شهداء الركضة

في رثاء شهداءِ ركضة طويريج الواحد والثلاثين الذي وقعوا جراء التدافع في يوم العاشر أثناء تأدية مراسيم الركضة .. ونالوا نصيبهم من شماتة وتجريح بعض شذاذ الآفاق عديمي الضمير والإنسانية.

طويريج ما شهداء الركضة ابتدعوا *** حبّاً جديداً لهذا ركضةً شرعوا

هم قبلَ أن يقعوا باسمِ التدافعِ هُمْ *** في حبِّ هذا الذي يهووه قد وقعوا

ومـن يُـضَـاغِـنُـهُـم في الحبِّ أوقعهمْ *** خـتـلاً وكيداً وما بالكيدِ يَرتفِعُ

أمرُ المخاتلِ إذ تُرضِـيْـهِ في عملٍ *** قد قال: لستُ براضٍ دائماً يضعُ

فكيفَ والموقفُ الشنئانُ دائمُهُ ** عينُ الرضا لو رَضَتْ في الإثرِ تُقْتَلَعُ

من قال إنَّا لـنـا طـابتْ سكينتُنا *** في حبِّ من قتلهُ يغري به الجزعُ؟!

من قال إنَّا وَقَفنَا يومَ عـاشـرِنـا *** نـحـنُ اللـهـاثُ بـه الأنـفـاسُ تَنقطِعُ

نجري وراءَ حسينٍ جريَ من حَسَبُوا *** عـليه خُطْوَاتِهِ والقتلُ مرتجعُ

ركضاً قُتِلنا .. وُقُوفاً أمرُ قـتـلـتِـنـا *** أمـرُ الـنـخـيـلِ عــلا لابدَّ يُفْتَرَعُ

فطوِّبي ركضةَ طويـريـجِ مشهدَنا *** إنَّا سـنركضُ والـطيحاتِ نَخْتَرِعُ

نـقـولُ طـاحَ حـسـيـنٌ مـا لهُ أحدٌ *** قـد شـالَ طـيـحــتُـنا للسبطِ تَقْتَرِعُ

حـتَّـى يـقـومَ ونـقـعـي دونَـهُ أبداً *** لـطـيـحـةِ السبـطِ تكراراً بنا طَـمَعُ

إنْ قالَ مَـنْ قـالَ عـنَّـا كائدٌ عَذَلاً *** نـجـبْهُ طابَ سـجودُ الليلِ يا وَرِعُ

يا خمرةً من يزيدٍ اللُؤمِ فاجرةً * فوق الرصيفِ سكارى اللؤمِ قد هَجَعُوا

من أينَ يركض أمثالٌ لكم ولهاً *** وكأسُ خمرٍ لدى الحاناتِ لا يدعُ؟!

من أين يعرف ما معنى الحسينِ هوى ركضاً وقوفاً وفيهِ السائبُ الهَلِعُ؟

فالاتـبـاعُ نـصـيـبٌ والـنـصيبُ لنا *** حـسـيـنُ هم ليزيدٍ شرُّ من تبعوا

والاتـبـاعُ فـداءٌ هـم إذا اتـبـعـوا *** تـســاءلـوا كـيـف بـالإِتْـبـاعِ نـنتفِعُ

شتانَ بينَ محبِّ جادَ من دمِهِ *** من جـوعهِ .. وهو حين الجودِ مقتنعُ

وبـيـن مـن يتجـشَّى قوتَ أفقرِنا *** ولـيـس يـقـنـعـهُ مـن بـطـنـةٍ شـبعُ

هـذا يـفـدِّي اقـتـنـاعـاً دون فـلـسـفـةٍ *** ولا مـمـاحـكـةٍ .. والدَّمَّ ينتجعُ

وذاك ألْأمُ خـلـقِ اللهِ أجـمـعـهـمْ *** مـا دام مـن حـولِه الأغـرارُ تجتمعُ

ما دام يهذي كما المجنونِ من عتهٍ *** ولـلـجـنـونِ الـذي يهذيه مستمعُ

يـفـلـسـفُ الـقـتلَ مثل الماء يشربُهُ *** يا ريتَ غصَّ بماءٍ وهو يجترعُ

ما أهونَ الموتَ أن يُرمى بفلسفةٍ من ساسةٍ هـمْ بموتِ الناسِ قد ضلعوا

فالفلسفاتُ بهم أمُّ الخبائثِ من ** محالبِ الإفكِ زوراً ضرعها ضرعُوا

يا ليتَ قد ألقموهمْ مرةً حجراً *** لـولَّـوا الذيلَ .. مـا هزُّوا وما ضبعوا

لأقنعوا أنَّ أرذالاً إذا هجموا ** وأصمتوا .. سوف يستكفون ما صنعُوا

أولاءِ ملبنهم لؤمٌ فلستَ هنا الـمـعـنـيُّ فـي لـؤمِـهم كم رضعةٍ رضعُوا؟!

بل كلُّ شعبِ العراقِ المرتدي كفناً * شجاعةً .. وله الأغرارُ قد خدعوا

يجيب عنهم سؤالاً واحداً غَضباً *** الـشامتُ النذلُ هذا: كيف يرتدعُ؟!

سلمان عبدالحسين

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

منسلکات

: سلمان عبد الحسين