طائر السلام ..

سلامُ الله الْعليِّ الْعظيمِ وسلامُ ملائكَته الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبِيائهِ الْمُرسَلينَ وَاَئمَّتهِ الْمُنْتَجبينَ وَعبادهِ الصّالحينَ وَجميعِ الشُّهداءِ وَالصِّدّيقينَ، والزاكيات الطَّيِّبات فيـما تَغتَدي وَتَروحُ عَلَيْكَ يا سفير الحسين مُسلمَ بْنَ عَقيلِ بْن أبي طالب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ..

في التاسع من شهر ذي الحجة الحرام من عام 60 للهجرة استشهد وحيداً دون نصير ولا سند ، فبعد ان اجتمعت الكتب المتوالية من اهل الكوفة عند الإمام الحسين سلام الله عليه تدعوه لتخليصهم من طغيان بني امية وجورهم.. إرتأى ارواحنا له الفداء ان يبعث رسولا من مقربيه وأهل بيته ليطلع على احوال اهل الكوفة وصدق نداءاتهم له، فوقع اختياره على ابن عمه مسلم بن عقيل بن ابي طالب، لما كان معهود منه من حكمة وشجاعة وايمانا بقضية الامام الحسين، فعجل مسلم بالذهاب الى الكوفة ليدرك الحدث وحلَّ ضيفا في بيت هانئ بن عروة " رضوان الله عليه " والتقى بالناس لتشكوا له ما جرى ويجري عليهم من ظلم وجور حتى بايعوه مستنجدين بأبي عبد الله ، فكتب إلى الإمام الحسين يستعجله القدوم ويخبره بما ألمَ بالكوفة واهلها من ظلم واضطهاد، فتحرك ابو عبد الله  ومن معه متوجها الى الكوفة تبعاً لتلك الاخبار.

الا ان جواسيس ابن زياد ممن اندسوا بين الناس غيروا مجرى الامور لتنقلب بأرسال عبيد الله بن زياد ( لعنة الله عليه ) إلى الكوفة وتوجيه الاوامر بقتل مسلم واطفاء شعلة الثورة الحسينية في الكوفة ، وفعل الطغاة ما أمروا به بمداهمة منزل لاذ به مسلم وصال عليهم صولة علوية ونازلهم نزال الابطال ومجالدة الفحول وما استطاعوا سبيلا إلا بغدرهم وكثرة عددهم كما هي شيمهم ، فانتهت بذلك جملة من الاحداث الاليمة باستشهاد مسلم " عليه السلام " برمي جسده الطاهر من أعلى قصر الامارة المشؤوم إلى الارض وقطع رأس هانئ بن عروة ، بعد ان طلب اميرهم  ( لعنة الله عليه ) إحضارهم اليه ، وربطوا اجسادهم وجرها في ازقة واسواق الكوفة ، ودفنوا بعد ذلك بأمر اميرهم اللعين بالقرب من دار الامارة ويراقبوا من يزورهم ويمنعوا ذكرهم ، ولكن هيهات ان يكون ما اراد الظلمة .. فذكر اهل البيت " عليهم السلام " ومن تبعهم لم ولن يمحى ابد الدهر..

 فاين هم آل امية واين جبروتهم و قصورهم فلم يبق لهم إلا خرائب ولعنة ابدية الى يوم يبعثون ، ليكون لمسلم ومن معه " رضوان الله عليهم " منارا شامخاً يهتدي به الناس ويشغل حيزا من اطهر بقاع الارض بأذن الله في مسجد الكوفة المعظم .

السلام عليك ايها الرسول الامين وحافظ العهد اليقين باب امير المؤمنين مسلم بن عقيل ورحمة الله وبركاته .. وجعلنا الله واياكم ممن يطرق هذه الابواب خاشعين تائبين مستغفرين بحق محمد وآل محمد " صلوات الله عليهم اجمعين ".

 

اعداد : سامر قحطان القيسي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات