أوْ يَغْمضِ الطَرَفُ

يَقْرِي المَدِينَـــــــــةَ عِلْمَاً خَيْرَ مَأْدَبَةٍ     لا زَالَ مَـــــغْرَسَهَـا الإيمَانُ واللُطَفُ

يا سَـادَةَ الأرْضِ.. إيْهٍ ...فالسَلامُ دمٌ     والحُبُّ كُرْهٌ وطَـــــعْمُ الرِيحِ مُخْتَلِفُ

دَمْعِي معَ الأحْــرفِ المُزْجَاةِ أرْسِلُهُ     إلى البَقِيعِ...وقَلْبِي فِــــــــــيهِ يَعْتَكِفُ

إلى الأئِـــــــمّةِ مِن آلِ الرَسُولِ ومَا     عَنْ حُبِّهِمْ شَاغِلٌ يُلْهِي ومُنْـــــــعَطَفُ

هُمُ الشُمُوسُ...أضَـــاءتْ كُلَ داجِيَةٍ     أسْمَاؤُهُمْ في فَضَاءِ العَـــــرْشِ تَأْتَلِفُ

وقال في قصيدة في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام):

كأنّني واقفٌ أستكشـــفُ الطـــــــــرُقا     وكانَ وجــــــهي من الأوجاعِ مُنبثقا

وإنّ مملكتي رؤيـــا تحــــــــاصـرُني     ومــــــــهدُها شاعرٌ في الليلِ قد وثقا

وإنّ جوعي إلــــــــى وحــيٍ يعذّبـني     مُذ كنتُ طفلاً رسمتُ الموجَ والغرقا

رسمتُ وجــــهاً إذا مـا الليلُ طاردَني     أغارَ في الليلِ شمـــــــساً نازلَ الأفقا

وجهَ الحـســـينِ إذا مـا التيــــهُ أرّقني     أمضي إليه فلا تيــــــــــــهاً ولا أرقا

هذي نبـــــوءاتُ وحي كيف تفــهمها     وتدركُ الهمَّ والأحــــــــــــزانَ والقلقا

وتدركُ الـــشــوقَ لا وصـــــلاً يعلّلُه     ولا الـمسافاتُ تُنسِيْهِ فقد عـــــــــــشقا

قد عـــدتُ مــن رحلةٍ كانت تؤرّقُني     لا بـيــــــــــتَ فيها ولا أبـوابَ لا نفقا

وجئتُ عــندكَ أبكي كي توحّـــــدَني     إذا ببابِك كــــــــــــــــفٌ فيّ قد طرقا

إذا بصــوتِك مـــفروشٌ يرحّبُـــــني     مـا زال ينبضُ فيَّ الصوتُ مُـــذ نطقا

علّمـــــــــــتني كيفَ أنّ الدمعَ نافذةٌ     وأنَّ مِـن حـــــــــزنِها للشـمسِ مُنطلقا

علــمّتني أنّ وجــهي لا يـــسامحني     وأنّني خـلفُه أستبـــــــــــــــــدلُ الحدقا

علّمتَني كيف يبقى الـــوردُ مزدهراً     رغــــــــــم الظلامِ ورغم البردِ مؤتلقا

علّمتني أنّ شمـــــسي دونـها حجبٌ     وأنّ ليلـــــــــــــــــي إذا طاوعْتُه علقا

علّمتني أنّ جـــرحَ المـــــاءِ مندملٌ     وأنّ أشـــــــــــــــرعةَ الآتينَ دفءُ لقا

علّمتَني أنّ خـــوفـــــــي لا يعلّمُني     وأنّ قلبي إذا طـــــــــــــــــــوّقتُه خفقا

أنا ببابِك مدفـــونٌ بأسئــــــــــــلتي     بوحــــــــــي يؤجّــلُ بوحي كيفما اتفقا

أســتافُّ لـــحظةَ أن أمشي بلا قدمٍ     نـــــــحو الحسينِ وعيني تغزلُ الطرقا

في (كـــربلاءَ) سماءٌ لستُ أدركها     ولســــــــــتُ أهوى سواها جئتُها شبقا

أمشي كأني الرؤى لا فجرَ يسبقني     كأنّ أجنحـــــــــــــتي من غربتي خُلِقا

هذا أنا دائماً في رَكــــــــــبِ قافلةٍ     ناخَ السحابُ لها ظــــــــــهراً وما لَحِقا

من ألفِ عامٍ ونيفٍ ليس يســــبقها     سيلُ المنايا ولا حبلٌ بــــــــــــــما شنقا

نمضي إليه وأمضي كم يعـــــللني     أنّ الطريـــــــــــقَ علـى أوجاعِه انبثقا

لكنّني رغم ما حاكتْ خرائــــطهم     ما تاه قلبي ولا شــــــــــــاهدْتُ مُفترَقَا

وقال في قصيدة (نزيف الحزن) وهي إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)

أحرقتُ أسئلتي وجئتُكَ عــــارفا     والدمعُ صلّى في رحــابِكَ طائفا

يا أيّها السجادُ.. يسجــــــدُ حـبُّنا     شوقاً إليكَ وكـــــــان بوحاً نازفا

ومدائنُ الريحِ البعيــــدةِ أيقظتْ     حزناً يطوفُ بـ (كربلاءَ) مُكاشفا

حزناً بلونِ الوردِ يـــنسجُ دمعةً     خدّاً تخضّبَ بالدماءِ ومـــــا وفى

أنتَ الأعزُّ العابدُ السجّادُ ذو الـ     ـثفناتِ زينُ العابدينَ وما خــــفى

يحدوكَ قلبي والسؤالُ ظـــعونُه     يطوي المسافاتِ الشحيحةَ خـائفا

اقبلْ سلامـي ذاكَ كلُّ توسّـــلي     ورجائي أن تهبَ السلامَ لطـــائفا

وقال في قصيدة (شمس بغداد) وهي إلى الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام):

وجّهتُ قلبي إلى بـــــغدادَ في وجلِ     مسلِّمَ الـــــــروحِ بالأشواقِ والعللِ

ففي مرابعِــــــــــــها نورٌ أضاءَ لنا     وطـــــهّـرَ القلبَ من إثمٍ ومن زللِ

نـــــــــــورُ الرسالةِ من طه منابعُهُ     ومن إمامِ الـهدى في العالمين عليْ

نـــورُ الإمامِ أضاءَ الكونَ من كرمٍ     فهوَ النجـــاةُ مِن الأخطارِ والخطلِ

هذا ابنُ جعفرَ موسى كيف نجهلُهُ؟     ألم يزلْ جودُه ســـــــارٍ؟ ألم يزلِ؟

وعمّ جودُه كلَّ الناسِ أجمــــــــعَهم     وأَجْمَعُ الناسِ عنه الآن فـــي شغلِ

فليسَ لي سيِّــــــــــــدي إلاّكَ مُلْتَجَأً     في كنفِهِ القلبُ محمولاً إلــى النبلِ

يا سيدي لم تزلْ روحـــــي معاقرةً     حــــــبَّ النبيِّ وآلَ البيتِ مِن أزلِ

وأنتَ سابعُ شمسٍ في مجـــــــرّتهمْ     بقيةُ الـــــــــدينِ والإيمانِ والرسلِ

وأنت كاظمُ غيظِ الظلمِ في خـــــلقٍ     عزّ النظيــــرُ بلا شكوى ولا مللِ

وعشتَ في السجـــــنِ آلاماً مُبرّحةً     وقيّدَ القيـدُ جسمـــــــــاً ذابلَ المُقَلِ

فكنتَ يوسفَ في الأغـــلالِ مُمتحَناً     وحاسـدوكَ بلا تقــــــوى ولا مُثُلِ

دسُّوا لموتِهمُ سمّاً بحقــــــــــــــدِهمُ     يسقونَ أنـفسَهم حقداً بــــــلا وشلِ

فيا لَسجنكَ كوناً لا اندثــــــــــارَ له     ويا لَصـوتكَ وحياً غيَر مُــــــعتقلِ

ويا لَموتِكَ خُلداً لا نمـــــــــوتُ به     فهوَ الحيـــاةُ لنا، مـــا عنه من بدَلِ

جئناكَ يا سيدي أغلالُنا أكـــــــلتْ     أيــــــــــــامَنا فإذا لم يبقَ من رجلِ

ففكَّ قيدَ نفوسٍ مسَّها ضــــــــــررٌ     واقبـــــــــلْ مودتنا فالقلبُ في أملِ

وقال في قصيدة (سلطانُ آلِ محمدٍ) وهي إلى الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):

هتفَ البشيرُ وصوتُه قد أسمــــعَكْ     أنْ أنّكَ الفــــــــردُ الذي قد أبدعَكْ

إذْ إنّك الموعودُ عــــــــــــند محمدٍ     ثديُ السمـــاءِ مـن النبوّةِ أرضعَكْ

عرشُ الرســـــــــالةِ إجتباكَ مبلِّغاً     والمهدُ تحتَ العرشِ ظلّلَ مخدعَكْ

إنْ أُنزلتْ للأرضِ آيــــــــــته فما     إلاّ لأجلِ قلوبــــــــــــــنا أن تتبعَكْ

سبحانَ من أهداكَ نورَاً وارتضى     سرَّ النبوّةِ والإمامةِ أودعَـــــــــــكْ

أنـــــتَ الرضا، سلطانُ آلِ مـحمدٍ     قد طهّرَ اللهُ وزكّــــــــــــى منبعكْ

ضوءٌ مــــن التوحيدِ شقَّ ظـلامَنا     صرْنا نوحّدُ هـالةً نزلتْ مـــــــعك

اللهُ أعطى للمكـــــــــــــارمِ حـقَّها     وأتتْ إليك تكـــــرّماً، ما أوسعك؟

يا ابنَ النبوّةِ والرســـــالاتِ التـي     طافتْ عليكَ ونـــورُها قد شعشعك

لا النفي يمنعُ أن نــــراكَ أميـرَنا     حاشا فتلكَ مســــــــــافةٌ لن تمنعَكْ

أخضعْتَ شرّاً ظنّ أنـــــــه قـادرٌ     بضلالِه متوهِّماً أن يـــــــــخضعكْ

وقطعْتَ أصفادَ الغوايةِ بالـــــتقى     وغدا لنا نهجاً بما قــــــــد أوجعَكْ

إن غالك التغريبُ، ليس مُغـــرَّباً     هذي النفوسُ بنيْتَ فيها مــوضعَكْ

وقال في قصيدة (على ربى سامراء) وهي إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

بــــــــــسامراءَ مدفونٌ ولائـي     وأشهقُ بالدمــــــــوعِ وبالبكاءِ

وأحملُ صوتَ حزني لا أبالي     إذا ما ابتـــلَّ من دمـعي ردائي

فإنّي قد بكيــــــــتُ عـلى إمامٍ     ومرتـــــعشٌ بحنجرتي دعائي

بسامراءَ جرحٌ ليـــــس يُـشفى     وعـــــــزَّ عليه مختلفُ الدواءِ

فذا جرحُ الإمامةِ يا مــــــحبٌّ     كأنّ الجرحَ في وجهِ الســـماءِ

وقلبي إذ رأيْتُه فيه جـــــــرحٌ     كجرحِكَ عزَّ عن طلبِ الـشفاءِ

وضجَّ الكونُ من ظلمٍ عظيمٍ؟     فيا للصابرينَ على البـــــــــلاءِ

بسامراءَ أودى عسكـــــــريٌ     وقاتلُه تـــــــــــــــــلطّخَ بالدماءِ

بسيفِ السـمِّ قطّعه خبيــــــثٌ     فويلُه من مكــــــــــــابدةِ الشقاءِ

أعزّيـــــــكم على ألمِ العـزاءِ     وتصرخُ في ضلوعي كربلائي

فإنّا شيعةٌ، فـينا عـــــــــــليٌّ     وآلهِ في جــــــــــــــلالِ الأنبياءِ

إذا حزنوا أقمْنا الحــزنَ فينا     وأنفسُنا لهم هبةُ الفـــــــــــــــداءِ

بهذا اليوم ودّعَنَا إمــــــــــامٌ     تقيٌّ مــــــــــــــــــن هُـداةٍ أتقياءِ

وابنُه غـــــابَ عنّا مذْ زمانٍ     وما غابتْ بنا هممُ الــــــــرجاءِ

سيظهرُ بعد غيبـــــتِه ويأتي     ليمـــــــــــــــــلأَها جناناً بالنماءِ

إمامٌ مثلُه تــــــــــأبى المنايا     بـــــــــــأنْ تلقاه في سـوحِ اللقاءِ

كأنّه جدُّه ما هابَ فـــــــرداً     فما يُبْقـــــــــــي عليـها من شقاءِ

سندعوه إذا ما جــــــــدَّ جدٌّ     وعنده ينعتقْ ســــــــــــرَّ الدعاءِ

وقال في قصيدة (آتٍ على صهوة الأيّام) وهي إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقد قدمها بقوله:

إلى النور الذي أشرق في هذه الليلة العظيمة.. إلى بقية الله في أرضه الحجة ابن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وجعلنا من أنصاره وأعوانه:

أوقـــفْ جـــراحَك وامسحْ عبرةَ القلمِ     واغمــــدْ ظُبا وجــعٍ يـهتزُّ فيهِ دمي

وانثـــرْ على غيمةٍ ما شئتَ من فرحٍ     وارسمْ على قبـلةِ الأقــمارِ بوحَ فمي

وامطرْ سواحلَ حزنِ الأرضِ أرغفةً     واغسلْ وجــــوهَ مســاكينٍ من البرمِ

رتِّل على حــــجبٍ، من خلفِها حجبٌ     وقفْ على نجمةِ الإشـراقِ في الظلمِ

واقسمْ بها ليلـــــــــــةً أضحتْ معلقةً     بين السموات إذ تثريــــــــــكَ بالقسمِ

ذي ليلةٌ ريحُها هبّـــــــتْ عـلى عدنٍ     فكان منها الذي نرويــه في الـــــحُلمِ

مولودُها غرّةٌ بيضاءُ طاهـــــــــــرةٌ     له مآلُ الدُنا المسطـــــــــورُ في القدمِ

فانسلْ بروحك في ضوءٍ به كَـمُـلتْ     كلُّ الدياناتِ للإنســــــــــــــانِ والأممِ

ضوءُ النبوّةِ والإيمــــــانِ مــن أزلٍ     ضوءُ الولايةِ، لا يُبقي ظـــــماً بظمي

ماذا عسى وجعي، أنّى يكلّـــــــمُه؟     وكلّ روحي ونبضي صـارَ من كلُمي

وكلّ صوتي إذا ما صحْتُ ينظــرُه     آتٍ إليـــــــــــــنا، إلـى الإسلامِ بالنعمِ

آتٍ على صهوةِ الأيـــــامِ، في دمهِ     نذرُ الوجودِ لكـــــــــي يحييهِ من عدم

آتٍ إلى دمعةِ الأيتامِ يمســــــــحها     أباً لكلِّ غريبٍ ضـــــــــــــاعَ في اليتُم

آتٍ وكلّ دروبِ الأرضِ تــــعرفُه     خُطاهُ منثـــــــــــورةٌ في الريحِ والأَدَم

آتٍ ومن غفَلَتْ عينـــــــــاهُ طلعته     من قبلُ قلبٌ له قبــــــــلَ العيونِ عمي

يأتي وكلّ دموعِ الحزنِ يحصدُها     لا جـــــــــرحَ يَبقى ولا نزفٌ من الألم

وقال في قصيدة (ضريحُ الماء) وهي إلى ساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العباس (عليه السلام):

الماءُ جاءكَ يسعى ظـــــــــامــــــــــئاً سَغِبَا     مُطلّقَ النهــرِ لا جـــــرفاً ولا صَخَبا

فأئذنْ لأنهارِه تجري بــــــــــأعــــــــــــذبِه     وأئذنْ لشطـــــــــــآنِها أن تلثمَ السُّحبا

فأنتَ يا جودُ، قــــــــــلـــــبُ الماءِ، مُورِثُه     سرَّ الحيــاةِ ونبضَ الأرضِ والعصبا

أعنْ قصــــــــــيـــــــــــدةَ رملٍ غالها ظمأٌ     وامطــرْ على بُـركِ المـــــعنى لِتلتهبا

هـــــــــذي قلادةُ جرفٍ دون أشــــــــرعةٍ     مكســــورةُ الريحِ لا ريــشاً ولا زغبا

جاءتكَ تسعى وشمرٌ حـزَّ مــــــــــــنحرَها     وليسَ ليـــسَ سواكَ الناصــــرُ الغُرَبا

تنورُ جودِكَ فيه المــــــــــــــــــــاءُ أرغفةٌ     للآنَ بــــاسطُ كفّيه وما نـــــــــــــضبا

ووردةٌ لم تـــــــــــــــــــــخفْ نامتْ بمقلته     لا جـــمرَ أيقظها لا ماءَ لا حـــــــطبا

ومــــــــــــــــــــنه سالَ نهارُ الشعرِ قـافيةٌ     يجــــــــــري وما ليلُه إلاّ أغاني صِبا

يــــــــــا واهبَ الماءِ طعمَ الماءِ أضـرحةً     حـــتّى إذا قــــــيل: ما مـاءٌ؟ له انتسبا

فالجــــــــــــــــودُ كونُكَ قد وشّحته زمني     فما بقائي لشــــــــــــــــيءٍ غيرُهُ سببا

فالمــــــــــاءُ عـــــــــــند نبيِّ الماءِ أسئلةٌ     على سواحــــلِها، إيمانُــــــــــــنا صُلِبا

لذا أتاكَ قصيدُ الشــــــــعرِ في يــــــــــدِهِ     ندى غيومِكَ يسترضـيـــــــــكَ أن تَهِبَا

يا دمعةَ اللهِ يا حزناً يبـــــــــــــــــــــاهِلنا     فليسَ للشعرِ يا عباسُ مـــــا سَــــــــلبا

أعطيتُهُ لونَهُ، لونَ احمرارِ الـــــــــــردى     فصار مُذّاك بيـــــــــن النــاسِ مكتسبا

عذبٌ بقاؤكَ لا تهديـــــــــــــــــــكَ ذاكرةٌ     فكلُّ جيلٍ أرومـــاتٌ لــــــــــكَ انتصبا

آخيتَ جودَك، دون المـاءِ شــــــــــــاطؤه     وعندكَ الــماءُ أرخـى السيــــلَ مُنتحبا

غافٍ به الرملُ والأحــــــــــــــلامُ تسكنُه     لمّا أتيـــتَ على أقدامِك اضــــــــطربا

أتى وعنــــــــــــد ضفــــــافِ الجودِ قبّلَهُ     ثغرُ الـــخلودِ، فصـــــاحَ الماءُ واعجبا

أيــــــــــــا أبا الفضلِ يا جرحــــاً ورايتُهُ     فـــوق المـــــــــــــــآذنِ آذانٌ لها نُصِبا

كأنّها نُسجتْ مــــــــــــن لونِ طــــــاعتهِ     ومن إبـــاءٍ ككبــــرِ الأرضِ ما ارتعبا

فلم يزلْ فيْئــــــــــــــها في (كربلاءَ) دماً     فــــــيا ولم يزلْ فيْئها في (كربلاءَ) إبا

كأنّها في فيـــــــــــــــــــافي الجرحِ قافلةٌ     أسرت بها الريحُ حتّى طالتِ الـــحُجُبَا

وبابُ غيبٍ، فسلْ بلقيــــــــــــــسَ تعلمها     وسلْ سليمانَ إذ فيها قضـــــــــى أربا

حمراءُ دمعٍ، جنــــــــــانُ الخـلدِ موطنها     وغيمُها الجودُ، طـــــــــــوفانٌ إذا نُدِبا

أيا أخـــــــــــاها، وكم عباسَ مـذ طرقتْ     بابَ الإخاءِ، فصــــرتَ الكفَّ مُحتربا

تطوي إلى زينبَ الأرضينَ إنْ صرختْ     وتطفئُ الشمسَ والأقمارَ والشُــــــــهبا

وتنحني رغمَ جوعِ الدمـــــــــــــــعِ آنيةً     كظهرِ حزنٍ، ولم تُبدِ البــــــــــــكا أدبا

فـ (كربلاءُ) التي عــــــــــــانقتها وطناً     أمست بهــــــا زينبٌ تُسقى بها الكَرَبَا؟

وصارَ كفّاكَ عند الصوتِ مشـــــــرعةً     منها نهلْنا وفاءً ســـــــــــــــــــائغاً عذِبا

صلاةُ حزنٍ على كفّيـــــــــكَ قد وجبتْ     والقِبلةُ الجــــــــــــــودُ إيمانٌ بـها وجبا

لم يكفرِ الرملُ ما صلّى علـــــــى وجعٍ     صارتْ به الأرضُ أرضا تعـتلي الرتبا

وصار حرُّ رمالِ الطفِّ في يـــــــــــده     مـــــــــــاءً فراتاً، ومنه الكـونُ قد شربا

وقال في قصيدة (أجوبةٌ من صيامٍ مؤجّل) وهي إلى السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) وقد قدمها بقوله:

إليها ...حين أغمضَ الماءُ جفنَ فراتِه...وحين تكسرت الشمسُ فسالت النهارات بلا رائحة ... إليها .... لصبرِها ...أتوضأُ بالظمأِ عند كل فريضة ذكرى.

ما زلِتِ تَبْتَكِرينَ صَـــــــــــوْمَ الأَسْئِله     لِنَراكِ في قَلَقِ الجنُــوبِ مُؤَجّلَه

أَنَثَرْتِ فَوْقَ الـــــرّمْـــــــــلِ طفّاً آخَراً     لِيَعُودَ للأَنْهَارِ طَعـــــــْمُ البَسْمَلَه

إذْ كُنْتِ فــــــي مُدنِ البَداوةِ رِيْـــــــــبَةً     وَرِسالَةُ الرّمْلِ الـــغَرِيبِ مُغَفّلَه

للهِ قَلْبُـــــكِ بِابْتِسَــــــــــــــــــامَةِ وَرْدَةٍ     زَرَعَ الضّفَــــــافَ بَغَيْمَةٍ مُتَبَتِّلَه

وَالمَـــــاءُ أَعْمَى الأُمْنِياتِ مُـــــــــكَبَّلٌ     لا أُفْقَ مَــــــــوْجٍ تَفْتَحِيْهِ لِيَدْخُلَه

تُطـــــوَى خِيَامَكِ فَالْدُمُــــــوعُ شِتَاؤُنَا     والرّمْلُ قُــــصَّتَنَا القَدِيمَةُ مُوحِلَه

تَاهَـــــتْ جِهَاتُ القَـــــاصِدِينَ فَأَيْنَعتْ     في كُــــلِّ دَرْبٍ مُسْتَبَاحٍ بَوْصَلَه

لَـــــمَّا رَأَيْــــــــتِ النَّارَ تَأْكُلُ جُوعَهُمْ     والشَّرُّ يَغزلُ في المَلامِحِ مِغْزَلَه

صَلَّتْ خِيَامُكِ في انْطِفاءِ وجُودِهِـــــمْ     وَنَمَتْ عَــلى وَجَعٍ صَلاةُ قَرَنْفُلَه

ودَجَى عَلى سِتْرِ انْتِمَائِـــكِ هَـــــوْدَجٌ     فَكَــــأَنَّ وَحْـياً مِن شُمُوخِكِ رَتَّلَه

أَنتِ التِمَاسُ اللهِ نَوْرَسُ لُــــــــــــطْفِه     وَطَنُ ارْتِحَالِ الـمَاءِ نَحْوَ السُنْبُلَه

يا شَهْقَةَ العَبَاسِ شَهْقَةُ جُـــــرْحِــــــه     وَنِدَاءُ قِرْبَتِه اسْتُبِـيْحَتْ مُــــــثْكَلَه

لِلآنَ يَخْضَرُّ البُكَــــــــــــاءُ بِجُرْحِـهَا     لِلآنَ تَنْحَتُ في الـمَــسَافِةِ جَدْوَلَه

عَبَّاسُ مِن عَطِشِ النَّهَــــارِ قِيَــــــامه    وَمَوَاسِمٌ ظمْـــــــــــأَى أَتَتْ لِتُقَبّلَه

لله قَلْبُكِ مِن وَدَاعِ مُؤَمَّــــــــــــــــــلٍ     بِنَشِيـــــــــدِ غُرْبَتِــه السَّمَاءُ مُبَلَّلَه

للهِ صَبْرُكِ إِذْ تَرِينَ أَنَــــــــــــــــامِلاً     زُرْقَاً كصَخْرِ اللّاتِ تَـتْبَعُ حَرْمَلَه

وَنِبَالُهَا الخَرْسَاءُ تَقْـــــطُفُ مُهْــــجَةً     كَانَتْ بِأَسْرَارِ العَطَاشَــــى مُوغِلَه

المَاءُ لَوْحَتُه البَـــــعِيـــــــــدَةُ أُطِّرَتْ     بِالعَـــــلْقَمِيِّ، فَسَالَ حِبْرُ المَرْحَلَه

لِتُؤَذِّنَ الشَّـــــمْسُ الغَرِيبَةُ بِــــــالغِيَا     بِ يَنَامُ فــــــي رِئَةِ السّنِينِ المُقْبِلَه

للهِ صَـــــبْرُكِ وَالخِيَامُ طَرِيَـــــــــدةٌ     وَالظَعْنُ في غَبَشِ المَسَافَةِ مِقْصَلَه

والدَرْبُ يَعْثُرُ في فِخَــــــــــاخِ أُمَيَّةٍ     وقَدَاسَةُ الأَوْهَـــــــامِ بَاعَتْ أَرْجُلَه

مُذْ أَثَّثُوا بِفَمِ الحَصَادِ جِـــــيُوبَـــــهُمْ     شَاخُوا ونَايُ الحَقْـــــلِ بَايَعَ مِنْجَلَه

كَانُوا كَنَصٍّ في الفَـــــرَاغِ وَزَيْنَـبٌ     كَالطَوْدِ تُشْرِعُ بالُنُبـــــــــوءَةِ مُثْقَلَه

وَهَوَتْ عَروشُ الطينِ حِينَ تَكَلَّمَتْ     صَـــــوْتاً نَبَيَّ الرَوحِ أَحْدَثَ زَلْزَلَه

فَـــــــــكَأَنَّهَا نَبْضُ الحُسَينِ وَعَزْمُهُ     وَأَتَـــــــتْ إلى شَامِ الغَرَابَةِ مُرْسَلَه

والطّفُّ بَــــعْدَ الطّفِّ جَاءَ لِخِدْرِهَا     لِيَنَامَ فـــــــــــــــــي مِرْآتِهَا وَلِتَكْفلَه

وقال في قصيدة (يا قاسم الإيمان) وهي إلى القاسم بن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):

وَهَمَ الزمانُ وكـانَ حكمُكَ أصوبا     فإذا بكَ الوطــــــنُ المغيثُ الغُـرّبَـا

فكأنَّ صوتاً للغـريبِ أقـــــــامَ في     عرشِ الســــــماءِ لنا مقاماً أرحــبا

فإذا به منفىً يـصيرُ مديــــــــــنةً     والقــــــــــادمُ المنفيُّ صارَ لها أبــا

إذ جئْتَ باخمـرا فكـــــــبّرَ تربُها     واخْـــضرَّ عودٌ إذْ يُرى معْشوشَــبا

من آلِ طه والـدماءُ زكـــــــــــيّةٌ     وأبوه موسى، إن تَسَلْ: من أنجــبا؟

يكفيه، إنّا مـن جرارِه نـسْتــــقي      – للآنَ من ظمأٍ – شـــراباً أعْــذبا

يا واهباً هـذي النفوسَ فخـــارَها     ستظلُّ تمرعُ في جلالِكَ في الــرُّبى

مُذْ أنْ وطـأْتَ ترابَها فتبشَّــــرتْ     واخضرَّ عودٌ كان قبلُك مُـــــــجْدبا

وإذا به يـطوي السماءَ عنـــــاقُنا     ويصوغُ من ترْبِ المحبّةِ كـــــوكبا

فلقد وجـدْنا في دمانا هاديــــــــاً     ويقيلُ – قبل النفسِ – عثرةَ من كبَا

يا قـاسمَ الإيمانِ، أنت رجاؤنـــا     ورجـــــــاءُ مثلِكَ لن يخيبَ وينضُبا

فانـهالَ حُبَّكَ، لا نزالُ نـــــذيعُه     حتّى يكـــــــــــــــادُ يسيرُ فينا مذْهبا

هذي مديـنتُكَ التي منـكَ ارتوتْ     أضحــــــــــتُ جِنَاناً للمريدِ ومطْلبا

فيها ولـدْنا إذ رُضِعْنـا منهــــلاً      صافٍ، وحــــــبّاً في جلالِكَ قد حَبَا

أنتَ الـذي فتَقَ الأمـانَ بخوفِــه     وأمانِهِ الضـــــــــوءُ الذي لن يُحجبا

إذ إنّـه سرُّ الإمــــــــامةِ والتقى     قرآنُ قافلةِ الشمــــــــــــوسِ منصَّبَا

هـذا هوايَ، وكلُّ أهــلِ مدينتي     طافوا بحبِّـهُمُ المعتَّقِ مـــــــــــــوكبَا

فـنزلْتَ في هذي القلـوبِ محبةً     وسمـــــــــتْ بحبِّك، إذ تراكَ لها أبا

تستافُ صبْرَك والقلوبُ مدامعٌ     يحكي لنا مــــــــــــا كنتَ فيه مُعذّبا

يحكي لنا جسدُ الضريحِ حكايةً     لعنـــــــــــــتْ زماناً قد جفاكَ فأذنبا

وقال في قصيدة (أصحاب الحسين):

راياتُهمْ تـــــــــــــــحتَ السماءِ خيامُ     وقلوبُهـــــمْ فوقَ الرمالِ حَمامُ

صمتُوا وكان الحزنُ صوتَ قلـوبِهمْ     فتوهّمُوا أنّ الدمـــــــوعَ كلامُ

وأتُوا نبيَّ الحزنِ كان حـــــــــديثُهمْ     مطراً، ونبلُ سيوفِهمْ أقـــــلامُ

كانوا على رملِ الطفـــــوفِ كواكباً     سطعتْ، فضاءتْ منهـمُ الأيّامُ

أكلُوا من الظمأِ العظيــــــــمِ موائداً     والغيمُ سرجُ نفوسِــــــهمْ ولثامُ

نذروا للونِ الوردِ كلَّ دمـــــــــائِهمْ     فغفتْ على أحــــــلامِهمْ أحلامُ

زرعُوا بصوتِ الناي قمحَ قصيدِهمْ     للآنَ تأكــــــــــلُ خبزَهُ الأيتامُ

وقــــــــــفوا أمامكَ يا حسينُ كأنّهمْ     فـــــــــي ودّهم ووفائِهمْ أرحامُ

هتفُوا بـ (لبّيــكَ الحسين) وَوادَعُـوا     صوتَ السيوفِ وما بهمْ أوهامُ

هامتْ بهمْ أرواحُـــهمْ حتّى سمــتْ     وكذاكَ يفعلُ بالفتى التـــــــهيامُ

فلأنّهمْ نورٌ فمحضُ بيــــــاضِـــهمْ     أوحى لهمْ أنّ الحسينَ إمـــــــامُ

فأتوهُ والأعنـــــــــــاقُ تلثمُ نحرَها     فكأنَّ أعناقَ الرضا استســــلامُ

وقال في قصيدة (ومسراك مسرى الأولياء) وهي إلى السيد السيستاني (دام ظلّه الوارف) إثر الفتوى التاريخية التي أطلقها سماحته في الدفاع المقدس عن الأرض والعرض والمقدسات ضد تنظيم داعش الإرهابي:

ومسراكَ مسرى الأولياءِ فصيـــحُ     ونهجُكَ نهجُ الصالحينَ صحيحُ

وقولُكَ فيهِ مِن رياحينِ عتـــــــرةٍ     يضـيءُ لنا كالشمسِ منه نصيحُ

يحجّكَ هذا الماءُ ظمأى عيـــــونُه     ويتلـــو نِداكَ النهرُ وهوَ شحيحُ

تسبِّحُكَ الأيامُ عطرَ حقيـــــــــــقةٍ     فأنتَ أميــــــنٌ مشرقٌ وصبوحُ

جُرحْنا كثيراً واستـــهانَ بنا العِدا     وهتّكَ سترَ المـــــــــؤمنينَ قبيحُ

فلولاكَ لم نطـعَمْ من الأمنِ لحظةَ     ولولا فتاويكَ الجهـــــــادُ كسيحُ

أراكَ عـــــــــليّاً من عليٍّ صفاتُهِ     وعطرُ الندى من راحتـيكَ يفوحُ

صبرتَ كثيـراً كان صمتكَ حجةً     وكان كمالُ العقلِ منــــــكَ يلوحُ

فأزهرتَ في النجفِ الأبيّةِ عالماً     ودون معانيكَ الرحابِ مــــــديحُ

يداكَ على جُرحِ العراقِ مسحتَها     فعزَّ عراقٌ أنتَ فيـــــــــهِ مسيحُ

وقال في قصيدة (حشد الله) وتبلغ (42) بيتاً وهي إلى الحشد الشعبي المقدس وقد قدمها بقوله:

الفراشةُ التي حَلَّقتْ على مسافةِ قُبلةٍ... بين قوسِ التجاعيدِ على جبينِ والدهِ وعصابةِ القصبِ على رأسِ أمِّهِ... وقفتْ على غصنٍ على شفاههِ المخضَّبةِ بالوطن... فَأَشرقا كلاهما. إلى الحشد الشعبي ...حشد الشعر... الذين بهم انتصرنا:

تَنَفَّسَ صَبْرَاً ثُمَّ غِيْلَ فَأَصْحَـــــــــــرَا     وَكَــــــــــابَرَ حَتَّى إذْ أُدِيْــنَ فَـــكَبَّرَا

تَحَشَّدَ في صَمْتِ الأَناجيلِ صَـــــرْخَةً     لِيَنْبَعَ حَشْدَاً فِي السّــلَالَاتِ حَيْـــدَرَا

فَأَعْشَبَ فَالأَيَّامُ حَقْلُ نُبُــــــــــــــــوءَةٍ     وَفِـيْهَا شُرُوقُ الــــــوَاهِبِيْنَ تَجَـــذَّرَا

تَبَاهى كَمَا مَوْجِ السَّنَابِلِ خُـــــــضْرَةً     فَأَسْفَرَ حُلْمَاً يُوسُفِــــــــــــيَّاً مُفَـــسَّرا

تَنَاهَى بِأَصْلَابِ النَّخِيـــــلِ شُـمُوخــه     وَأَوْمَأَ فَجْرٌ أَنْ يَــطُّلَ عَلَـى الثَّـــرَى

وَكَانَ اقْتِبَاسَاً مِنْ قَـــــــلِيْلِ احْـتمــالِه     كَثِيْرَاً إذَا مَــا قَبَّلَ الحَـــرْبَ أَعْـــذَرَا

هُوَ الحَشْدُ فِي نَبْــضِ المنائرِ قــصَّةٌ     تَوَشَّحَ أَحْــلَامَاً وَنَخْلَاً وَعَــــــــــنْبَرَا

تَوَهَّجَ فِي أُفْـــــــــقِ النُّبُوَاتِ رَاهِــبَاً     يَلِمُّ شَظَــايَا الأُمْنِيَاتِ لِتُزْهِــــــــــــرَا

أَمِيْرَاً لِضَــــــوْءِ اللهِ لَمْ يَخْشَ ظُــلْمةً     رَوَاهُ نَــهَارُ الغَاضِرِيَّـــاتِ مَنْحَــــرَا

وَغَيْمٌ نَبِيٌّ يَسْتَقِيْهِ وُجُـــــــــــــــــودُهُ     لِيَخْضَــرَّ فِي سِرِّ الـــحِكَايَاتِ بَيْـدَرَا

فُرَاتِيَّةٌ عَيْنَاهُ تَرْسِمُ سَــــــــــــــــاحِلَاً     لِدِجْلَــةَ إِنْ نَــــــــــادَتْ رَأَتْهُ مُشَمِّرَا

أَتَاهَا بِدَمْعٍ يشطــــبُ الجُرْحَ وَجْــهُهُ     يُعَــانِقُهَا وَالمَاءُ بَـــــــــــيْنَهُمَا جَرَى

فصلّى يَشُمُّ الآسَ من جُرْفِ سَجْــدَةٍ     حَـوَاهَا عَفَافُ الرَّمْـلِ فانْسَابَ كَوْثَرَا

كَــــــأَنَّ صَبَاحَ المَاءِ بَعْضُ صِــفَاتِهِ     تَــــــــرِقُّ بِهِ الأَحْـلَامُ حَتَّى تَعَسْكَرَا

فَأَوْسَعَ عَـيْنَ الأَرْضِ رَهْــبـةَ فَارِسٍ     تَحَدَّرَ مِــــنْ غَـيْضِ المَجَرَّاتِ أَنْهُرَا

تَعَثَّرَ صَوْتُ الـــمَـاءِ فِي رِيْحِ عَزْمه     وَكَابَدَ مَوْجَـــــــــــاً لِلْمُـنَى مَـا تَعَثَّرَا

وَصَادَقَ لَــــــــحْــنَ الأَبْجَدِيَّاتِ قَلْبُهُ     وَطَافَتْ عَلَيْهِ الأُمْنِيَـــــــــــاتُ لِتَكْبُرَا

تَزَاوَرَ عَنْهُ الّـلــيْلُ يَخْشَى طـــلوعه     شُجَاعَاً إِذَا مَا مَارَسَ الطَّـعْنَ لَا يُرَى

فُرَاشَاتُهُ البِيْــــــضُ اكْتِمَـــالُ نَشِيْدِهِ     عَلَـــــــى شَهْقَةِ المِرْآةِ يَعْكِسُهُ الذُّرَى

فَأَرْخَتْ لَهُ الأَسْــمَاءُ سِحْـــرَ هَدِيْلِها     فَأَوْقَدَ زَيْــــــــــتُونَ انْتِصَارِهِ مُزْهِرَا

خُـــطَاهُ يَقِيْنٌ فِي المَسَافَـــاتِ جَدْوَلٌ     وَعَـــــــيْنَاهُ فِي الآفَاقِ تَلْبَسُهَا القُرَى

فَكَمْ كَــانَ فِي وَعْدِ السَّـــمَاءِ مُبَشِّرَاً     وَكَمْ كَانَ فِــــــي وَعْدِ السَّمَاءِ مُبَشَّرَا

فَتِلْكَ عَــــــصَافِيْرُ النُّـــذُورِ تُحِيْطُهُ     وحولَ ارْتِبَاكِ الغُصْنِ زَقْزَقة الْكَرَى

عَلَى سَاتِرٍ أَعْـمَى تَــــطُوفُ عُيُونُهُ     لِيَرْسمَ دَمْعَاً فِي الــــــلقَاءَاتِ أَخْضَرَا

فَغَنَّى حَنِينَ البَيْــــــــتِ مَوَّالَ مِحْنَةٍ     رَحِيقُ خُطَاهُ ارْتَابَ حِــــــــيْنَ تَذَكَّرَا

تُخَاصِمُهُ الأَبْنَــــاءُ أَنَّ لَــــــــــنَا أَبَاً     أَبِيَّاً وَفَيْءُ العِزِّ مِنْهُ تَشَــــــــــــــجَّرَا

تُزَاحِمُهُ الأَيْتَــــامُ تَرْتِيلَ رُوْحِــــــهِ     وَأُمٌّ تَمُدُّ العَيْنَ رُمْحَاً لِتُبْصِــــــــــــرَا

وَزَوْجٌ تَرشُّ العُمْرَ تَحتَ قميـصِـها     غَرِيْبَاً لِبَوْحٍ فِي الغِيَابَاتِ قَــصَّـــــرَا

وَلَكِنَّهُ المَحْمُولُ فِي غَيْبِ قَلْبِــــــــهِ     فَأَضْحَى خِصَاماً ما يَقُولُونَ مُنْكَـــرَا

تَرَمَّلَ فِيْهِ الجُّـــرْحُ فَاسْتَافَ عُمْـرَهُ     وَأَوْغَــــــلَ فِيْهِ الصَّمْتُ حَتَّى تَفَـجَّرَا

فَأَوْقَدَ فِي عِشْبِ الفُــــصُولِ حَــيَاتَهُ     وَبَاهَلَ فِــــــــي حُبِّ العراقِ مُـعَفَّرَا

فَلَمْ يَكُ مَعْرُوفَا بِغَيْرِ نَهَــــــــــــارِهِ     إِذَا أَطْبَقَ الّليْلُ اسْــــــــــــتُفِزَّ فَأقْمَرَا

فَفَانُوسُهُ الطِّينِيُّ نَسْلُ حَـــضَـــــارَةٍ     يَدُقُّ بِبَابِ الفَجْرِ وَجْهَاً لِنَــــــــعْـبُرَا

فَكُلُّ بِلَادٍ إِنْ يَرَاهَا خُــــــــــــــرَافَةً     خُطَاهَا رَحِيْلٌ فِي الغِيَابَـاتِ مُفْتَـرَى

وَلَكِنَّ فِي وَجْهِ العِــــــــرَاقِ حِكَايَةً     رَوَاهَا فَأَضْحَـــــــى بِالْفِـدَاءِ مُؤَطَّرَا

فَفِي قَلْبِهِ القُدْسِيِّ حُلْــــــــــمُ مَسَافةٍ     وَذَنْبُ اشْتِهَاءٍ لَا يُبَـــــــــــاحُ فَيُغْفَرَا

كَأَنَّ دَمَاً إِنْ سَـــــــــالَ خَيْلُ شَهَادَةٍ     صَهِيْلٌ عَلَى الأَبْوَابِ يَطْــرِقُ خَيْبَرَا

تَنَفَّسَ صُـــــــــوفِيَّ الشَّهَادَةِ عَاشِقَاً     سَمَاوِيَّةٌ رُؤْيَاهُ كَرَّ فَحَـــــــــــــــرَّرَا

فَــــــــــــقَاَمَ وَكَانَ اللهُ رُؤْيَا انْبِثَاقِهِ     غَضُوبَاً إِذَا مَا الكُفْرُ أَوْثَقَ مِنْبَــــــرَا

إِمَامَاً وَهَذِي الْأَرْضُ مِيْلَادُ جُرْحِهِ     عَلَى رَمْلِهَا صَلَّى طَــــــــويَلَاً لِيَثْأَرَا

........................................................

القصائد من ديوان (أضرحة الماء) وهو ديوان خاص بأهل البيت عليهم السلام / دار الضياء ، النجف الأشرف، 2015

2 ــ الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 397 / موقع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بتاريخ 16 / 9 / 2022

3 ــ جماليات الصورة في قصيدة الشعر الحديثة - قراءة موضوعية جمالية لديوان (أضرحة الماء) للدكتور أحمد الخيال ــ موقع العتبة الحسينية المقدسة بتاريخ 28 / 11 / 2022

المرفقات

: محمد طاهر الصفار