خطيب جمعة كربلاء يبارك للجيش العراقي ذكرى تأسيسه ، ويذكر بمطلب الإصلاحات ومكافحة الفساد ، ويطالب بضرورة حفظ البيئة واستثمار نهري دجلة والفرات

بارك خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 27/ ربيع الأول /1437هـ الموافق 8/ كانون الثاني /2016م ، للجيش العراقي ذكرى تأسيسه الخامسة والتسعون ، وترحم على ارواح شهداءه الأبرار ودعا لجرحاه بالشفاء والعافية ، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة العراقية والجهات المعنية ، بضرورة دعمه وإسناده وبناءه على اسس وطنية مهنية لضمان جعله قوياً .

السيد الصافي ، وفي معرض تذكيره بالمطالب التي طالبتها المرجعية الدينية العليا العام الفائت بخصوص الإصلاحات وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين والمفسدين ، تأسف سماحته على تسويف هذه المطالب ، ملمحا الى الحديث عن هذه الملف الحيوي في وقت اخر .

وبخصوص حفظ البيئة وتحسينها ، طالب سماحته بضرورة ان تحظى البيئة باهتمام المسؤول والمواطن على حد سواء لأن لها إسقاطات صحية واقتصادية ، مذكرا في الوقت ذاته بما مَنّ به الباري جل وعلا على العراق بنهري دجلة والفرات ، مطالبا بضرورة استغلالهما بصورة صحيحة إغناء للبلد دون موارده الاخرى ، كما طالب الحكومة بضرورة أتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة التجاوز عليهم ـ دجلة والفرات وفروعهما ـ خصوصا تلك التجاوزات التي جعلت منها مكب للنفايات ومصب لمياه الصرف الصحي ، وهو ما بات يشكل خطرا على حياة المواطنين وثرواتهم الزراعية والحيوانية ، كما طالب الصافي مواطنيه ، بالحرص على هذه الثروة المهمة من خلال ابتعادهم عن الممارسات التي تؤدي الى تلوث البيئة .

هذا وقد جاء فيها ما يلي :

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 27/ ر 1 /1437هـ الموافق 8/ ك 2 /2016م

اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة ثلاثة امور :

الأمر الاول :

مرّت قبل يومين الذكرى السنوية الخامسة والتسعون لتأسيس الجيش العراقي الباسل وهو يخوض هذه الايام اشرس المعارك واصعبها في مواجهة الارهابيين دفاعاً عن ارض العراق وشعبه ومقدساته ، ونحن اذ نبارك هذه الذكرى لأعزتنا في القوات المسلحة بكافة صنوفهم ، ونترحم على شهداءهم الابرار وندعو لجرحاهم بالشفاء والعافية ، نؤكد على الحكومة العراقية والجهات المعنية كافة بضرورة دعم وإسناد الجيش العراقي والاستمرار في بناءه على اسس وطنية مهنية ليكون جيشاً قوياً قادراً على حماية العراق والعراقيين بلا اختلاف بين اطيافهم ومكوناتهم .

الأمر الثاني :

في العام الماضي وعلى مدى عدة اشهر طالبنا في خطب الجمعة السلطات الثلاث وجميع الجهات المسؤولة بأن يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين ، ولكن انقضى العام ولم يتحقق شيء واضح على ارض الواقع وهذا امر يدعو للأسف الشديد ولا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر .

الأمر الثالث :

لا شك ان حفظ البيئة وتحسينها يعد من الامور بالغة الاهمية التي لا بد ان تحظى باهتمام المسؤولين والمواطنين على حد سواء لما له من علاقة مباشرة بمختلف نواحي الحياة ولاسيما الصحية والاقتصادية ، وقد مَنّ الله تبارك وتعالى على بلدنا بنهرين كبيرين هما دجلة والفرات الذين اذا جرى استغلالهما بصورة صحيحة لكان مغنياً للبلد عن كثيراً من الموارد الاخرى ، ولكن نجد ولا سيما في السنوات الاخيرة ان هناك تجاوزات خطيرة على هذين النهرين حيث تحولا بالإضافة الى فروعهما في العديد من المناطق الى مكبّ للنفايات ومصب لمياه الصرف الصحي وهو من الخطورة بمكان سواء على حياة المواطنين او على الثروات الزراعية والحيوانية للبلد ، ولذلك ندعو الحكومة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة للمنع من هذه التجاوزات ونهيب بالمواطنين الكرام ان يحرصوا على هذه الثروة المهمة ويبتعدوا عن الممارسات التي تؤدي الى تلوث البيئة لما له من مردودات سلبية كبيرة على المجتمع ..

نسأل الله تعالى ان يحفظ بلدنا ويرينا فيه كل خير بلداً نظيفاً من الارهابيين وبلداً يعيش اهله في أمن وسلام انه نِعم المولى ونعم النصير ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

gate.attachment