صحيفة الفيغارو الفرنسية: (كربلاء عراق آخر.. مدينة تزدهر بفضل الدين)

لم تمر مرور الكرام، تلك الممارسات المليونية التي يؤديها المسلمين الشيعة على المراقبين والمتابعين للشؤون الإنسانية الفريدة من نوعها، سيما التجمعات البشرية المتميزة التي تحدث في مدينة كربلاء المقدسة خلال أكثر من مناسبة دينية في العام الواحد.

صحيفة الفيغارو الفرنسية احدى اعرق واكثر وسائل الاعلام الدولية انتشارا حول العالم، لم تدع هذه الاحداث التي تقام في كربلاء المقدسة ان تذهب سدى دون الاستفادة منها من خلال نقل وتحليل وتدقيق طبيعة الشعائر الدينية الإسلامية التي تحيى في هذه المدينة، مبدية العديد من الآراء حول المشاهدات التي نقلتها من خلال مراسلها جورج مالبرونو، الذي حرص بدوره على تسليط الضوء على ما يجري في كربلاء المقدسة والتركيز على ابرز مرتكزات الزيارات المليونية التي تقام وما هو دور العتبات بتقديم الخدمات وتوفير الأرضية المناسبة لنجاحها.

فتحت عنوان (كربلاء عراق آخر.. مدينة تزدهر بفضل الدين)، افتتح الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو مقاله، لافتا انظار القراء الى اندهاشه واعجابه بطبيعة الخدمات التي توفرها العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان لملايين الزوار الوافدين على مدينة كربلاء خلال الزيارات الدينية.

فيقول مالبرونو، "نجحت العتبات المقدسة في كربلاء في تأمين العديد من المنتجات الغذائية عبر مشاريعها الزراعية فضلا عن الخدمات الصحية الشاخصة من خلال المشافي والمؤسسات الصحية". مبينا، "المزارع والمصانع والقطاعات الخدمية الأخرى وفرت لأهالي كربلاء الاف الفرص للأيدي العاملة".

وأضاف، "عند المقارنة بين المشاريع التي تتولاها العتبات مع السلطات الرسمية في المدينة تجد ان الفارق لا يمكن قياسه". موضحا، "لطالما رفضت إدارة العتبات ان تتدخل السلطة الحكومية المشبوهة بالفساد في اعمالها او مشاريعها".

وذكر الصحفي الفرنسي في مقاله ان العتبة الحسينية توجت آخر اعمالها بمشروع مطار ضخم يستقبل اكثر من عشرين مليون مسافرا سنويا، منوها، "تعمل العتبة على شراء طائرتين نوع ايرباص بالتزامن مع انشاء مطار الامام الحسين".

ويؤكد مالبرونو على ان العتبات المقدسة في كربلاء أيضا كان لها الدور في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي من خلال دعمها المتواصل معنويا وماديا للمقاتلين من أبناء القوات الأمنية والحشد الشعبي على حد سواء.

ويروي الصحفي الفرنسي في مقاله كيف نجحت العتبات المقدسة في تولي زمام المبادرة على أكثر من صعيد انساني في العراق إبان الازمة التي عصفت بالعراق، مشيرا الى، ان العتبات تمكنت من استقبال الاف النازحين من شمال وغرب وشرق العراق الى جانب تأمين الدعم النفسي واللوجستي للمقاتلين في جبهات الحرب على داعش.

مؤكدا على ان النصر لم يكن ليتحقق على الإرهاب لولا الدور المحوري للعتبات الدينية المقدسة في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف.

يذكر ان الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو زار مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف مؤخرا واطلع على الكثير من معالمهما بدعوة من شعبة الاعلام الدولي التابع للعتبة الحسينية المقدسة.

تحرير: محمد حميد الصواف

متابعة: د علاء التميمي

 

المرفقات