تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 5 جمادى الأول 1435هـ الموافق 7/3/2014م تطرق متناولا ثلاثة أمور كما يلي:
أود أن أوضح لكم أيها الأخوة والأخوات بشيء من التفصيل ما ورد من جواب مكتب سماحة أية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني – دام ظله الوارف- على السؤال الموجه من بعض المواطنين حول الانتخابات.. حيث أن هذه العبارات الواردة في الجواب مركزّة ودقيقة وعميقة.. تحتاج إلى شيء من التفصيل ليتضح المعنى المراد .. حيث ذُكر في السؤال:
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقد أكدت المرجعية الدينية بزعامة الإمام السيد السيستاني (أدام الله ظله الوارف) (على لسان الشيخ الكربلائي والسيد الصافي قبل الانتخابات الماضية) بأن المرجعية الدينية تقف على مسافة واحدة من الجميع، هل هذا يعني انها على نفس المسافة بين من صوت للفقرة (38) سيئة الصيت من قانون التقاعد وبين من لم يصوت عليها ومن أدى واجبه كنائب ومن لم يؤده ؟
وهل تقف المرجعية الدينية على نفس المسافة بين المسؤول الذي فشل في ادارة الملفات المنوطة به من الملف الأمني او الاقتصادي او الخدمي او السياسي وبين من لم يثبت بحقه أي تقصير ولم يقصر في واجبه ؟
علماً إن موقف المسافة الواحدة من الجميع الذي تتبناه المرجعية الدينية العليا يحاول الانتهازيون والفاشلون والمقصرون خداع الناس بأنها راضية عنهم.
افتونا وفقكم الله لمراضيه بمحمد وآله الطيبين الطاهرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن سماحة السيد (دام ظله) يحثّ المواطنين على المشاركة في الانتخابات واختيار الصالح الكفوء ولا يدعم اية قائمة او مرشح بخصوصه، وليس معنى كونه على مسافة واحدة من الجميع هو ان يساوي بين الصالح والطالح أي بين من بذل ما يستطيع في خدمة الناس ومكافحة الفساد وبين من لم يعمل الا لمصلحة نفسه وجماعته و ..... بل معناه انه لا يدعم أياً من المشاركين في الانتخابات، فمسؤولية الاختيار انما هي على الناخب نفسه، فليحسن الاختيار لكي لا يندم لاحقاً.
مكتب السيد السيستاني (23/4/2014م ، 1435هـ )
وهنا أود ان اوضح بشيء من التفصيل ما ورد في جواب مكتب سماحة اية الله العظمى المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) على السؤال الموجه من بعض المواطنين حول الانتخابات حيث ان هذه العبارات الواردة في الجواب مركزة ودقيقة.
أولاً:
إن سماحة السيد (دام ظله الوارف) يحث على أمرين :
الأمر الأول : اصل المشاركة في الانتخابات لمجالس المحافظات ومجلس النواب.. للحفاظ على مبدأ الانتقال والتداول السلمي للسلطة، وترسيخ اشتراك جميع مكونات الشعب العراقي في ادارة شؤون البلاد، مما يعزز شعورها بتحقيق ركن أساسي من أركان العدالة الاجتماعية، وعدم شعورها بالتهميش والإقصاء، وبدوره فان ذلك يؤدي الى تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي ..
الأمر الثاني : ان احد المطالب الجوهرية من الانتخابات هو التغيير نحو الأفضل الذي يمكن ان يضمن تحققه بالمشاركة وحسن الاختيار ثانياً .. ومعنى ذلك ان الانتخابات هي الآلية الأساسية لتكوين حكومة رشيدة وصالحة، ومجلس نيابي يقوم بدوره كما يفترض وفق الدستور ومصالح الناس. وان يكون هناك نمط من التجديد بالنسبة الى مجمل الوضع الحكومي وفق ما يرغب فيه الناس. وان التغيير هو ذلك التغيير الذي يكون شيئاً صحيحاً ومناسباً ومفيداً للمجتمع بصورة عامة.
ثانياً:
ان سماحتَهُ – دام ظله- لم يترك بيان معايير حسن الاختيار مجهولة او غامضة.. بل أوضح الالية الموصلة لذلك فوضع أساسين للاختيار الحسن والصحيح :
الاختيار الأول : توفر عنصر الكفاءة لِنَضْمَنَ حسنَ الإدارة وحسنَ الأداء من النائب او المسؤول للمهمة المكلف بها كُلٌّ منهما.
الأساس الثاني : توفر عنصر الصلاح لِنَضْمَنَ نزاهة النائب والمسؤول وعدم استغلال المنصب لأغراض شخصية مادية او معنوية او حزبية فئوية ضيقة.
ونعود الى المعنى المراد من وقوف سماحة السيد – دام ظله- على مسافة واحدة من جميع المرشحين والقوائم هو ان سماحته – دام ظله- لا يدعم ايَّ واحد من هؤلاء المرشحين او القوائم، ولا يتوهم اَحَدٌ ان معنى ذلك هو انه يساوي بين الصالح الذي بذل ما بوسعه في خدمة الناس ومكافحة الفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة، وبين من لم يعمل الا لمصلحة نفسه وجماعته وحزبه وكيانه.
ومعنى ما ذكره جوابٌ مكتب سماحة السيد – دام ظله- (مسؤولية الاختيار انما على الناخب نفسه).
ان المرجعية ترى ان الناسَ احرارٌ في اختياراتهم.. وأكدَّتْ المرجعية مرات عديدة على حرية المواطن في ذلك، وإن حُسْنَ الاختيار مسؤولية ُ جميع المواطنين دون استثناء لا يقومُ به بعض دون بعض اخر، فالمسؤولية تضامنية والجميع يتحمل مسؤولية بلدهم وكيف يدارُ بَلدُهم نحو الافضل، وهذه ليست مسؤولية المرجعية بل هذه مسؤولية المواطنين فان المرجعية تمارس دورَها بالإرشاد في المسارات الاساسية والمهمة وتبدي وجهة نظرها من هذه المسارات الحساسة والجوهرية. واما مسؤولية الانتخاب فان الناس اَحرارٌ فيما ينتخبون.
وهنا نود ان نُنبه الى نقطة مهمة وهي ان الناس كيفما ينتخبون ومَن ينتخبون يُولّى عليهم ما سينتخبونه وما يختارونه فان انتخبوا الأصلح والكفوء وُلِّىَ عليهم ما يُصلحُ بَلَدهم واحوالهم ومعاشَهم، وان انتخبوا غَيرَ هؤلاء وُلِّىَ عليهم ما هو خلاف مصالِحِهم وخيرِهم فالمواطنون هم الذين يجب ان يتحملوا المسؤولية في ذلك وهذه ليست مسؤولية المرجعية.
ثالثاً:
والعبارة الأخيرة من الجواب (فليحسن الاختيار لكي لا يندم لاحقاً).
ان المرجعية الدينية العليا حينما وضعت المواطنين على السكة الصحيحة من الاختيار وبعد ان اوضح سماحة السيد – دام ظله- معايير وآليات حسن الاختيار ولم يترك المواطن مُتحيِّراً في ذلك؛ فأن عليه حيث توفرت له وعلمَ بهذه المعايير ان يكون دقيقاً وحسناً في الاختيار لكي يُسَدَّ الطريق على العناصر السيئة وغير الكفوءة وغير النزيهة للوصول الى مواقع ادارة البلاد، ولكي لا يُوَلّى امثال هؤلاء على رقاب الناس وبالتالي لا يحصل له الندم لاحقاً حينما يسئ الاختيار لا سمح الله تعالى.
-----------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني – دام ظله –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع قرب إجراء انتخابات مجلس النواب العراقي يرجى اعلامنا بفتوى سماحة السيد – دام ظله- في الحالتين التاليتين :
1. يقوم بعض المواطنين ببيع بطاقته الالكترونية لحاجته الى المال او لعدم رغبته في المشاركة في الانتخابات فهل يجوز ذلك ام لا ؟
2. يقوم بعض المرشحين بتوزيع بعض الهدايا على المواطنين او تقديم بعض الخدمات لهم مشترطاً عليهم التصويت له في الانتخابات فهل يجوز للمواطن ان يقبل منه ذلك ؟
جمع من المواطنين
بسم الله الرحمن الرحيم
1. هذا غير جائز.
2. هذا غير جائز ايضاً.
اترك تعليق