ترميم المخطوطات إحياءٌ للتراث وصيانةٌ لكنوز العِلم والتأريخ

بعد أن كانت مهنة حرفية في دكاكين الورّاقين أصبحت الآن عِلمٌ قائمٌ بذاته يسمى علم المخطوطات، حيث تُعد المخطوطات ثروة علمية في شتى مجالات المعرفة تتسابق المكتبات على إقتنائها منذ زمنٍ طويل وتتجلّى قيمتها في كونها تمثل الموروث الحضاري والفكري لأمّةٍ من الأمم إذ تحمل بين طياتها فنون وآثار تعود الى مئات السنين والحفاظ عليها يمثل الحفاظ على تأريخ الفكر واللغة والمعتقدات والمعارف ، كل هذه الأمور وغيرها دعت الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينية المُقدّسة أن تُنشئ داراً خاصّة بالمخطوطات لغرض إعادة ترميمها ، ولمزيدٍ من التفاصيل عن طبيعة عمل دار المخطوطات والمراحل التي تمر فيها المخطوطة كان لنا لقاءٌ مع السيّد مُناف لطيف العميمي مسؤول دار المخطوطات في العَتبة الحُسينية المُقدَّسة وحدَّثنا قائلاً " تتكون دار المخطوطات من خمس وحدات وهي : 1- وحدة المختبر 2- وحدة صيانة المخطوطات 3- وحدة تجليد الكتب المطبوعة 4- وحدة الأرشيف 5- وحدة التصوير والتجليد مكمّلاً " إنَّ المخطوطة عندما تخرج من الحصينة التي يتم فيها حفظ المخطوطات النادرة والتي يكون لها قيمة فنية وتأريخية حيث تمر بعدة مراحل يأتي في مقدمتها عملية تصوير المخطوطة من الغلاف الى الغلاف كذلك تصوير المناطق التي تعرَّضت للتلف والذي يكون على أنواع مختلفة منها تلفٌ ناتج عن الحشرات والقوارض وآخر ناتج عن سوء الخزن مثل تعرضها للرطوبة أو درجة الحرارة المرتفعة ، فيما يقول آخرون إنَّ السبب قد يكون الإستخدام السيئ من الإنسان نفسه بعد التصوير تنتقل المخطوطة الى المختبر، يوجد في المُختبر كادر متخصّص من ويشتمل على الإختصاصين البايلوجي والكيميائي ؛البايلوجي يقع على عاتقه فحص المخطوط وأخذ المسحات ومن ثم تحديد نوع الضرر أي نوع الفطريات ،ويأتي بعد ذلك دور الكيميائي والذي يقوم بمهامٍ عدة منها تعقيم المخطوط والتأكد من القضاء على جميع الفطريات ، كذلك يتم فحص حموضة الورقة وإعادتها الى الحالة القاعدية ، وبعدها تخضع المخطوطة للغسل بعد تحديد المادة التي يجب أن تُغسل بها تفادياً للتلف الذي قد يتسبب للمخطوطة ، بعد ذلك يتم نقلها الى وحدة الترميم وهنا يتم وضع دراسة لمعرفة الطريقة المناسبة للترميم والذي يكون في العادة بطرقٍ متعدّدة تأتي في مقدمتها طريقة العجينة التي تتكون من ألياف الورق الطبيعي ,تأتي بعدها مرحلة التنظيف بالطريقة الميكانيكية والتي تعني إستخدام الماسحات والإسفنج المسمى بالماستر ليتم فيه إزالة الغبار العالق بالورق ،مضيفاً كذلك من نشاطات دار المخطوطات هو تحويل المخطوطة الى اللون الأسود والأبيض لتسهيل عملية قراءة المخطوطة وكيفية التعامل معها ، كذلك توجد في الدار وحدة التجليد ويقع على عاتقها تجليد الكتب المطبوعة وصيانتها وإكمال نواقصها. مشيراً الى إنَّ الكوادر العاملة في دار المخطوطات تلقَّت عدة دورات في جمهورية إيران الإسلامية وجامعة باردو بيتسا في جمهورية التشيك إطّلعوا من خلالها على أفضل الطرق والتقنيات المستخدمة في إستعادة المخطوطات " . تحقيق:مصطفى مُلا هذال

المرفقات