كتاب الإيمان والعلم الحديث

من اصداراتنا.. الكتاب: الإيمان والعلم الحديث تأليف: محمد حسين الأديب الصفحات: 206 صفحة الطبعة الثانية 1436هـ - 2015م

من مقدمة الكتاب: أما بعد.. فقد أوغلت في زوايا الأفئدة شكوك في المبادىء الدينية تقويها المعارف العصرية على وضع التعلميات الحديثة وتزينها في نظر البسطاء المفتونين فيلقونها بتقرير جديد، وتصوير غير بعيد، وما هي إلا الشبهات التي أحاطت بالانسان الأول من بدأ بعث الرسل وجعل الشرائع، واهتم بحلها سلسلة الانبياء العظام على وجه يتلقونها من مبدأ الوحي وبيان الرب، بعد أن تمكنت تلك الشكوك في قلوب بعض الشبان والمتنورين واغتالت عقائدهم فانهالت روحيتهم السعيدة وافترع منها كل رذيلة في الاخلاق ووقيعة في الآداب. صار التظاهر ينقض عقائد الدين ودحض نواميس الايمان نوعاً من التمدن وطوراً من الرقّي في المعارف، فخاب أمل المرشدين، وفل سيف الموحدين. وصارت الناشئة الجديدة في صراط الرقي من الشكوك التي تنتاب العقائد الدينية وتزاحمها في تمالك القلوب. وقد غطت المبادىء التشريعية غشاوة غليظة من توارد إنكار حملتها في هذه السنين حتى تناءت نواحيها عن نيل تصديق العقول الصقيلة التي تأبى حمل نير التعبد وكلفة تحمل الآداب التي الصقتها بالشرائع آراء قادتها بعد عصور النبوة فتحولت عن سذاجتها وسعتها، وبدلت سرورها حزناً وبياضها بدعاً. وشتت اصولها الأولية بشروح طائلة ضيقت الحياة على أبنائها وأوقعتهم موقعاً حرجا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ولكن في الظاهر اسم بلا مسمى، أي مسلم بلا اسلام. وقد اختفت عن أفهام هؤلاء معاني الاسلام وعقائد الاسلام. كأنما ظهرت لديهم بعض الاعمال والأقوال بمظهر غريب يجلهلها قسم منهم ويستهزأ بها القسم الآخر. فكأنهم يحسبونها من أساطير الأولين. ويا الله من زمن تتهاطل فيه أمطار الشبهات في القلوب العامرة فتبيدها ونرى أجواء الأرواح فيها مظلمة بقاتم السحب السوداء تتراكم وتتكاثف وتسحب في مصاب القلوب ظلمات بعضها فوق بعض.....

gate.attachment