عند ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، وعشية ذكرى تأسيس الجيش العراقي، يقف الضابط أحمد الشمري، وهو خريج أول دورة بعد سقوط الطاغية عام ٢٠٠٣، من الكلية العسكرية الأولى، حيث كان يذرف الدموع، في تقليد أعتاد عليه كل عام، وفي ذات التوقيت منذ انضمامه للجيش، وكانت لديه هذه السنة عدة رسائل وجهها وهو في مرقد سيد الشهداء (عليه السلام).
وقال الشمري في حديث للموقع الرسمي، إن "والدي من أبطال حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، ضد الكيان الصهيوني الغاشم، وقد أصيب خلالها وترك الخدمة في الجيش على أثرها كوسام شرف حمله طوال حياته، وقد زرع فينا عقيدة حب الوطن، مما جعلني أسعى لأكون ضابطا في الجيش العراقي بأول دورة بعد سقوط طاغية العصر عام ٢٠٠٣"، لافتا الى أنه "ومنذ ذلك التأريخ أعتدت على زيارة مولاي الحسين (عليه السلام) بالتزامن مع ذكرى تأسيس جيشنا الوطني".
وأضاف أن "من بين ذكرياتي مع سيدي الحسين (عليه السلام)، زرته خلال بدأ المعارك لطرد جرذان (داعش)، وطلبت منه أما الشهادة أو النصر، والحمد لله انتصرنا بفضل فتوى المرجعية الرشيدة، ومشاركة أخوتنا في السلاح (الشرطة، والحشد الشعبي)".
وتابع وهو يذرف الدموع قرب المرقد الشريف، "هذا العام أتيت لسيدنا الحسين (عليه السلام) وكلي ألم، فجيلنا الشبابي أجد الكثير منه لا يقدر تضحياتنا، نحن في المنظومة الأمنية العراقية (الجيش والشرطة والحشد الشعبي)، ولا أعرف السبب، فقد كنا في مثل أعمارهم نقدر ذلك، لذا أرجو منهم أن يحترموا تضحياتنا".
وأعتاد الكثير من خريجي دورات الضباط في الكليات العسكرية، وكلية الشرطة، والمعهد العالي للتطوير الأمني والإداري، على القدوم الى مرقد الامام الحسين (عليه السلام) عند تخرجهم، ليأدوا اليمين تبركا بجوار سبط الرسول الأعظم، وليكن شاهدا على وفاءهم للوطن.
وقال الرائد ضياء آل بوشعيره، ضابط في الشرطة العراقية، والذي يزامن ذكرى تأسيسها في هذه الأيام، إن "التقليد السائد عند أكثر خريجي الكليات والمعاهد الأمنية في العراق، هو تأدية القسم في مرقد الامام الحسين (عليه السلام)، فعقيدتنا هي الوطن وحماية أرضنا ومقدساتنا".
ونوه الى أن "واجبنا الدفاع عن أرض الوطن، وفعلناها، ونعاهد مولانا الحسين (عليه السلام)، وأبناء شعبنا بأننا باقون على العهد في حماية سيادته، وأرضه".
يذكر أن الجيش العراقي قد تأسس في ٦ كانون الثاني/ يناير عام ١٩٢١، حيث تم تشكيل نواته من فوج حمل أسم الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، بينما تم تأسيس الشرطة العراقية في 9 كانون الثاني/ يناير عام 1922.
فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق