كاتبة وناقدة كويتية لها باع طويل في المجال الأدبي، كتبت في القصة القصيرة والرواية ولها مقالات وعمود في صحيفة يومية " الأنباء الكويتية " كتبت أيضا دراسات وأكثر من رؤية نقدية حول مواضيع مهمة تخص صميم المجتمع العربي . والطفولة كانت ومازالت محطتها الأهم، زارت كربلاء على هامش مهرجان الطفولة برعاية العتبة الحسينية المقدسة .
_ تقيم شعبة رعاية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة سلسلة من النشاطات والمسابقات التي تخص الطفل . وتشرفنا بحضوركم في الدورة الثالثة لمهرجان الطفل فهل كان لكم حضور في الدورتين السابقتين ؟
_ بدءا أنا سعيدة جدا لفعالية وتميز هذا المهرجان وتمنيت لو كان لي حضور في الدورتين السابقتين لغرض المقارنة . حيث أن ما رأيته في هذه الدورة مدعاة للفخر وينبأ بتطور ملحوظ فيما يخص الأنشطة الخاصة بالطفل وأخص المسرح في ذلك . بلحاظ إني زرت كربلاء في نشاط آخر وكان معرض الكتاب الخاص بالطفولة حيث عُرضت فيه مجاميع قصص الأطفال خاصتي .
_ كيف تقيمون عمل المهرجان وهل العروض التي قدمت على خشبة مسرح البيت الثقافي كانت بمستوى التأملات ؟
_ أثني على جهود جميع العاملين على إقامة هذا المهرجان . فالتنسيق واختيار الضيوف المتخصصين في العمل المسرحي , والنقد , والاستضافة , وتغطية أكبر عدد من العروض في وقت محدد يدفعني للإعجاب بكل التفاصيل ولابد من توجيه دعمي بالشكر والاعتزاز للأستاذ محمد الحسناوي مسؤول شعبة الطفولة على تميزه و اهتمامه الكبير بكل جوانب المهرجان ليكون بهذا الشكل الرائع . أما بخصوص العروض فقد تنوعت بين العروض المباشرة والرمزية وتباينت في المستوى وهناك عروض رائعة ومميزة وربما فاقت مستوى التأملات. فأن تكون هذه الأعمال في هذا المستوى الجيد وفي هذا الظرف الذي يمر فيه العراق وتبعث بكل هذه الرسائل الإنسانية فأنا أعده إنجاز مبهر .
_ ما أهمية المسرح ودوره بالنسبة للطفل وهل رسالته الأهم الترفيه أم التوجيه ؟
_ المسرح أداة تواصل وهو لغة تفاعلية مع العرض المباشر والغير مباشر . فأجواء المسرح بالنسبة للطفل تجعله كأنه يشاهد مشهد واقعي لذا يبني عليه تصورات حسب فهمه . ومع أن الجانب الترفيهي قد يبدو أكثر وضوحا في ردة فعل الطفل مع العرض ألا أن الحقيقة الترفيه ينتهي بعد نهاية العرض ويبقى الدور التوجيهي والرسالة التي وجهت له وهي غاية العرض . فتخزن في ذاكرته وتنمذجه لتكن قدرته على ترجمة المواقف اكثر تفاعلية وإن كانت في أطار كوميدي .
_ بعيدا عن المسرح وأعمال المهرجان . وبحكم خبرتكم الطويلة والتي أستمرت لثلاثة عقود في المجال الأدبي وخصوصا أنها تنوعت بين الكتابة والنقد والتأليف ماهي خلاصة هذه الخبرة وماهي الرسالة التي توجهينها لمن يعمل في هذا المجال ؟
_ مهما كانت تجربة الكاتب طويلة وخبرته واسعة ألا إنه لن يخرج بخلاصة نهائية لأننا مازلنا نتعلم ونكتشف أمور كثيرة . نعم هناك رؤية وتصور حول العمل في هذا المجال . للأدب مجالات كثيرة وبعض الكّتاب يكتبون في مجمل فروع الكتابة الأدبية لكن في النهاية وبعد ممارسة هذه المجالات يجد الكاتب نفسه في جانب معين قد يكون في كتابة القصة القصيرة أو في السرد الروائي أو الشعر وإلى أخره . بالنسبة لي وجدت نفسي مع الطفل في الكتابة المسرحية وقصص الأطفال . وبخصوص الرسالة التي أوجهها للكاتب في مجال الأدب هي أن يوسع دائرة قراءاته ويقرا في كل شيء في الأدب , السياسة , التاريخ , الدراسات فالقراءات الواسعة تشكل لدى الكاتب رؤية خاصة به فضلا عن المخزون اللغوي والفكري الذي يؤسس له قاعدة للكتابة . وان يشارك في المهرجانات والدورات وورش العمل لأنه سيطلع على أكثر من فكر ويجعله في مواكبة دائمة للتطورات وهذا كله يعزز تجربة الكاتب .
_ أستاذة فاطمة ما رأيك بالكاتبة العربية وهل تشكل رقم مهم في تصويب المجتمع في وقتنا الحالي . بالرغم من إنها لم تمنح المساحة الكافية لتفجير طاقاتها الإبداعية بلحاظ إن هناك تطور ملحوظ يشير لنجاحات المنجز الأدبي النسوي ؟
_ المرأة كانت ومازالت رقم مهم جدا في تصويب المجتمع فكيف إن كانت كاتبة وعلى قدر كافٍ من الوعي والثقافة . نعم بالرغم من توالي الظروف السياسية الغير مستقرة على مستوى الوطن العربي وما يتعرض له الكاتب من ضغوط نفسية وسياسية ألا أن المرأة استطاعت أن تبرز دورها وأن تلوح بنجاحاتها داخل الوطن العربي وخارجه . فالظروف السياسية سببت هجرة الكثير من العرب إلى دول الغرب وهناك الرؤية تكون أكثر عمقا ودقة للمشهد العربي وما تتطلبه المرحلة فنجد الكثير من الأسماء النسوية التي وضعت بصمتها المميزة حتى في دول الغرب .
_ ختاما نشكر لكِ الحضور والجهود المبذولة كونك عضوة في لجنة العروض وتوجهيكم وملاحظاتكم التي أثمرت على نجاح المهرجان ونأمل أن يكون التعاون مستمر مع العتبة الحسينية المقدسة لتحقيق الأفضل للطفل والمجتمع .
_ وأنا بدوري أشكر إدارة العتبات المقدسة في العراق على جهودها الحثيثة في إقامة المهرجانات والمسابقات والمنجزات والمشاريع الكبيرة في شتى المجالات لإعداد جيل قادر على فهم دوره وتصويب المجتمع للتكامل وتحقيق التطور في أطار ملتزم وبأهداف إنسانية بامتياز .
حاورتها: إيمان كاظم الحجيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق