دمعة في تضاريس النجوى

 

أيَّة قصيدةٍ تحبسُ دموعَها عند نجواك..؟ .. يا سيد الشهداء   

 

بمدينةِ الذّكـــــرى سينـــــــحتُكَ المَدى   ***   ولكمْ دعوتَ بها ؟ ففــــارقكَ الصدى

كانتْ تطوفُ بكَ المــــــــدائنُ في تضـــــــــــــاريسِ الحضورِ البـكرِ تـــستبقُ الندى

حتى إذا ما جئتَ أظــــــــلمَ أفقُــــــــها   ***   أدَرَتْ بأنَّ الأرضَ غـــــادرتِ الهُدى

فبكت عليكَ ولا تـــــــزالُ ترتّـلُ الأحـــــــــــــــداقَ دمعاً عتَّــــقته عـــــــــــلى سُدى

إذ لا يزالُ الأفــــــقُ أظــــلمَ والسَّــما   ***   قد ردَدَتكَ على الكـــــــــــواكبِ أوحدا

برقتْ بسيــــفٍ في مـــــلامحِــــها ولــــــــــــــكـنْ لم تجدْ إلّاكَ تلهــــــــــــــــمُها يدا

وبها اختــــــزلـتَ الأرضَ في يومٍ سمـــــــــــــاويٍّ وميَّــــــــزتَ الحيــاةَ مـن الرَّدى

أسرجتَ بوصــــــــــلةَ الطفوفِ إلى طقوس العشقِ تبـــــــذرُ في المــــــــــآقيْ مَرقَدا

وأنرتَ في الصـــــحراءِ وحيَ شهادةٍ   ***   حتى أحلتَ الرملَ بـالــــــــــدمِ عَسْجَدا

قدَّرتَ للأقـــدارِ موتاً فــــــــــــــــانياً   ***   وتموت كي تحيـــــــا لتبـــــــقى سرمدا

وتطــــــوفُ في رأسٍ على رمحٍ تـلقِّــــــــــــــنُ فتيـــــــةً بكَ آمــنوا مـــــــــعنى الفدا

فسَمَتْ على أفقِ الإبــاءِ رؤوسُــــــها   ***   بدمٍ وعانقــــــتَ الـــذرى والســــــُّؤدَدَا

وتقلّدتْ نهجَ الحُسيـــــــنِ عقيــــــــدةً   ***   والحُرُّ يأبى أن يعــــــــــــــــــيشَ مُقيَّدا

تتوارث الأجيالُ صوتَ طـفــوفِـك الــــــــــــــظمأى ألا من ناصرٍ وعــــــــــــتِ النِّدا 

أشرعتَ للطفلِ الرضيــــــــــعِ براءةً   ***   نحو السماءِ بها تجلّى فرقــــــــــــــــــدا

يا سيّد الشهـــــــــــــــــــداءِ آياتٌ نمتــــــــــــــكَ دعتْ صـلاتي فيكَ أن تـتهـــــــــجَّدا

الوحيُ والذكرُ العظيـــــــــمُ وســدرةٌ   ***   للمـنتـهـى والروحُ فيـــــــــــــــكَ تجسَّدا

فإذا المدى جســـــدٌ وأنـــــتَ سمـاؤه   ***   وإذا السَّمــــــــا رأسٌ وكانَ مُحمَّـــــــــدا

 

 

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: محمد طاهر الصفار