الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 28/شوال/1439هـ الموافق 13 /7 / 2018م :

ايها الاخوة والاخوات: نشهد هذه الايام في محافظة البصرة العزيزة وفي بعض المناطق الاخرى احتجاجات شعبية تعبر عن مطالب الكثير من المواطنين الذين يعانون من النقص الحاد في الخدمات العامة كقلّة ساعات التجهيز بالكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية فضلا ً عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالأمراض الصعبة في المحافظة. ولا يسعنا الا التضامن مع اعزاءنا المواطنين في مطالبهم الحقة مستشعرين معاناتهم الكبيرة ومقدرين اوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين – سابقاً ولاحقاً- في تحسين الاوضاع وتقديم الخدمات لهم بالرغم من وفرة الامكانات المالية، حيث انهم لو احسنوا توظيفها واستعانوا بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيداً عن المحاصصات والمحسوبيات ووقفوا بوجه الفساد من أي جهة او حزب او كتلة لما كانت الاوضاع مأساوية ً كما نشهدها اليوم. ان محافظة البصرة الفيحاء هي الاولى في رفد البلد بالموارد المالية وهي الاولى في عدد الشهداء والجرحى الذين قدمتهم في معركة الدفاع ضد عصابات داعش الارهابية ولا تزال تمتلئ شوارعها وازقتها بصور آلاف الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل انقاذ العراق وحماية أهله ومقدساته، فليس من الإنصاف بل ولا من المقبول أبداً أن تكون هذه المحافظة المعطاء من أكثر مناطق العراق بؤساً وحرماناً، يعاني الكثير من أهلها شظف العيش وقلّة الخدمات العامة وانتشار الامراض والاوبئة ولا يجد معظم الشباب فيها فرصاً للعمل بما يناسب امكاناتهم ومؤهلاتهم. ان المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة، ووضع برنامج واضح ومدروس لحل بقية المشاكل القائمة بوتيرة متصاعدة، ويتطلب ذلك اتباع سياسة حازمة وشديدة مع الفاسدين ومنع استحواذهم على موارد البلد بأساليبهم الملتوية، والاستعانة بالخبراء واصحاب الكفاءات ومن لا يجاملون على حساب الحقيقة للوصول الى حلول جذرية للأزمات الراهنة، بعيداً عن اختلاق الذرائع والمبررات لتحميل الاخرين مسؤولية ما جرى ويجري منذ سنوات طوال على أهل هذه المحافظة الكريمة من الأذى والمعاناة، فقد جرّب أهلها مختلف الكتل السياسية في إدارة محافظتهم ولم يجدوا تفاوتاً في أوضاعهم بل ازدادوا بؤساً وشقاءً. ويرجى من المواطنين الكرام أن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الاوضاع إتّباع اساليب غير سلمية وحضارية في التعبير عن احتجاجاتهم وان لا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين او ذوي الاغراض الخاصة بالتعدي على مؤسسات الدولة والأموال العامة او الشركات العاملة بالتعاقد مع الحكومة العراقية ولا سيما ان كل ضرر يصيبها فإنه سيعوض من أموال الشعب نفسه. نسأل الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح انه ارحم الراحمين. حيدر عدنان الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات