الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 6/ذي القعدة/1439هـ الموافق 20 /7 /2018 م :

اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة الأمر التالي:

عندما يتصدى أحدٌ لخدمةِ أحد، وعنوان الخدمة الذي أنا بصدده هو ذلك العنوان العام الذي يسعى إليه الإنسان العاقل الذي يُحب أن يخدم الآخرين.

وطبعاً كلّما توسعت دائرة الخدمة او توسع نطاق المخدوم كلما كانت مقومات الخدمة أهم وأدّق وأعقد..

وأنا سأجعل هذا المفهوم هو محور الحديث وسأبين بعض النقاط المهمة لإنجاح وظيفة من يتصدى للخدمة..

سيسأل سائل يقول أي خدمة تعني؟ أنا لا أتحدث عن خدمة في اطار محدد وانما مفهوم خدمة.. الذي يسعى الى أن يخدم في جانب الطب مثلا ًهذه خدمة..الذي يسعى في ان يخدم في جانب البناء هذه خدمة الذي يسعى ان يخدم في جانب السياسة هذه خدمة.. فالذي يخدم مريضه خدمة والذي يخدم شعبه خدمة والذي يخدم الآخرين من زوايا معينة خدمة..أنا اتحدث عن الخدمة بهذا المفهوم..فإذا كان كذلك سيتصدى زيد لأن يخدم.. ما هو المطلوب منك يا زيد عندما تتصدى لأن تخدم وفق ما ذكرت وأمثلة اخرى ؟

لابد ان تحصل على امور اربعة بالحد الأدنى:

اولاً:

هذا الخادم الذي يسعى للخدمة لابد ان يكون عالماً بما يريد ان يخدم وهذه من الامور البديهية حتى لا يسعى كل احد ان يخدم كل خدمة لكل أحد وهذا غير ممكن فلابد ان اكون عالماً بما اريد ان اخدم، لا يمكن ان اتصدى لخدمة طبية وانا لا افهم في الطب، لا يمكن ان اتصدى لخدمة شريحة من الناس وانا لا أفهم نوعية الخدمة..، فلابد ان اكون عالماً بما اريد ان افعل حتى عندما اتصدى او ادعي هذه دعواي تكون صادقة لأنني متوفر داخلياً وعالم وملتفت الى ما اريد ان اخدم.. أما اذا لم أكن بذلك فالخدمة لا تتحقق وان سعيت اليها لأن الخدمة ليس شعاراً وانما الخدمة عبارة عن امر واقعي..

هذه النقطة الاولى ان لابد ان اكون عالماً حتى استطيع ان اخدم بالشكل الجيد وإلا سيكون تصدي فيه سوءً اكثر مما فيه نفع..

ثانياً:

انني اذا اردت ان اخدم لابد ان استعين بأدوات جيدة تعيينني على الخدمة وتفهم مشروعي الى الخدمة، الآن اريد ان اخدم شريحة من زاوية طبية فلابد ان تكون عندي ادوات يفهمون نوعية الخدمة الطبية ويساعدوني على تقوية هذه الخدمة حتى رأي جيد يضاف الى رأي جيد حتى تتحقق هذه الخدمة بالشكل الواسع طبعاً وكلما توسعت الخدمة قطعاً احتاج الى ادوات اكثر واقوى وأركز وأدق..

ثالثاً:

انا عندما اريد ان اخدم لابد ان اضع عامل الزمن عامل الوقت أمامي لا يمكن اريد ان اخدم والوقت مفتوح لابد ان اجعل لي سقفاً زمنياً حتى اعرف انني قادر على ان احقق الخدمة في هذا الزمن أو لا، وطبعاً الامور الوقتية مهمة لتحفيزي على الخدمة أكثر لإسراعي خصوصاً اذا كان نطاق الخدمة نطاقاً واسعاً..

لاحظوا مر رجلٌ في صحراء مرَّ على بئر سمع من داخل البئر شخص يصرخ انجدوني انجدوني..التفت فوجد رجلا ً في البئر، قال ما بك؟ قال انقذني، قال هل تستطيع ان تصبر الى ان اذهب الى المدينة وآتيك بحبل..؟ قال هذا ليس سؤالا ً جيداً لأني صبرت أم لم أصبر انا في البئر!! اذهب الى المدينة عجّل بمجئ الحبل وانقذني الأمر أمامك لا يحتاج ان تسأل..عامل الوقت المهم انت تريد ان تنقذني ..او انت تريد ان تخدمني لماذا تسألني.. اذهب و ائتني بالحبل واجعل يدك بيدي وانقذني!!

عامل الوقت للذي يريد ان يخدم حتى تتحقق الخدمة مهم..

رابعاً وهو الأهم :

لابد ان تحصل ثقة بين من يريد ان يخدم وبين من يريد ان يخدمه.. لابد ان يثق أحدهم بالآخر، الآن عشرة مرضى انا اريد ان اخدمهم طبياً لابد ان يثقوا بي وأثق بهم حتى أحدنا يُعين الآخر..

الخدمة المطلوبة محورها ان تكون هناك ثقة بين الطرفين وهذه الثقة تُحقق خدمة اخرى.. الخدمة ليست شعاراً الخدمة عبارة عن أمر واقعي ..الخدمة عمل وليست شِعار..

هذه اربعة امور في الحد الأدنى كلٌ منّا يريد ان يخدم لكن لابد اذا اردنا ان تتحقق الخدمة علينا بالحد الأدنى ان نحتفظ بهذه الامور التي ذكرت.

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتوفق الجميع لخدمة بعضهم بعضاً وان يأخذ بأيادينا لما يحب ويرضى..اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات