الرسالة الحسينية هي رسالة واضحة وبسيطة وقوية وايجابية، وهي المنبع الذي بدأت تنطلق منه جميع الرسالات لأنها أفضل رسالة ناجحة وأفضل إعلام ناجح، وان القضية الحسينية قادرة على إنتاج الرسائل والأفكار والموضوعات الجيدة، فإننا لا نجد قضية بهذا الشكل تستطيع أن تستمر وان تتواجد وان تتفاعل وان يكون لها أنصارها وجمهورها ومتلقيها بهذا العدد المليوني الذي يتضاعف سنوياً بمعنى الرسالة الحسينية.
فأخذت العتبة الحسينية المقدسة على عاتقها إقامة ندوة تناقش القضية الحسينية بمنظارها الإعلامي الأكاديمي الإسلامي من خلال مركز كربلاء للدراسات والبحوث الذي انشيء مؤخراً.
وتحدث عبد الأمير القريشي مسؤول مركز كربلاء للدراسات والبحوث قائلا: أن دور الوسائل الإعلامية يعد مهما في نقل وقائع وإحداث ومفاهيم النهضة الحسينية إثناء زيارة الأربعين وعاشوراء, وإيمانا منا بإبراز هذا الدور الريادي الذي تقوم به وسائل الإعلام عقدت هذه الندوة لإعلام الجميع بهذا الدور الكبير وأننا نأمل من الكوادر الإعلامية أن تقدم كل ما يتناسب مع حجم النهضة الحسينية المباركة" .
وأوضح القريشي "في مثل هكذا مناسبات يوجد كم من السلبيات والايجابيات على جميع الأصعدة، وأننا لا نتطرق الى السلبيات لجزئيتها.. فنحن شاهدنا دور وسائل الإعلام من داخل العراق وخارجه في نقل زيارة الأربعين والإعلاميين الذين واصلوا الليل بالنهار لتغطية هذه المناسبات، ولاحظنا الفاعلية الكبيرة التي كان يؤثر فيها الإعلام العراقي بالساحة الإسلامية" مبينا "قمنا بدراسات عديدة تخص الزائرين الوافدين من جميع إنحاء العراق وخارجه، وهذا لم يتأتى من فراغ وإنما أتى من خلال الدور الإعلامي الذي لعبته القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في تحفيز المواطن والمسلمين على القدوم لكربلاء لأداء مراسيم الزيارة".
ومن جهته قال الأكاديمي والإعلامي الدكتور عمران الكركوشي أن "زيارة الأربعين وزيارة العاشر من محرم الحرام، يجب إن نعطيها أهمية كبيرة وإنها من الموضوعات المهمة جداً وتحتاج الى ندوات كثيرة حتى نخرج برؤية علمية وعملية متكاملة لتأطير وتطوير العلاقة وجعلها واضحة المعالم بين الاعلام والاتصال بشكل عام وبين المراسم الحسينية".
وأضاف الكركوشي ان" قضية الإمام الحسين (عليه السلام) تحتاج الى مراكز ابحاث كثيرة وتحتاج الى اهتمام عربي واقليمي وعالمي ودولي وإسلامي على وجه الخصوص اليوم نتناول قضية طويلة ومتشعبة وهي قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ولا يمكن أن تصل الى غايتها دون أن تصل الى حاجة الناس وان نستفيد من الآراء التي انتجتها العلوم الصرفة في إنحاء العالم".
ومن جانبه أكد الإعلامي في جامعة بابل الأستاذ حيدر ناصر ان "هذه الرسالة تحتاج الى قاعدة ومؤسسات إعلامية وان يدخل جميع المتدربين والإعلاميين دورات مكثّفة في جميع فنون الكتابة الصحفية وفنون الإنتاج والإخراج لكثير من الفنون وذلك لإنتاج البرامج التي تتساوى مع مستويات الجمهور والتنوع الاجتماعي" قائلا "يجب ان نصنع هناك صحافة متخصصة وبرامج مخصصة وان تكون البرامج المقدمة أكثر احترافية لشرائح مجتمع معينة نستطيع من خلالها ان نصل الى عقل ووجدان وضمير المتلقي ليكون هو جمهورنا المستقبلي، وبناء جيل مثقف وجيل شبابي يتشارك ويتفاعل ويتقبل الرسالة الحسينية"
وأضاف ناصر "بالتالي أدعو العتبة الحسينية المقدسة لبناء مدينة إنتاج إذاعي وتلفزيوني تكون مقرا لتدريب الإعلاميين وبالتالي نستطيع ان ننتج رسالة سريعة قوية ومؤثرة تمتلك الجاذبية وعناصر النجاح".
وبين الكاتب العراقي جمعة عبد الله مطلك بأنه "يجب الالتفات الى ما هو أكثر من مجرد العواطف المشوبة الى موضوعة الخروج عن ما اسميناه القصور الذاتي فهذا الخروج عن القصور الذاتي يتيح ابداع نظرية المواطنة العراقية وهذه بمتناول اليد اذا حرصت النخبة شيعية او سنية وحتى المسيحية على ان تستثمر هذه الانطلاقة النفسية للإنسان العراقي من خلال زيارة الاربعين او عاشوراء يمكن الحصول على نظرية المواطنة العراقية التي يحتاجها الشارع العراقي في هذه الأيام".
وتابع مطلك "كل المشكلات التي نعيشها اليوم على صعيد الدولة والمجتمع وتوزيع الثروة ناتج عن ضعف الإطار القانوني او الحواضن القانونية وهذه بالأصل ضربة لنظرية المواطنة حيث تستطيع الثورة الحسينية ويستطيع الحسيني السائر ان ينتظم في نظرية المواطنة الحسينية إذا كان هناك نخبة عراقية قادرة على إعادة صياغة المقولات وعكس هذه الصياغة أيضاً هي نظم التربية وهذا الرهان العراقي الأهم والأكبر".
وأضاف مطلك أن "التعدد في وسائل الإعلام يتيح معرفة وجهات النظر ومن عدة زوايا وهذا يعتبر إثراء، والإسلام اكثر من يحث على الإثراء والتعدد" مشيرا الى ان "هناك تفاوت في تغطية مثل هكذا مناسبات فقسم يركز على الجانب الفكري، والثاني يركز على الجانب الشعبي، وأخر يركز على جوانب الطقوس العبادية، وهذا كله تكامل ولكن ما هو أهم باعتقادي هو ان يكون هناك حس بالمسؤولية إزاء فكرة الإنسان العراقي ومصيره والإنسان العراقي وتنظيمه".
وأخيرا قال مطلك: "اليوم نشاهد ملايين الزائرين تغص بهم مدينة كربلاء ولا تحدث خروقات على مستوى الأخلاق والشخصية ولا على مستوى النظام او الطعام ويتحول الإنسان الى كائن أخر، وهذه تعتبر فرصة نادرة.. والإعلام عليه ان ينمّي هذا الحس حسّ المواطنة الايجابي وسوف نحصل بعد ذلك على إمكانية لربط المنظومة التربوية بالنظرية الحسينية فهذه نظرية معرفة عراقية ترقى الى مستوى الخلاص بالعراق".
أحمد القاضي
اترك تعليق