ماذا بعد (داعش).. تعرف على ملامح الحرب القادمة على العراق

ان المتتبع للوضع السياسي والتصريحات الاعلامية العالمية والدولية وحتى المحلية ازاء العراق يلمس بوضوح وجود اياد خفية وخطط مدروسة لاتريد لهذا البلد تحقق الامن والاستقرار والازدهار.

كما ان الهجمة الشرسة التي تعرض لها عام 2014 من قبل كيان داعش الارهابي تأتي ضمن ذلك المخطط الخبيث بهدف اضعاف البلد وانهاكه سياسيا واقتصاديا واغراقه بالديون وابقاءه كحلبة صراع دولي ليكون في كل حين بامس الحاجة للقوات الدولية وسوقا رائجا لتسويق الاسلحة.

لكن فتوى المرجعية الدينية العليا والالتفاف الجماهيري حولها وأد ذلك التكالب وافشل جميع المخططات الدنيئة.

ولعل المتتبع للتصريحات الاعلامية وبالخصوص بعد انتصار العراق على كيان داعش يلمس وجود ايحاءات ورموز مشفرة لمخطط اكثر خبثا يستقرأ من خلاله ملامح لحرب جديدة لم يكشف بعد عن ادواتها.

الا ان الدراسات الميدانية ونتائج مراكز البحث والتحليل والاحصائيات المتخصصة تؤكد ان العالم يتوجه بحروبه بعيدا عن لغة البارود والصواريخ العابرة للقارات خصوصا ان العالم اليوم اصبح بفضل شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) قرية صغيرة بل اضيق من ذلك حيث يمكن اختزاله بشاشة حاسوب او شاشة جهاز محمول، وبالتالي فان ملامح الحرب القادمة حسب التوقعات ستكون حرب تكنولوجية بحتة ادواتها مواقع الكترونية وشبكات تواصل اجتماعي.

وتأكيدا على ذلك فان الاحصائيات الحديثة التي اصدرتها المراكز المتخصصة من بينها الشركة الإعلامية We Are Social ومنصة إدارة حسابات التواصل الاجتماعى Hootsuite تشير الى تجاوز عدد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم حاجز الثلاثة مليارات شخص، مؤكدة ان عدد سكان الكرة الارضية يبلغ (7,524) مليار شخص، من بينهم (3,819) مليار شخص يستخدمون الإنترنت، و(3,028) مليار شخص نشطين على شبكات التواصل الاجتماعى، و(5,052) مليار شخص يمتلكون هواتف محمولة، و(2,780) مليار شخص يستخدمون الهواتف لتصفح شبكات التواصل الاجتماعى.

وتشير المراكز البحثية ان العراق شهد تقدما كبيرا خلال الاعوام القليلة السابقة حتى بات يحتل مراتب الصدارة على مستوى الدول العربية في مجال استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، اذ يسجل المرتبة الرابعة من بين البلدان العربية المستخدمة للانترنت حسب تصنيف موقع (Internet World Stats) المتخصص في إحصائيات مستخدمي الإنترنت حول العالم، واحتل كذلك المرتبة الرابعة عربيا من حيث اعداد مستخدمي (الفيس بوك) بعد ان سجلت منصات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 13 مليون عراقي اي 40% من السكان وذلك مطلع عام 2017، الا انه استطاع في نفس العام ان يقفز ويحتل المرتبة الثالثة.

وفي دراسة اعدها المستشار والمدرب في مضمار الاعلام الاجتماعي (خالد الاحمد) اشار فيها إن قاعدة مستخدمي الشبكة الاجتماعية الاكثر شعبية على الانترنت (فيسبوك) تشهد توسعا وانتشارا متزايدا بين اوساط المستخدمين في العالم العربي، مبينا ان عدد مستخدمي هذه الشبكة في العالم العربي وصل قرابة 83,1 مليون مستخدم في 22 دولة عربية، مؤكدا ان الارقام تظهر ان العراق جاء في المرتبة الثالثة في مؤشر عدد المستخدمين.

واكدت مراكز بحثية ان النسبة الاكبر من مستخدمي الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هم من الاشخاص دون سن (30) عاما واحتلت النساء نسب مميزة، بينما اشارت مراكز بحثية ان الالعاب الحديثة المخصصة للاطفال وبالخصوص المراهقين تتيح للمستخدم التواصل مع اي يشخص يستخدم ذات اللعبة من خلال غرف دردشة داخل اللعبة التي تشترط على مستخدميها توفر خدمة الانترنت لتشغيلها او ما يطلق عليه اللعب (اون لاين).

الخلاصة ان ما ورد اعلاه يكفي لرسم صورة واضحة عن ملامح الحرب القادمة على العراق فضلا عن معرفة ادواتها والفئة المستهدفة خصوصا ان العراق يعد من البلدان المتأخرة في مجال التكنولوجيا وبالتالي فان مثل هكذا حروب ستكون غير متكافئة تكنولوجيا لافتقار البلد لوسائل المواجهة والدفاع، لذا لابد من اطلاق حملة استباقية للتصدي لهذه الحرب من خلال حملات التثقيف والتعريف بطرق مواجهة الشائعات وكيفية مواجهة الحرب النفسية وتعلم وسائل تفكيك رسائل الحرب الناعمة وغير ذلك بدءا من الفرد والعائلة والمؤسسات الدينية والاجتماعية والحكومية.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

gate.attachment