ولدانٌ خُلِّدُوْا بالحسينِ فَنَذَرُوْا أنفسَهُمْ لخدمةِ زوّارِهِ القاصدينَ جنّةَ كربلاءَ

سطر القرآن الكريم في آياته أوصافاً وقصصاً اقترن وقوع بعض منها في عالم آخر لايحظى به إلا من كان ذا حظ عظيم في دار الدنيا ليتخلد في عالم أبدي تخضع له جميع مادياته ومحسوساته يطوف لخدمتهم في كل حين ولدان مخلدون وصفوا بأنهم (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) لانشغالهم بقضاء الحوائج يمتازون بصباحة الوجه وحسن الألوان وجمال الملبس يحسبهم الناظر لؤلؤاً منثوراً.

تلك الخدمات والمشاهد وغيرها خصصها الله لساكني الجنة التي ستتشرف بأن سيد سكانها الإمام الحسين (عليه السلام) وأن جميع من فيها نالوا ذلك الشرف وحظوا بتلك المرتبة إزاء ولاءهم له ولأهل بيته (عليهم السلام).

ولو سلطنا الضوء على مايجري في كربلاء في الوقت الحاضر سنجد أن من يتقلد وسام زائر الحسين (عليه السلام) ما إن تحط قدمه في أية بقعة من بقاعها يجد جيشاً من الرجال والكهول والصبية والأطفال يرددون عبارة (امنحنا شرف خدمتك).

محمد الذي يبلغ من العمر (35) عاماً لم يملك المال لتقديم الخدمة للزائرين فاختار نوعاً من الخدمة تتناسب مع وضعه المادي إذ إنه يقف من الصباح إلى  المساء لتقديم المعونة للزائرين وأحياناً  يقف كالحاجز ليحجز أشعة الشمس ويصد الأتربة عن أي شخص يراه يتناول الطعام أو مستلقياً للنوم.

أما عابس الذي فوجئ بأن مايملكه من المال أنفقته والدته لشراء تجهيزات زواجه المزمع جريانه بعد انتهاء شهر صفر فقام ببيع جميع أغراض الزواج لينفقه في خدمة الزائرين لأن سعادته بخدمة زوار الإمام الحسين تفوق سعادته بالزواج.

الطفل حسين الذي لم يبلغ بعد الحلم اختار نوعاً من الخدمة تتناسب مع عمره الصغير إذ قام بشراء نوع متميز من العطور ليقف من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل ليعطر الزائرين.

ولاء الصّفّار

الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة

المرفقات