ذكر مصطلح ــ دحو الأرض ــ وانبساطها وامتدادها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، كما جاء في قواميس اللغة العربية : بَسْطها، ومدُّها. ودحاها أي: أزالها عن مقرّها، وهو من قولهم: دحا المطر الحصى عن وجه الأرض، أي: جرفه. يقال دحا اللّه الأرض يدحوها دحوا: إذا بسطها. ودحيت الشيء أدحاه دحيا : بسطته ، لغة في دحوه كما يقول اللحياني ويقول أيضا: (وفي حديث علي وصلاته (عليه السلام) : اللهم داحي المدحوّات ، ــ يعني باسط الأرضين وموسعها ــ ويُروى أيضاً: داحي المدحيات) وحسب ما نرى إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يشير إلى أشكال الكواكب والنجوم المدحوّات ــ أي شكل الأجرام السماوية الكروية. ويقول أيضا: (والأدحي والإدحي والأدحية والإدحية والأدحوة : مبيض النعام في الرمل، وزنه أفعول من ذلك، لأن النعامة تدحوه برجلها ثم تبيض فيه وليس للنعام عش. ومدحى النعام : موضع بيضها ، وأدحيها : موضعها الذي تفرّخ فيه . قال ابن بري: ويقال للنعامة بنت أدحية وهنا بيت القصيد فالدحو التكوير. جاءت المفردة في القرآن الكريم مصدراً بصيغة المفرد المذكر الغائب من باب فَعَلَ يفعُلُ في الآية الثلاثين من سورة النازعات: ﴿وَالأرض بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا﴾. وتؤكد الروايات أن دحوَ الأرض كان في 25 ذي القعدة وأنه يستحب صيامه: روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشّينا عند الرّضا (عليه السلام) ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة ، فقال له: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم (عليه السلام)، وولد فيها عيسى بن مريم (عليه السلام)، وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهراً، وقال على رواية أخرى: ألا انّ فيه يقوم القائم (عليه السلام). وجاء عن الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه: ..وهو -25 ذي القعدة- الذي حدثت فيه بعض الوقائع الكبيرة لبعض الأنبياء العظام كنزول الرحمة على آدم (عليه السلام)، وجاء في مصباح المتهجد: واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دحيت فيه الأرض واستوت سفينة نوح على الجودي فمن صام ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة. وهو الذي ولد فيه إبراهيم وعيسى بن مريم (عليهما السلام). وأشارت كتب الأدعية إلى استحباب صيام يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة مع الإشارة إلى بعض الأعمال والصلوات والأدعية المستحبة فيه: جاء في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي: اللّيلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة: ليلة دحو الأرض، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل، ثم قال: اليوم الخامس والعشرون: يوم دحو الأرض، وهو أحد الايّام الأربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة، وروي انّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفّارة لذنوب سبعين سنة على رواية أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة، ويستغفر لمن صامه كلّ شيء بين السّماء والأرض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل. وقد ورد لهذا اليوم سوى الصّيام والعبادة وذكر الله تعالى والغُسل عملان: الاوّل: صلاة مرويّة في كتب الشّيعة القميّين... والثّاني: هذا الدّعاء الذي قال الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ الدّعاء به: (اَللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة.....) قيس العامري الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق