دعاء ممثل المرجعية الدينية العليا، الجمعة، القوات الامنية المسؤولة عن الملف الامني في المناطق التي شهددت تكرار الاختراقات الامنية الى اجراء تحقيق مهني دقيق لمعرفة الاسباب التي مكنت المجاميع الارهابية من استهداف مناطق سبق ان استهدفتها، مشددا على ضرورة وضع معالجات مهنية عاجلة لتفادي وقوع العمليات الارهابية في مناطق المدنيين.وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (2 /6 /2017)، اننا في الوقت الذي نحيي باجلال واكبار تواصل انتصار قواتنا المسلحة البطلة في تحرير ما تبقى من مدينة الموصل والتقدم المبهر للقوات الباسلة المساندة لهم في جبهة غرب محافظة نينوى العزيزة، نعبر عن عميق حزننا واسفنا لما حدث من تفجيرات ارهابية في العاصمة الحبيبة بغداد ومدن اخرى.واضاف واذ نواسي عوائل الشهداء في فجائعهم بفقد الاحبة ونتضرع الى الله تعالى للجرحى بالشفاء العاجل، ندعو القوات الامنية المعنية بالملف الامني خصوصا في المناطق التي تكررت فيها الاختراقات وتعددت التفجيرات لاجراء التحقيق المهني الدقيق في الاسباب التي جعلت العصابات الارهابية تتمكن من اختراق الحواجز الامنية والوصول الى مناطق سبق ان استهدفتها عدة مرات وفي نفس الفترة الزمنية (شهر رمضان)، مؤكدا على الجهات المعنية وضع معالجات مهنية عاجلة لتفادي وقوع العمليات الارهابية في مناطق المدنيين تواكب بها نمط الخطط العسكرية للقوات البطلة ومن يساندها من المتطوعين الابطال الذين اثلجوا قلوب جميع العراقين بانتصاراتهم الكبيرة على كيان داعش الارهابي.واشار الشيخ الكربلائي الى انه سبق ان تناول في خطب سابقة نظام التعايش الاجتماعي مع الاخرين حسب وجهة نظر الاسلام لوضع نظام يكفل ويضمن سلامة العلاقات وسعادة الفرد والمجتمع وابعاده عن النزاعات والخلافات الاحقاد، مبينا ان الانسان يعيش في مجتمع لديه تارة مشتركات في الانتماء العقائدي والديني والمذهبي واخرى في القومية واللغة واخرى في الانسانية.واوضح ان كل تلك الدوائر من نوع الارتباط والعلاقة بين الافراد وضع لها الاسلام نظام وحقوق لاقامة علاقات اجتماعية سليمة متينة وقوية تضمن الاستقرار وتحقق الهدف الاساسي المتمثل برضا الله وتحقيق السعادة.وتابع ممثل المرجعية العليا ان هنالك ضوابط تربوية فردية واخرى اجتماعية نحتاج لها في جميع انماط العلاقات، منوها الى ان تلك الضوابط ان حافظ عليها الانسان وعمل بها وحاول تطبيقها سيضمن تحقيق علاقات سليمة ومنظمة ومرتبة تبعده عن المشاكل والاختلافات والاحقاد وتوفر نتائج السلامة.واشار ان اولى تلك الضوابط (العقلانية وتحكيم العقل) مستشهدا بقول الامام امير المؤمنين عليه السلام (استرشد العقل وخالف الهوى تنجح)، موضحا ان النجاح مرهون باسترشاد العقل وتحكيمه ومخالفة الهوى، مبينا ان من علائم احكام العقل يتمثل بمدارات الناس والتعامل معهم بمستوى عقولهم واداراكهم وعدم تحميلهم من خلال العلاقات والتعاملات الاجتماعية اكبر من طاقة عقولهم ومستواهم ومعارفهم وكذلك حينما تبدر منهم اخطاء او عثرات.واكد الكربلائي على ضرورة التدبر والتأمل في عواقب الامور، مبينا انه في حال صدور سلوك او تصرف من قبلنا تجاه اي الشخص يجب اللجوء الى التأمل والتدبر واحكام العقل والتدبر في العواقب ازاء التصرفات والاحكام الذي سنصدرها بحق الاخرين هل انها صالحة ام غير ذلك، ام ان فيها خير ام شر.واستدرك ان (حسن الرقابة الالهية) تمثل ضابطة مهمة من الضوابط المهمة للتعايش الاجتماعي، منوها ان الفرد في علاقاته يظلم الاخرين، اذ احيانا يظلم ابويه او زوجته او ابناءه او اصدقاءه او اقاربه او اخوانه واحيانا تصدر منه المعاصي في علاقاته الاجتماعية، مؤكدا على ضرورة استشعار وجود رقابة الهية حتى لايقع في الظلم مستشهدا في قول الامام علي عليه السلام (نعم الحاجز عن المعاصي الخوف). واشار الى ان (الشعور بالمسؤولية تجاه الاخرين) يمثل احد الضوابط الاساسية، مشددا ان الانسان حينما يريد من الاخرين ان يقوموا بمسؤولياتهم والتزاماتهم الاجتماعية والاخلاقية تجاهه عليه ان يتعامل معهم بنفس المسؤولية والالتزامات، موضحا ان هذا الشعور يدفع الانسان الى الالتزام بالضوابط الاجتماعية مع الاخرين.واكد خطيب جمعة كربلاء ان (التحلي بالمرونة والرحمة واللين والعطف والشفقة) تمثل ضوابط مهمة لتحقيق التعايش الاجتماعي، مشيرا الى ان التفاف المسلمين حول الرسول الاعظم صلى الله عليه واله واطاعته والاستماع له والانقياد له لم يقتصر على جاء به من فكر ونظام الهي متمثلا بالقران الكريم على الرغم من انه يمثل الاساس في ذلك الا ان هنالك جوانب مهمة تتمثل بالاخلاق العظيمة التي كان يتحلى بها الرسول الكريم التي جعلت الناس يحبونه ويوالونه ويطيعونه ويستمعون له لما يحمله من الرحمة والرافة واللين ومداراة الاخرين، مستشهدا بالاية الكريمة (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، مبينا ان الناس لم ينفضوا بل التفوا حول النبي صلوت الله عليه وعلى اله، مؤكدا ان الانسان الذي يريد ان يلتف الناس من حوله ويحبونه عليه ان يتعامل بالرأفة والعطف والرحمة واللين لان تلك الامور تمثل الاخلاق الاساسية.وبين ممثل المرجعية الدينية العليا ان (انصاف الاخرين من النفس) يمثل ضابطة مهمة من ضوابط التعايش الاجتماعي، موضحا ان على الانسان ان يكون عادلا ومنصفا مع الاخرين، وان يتعامل معهم كما يحب ان يتم التعامل معه بنفس مرتبة الحب والاحترام والتقدير، مبينا ان الانصاف يتمثل بالتعامل مع الاخرين بنفس المعايير التي يرفض الشخص ان تصدر في حقه من قبيل الغيبة والاعتداء والطعن والحسد وسوء الظن، مشددا على ضرورة ان يجعل الانسان نفسه معيارا للتعامل مع الاخرين ومستشهدا بحديث الامام علي عليه السلام (أنصف الناس من نفسك، وأهلك وخاصتك، ومن لك فيه هوى، واعدل في العدو والصديق)، مبينا ان الاسلام وضع ضوابط وموازين للتعامل حتى مع العدو واكد على ضرورة عدم تجاوزها لتفادي الوقع في الظلم والجور.
ولاء الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق