بعد أن قضى العباسيون على الأمويين تماماً التفتوا إلى العلويين الذين لولاهم لما وصلوا إلى الحكم بعد أن رفعوا شعار (يالثارات الحسين)، فارتكبوا بحقهم أضعاف ما ارتكبه الأمويون من الجرائم وضيّقت السلطة العباسية على الشيعة في زمن الإمام الكاظم عليه السلام وطاردتهم وقتلتهم.
وتشير المعلومات والمصادر التاريخية انه في يوم الرابع من ذي الحجة لعام 179هـ تم سجن الإمام الكاظم عليه السلام.
وتدلنا رواية الشيخ المفيد في الإرشاد على مدى الرقابة الصارمة والشديدة التي مارسها بنو العباس على الإمام حيث يقول (قال هشام بن سالم ـ وهو أحد أصحاب الإمام: كنا بالمدينة بعد وفاة جعفر الصادق فقعدنا في بعض أزقة المدينة، فنحن كذلك إذ رأيت شيخاً يومئ إليّ بيده، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع إليه الناس بعد الصادق، فيؤخذ فتضرب عنقه).
اذ كانت تلك الأساليب القمعية والوحشية وغيرها من الأساليب هي محاولات للحد من انتشار الفكر الشيعي، وإنهاء دور أئمة أهل البيت في حياة الأمة، وقد عانى كل أئمة أهل البيت من هذه المحاولات الدنيئة التي كان هدفها إحداث قطيعة بين الشيعة والتواصل مع أئمتهم، وكان الإمام الكاظم يحرص أشد الحرص على حياة أصحابه في ذلك الجو القمعي، ويأمرهم بكتمان الإتصال به عن الناس، حيث يروي المفيد أيضاً أنه: (ذات مرة جاء أحدهم يسأل الإمام الكاظم كما كان يسأل أباه، قال له الإمام: سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح).
وهذه الرواية لا تحتاج إلى توضيح على مدى سياسة الإرهاب العباسي التي مُورست ضد الشيعة، فكان الإمام يختار لهم أوقاتاً معيّنة للإتصال به بعيداً عن أنظار السلطة وجواسيسها كما يروي الكليني في الكافي حيث يقول (سأل أحدهم الإمام موسى بن جعفر الكاظم عن مسألة فقال: إذا هدأت الرِجل وانقطع الطريق فأقبل ....).
محمد الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق