أفق مكلل بالشهادة

 

إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)

رامُوا بقتلكَ يُطـفئوا نــورَ الهدى   ***   وسعوا كأســــلافٍ أرادوا أحــــمدا

وبوقفةٍ في الطـفّ ليــسَ نظيرُها   ***   أخرجتَ من رحمِ الشهـــــادةِ مولدا

فلقد حفظتَ الديــنَ حيـــن سقيتهُ   ***   بدمــــــــاءِ نحرٍ فـاســـــتقامَ وأوردا

ونهضت للاصـــلاح تـرشدُ أمةً   ***   وأبيتَ ما أجــــــــــرى يزيدُ وأفـسدا

يا ابنَ الكرامِ ومـا ســواكَ لمثلِها   ***   كنتَ الصـــبورَ وكـنتَ أنتَ الأجـلدا

وبفتيةٍ وصحـــــــــــابةٍ ما مثلُهم   ***   جـاهـــدت شـرَّ الخلقِ نلتَ السُّـؤددا

قد صلتَ في صحبٍ وفتيانٍ أتوا   ***   عشقوا الشهــادة واستطابوا المـوردا

وبقيت والعبـــاسُ وسطَ معسكرٍ   ***   فيه صغــــــــارٌ يشتكون من الصدى

لم يستطع عباسُ سمع صراخهم   ***   فمـــــــــضى إلى نهرِ الفراتِ مردِّدا

آليتُ أن أسقــــي العيالَ وصبيـةً   ***   شقّ الطـــــــــريقَ الى الفراتِ وبدّدا

فكأنه أســـــــــــــدٌ يُفرقُ جمعهم   ***   فالليثُ حيــــــــــــــــــدرةٌ له قد أولدا

ومضى بصارمه يحزُّ رؤوسَهم   ***   فكـــــــــــــــــأنه برقٌ أضاءَ وأرعدا

وبقيتَ وحـدكَ لا نصير ولا أخاً   ***   ما كان غيـــــركَ أن يصولَ ويصمدا

لمّا سقطت على الترابِ مضرجاً   ***   ترنو بعينـــــــــــــــكَ للعيالِ توجُّدا

وسبوا عيالاً لـــــيس يدركُ مثلهم   ***   في الخــــــــلقِ إذ بهمُ الزمانُ تفرَّدا

ياشمسُ قد كنتِ المطيـــعة عندما   ***   قد غبتِ، رامَ الــمرتضى أن يسجدا

ما كان أجدر أن تغيبــــــي عندما   ***   كان الحسيـــــنُ على الترابِ مُمدَّدا

كي يكملَ المعروفُ منك وطالمــــــــــا الإحســـــــــــــــانُ بالإتمامِ قيل مؤكّدا

عجباً لفعلكِ بالحسيــــــنِ وصحبِهِ   ***   يا شمـــــــــــسُ ربّي ماعدا مما بدا

هيهات صارت للكــــرامة مشهداً   ***   أنعم به لمّا رسمـــــــــــــتَ المشهدا

سطّرت في سفــــرِ الخلودِ رسالةً   ***   من رامَ أن يبـــقى على طولِ المدى

فليمضِ في أفــــقِ الشهادةِ شامخاً   ***   حتى يظلّ مـــــــــدى الدهورِ مخلّدا

ولقد حبــــــــــــاكَ الله من بركاتِهِ   ***   فترى الخــــــــلائقَ في فنائكَ سُجَّدا

     وملائكٌ الرحمنِ قد حــــــفّت بهم   ***   تدعو لهم حتـــــــــى ينالوا المقصدا    

صباح الحفار

المرفقات

: صباح الحفار