المرسم الحسيني... إشراقةُ فنٌ وابداع من احضان سيد الشهداء (عليه السلام)

الرسم فن قديم نشأ مع الإنسان ، و به استطاع أن يعبر عن أحاسيسه و أن يصف به الأشياء كما يراها أو يتصورها  ، يعبر من خلاله عن خلجات نفسه ،وقد هدت كثرة التجارب الانسان الى ان يبتكر هذه المخطوطات و النقوش لتكون سجلا يسطر عليه مقدار تقدمه و نهوضه و صفحة يسجل عليها رغباته و ميوله و قوانينه ، لتكون ماخلفته الأمم من الفنون الجميلة هي الحلقة الذهبية التي تربط عظمة الماضي بمجد الحاضر .

من الواضح للجميع ان لفن الرسم دورا كبيرا وبارزا في حياة الشعوب كافة, وفي جميع الاوقات, بل ان بعض الشعوب جعلت من الفن احد العوامل المؤثرة في المجتمع, وهناك من وصف الفن او الرسم بأنه وسيلة لترسيخ مفاهيم ومعتقدات دينية أو سياسية في حين ذهب البعض الى عدِّ لغة الفن لغة تحاكي الاشخاص في كل زمان ومكان وتصويره لمظاهر الحياة في مختلف تفاصيلها .

إن مايلاحظ على فن الرسم حتى مع التقدم التكنلوجي الحاصل في شتى العلوم إحتفاظه بخصوصيته ومكانته بين الفنون الاخرى , وإن الرسم خرج من كونه لوحة صمّاء تكونت نتيجة فكرة تبلورت في مخيلة الرسام تم تنفيذها على ارض الواقع الى مناقشة مواضيع دينية وسياسية واجتماعية وابراز مضامينها ليكون وسيلة اخرى من وسائل ايصال الرسالة. ويعد المرسم الحسيني واحداً من الوسائل التي تهدف الى ايصال الرسالة الحسينية للمتلقي ولكن بلغة الفن الذي يرسم ملامح الثورة الحسينية الخالدة. وعن المرسم الحسيني واهدافه التقى (الموقع الألكتروني للعتبة الحسينية المقدسة) بالرسام حسن حمزة الشاهر مسؤول المرسم.

التأسيس والدواعي

وعن تأسيس المرسم والدواعي التي حثت الجهات القائمة على إطلاقه كمشروع يساهم في نشر الثورة الحسينية يقول الشاهر: ان من يتتبع تاريخ الفن العربي يلاحظ ان هناك العديد من المحاولات لطمس اللوحة الاسلامية على الرغم من ظهور بعض المبادرات لعدد من الفنانين العرب الا انها بقيت خجولة قياسا مع ماموجود من تسارع كبير في هذا المجال للثقافات الاخرى، ومن هنا تاتي فكرة تأسيس المرسم الحسيني لنشر اللوحات ذات المضمون الديني كما  يُعد محاولة حديثة وجادة لاحياء هذا النوع من اللوحات على المستوى العالمي , فقد حاولنا من خلال المرسم الحسيني ان  نحدث تأثيرا في نفسية المتلقي لايقل شأنا عن التأثير الذي يحدثه الاديب اوالخطيب لديه.

 مراحل رسم اللوحة  

أما عن اول الاعمال التي يقوم بها الفنان قبل الشروع بالرسم يقول الشاهر: ان معرفة او تحديد المضمون الذي يريد للوحة ان تجسده او تحمله هي الخطوة الاولى ، ولكون المرسم تابع للعتبة الحسينية المقدسة فلابد ان تكون مواضيع لو حاته مستنبطة من روح القضية الحسينية, تعقبها مرحلة وضع المخططات وتسمى "سكيج مبدئي" اي تخطيط او وضع المفردات المراد رسمها في اللوحة ومعرفة كيفية تنفيذ هذا العمل على اللوح الخشبي المغطى بقماش خاص يسمى "كانفاس"  الذي يستقبل الالوان الزيتية التي غالباً ما تستخدم في اللوحات العالمية وذلك لمقاومتها تغيرات الطقس بالاضافة الى المحافظة على جماليتها لفترة اطول .

مبينا ان الفنان يقوم بتخطيط الفكرة على القماش وهذه المرحلة مشابهه الى حد ما عملية البناء ثم تأتي مرحلة الملي اي التلوين مع مراعاة ابعاد اللوحة وقوة اللون حسب القرب والبعد ومساقط الظل والضوء اما المرحلة الاخرى فهي مرحلة وضع اللمسات النهائية على اللوحة والتي تعد من اصعب المراحل لكون اعتماد العمل الفني بمراحله المتعددة على هذه المرحلة اذ يتم فيها وضع ادق التفاصيل الخاصة بالعمل الفني .

الأعمال المنجزة

وفي ما يخص عدد اللوحات التي رسمت منذ تأسيس المرسم حتى الان فقد ذكر الشاهر ان عددها بلغ مايقارب 40-45 عملا فنيا شاركنا فيها بالعديد من المعارض الدولية التي اقيمت ببعض الدول وآخرها المعرض الذي اقيم في مدينة خوزستان في جمهورية ايران  الاسلامية والمعرض الذي سبقه في مدينة طهران وكذلك في جمهورية لبنان , اما على الصعيد المحلي فقد قمنا بإقامة معرضين في منطقة مابين الحرمين الشريفين ومستعدون لتلبية أية دعوة توجه الينا لغرض المشاركة.

مشيراً الى التفاعل الكبير الذي حضيت به المعارض من قبل الزائرين الذين اعتادوا على ارتيادها وهذا التفاعل يعود بالطبع الى عدة عوامل منها انها اعمال فقدت لفترات زمنية طويلة طغت فيها اللوحات الإيرانية وغيرها من الدول.

استقطاب المواهب والرؤية المستقبلية

عن الفنانين العاملين في المرسم بين شاهر ان المرسم الحسيني استطاع ان يطل اطلالة جديدية على المتلقي من خلال اعماله حيث استطاع ان يكسر الجمود لدى المتلقي وذلك من خلال إستقطاب المحترفين في الرسم وكذلك اصحاب المواهب المبتدئين ومن ثم العمل على تطوير مواهبهم لجعلهم قادرين على التعامل مع الفرشاة لتجسيد فكرة ما، وضمن الخطط المستقبلية للمرسم اقامة معرض ذو مضامين سياسية تصور لنا محاربة زائري الامام الحسين عليه السلام في حقبة زمنية معينة للخروج عن نطاق القضايا التأريخية برؤية حسينية اسلامية دقيقة.

وختم شاهر حديثه قائلا : ان الهدف الاساس والرئيس للمرسم الحسيني هو ايصال هذه الرسالة الى خارج العراق وكذلك اعداد معارض على المستوى العالمي وان تكون لوحات هذا المرسم خالدة لاسيما وان موضوعها هو الثورة الحسينية الخالدة في كل مضامينها ومبادئها.

مصطفى مُلا هذال 

المرفقات