تمكن الباحث العراقي الدكتور سعد خضير الرهيمي من استنتاج أنموذج لعلاج الخلل في التوازن الاقتصادي في ضوء عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الاشتر.
ويشارك الرهيمي, وهو تدريسي في كلية القانون بجامعة بابل في المؤتمر العلمي الوطني المشترك الأول الذي تقيمه مؤسسة علوم نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع مركز دراسات الكوفة التابع لجامعة الكوفة في الفترة 24-25 كانون الأول الجاري.
وأشار الرهيمي في المحاضرة العلمية التي ألقاها في المؤتمر إلى أن الأنموذج الذي استنتجه يمكن تطبيقه على ارض الواقع.
وقال إنه "يستهدف تنظيم كافة الأنشطة والفعاليات الاقتصادية ويتطلب تنفيذه تدخل الحكومة في تأسيس اقتصاد موجه ومبرمج".
ورأى الرهيمي أن الأنموذج الذي استنتجه يحتاج أيضا إلى إسناد القرار إلى شخصيات متخصصة وذات كفاءة عالية ومؤمنة بالبرنامج الذي تنفذه وتفعيل منطقة الفراغ في تطبيق التشريع الإسلامي".
وقال إن "العهد يمثل موسوعة فكرية ومنظومة قيمية متكاملة على جميع المستويات المعرفية, ويحتوي على معالجات جذرية للمشكلات الأساسية في السياسة والاقتصاد والمشكلات الاجتماعية".
كما يرى الرهيمي أن الإمام علي عليه السلام فعل بشكل مبكر "منطقة الفراغ في التشريع الإسلامي بما يمكن المشرعين في الجانب الاجتماعي والاقتصادي ان يفكروا بالاستفادة واستيعاب كافة الإمكانيات".
ويعتقد أيضا أنه، عليه السلام، وضع برنامجا مرنا للإصلاح الاقتصادي وإعادة التوازن لأي نظام اقتصادي وإن كان أحادي الجانب كما في النظم الاقتصادية الحالية.
وعلى الرغم من تبني حكومة أمير المؤمنين رؤى سياسية واقتصادية وأمنية شاملة، إلا إنه لم يتمكن من تطبيقها في ذلك الحين "بسبب قصر مدة حكومته وقلة الرجال الأكفاء حوله". وفقاً للرهيمي.
وقبل أكثر من ألف عام، كتب علي بن أبي طالب، عليه السلام، عهده إلى مالك الأشتر لتأسيس نظام إداري عادل بصبغة إسلامية تبدأ من الحاكم نفسه وتنتهي إلى المحكومين.
لكن مقتل الأشتر حال دون تنفيذه، إلا أنه لا يزال محط اهتمام العالم لما يخلص إليه العهد من نظيرات قيمة.
من صديق الزريجاوي، تحرير: حسين عجيل
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق