لوحة العباس لم يعد

6) لوحة ( العَبّاسُ لم يَعُدْ ) للفنان حسن حمزة شاهر , رسمت سنة 2010 ميلادية , قياس 150×100م , وهذه اللوحة تضمنت موضوع هو من نسج مخيلته الفنان المأخوذة من فحوى القضيَّة العظيمة التي تجسَّدت من خلال موقف مولانا العباس سلام الله عليه في واقعة الطف , الذي افتدى بروحه لأجله جلب الماء للعطاشى من الأطفال والنساء الذين منع عنهم الماء من قبل المجرمين _ عليهم لعنة الله تعالى الى يوم الدين_ والذي صار بشخصهِ وَمَوقفهِ محوراً مُهماً في واقعة الطف الأليمة , فما ذكرت واقعة الطف ؛ إلاّ وذكر مولانا العباس وموقفُهُ البطولي , وشهادتُهُ التي ذكرى حيَّة ومُتجدِّدة في قلوب أجيال المؤمنين الى يوم الدين . فكل من تجَّول في ثنايا هذه الواقعة الأليمة ووقف مع مشاهدها لبكى دماً بدل الدمع على ما جرى فيها بحق الأمام الحسين وَأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين , ومنهم السّيدة العظيمة وَحفيْدة خاتم الرسُل والأنبياء , زينب سلام الله عليها الى يوم الدين , التي لاقت ما لاقته يوم الطف من الهَوْل والألم لقتله الأحبة والتعدي على مقام أهل بيت النبوة , فمِمَّا جرى عليها في ذلك اليوم لا يمكن لقول أن يوصفهُ , ولا لقلم أن يُبيِّنَهُ , وإن ثقلهُ لتزول منه الجبال , ولكنها سلام الله عليها وارثة العلم والثبات والصبر والشمُوخ من أمير المؤمنين سلام الله عليه , فهي الجبل الشامخ بثباتهِ وقوتهِ , فما حدث في تلك الفاجعة كان ذا وَقع كبير على قلبها سلام الله عليها فكيف هي تَرى أخاها الحُسَين وَمن مَعَهُ من أهل البيت وقد تكالبت عليهم الدُنيا بجورها , ولا نصير معَهُم , ثم تراهم وتسمعهم كيف يُقتلُونَ في العراء ! فكانت هذه اللوحة هي وَقفة تأمل فيما عصف بقلب ووجدان عقيلة بني هاشم عندما فاجعها هول خبر إستشهاد أخيها العباس , وما فعله المجرمُونَ بجسدهِ الشريف لكونه أراد جلب الماء لهم , فَجُسِّدَ ذلك الخبر المؤلم , برجُوع فرسهِ الذي أحناهُ خلوّ ظهرهِ من الفارس الذي كان عليه , ولم يبقَ من أثرهِ سُوى طبع كفه الشريف بدمهِ الطاهر على جوادهِ , ولوائهِ الذي لم يُفرِّطْ بهِ حتى قُطِعَ كفَّاهُ , وقربتُهُ الخالية من الماء الذي منع وُصُوله إليهم سِهَام الغدر والعدوان الذي أرقته على الرمضاء كما اُريق دَمُهُ الشريف , وأظهر الفنان معالم الحزن العميق والأسى على ملامح الفرس الذي إمتلأت عيناه بالدَّمْع , وَهُو مطأطئُ رأسَهُ بأستيحاء أمام السيدة زينب وَكأنهُ يحمل إليها هَدْيَر رِسَالة صَدَحت بها رُوْح مولانا الشهيد ؛ يعتذرُ فيها منها لكونهِ لم يستطع أن يرجع اليها بالماء وَأنه لم يَعُد يملك من الأمر شيئاً.

 

وَتنــــعى فتشجي الصُم زينب إذ نعـت          وتصدَعُ شكواها الرواسي من الخطبِ

تثير على وَجـــه الثرى من حماتــــها          ليُوُث وَغــــى لكِنْ مُــــوَسَّدة التُــــرابِ

نيام على الأحقــــاف لكن بلا كـــرى          ونشــــوانة الأعطــــاف لكن بلا شــربِ

تطارحـــهُم بالعتب شجـــــواً وإنهـــا          لتعلم بعد القـــــوم عن خطــــة الـــــعتب

حمُوا خدْرها حتى اسْتُبيحت دِمَاؤهم          وطالت وَما طـــــالت إليهـــــا يدُ النصب

ومن دُونـــها أجسَــــامهم وَرَؤوْسُهُم          غدت نهْب أطراف الأســــنة والقضـــب

المرفقات