نـقـش فـي عـيـن الـغـروب

 

إلـى الإمـام مـوسـى بـن جـعـفـر الـكـاظـم (سـلام الله عـلـيـه)

 

تـراهـا عــجـافـاً والـمـنـيّـــات ســائـرَة   ***   وعـيـنـكَ مـا عـادتْ عـلـى الـصـبـرِ قـــادرَة

تـراهــا تـلـفُّ الـمــوتَ لـفّـاً وتـنـحـنـي   ***   عـلـــــــــــيـهِ تــبـــاعـاً صـابـراتٍ مـكـابــرَة

يـجــرِّدُهـا مـن أمـسِــهـا جُـرْدَ لــحـظـةٍ   ***   وذاكـرةٍ نـــــــــــــامـتْ عـلـى رأسِ ذاكــرَة

فـيا مـن تـخـذتَ الـلـيـلَ خـلَّا إلى مـتـى   ***   تـظـلُّ أمـــانـيـنـا بـبــــــــــــــــابِـكَ ســاهـرَة

نــظـلُّ نـجـرُّ الآهَ مـلءَ صـــــــــدورِنـا   ***   وتـصـلـبُ رجوانا عـلـى الـصـبـرِ صـاغـرَة

فـقـمْ مـن سـنـيـنِ الـقـحـطِ يا زخَّةَ الندى   ***   خـنـــــــــــــاجـرُهـم تـدري بـأنّـكَ خـاصـرَة

بـمـا فـيـكَ مـن كـنـهٍ قـصـدتُـكَ خـــائـفـاً   ***   عـيـونـــي إلـى دنـيـــــــــــا أمـانِـك نـاظـرَة

فـيا مـؤنـسَ الـقـضـبانَ هـبْ لي صرخة   ***   تـمـدُّ إلــــى روحـي أكـفـاً مـغـــــــــــــامـرَة

ويـا سـيّـــــــــدي امـنـحْ هـوايَ بـحـزنِـهِ   ***   ثـمــــــــــــــــالـةَ مـنـحـورٍ يـنـاظـرُ نـاحـرَه

أنـا مـن بـلادِ الـصــــمـتِ جـئـتـكَ لائـذاً   ***   عـــــلـى صـخــــبِ الأغـلالِ يـلـقـي دفـاتـرَه

أتـى وردُك الـمـدفـونُ قـلــــــبـاً مـمـزَّقـاً   ***   أوائـلـه تـشـكـو إلـيــــــــــــــــــكَ أواخـــــرَه

أنـا فـي عـيـونِ الـزيـنـبـيـــــــاتِ دمـعـةٌ   ***   مـعـلّـقـةٌ فـي آخـرِ الـلـيـــــــــــــــــلِ حـائـرة

تـفـتِّـشُ عـن أفـقٍ يـلـمُّ احـتـضــــــارَهـا   ***   وتـغـريـدةٍ مـن فـيـضِ نـجـواكَ طــــــــاهـرة

فـتـنـقـشُ فـي عـيـنِ الـغـروبِ وحـيــــدة   ***   وتـسـكـبُ فـي عـيـنِ الـخـطـــايـا مــغـــادرة

تـكـالـبَ دنـيــــاهـا عـلـيـهـا فـأصـبـحـتْ   ***   إلـى كـلّ أبـوابِ الـرجـاءِ مـهـاجــــــــــــــره

فـقـلْ لـي بـأي الـصـــــبـرِ أرجـعْ دُلـنـي   ***   عـلـى صـفـحـةٍ فـي سـفـرِ غـيــرِكَ نـاضــره

عـلـى أيِّ ريـحٍ قـد يـتـــــــوقُ لـلـثـمِـهـا   ***   عـمـانـا عـلـى قـمـصـــــانِ غــيـرِكَ عـاطـره

وخـذني إلى حـيـثُ اصـطـبارِك لـم أعـدْ   ***   كـمـا كـنـتُ روحـاً فـي الـشـــــدائـدِ صـابـره

 

خـلـيـل الـحـاج فـيـصـل

المرفقات

: خليل الحاج فيصل