مؤسّسة المأتم الحسيني في العصر البويهي –ج1

تقديم

 

المأتم الحسيني هو: مؤسّسة دينية وثقافية كبرى، تكوَّنت في ضوء توجيهات وتوصيات أهل البيت عليهم السلام ، فكان الإمام زين العابدين عليه السلام  هو واضع النواة الأُولى لهذه المؤسّسة، ثمّ تطورت على أيدي الأئمّة من بعده، بحسب ما سمحت ظروف كلِّ واحد منهم.

 

وكنا قد نشرنا على صفحات هذه المجلّة المباركة بحثاً بعنوان (المؤسّسة الشعائرية) واكبنا من خلاله مسيرة هذه المؤسّسة منذ لحظات تكوّنها إلى نهايات عصر النصّ سنة (329هـ)، وهو ما يمثِّل الدور الأوّل الذي مرّت به هذه المؤسّسة.

 

أمّا البحث الحالي، فسيدور حول التطوّرات التي مرّت بها هذه المؤسّسة في العصر البويهي، وهو ما يمثِّل الدور الثاني لها، حيث انتقلت مؤسّسة المأتم والمؤسّسات الشيعية بشكلٍ عام في هذا العصر انتقالة ملحوظة، وتقدَّمت تقدُّماً كبيراً، وحصلت تطوّرات كثيرة نحاول الوقوف على تفاصيلها في هذا البحث.

 

ينقسم البحث إلى قسمين:

القسم الأوّل: صفحات من تاريخ البويهيين.

القسم الثاني: تشييد المأتم الحسيني في العصر البويهي.

القسم الأوّل: صفحات من تاريخ البويهيين

 

آل بويه في سطور

 

آل بويه  ـ أو البويهيون أو بنو بويه ـ هم: أولاد وأحفاد (أبو شجاع) بويه، وهم أُسرة فارسية ذات ميول شيعية. وقد ساق بعض المؤرِّخين نسبهم إلى ملوك الفرس، وقد نُسِبوا إلى الديلم بسبب مجاورتهم لهم وطول مقامهم في بلادهم[1].

 

بدأت هذه الأُسرة بالظهور مع بدايات القرن الرابع الهجري، فقد كان لأبي شجاع بويه ثلاثة أولاد فرسان وشجعان، وهم: علي، والحسن، وأحمد، وكانوا في بداية أمرهم من جملة قوّاد (ماكان بن بالي)، ثمّ تحولوا إلى جانب (مرداويج بن زيار)، و(ماكان) و(مرداويج هذان هما من جملة الأُمراء الطامحين إلى السيطرة على صقع من أصقاع الدولة العبّاسية إبّان ضعفها وتصدّعها[2].

 

 ثمّ بعد ذلك بدأ الإخوة الثلاثة يستقلّون بقيادة الجيوش، وانفصلوا عن مرداويج، وأسّسوا سنة (322هـ) في شيراز ـ قلب بلاد فارس ـ نواة دولتهم[3] التي بدأت تتسع يوماً بعد يوم، حتّى شملت أراضي شاسعة من إيران والعراق، والتي وصفها ابن خلدون بقوله: «وكانت لهم الدولة العظيمة التي باهى الإسلام بها سائر الأُمم»[4].

 

ففي سنة (334هـ) سيطر البويهيون على مقاليد الحكم في إيران والعراق، وأصبحوا هم الحكّام الحقيقيين في هذين البلدين، وقد جرّدوا الخليفة العباسي المستكفي بالله من أغلب سلطاته الدينية والدنيوية، ولُقِّب علي بن بويه بـ(عماد الدولة)، والحسن بن بويه بـ(ركن الدولة)، وأحمد بن بويه بـ(معزّ الدولة)[5]؛ ولذا نجد أنّ بعض المؤرِّخين يعتبر سنة (334هـ) بداية الظهور الحقيقي للدولة البويهية، مع أنّ نواة هذه الدولة قد غُرست في شيراز منذ سنة (322هـ) كما ذكرنا، أي: قبل هذا التاريخ باثني عشر عاماً.

 

وينبغي التأكيد هنا أنّ البويهيين لم يعلنوا عن أنفسهم كدولةٍ مستقلةٍ عن مركز الخلافة العبّاسية في بغداد طوال فترة حكمهم، بل كانوا يعملون بوصفهم نوّاباً وممثّلين للخليفة العبّاسي، غير أنّ هذا الاعتراف لم يكن سوى اعتراف شكلي؛ إذ كانت السلطة الحقيقية في أيديهم، فكان الحاكم الحقيقي للدولة وعقلها المدبِّر هو علي بن بويه الملقَّب بـ(عماد الدولة وأمير الأُمراء)[6]، فكان يدير الأُمور ويدبِّرها من شيراز، فلما مات عماد الدولة «صار أخوه ركن الدولة أمير الأُمراء، وكان معزّ الدولة هو المستولي على العراق والخلافة، وهو كالنائب عنهما»[7].

 

قال ابن الأثير ـ واصفاً حال الخلافة العبّاسية بعد سيطرة البويهيين على العراق ـ: «ازداد أمر الخلافة إدباراً، ولم يبقَ لهم من الأمر شيء البتَّة، وقد كانوا يُراجَعون ويؤخذ أمرهم فيما يُفعل، والحرمة قائمة بعض الشيء، فلمّا كان أيّام معزّ الدولة، زال ذلك جميعه، بحيث إنّ الخليفة لم يبقَ له وزير، إنّما كان له كاتب يدبِّر أقطاعه وإخراجاته لا غير، وصارت الوزارة لمعزّ الدولة، يستوزر لنفسه مَن يريد... تسلَّم معزّ الدولة العراق بأسره، ولم يبقَ بيد الخليفة منه شيء البتَّة، إلّا ما أقطعه معزّ الدولة ممّا يقوم ببعض حاجته»[8].

 

وقد بلغت الدولة البويهية عصرها الذهبي في أيّام عضد الدولة ابن ركن الدولة، الذي يعدُّ أقوى ملوك البويهيين، وهو أوّل مَن خوطب في الإسلام بـ(شاهنشاه)[9]، أي: (ملك الملوك)، وكانت مدة حكمه من أفضل الفترات التي مرّت على المسلمين عموماً، وعلى الشيعة خصوصاً. وقد أنشد فيه أبو الطيب المتنبي:[10]

 

 

وقد رأيت الملوك قاطبة          وسرت حتّى رأيت مولاها

أبا شجاع بفارس عضد الدولة           فناخسرو شاهنشاها

أسامياً لم تزده معرفة                  وإنّما لذَّة ذكرناها(2)

 

 

وبعد عضد الدولة بدأ العد التنازلي لأفول دولة البويهيين، فوقعت الانشقاقات والصراعات داخل الأُسرة البويهية، وقد استمرَّ هذا الحال إلى سنة (447هـ)، وهي السنة التي دخل فيها السلاجقة بغداد وطووا صفحة البويهيين؛ «والسبب الأوّل لانهيار دولتهم وزوالها على أيدي السلجوقيين، شغلهم بالحروب الخارجية والداخلية، بخاصّة بين أُمراء البيت البويهي، بعضهم مع بعض حول المُلك»[11].

 

نظرة تحليلية في حقبة البويهيين

 

كانت السطور المتقدّمة ملخّصاً لتاريخ الدولة البويهية منذ النشأة حتّى السقوط، وسنحاول الآن أن نركّز على بعض الجوانب المهمة، والتي تحتاج إلى شيء من التفصيل، فنتحدّث عن:

- أسباب تقدُّم البويهيين.

- تطوير الجانب العلمي والعمراني في العصر البويهي.

- تقدُّم المذهب الإمامي في العصر البويهي.

- المؤسّسة الدينية الشيعية في العصر البويهي.

 

أسباب تقدُّم البويهيين

 

إضافة إلى ما كانت عليه الخلافة العبّاسية من ضعف وعجز في تلك الحقبة التاريخية، كانت هناك مجموعة أسباب تقف وراء تقدُّم البويهيين وتوسّع دولتهم، منها:

 

1- الصفات الحميدة التي كان يتمتع بها الأُمراء البويهيون، من شجاعة وغيرها. قال ابن الأثير: «كان السبب في ارتفاع علي بن بويه من بينهم ـ بعد الأقدار ـ أنّه كان سمحاً، حليماً، شجاعاً»[12]. وحينما سار إلى كرج، أحسن إلى الناس، ولطف بعمّال البلاد، فكتبوا إلى (مرداويج) يشكرونه، ويصفون ضبطه البلد وسياسته، وحينما افتتح قلاعاً كانت للخرمية، وظفر منها بذخائر كثيرة، صرفها جميعاً في استمالة الرجال، والصلات والهبات، فشاع ذكره، وقصده الناس وأحبّوه[13].

 

 وممّا يُذكر في شجاعته أنّه حينما استعدّ لمواجهة ياقوت، أحضر عليُّ بن بويه أصحابه، ووعدهم أنّه يترجّل معهم عند الحرب، ويقاتل كأحدهم، ومنّاهم ووعدهم الإحسان[14].

 

ووصف ابن الأثير ركن الدولة بقوله: «كان حليماً، كريماً، واسع الكرم، كثير البذل، حسن السياسة لرعاياه وجنده، رؤوفاً بهم، عادلاً في الحكم بينهم، وكان بعيد الهمّة، عظيم الجدِّ والسعادة، متحرّجاً من الظلم، مانعاً لأصحابه منه، عفيفاً عن الدماء، يرى حقنها واجباً إلّا فيما لا بدّ منه، وكان يحامي على أهل البيوتات، وكان يُجري عليهم الأرزاق، ويصونهم عن التبذل، وكان يقصد المساجد الجامعة في أشهُر الصيام للصلاة، وينتصب لردِّ المظالم، ويتعهد العلويين بالأموال الكثيرة، ويتصدّق بالأموال الجليلة على ذوي الحاجات، ويُلين جانبه للخاصّ والعامّ.

قال له بعض أصحابه في ذلك، وذكر له شدّة مرداويج، فقال: اُنظر كيف اخترم، ووثب عليه أخصُّ أصحابه به وأقربهم منه؛ لعنفه وشدّته، وكيف عمَّرت وأحبني الناس؛ للين جانبي»[15].

 

ووصف ابن الجوزي عضد الدولة بقوله: «وكانت هيمنته عظيمة، فلو لطم إنسان إنساناً قابله أشدّ مقابلة، فانكف الناس عن التظالم، وكان غزير العقل، شديد التيقظ، كثير الفضل، بعيد الهمّة، محبّاً للفضائل، مجتنباً للرذائل»[16].

 

ووصفه ابن الأثير بقوله: «وكان عاقلاً، فاضلاً، حسن السياسة، كثير الإصابة، شديد الهيبة، بعيد الهمّة، ثاقب الرأي، محبّاً للفضائل وأهلها، باذلاً في مواضع العطاء، مانعاً في أماكن الحزم، ناظراً في عواقب الأُمور»[17].

 

2- لعبت الأقدار دوراً مهماً في تثبيت دولة آل بويه وتمددها في الآفاق، فبعد أن سيطر علي بن بويه على شيراز وملكها، نفدت أمواله، وكادت دولته الفتيّة تنهار، فاغتمَّ لذلك، «واستلقى على ظهره مفكراً، فإذا حيَّة قد خرجت من سقف ذلك المجلس فدخلت موضعاً آخر، فدعا الفراشين ليبحثوا عنها، فوجدوا ذلك السقف يفضي إلى غرفة بين سقفين، فأمر بفتحها ففُتحت، فإذا فيها صناديق من المال والصياغات ما قيمته خمسون ألف دينار، فأخذ المال وفرَّقه عليهم، فثبت أمره. وكان قد وصف له خيّاط يخيط لبعض مَن كان يحاربه فأحضره، وكان بالخيّاط طرش، فظنّ أنّه قد سُعِي به إليه، فلمّا خاطبه في خياطة الثياب، وكان جوابه: والله، ما لفلان عندي إلّا اثنا عشر صندوقاً، فما أدري ما فيها؟ فتعجّب علي بن بويه من الجواب ووجّه مَن حملها، فوجد فيها مالاً عظيماً. وكان قد ركب يوماً، وطاف في خرابات البلد، يتأمل أبنية الأوائل وآثارهم، فتهور تحت قوائم فرسه، فاستراب بذلك الموضع، وأمر بالكشف عنه، فإذا مال عظيم»[18].

 

وقال مسكويه تحت عنوان (ذكر اتفاق حسن): «لمّا مات معزّ الدولة ألحّ المطر ببغداد ثلاثة أيّام بلياليها إلحاحاً شديداً منع الناس من الحركة، ولم يتمكن الديلم من إطلاع رؤوسهم، ومنع سائر الناس من البروز وتردّد النقباء إلى رؤسائهم، فأرضى كلُّ أحد بما سكن إليه، وانجلت السماء عن سكون الجند ورضا الكافّة. فكاتب عزُّ الدولة (سبكتكين) وسائر العسكر بمصالحة عمران بن شاهين، والانصراف عنه إلى بغداد، ففعل ونفّس خناق عمران، وصولح صاحب الموصل، واستقرّت الأُمور بيده»[19].

 

3- الاعتدال الذي كان عليه البويهيون، وعدم تعصُّبهم للمذهب الإمامي على حساب المذاهب الأُخرى، ونحن لا ننكر أنّ آل بويه قد خدموا المذهب الإمامي كثيراً، وتقدَّم المذهب الإمامي بجميع مؤسّساته في عصرهم تقدُّماً كبيراً كما سنؤكده قريباً، ولكنّ البويهيين مع هذا لم يضطهدوا مذهباً من المذاهب، ولم يحاربوا أحداً بسبب فكره أو عقيدته أو مذهبه.

 

وعندما كانت تحدث فتنة طائفية، كانوا يقفون من الجميع على مسافة واحدة، فعلى الرغم من المكانة العالية التي كان يحتلها الشيخ المفيد في الدولة البويهية ـ إلى درجة أنّ عضد الدولة كان يزوره في بيته، ويعوده إذا مرض[20] ـ قد تعرّض للنفي مرّتين خارج بغداد بسبب اشتداد الفتنة الطائفية بين الشيعة والسُّنة آنذاك[21]، ولا ريب في أنّ هذا الأمر كان يعطي انطباعاً بعدم تعصُّب البويهيين لمذهب دون آخر، فكان هذا من مقوّمات استمرار دولتهم وديمومتها.

 

يقول الشيخ السبحاني: «بالرغم من أنّ في عصرهم كان يغلب على أكثر البلاد مذهب التسنُّن، إلّا أنّ البويهيين لم يقفوا موقف المعادي لهم، على الرغم ممّا وقفه غيرهم من الملوك الآخرين من غير الشيعة من معاداة التشيّع ومحاربته»[22].

 

ويقول المظفّر: «كان ابتداء سلطان آل بويه في شيراز، ثمّ سرى نفوذهم إلى إيران والعراق، بل إلى جميع بلاد بني العبّاس، وكانوا أرباب تدبير في جميع المملكة على عهد دولتهم، وليس للخليفة العبّاسي إلّا مراسم الخلافة، وهذا معلوم الشأن لا يجهله مَن سبر شيئاً من التاريخ. وكان التسنُّن في عهدهم يغلب على أكثر البلاد من فارس والعراق، وهم على ظهورهم في التشيّع لم يحاربوا التسنُّن، كما فعل الكثير من ملوك أهل السُّنة مع الشيعة، ومع قوّة شوكتهم وغلبتهم على الخلافة والبلاد، أحسنوا السيرة مع الرعية، ولم يتعصبوا للشيعة على السُّنة، بل وقعت في أيّامهم حوادث بين الشيعة والسُّنة، كان التحريش فيها من السُّنة، ولم يراعوا في ذلك السلطان، ولم يعبأوا بسطوته، ولكنهم لم يوقعوا بأهل السُّنة انتصاراً للشيعة»[23].

 

تطوير الجانب العلمي والعمراني في العصر البويهي

 

من مآثر البويهيين ومفاخرهم ـ التي ينبغي التركيز عليها هنا ـ هو اهتمامهم بالعلم والعلماء وأهل الفضل من جميع التخصُّصات، وعمارة المساجد والمشاهد، والأسواق والطرقات، وبناء المستشفيات والمكتبات العامّة، ولا سيّما في عصر عضد الدولة الذي شرع في سنة (369هـ) «في عمارة بغداد، وكانت قد خُرّبت بتوالي الفتن فيها، وعمَّر مساجدها وأسواقها، وأدرّ الأموال على الأئمّة، والمؤذنين، والعلماء، والقرّاء، والغرباء، والضعفاء الذين يأوون إلى المساجد، وألزم أصحاب الأملاك الخراب بعمارتها، وجدَّد ما دُثر من الأنهار، وأعاد حفرها وتسويتها، وأطلق مكوس الحجّاج، وأصلح الطريق من العراق إلى مكّة (شرّفها الله تعالى)، وأطلق الصلات لأهل البيوتات والشرف، والضعفاء المجاورين بمكّة والمدينة، وفعل مثل ذلك بمشهدي عليٍّ والحسين، وسكن الناس من الفتن، وأجرى الجرايات على الفقهاء، والمحدِّثين، والمتكلِّمين، والمفسِّرين، والنحاة، والشعراء، والنسابين، والأطباء، والحسُّاب، والمهندسين...»[24].

 

قال ابن الأثير في وصف عضد الدولة: «كان محبّاً للعلوم وأهلها، مقرِّباً لهم، محسناً إليهم، وكان يجلس معهم يعارضهم في المسائل، فقصده العلماء من كلِّ بلدٍ، وصنّفوا له الكتب، منها: (الإيضاح) في النحو، و(الحجّة) في القراءات، و(الملكي) في الطب، و(التاجي) في التاريخ، إلى غير ذلك، وعمل المصالح في سائر البلاد كالبيمارستانات [المستشفیات] والقناطر، وغير ذلك من المصالح العامّة»[25].

 

ويقول (آدم متز) عن عضد الدولة: «كان يحب العلم والعلماء، ويُجري الأرزاق على الفقهاء والمحدِّثين، والمتكلِّمين والمفسِّرين، والنحاة والشعراء والنسّابين، والأطباء والحسُّاب والمهندسين، وأفرد لأهل الاختصاص من العلماء والحكماء موضعاً يقرب من مجلسه، وأنشأ مكتبة تحتوى على كلِّ كتاب صُنّف إلى وقته من جميع أنواع العلوم»[26].

 

قال السيّد مير علي: «لقد شجّع البويهيون الروح الأدبية في البلاد، وعضدوا مدرسة بغداد التي كان قد اضمحل شأنها في أثناء تدهور الخلافة، وحفروا الجداول وهيأوها إلى الملاحة، حتّى مدينة شيراز، فأزالوا بذلك خطر الفيضانات الدورية التي كانت تغمر المناطق، كما شيَّد عزُّ الدولة مستشفىً فخماً، وفتح عدَّة كلّيات في بغداد»[27].

 

وقال الغناوي: «امتاز عهد آل بويه بالخصب العلمي والأدبي بتأثيرهم الخاص، أو بتأثير وزرائهم؛ ذلك أنّهم استوزروا أبرع الكتّاب وأبرزهم، واعتمدوا عليهم في تدبير شؤون الحرب وأُمور السياسة والإدارة والمال جميعاً، فلمعت أسماؤهم، وعظمت هيبتهم، وطار صيتهم في الآفاق، فقصدهم أهل العلم والأدب، فأفادوا منهم كثيراً، وأنتجوا كثيراً في ميدان الأدب والفلسفة والعلم، فكان أثرهم في الحياة الفكرية قوياً جدّاً، ربّما فاق أثر أسيادهم، أي: الخلفاء العبّاسيين»[28].

 

تقدُّم المذهب الإمامي في العصر البويهي

 

لا نقاش في النزعة الشيعية التي كانت عند البويهيين، بل ذهب بعض الباحثين إلى إماميّتهم، فقد قال (شبولر): «كان البويهيون إمامية اثني عشرية منذ البداية، وظلّوا أوفياء للمذهب الإمامي حتّى النهاية»[29].

 

وقد أيّد الباحث الإيراني (رسول جعفريّان)[30] هذا الرأي ودعّمه بعدّة قرائن: كنصِّ البعض على رجوع معزّ الدولة إلى ابن الجنيد في الفقه، وكنعتهم من قِبَل بعض مؤرِّخي السُّنة بالغلو تارةً وبالرفض أُخرى، وكتأييدهم لعبارات اللعن التي كانت تُكتب على أبواب المساجد في عهد معزّ الدولة وبموافقته، وهي عبارات مفصّلة تشير إلى بعض الأشخاص بالاسم أو الصفة، وهذا يُرجّح إماميّتهم؛ لأنّ الزيدية يتحاشون اللعن المفصّل عادةً، وقد تراجع معزّ الدولة عن ذلك خوفاً من وقوع فتنة طائفية[31].

 

ونضيف إلى ذلك: العلاقة الحميمة التي كانت تربط البويهيين برموز المؤسّسة الشيعية، ودعمهم لهذه المؤسّسة كما سيأتي، واستوزارهم لبعض الشخصيات المقطوع بإماميّتها مثل: الصاحب بن عبّاد وغيره.

 

إنّ عدم إظهار البويهيين تعصُّباً للمذهب الإمامي على حساب المذاهب الأُخرى، ومداراتهم لجميع المذاهب وأبنائها كما أشرنا، لا ينفي اهتمامهم الخاصّ بالمذهب الإمامي، ودعمهم لعلمائه ومؤسّساته بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، ولقد تقدّم المذهب الإمامي في عصرهم تقدُّماً كبيراً، وتطوّرت مؤسّساته تطوّراً ملموساً، وقد أشار الشيخ جعفر سبحاني إلى وجود مَن يفترض أنّ المذهب الإمامي تكوّن ونشأ في أيّام البويهيين. وهذه الفرضية وإن لم يكن لها قيمة من الناحية العلمية، غير أنّها بلا شكّ تدلّ على عمق وسعة التطوّرات التي حصلت للمذهب الشيعي ومؤسّساته في أيّام البويهيين، فلقد «راج مذهب الشيعة في عصرهم واستنشق رجالاته نسيم الحريّة بعد أن تحمّلوا الظلم والاضطهاد طيلة حكم العبّاسيين، خصوصاً في عهد المتوكّل ومَن بعده، غير أنّ تكوّن مذهب الشيعة في أيّامهم شيء وكونهم مروِّجين ومعاضدين له شيء آخر، ومن السذاجة بمكانٍ الخلط بين الحالين وعدم التمييز بينهما»[32].

 

قال السيّد الطباطبائي: «ظهرت عوامل في القرن الرابع الهجري ساعدت على انتشار مذهب التشيّع وتقويته، منها: ضعف الخلافة العبّاسية، وظهور وزرا آل بويه. كان لوزرا آل بويه ـ وهم شيعة ـ التأثير البالغ في مركز الخلافة ببغداد، وكذا في الخليفة، وهذه القدرة مكّنت الشيعة من الوقوف أمام المخالفين الذين طالما حاربوهم لمّا كان لهم من قدرة خلال خلافتهم، وتمكَّن الشيعة من نشر عقائدهم بكلِّ حرّية»[33].

 

وقال محمد جواد مغنية: «أمّا مناصرتهم لمذهب التشيّع، فقد ذهبوا فيه إلى أقصى حدٍّ، وكان الغالب في بغداد عاصمة الدولة مذهب التسنُّن قبل البويهيين، وبعدهم نما فيها مذهب التشيّع وانتشر»[34].

 

وقد تجلَّى دعم البويهيين للمذهب الشيعي من خلال دعم مؤسّساته وتطويرها، وسنشير في الفقرة التالية إلى مستوى الدعم الذي قدَّمه البويهيون للمؤسّسة الدينية في قم وبغداد، كما أنّ هذا البحث برمُّته معقود للحديث عن تطوّر مؤسّسة المأتم الحسيني وتقدُّمها في عهد البويهيين، وسنلاحظ في القسم الثاني من هذا البحث مستوى ما قدَّمه البويهيون من دعم ومساندة لهذه المؤسّسة.

 

وينبغي أن نؤكد هنا أنّ البويهيين لم يعلنوا المذهب الشيعي مذهباً رسمياً ـ بشكل مباشر ـ طيلة فترة حكمهم، وإن كانوا قد اتَّخذوا العديد من الخطوات التي تعدُّ بمثابة الإعلان العملي في هذا المجال، ومن تلك الخطوات:

 

1ـ إعلان معزّ الدولة سنة (352هـ) المأتم الحسيني مؤسّسة رسمية، وقد اعتبر البعض هذا الإعلان إعلاناً عن المذهب الشيعي كمذهب رسمي للدولة، فقد نُقل أنّ إقامة شعائر المأتم، وإحياء ذكرى مصائب آل عليٍّ عليهم السلام ، وإنشاد المراثي، وإقامة العزاء على الحسين عليه السلام ، قد راجت في إيران لأوّل مرّة على أيدي البويهيين، وأنّ أحمد معزّ الدولة رحل من إيران إلى بغداد سنة (334هـ)، وأعلن المذهب الشيعي فيها رسمياً[35].

 

ولا بدّ من الإشارة إلى أحداث سنة (352هـ)، فقد أجمع المؤرِّخون على تأخُّر إعلان البويهيين المأتم الحسيني مؤسّسة رسمية إلى هذا التاريخ، وسيأتي تفصيل ذلك في القسم الثاني من هذا البحث.

 

2ـ وفي خطوة أُخرى لا تقلّ في عمق دلالتها عن الخطوة السابقة، إن لم تكن أعمق، أصدر معزّ الدولة في نفس السنة أوامره بالاحتفال بعيد الغدير، قال ابن الأثير في أحداث سنة (352هـ): «وفيها في الثامن عشر ذي الحجّة، أمر معزّ الدولة بإظهار الزينة في البلد، وأُشعلت النيران بمجلس الشرطة، وأُظهر الفرح، وفُتحت الأسواق بالليل، كما يُفعل ليالي الأعياد، فعل ذلك فرحاً بعيد الغدير، يعني: غدير خم، وضُربت الدبادب والبوقات، وكان يوماً مشهوداً»[36].

 

3ـ من المعلوم أن إثبات (حيَّ على خير العمل) في الأذان هو شعار الشيعة؛ وبالتالي فإنّ إعادة هذا الجزء إلى الأذان في أيّام البويهيين والجهر به في مشهد الكاظمين وفي مساجد الكرخ معقل الشيعة آنذاك ببغداد، كان بمثابة الإعلان عن رسمية المذهب الشيعي، وقد مُنع الشيعة ـ ظلماً وعدواناً ـ من رفع هذا الشعار في مشهد الكاظمين وفي مساجد الكرخ بعد سقوط الدولة البويهية[37].

 

4ـ تسليمهم كرسي الكلام والإفادة للشيخ الطوسي، وهو منصب ديني ورسمي رفيع لا يُعطى إلّا لأبرز شخصية دينية وعلمية في وقتها، وقد سُلِّم هذا المنصب للشيخ الطوسي في عهد الخليفة القائم بأمر الله وبموافقته، وهي خطوة من الخطوات التي يمكن أن تُقرأ على أنّها إعلان غير مباشر عن رسمية المذهب الشيعي[38].

 

هذه الخطوات هي نماذج وعينات، وهناك خطوات أُخرى مماثلة أعرضنا عن ذكرها اختصاراً.

 

المؤسّسة الدينية الشيعيّة في العصر البويهي

 

ليس في أيدينا معطيات دقيقة تكشف لنا عن مديات العلاقة التي كانت تربط الدولة البويهية بالمؤسّسة الدينية الشيعية المتمثِّلة آنذاك بمدرستي قم وبغداد، فربّما تصوَّر بعض أعداء المؤسّسة الدينية الشيعية أنّ هذه المؤسّسة لم تكن سوى أداة بيد البويهيين يستخدمونها للوصول إلى أهدافهم السياسية، كما استخدموا الخلافة العبّاسية، وربّما بالغ بعض أنصار هذه المؤسّسة في ايجابيتها من خلال تصويرها شريكاً ومعيناً للبويهيين في تكوين دولتهم وديمومتها.

 

والواقع أننا نرى أنّ كلا هذين التصوّرين مبالغ فيهما، فالمؤسّسة الدينية كانت قائمة بذاتها قبل مجيء البويهيين إلى الحكم، وقد بقيت محافظة على استقلالها قدر الإمكان طيلة الحكم البويهي، كما أنّ البويهيين لم يستعينوا بهذه المؤسّسة في تكوين دولتهم، بل اعتمدوا على إمكاناتهم الذاتية، وخبرتهم السياسية، وضعف الدولة العبّاسية، وهذا واضح لمن سبر صفحات تاريخ تلك الحقبة.

 

نعم، لا ريب في أنّ الدولة البويهية قد قدمت للمؤسّسة الدينية الكثير من الدعم، وساهمت في تقدُّمها وتقدُّم المذهب الشيعي بشكل عام، كما أنّ المؤسّسة الدينية كانت تساند الدولة البويهية وترحّب بوجودها، ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ المؤسّسة الدينية كانت أداةً بيد البويهيين أو العكس.

 

وسنحاول في السطور التالية ترسيم العلاقة بين الدولة البويهية والمؤسّسة الدينية، من خلال بيان ما كانت عليه العلاقة بين البويهيين ورؤساء الطائفة وزعمائها في ذلك العصر:

 

1ـ الشيخ الصدوق (ت 381هـ)

 

كان الشيخ الصدوق على علاقة طيِّبة مع ركن الدولة البويهي (284ـ366هـ)، الذي كان حاكماً على الري وإصفهان وهمدان، فلمّا نزل الشيخ الصدوق الريَّ أكرمه ركن الدولة وأدناه، وقد كان يعقد المناظرات المذهبية والدينية في دار إمارته وبمحضره ومشاركته[39].

 

وقد نقل القاضي نور الله التستري في (مجالس المؤمنين) بعض تلك المناظرات[40]، كما نقل الشيخ الصدوق نفسه بعض تلك المناظرات في (كمال الدِّين وتمام النعمة)[41].

 

وفي سنة (352هـ) استأذن ركن الدولة البويهي في زيارة الإمام الرضا عليه السلام  ثمّ عاد إلى الري[42].

 

وإذا كان التاريخ قد أغفل الحديث عن طبيعة العلاقة التي كانت تربط الصدوق بأُمراء البويهيين الذين جاؤوا بعد ركن الدولة، فإنّه لم يغفل عن الحديث عن العلاقة الوثيقة والحميمة التي كانت تربط الصدوق بالصاحب بن عبّاد[43]، الذي كان وزيراً لمؤيِّد الدولة، ثمّ لفخر الدولة.

 

2ـ الشيخ المفيد (ت 413هـ)

 

أمّا الشيخ المفيد، فقد كان له مقام مرموق ومكانة رفيعة عند البويهيين، وكان عضد الدولة البويهي يعظّمه ويُجلّه ويهتم بأمره اهتماماً خاصّاً، فكان يزوره في داره، ويعوده إذا مرض كما نقل المؤرِّخون[44].

ومع كلِّ هذه الوجاهة والجلالة قد اضطرّت السلطات الحاكمة ـ وأداً للفتن الطائفية والاضطرابات المذهبية ـ إلى نفي الشيخ المفيد مرّتين إلى خارج بغداد : أُولاها في سنة (393هـ)، وثانيتها في سنة (398هـ)[45]، وهذا الأمر قد يُقرأ ـ من جهةٍ ـ على أنه نابع من السياسة المرنة التي كان يتمتع بها البويهيون حيال المذاهب المخالفة للمذهب الشيعي، وعدم إظهار تعصُّبهم للمذهب الذي ينتمون إليه بشكل علني، وقد كان هذا الأمر من مقوّمات توسّع دولتهم، واستمرارها إلى ما ينيف على القرن من الزمان، كما أكّدنا ذلك سابقاً، وقد يُقرأ من جهةٍ أُخرى على أنّه أحد الوثائق التي تؤكّد استقلال المؤسّسة الدينية الشيعية، وعدم خضوعها للسلطة البويهية، وأنّها قد لا تلتقي مع السلطة البويهية ولا تتفق معها في بعض الشؤون العامّة.

 

3ـ السيّد المرتضى علم الهدى (ت 436هـ)

 

كان السيّد المرتضى علم الهدى قد جمع بين الرئاستين الدينية والدنيوية، فكان شيخ الطائفة في وقته وزعيمها، كما أنّه قد تقلَّد نقابة العلويين بعد وفاة أخيه الرضي، وقد ورثا هذا المنصب من أبيهما الطاهر الحسين بن موسى بن محمد الموسوي، وقد ذكر المؤرِّخون ما لبهاء الدولة البويهي من دور رئيس في وصول الحسين إلى هذه المناصب، فقد «كانت منزلته عند بهاء الدولة أرفع المنازل، ولقّبه بالطاهر والأوحد وذي المناقب»[46]، وقلَّده قضاء القضاة والحجّ والمظالم ونقابة الطالبيين[47].

 

قال ابن الجوزي في أحداث سنة (406هـ): «في يوم السبت الثالث من صفر قلَّد الشريف المرتضى أبو القاسم الموسوي الحجَّ والمظالم ونقابة نقباء الطالبيين، وجميع ما كان لأخيه الرضي، وجمع الناس لقراءة عهده في الدار الملكية، وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء»[48].

 

ونظراً لضعف الأُمراء البويهيين المعاصرين للسيّد المرتضى، وتضعضع الدولة البويهية في زمانه من جانب، وما كان يتمتع به السيّد المرتضى من سلطة روحيّة وسياسية من جانبٍ آخر، نلحظ أنّه كان للسيّد المرتضى حضورٌ واسعٌ في الشؤون السياسية[49].

 

4ـ الشيخ الطوسي (ت 460هـ)

 

بعد وفاة السيّد المرتضى في سنة (436هـ) آلت زعامة الشيعة إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي الملقَّب بـ(شيخ الطائفة)، الذي لم يكن أقلّ شأناً وهيبة في نفوس الحكّام من السيّد المرتضى، فقد«بلغ الأمر من الاعتناء به والإكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد كرسيَّ الكلام والإفادة، وقد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدر فوق الوصف؛ إذ لم يسمحوا به إلّا لمن برز في علومه، وتفوَّق على أقرانه، ولم يكن فى بغداد يومذاك مَن يفوقه قدراً أو يفضل عليه علماً، فكان هو المتعيّن لذلك الشرف»[50].

 

 وهذا الأمر يكشف لنا عن الانسجام التام بين الشيخ الطوسي وبين البويهيين، فإنّ تسليم كرسي الكلام والإفادة لأيّ شخص لا يكون إلّا بموافقة البويهيين؛ لكونهم الحكّام الفعليين آنذاك، ولم يكن بمقدور الخليفة العبّاسي الاستقلال بهكذا قرار خطير دون موافقتهم.

 

 وخلاصة الكلام في هذا الجانب: أنّ المؤسّسة الدينية قد حافظت على استقلالها طوال فترة حكم البويهيين، وقد كان للبويهيين دورٌ كبيرٌ في تقديم الدعم لهذه المؤسّسة، وقد ازدهرت في زمانهم وتقدَّمت تقدُّماً ملحوظاً، وكان هناك تعاطف واضح وترحيب كبير من قِبَل المؤسّسة الدينية بوجود البويهيين في السلطة، كما هو واضح من المعطيات المتقدِّمة، ولكننا لم نظفر بوثائق تاريخية تتحدّث عن مواقف تفصيلية للمؤسّسة الدينية تجاه النشاطات التي كانت تقوم بها الدولة البويهية، لا سيّما تلك النشاطات التي ترتبط بالتشيّع ومؤسّساته، ومن ضمنها المؤسّسة الشعائرية التي تطوّرت في العهد البويهي تطوّراً كبيراً، كما سنبين في الصفحات التالية.

 

(القسم الثاني يأتي في الجزء القادم إن شاء الله)

 

الكاتب: الشيخ عامر الجابري

مجلة الإصلاح الحسيني – العدد الثاني عشر

مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

________________________________________

[1] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص6.

[2] المصدر السابق: ص7-8.

[3] المصدر السابق: ص14.

[4] ابن خلدون، عبد الرحمن، تاريخ ابن خلدون: ج4، ص420.

[5] اُنظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج14، ص42.

[6] منصب (أمير الأُمراء): منصبٌ استُحدث في الدولة العبّاسية أيّام ضعفها، ويمكن مقارنته بمنصب رئيس الوزراء في النظام السياسي الحديث، بحيث تنتقل أغلب صلاحيات منصب (الخلافة) إلى هذا المنصب، وقد استحوذ البويهيون على هذا المنصب منذ سيطرتهم على بغداد سنة (334هـ)، وبقي متداولاً فيما بينهم يتوارثه الأبناء عن الآباء.

[7] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص188.

[8] المصدر السابق: ص160.

[9] اُنظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج14، ص291.

[10] اُنظر: الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج8، ص422.

[11] مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص147.

[12] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص8.

[13] المصدر السابق: ص9.

[14] المصدر السابق: ص14.

[15] المصدر السابق: ص344.

[16] ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم:ج14، ص292.

[17] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص388.

[18] المصدر السابق: ج13، ص341ـ 342.

[19] الرازي، مسكويه، تجارب الأُمم وتعاقب الهمم: ج6، ص270.

[20] اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال: ج4، ص26. العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج5، ص368.

[21] اُنظر: الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج9، ص422.

[22] السبحاني، جعفر، أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم: ص86.

[23] المظفَّر، محمد حسين، تاريخ الشيعة: ص206.

[24] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص370.

[25] المصدر السابق: ص391.

[26] مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص143.

[27] علي، سيد أمير، مختصر تاريخ العرب: ص262. نقلاً عن كتاب الشيعة في الميزان: ص147.

[28] الزهيري، محمود غناوي، الأدب في ظل بني بويه: ص127. نقلاً عن كتاب الشيعة في الميزان: ص147.

[29] شبولر، برتولد، تاريخ إيران در قرون نخستين إسلامي: ص329. نقلاً عن: جعفريّان، رسول، الشيعة في التاريخ: ص280.

[30] باحث إيراني متخصَّص في التاريخ، وهو الآن أُستاذ في جامعة طهران، ورئيس المكتبة المتخصَّصة في تاريخ الإسلام وإيران.

[31] اُنظر: جعفريّان، رسول، الشيعة في إيران: ص280ـ281.

[32] السبحاني، جعفر، أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم: ص86ـ87.

[33] الطباطبائي، محمد حسين، الشيعة في الإسلام: ص67ـ68.

[34] مغنية، محمد جواد، الشيعة في الميزان: ص147.

[35] اُنظر: الشهرستاني، السيّد صالح، تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام : ج1، ص60.

[36] ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: ج7، ص245ـ 246.

[37] اُنظر: الأتابكي، يوسف، النجوم الزاهرة: ج5، ص59.

[38] اُنظر: الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج9، ص159.

[39] اُنظر: الخزرجي، صفاء، الصدوق الثاني محمد بن بابويه القمي قدس سره  (القسم الثاني)، مجلَّة فقه أهل البيت عليهم السلام ، العدد المزدوج 5ـ6: ص299ـ300. وأيضاً: الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، المؤلِّف وموجز من حياته: ص26ـ 27.

[40] اُنظر: الشوشتري، نور الله، مجالس المؤمنين: ج1، ص456.

[41] اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة: ص87.

[42] الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ص312.

[43] الصاحب بن عبّاد هو: أبو القاسم، إسماعيل بن عبّاد، الملقّب بـ(الصاحب)؛ لصحبته مؤيِّد الدولة من الصبا، وهو ممَّن جمع بين الوزارة والعلم والأدب، ولأجله ألَّف الصدوق كتاب (عيون أخبار الرضا)، كما صرَّح في ديباجة الكتاب .

[44] اُنظر: الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال: ج4، ص26. العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان: ج5، ص368.

[45] اُنظر: الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج9، ص422.

[46] الأتابكي، يوسف، النجوم الزاهرة: ج4، ص223.

[47] المصدر السابق: ص210.

[48] ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم: ج15، ص111.

[49] اُنظر مثلاً: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ: أحداث سنة (415هـ) وسنة (420هـ) وسنة (422هـ).

[50] الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج9، ص159.

 

المرفقات