320 ــ عثمان الخطيب: (1089- بعد 1147هـ / 1678- بعد 1734م)

عثمان الخطيب: (1089 ــ 1196 هـ / 1678 ــ 1772 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (43) بيتاً:

قـد فـرَّ منّي الصبرُ بـل كرَّ البلا     حزناً على البدرِ الشهيدِ بـ (كربلا)

وجدي يـزيدُ وحـرقتي لا تنطفي      لـولا الـنـحـيـبُ قـضيتُ نحبي أوَّلا

لا أستطيعُ الصبرَ عن أهلِ العبا      والـقـلـبُ عـنـهـم قـطّ يـوماً ما سلا (1)

الشاعر

الشيخ عثمان بن يوسف بن عز الدين الخلوتي القادري الخطيب الموصلي، عالم وأديب وشاعر، ولد في الموصل، ويعد من أبلغ شعراء عصره. (2)

قال عنه محمد خليل المرادي: (عثمان الخطيب الموصلي الشيخ الصوفي الزاهد العالم الرباني الأوحد الشاعر البارع لم يسمع له في عصره بمناظر له في الفضل والبلاغة حج في سنة سبع وأربعين ومائة وألف مع الشيخ عبد الله المدرس واجتمع بالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وكتب ديوانه وترجمه صاحب الروض فقال فارس ميدان رهان الأذهان العابث بأنواع المعاني والبيان ديمة الفضل والحكم لسان السيف والقلم نتيجة الأعصار وشهاب جميع الأمصار سراج الزوايا ونفائس الخبايا الزند القادح والنسيم الطيب البارح صاحب الأنفاس القدسية والملكات الأنسية فاتح أبواب اللاهوت معمر آثار ربع الناسوت جمع الجمع ونفس البصر والسمع) (3)

وقال عنه الزركلي: (تزهّد وتصوّف وحجّ سنة 1147 هـ له: ديوان الموصلي - خ في خزانة الأوقاف ببغداد) (4)

وقال الدكتور أكرم محمد يحيى، تحت عنوان: محراب مرقد الشيخ عثمان الخطيب في مسجد الشيخ عثمان: (ثم جدّد عمارته ووسعه الشيخ عثمان بن الشيخ يوسف بن عز الدين الخلوتي الخطيب الموصلي، ووسعه واصبح يضم المسجد مصلى كبير وفناء مسقف ومدرسة دينية اتخذ الشيخ عثمان، الخطيب له فيها مجلس وعظ وإرشاد وتدريس حتى توفي سنة 1196 هـ / 1772 م) (5)

وجاء في ترجمته في الهامش: (الشيخ عثمان بن الشيخ يوسف بن عز الدين الخلوتي القادري الخطيب الموصلي، من علماء الموصل وصلحائها وفصحائها وأدبائها وشعرائها، درس على يد الشيخ خير الله محمود العمري الموصلي سنة 1089 ــ 1147 هـ / 1678 ــ 1734 م وترجم عنه بأنه عثمان الخطيب الموصلي الشيخ الصوفي الزاهد العالم الرباني الأوحد الشاعر البارع لم يسمع له في عصره بمناظر له في الفضل والبالغة حج في سنة سبع وأربعين ومائة وألف مع الشيخ عبد الله المدرس واجتمع بالأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وكتب ديوانه وترجمه صاحب الروض، ذكر الشيخ عثمان بأنه: فارس ميدان، ورهان الأذهان، العابث بأنواع المعاني والبيان، ديمة الفضل والحكم، لسان السيف والقلم، نتيجة الأعصار، وشهاب جميع الأمصار، سراج الزوايا، ونفائس الخبايا، الزند القادح، والنسيم الطيب البارح، صاحب الأنفاس القدسية، والملكات الأنسية، فاتح أبواب اللاهوت، معمر آثار ربع الناسوت، جمع الجمع، ونفس البصر والسمع، وكان شاعراً من شعراء الموصل، ومن أبلغ شعراء عصره. تزهد وتصوف وحج، وله ديوان شعر عُرف بديوان الموصلي مخطوط في خزانة الأوقاف ببغداد، وشعره ما يزيد على الخمسين موشحاً أشهرها الموشح المسمى: سلسلة الرست، ومطلعه: صلوا على طه حبيب الرحمن) (6)

شعره

قال الخطيب من قصيدته:

أيـطـيـبُ عـيـشٌ بـعـد فـقـدِ حـسينِـهم      كـلا ولا طـابَ الـزمـانُ ولا حــــلا

أسـفـي عـلـى ريـحـانـةِ لـلـمـصطـفى      كـم شـمَّـهـا والـثـغـرُ مـنـهـا قـبَّـــلا

يـا لـوعـةَ الـزهـرا فـقـرَّةُ عـيـنِــهــــا      فـي يـومِ عـاشـورا غــدا مـتـنـقّـــلا

عـظـمَ الـمـصـابُ وجــدُّه فــي قــبرِهِ      أجرى الدموعَ على الحسينِ وأسبَلا

وكـمـا رأتـه أمُّ ســلــمــةَ أخــبــــرتْ      وروتْ حـديـثَ الحزنِ عنه مفصَّلا

يا مـهـــجـــتـي ذوبـي لـفـرقـةِ سـيِّــدٍ      مـن جـودِ كـفَّـيـهِ الـوجـودُ قـد امتلا

وهـوَ الـجـوادُ ابـنِ الـجوادِ وإن سـما      وهـوَ الـكـريـمُ ابـن الكريمِ وإنْ علا

يا عـيـنُ جـودي بالدموعِ علـى الذي      لـفـراقِـهِ بـكـتِ الـسـمـاواتُ الــعُـلـى

يـا نـفـسُ نـوحـي واملأي بـنــواحِها      كـلَّ الـنـواحـي لا تـخـصِّي الموصِلا

فـحـديـثُ دمـعـي قـد أتـى مــتـواتـراً      حـسـنـاً عـلـى فـقـدِ الـحسينِ مُسلسلا

والـصـبـرُ مـخـتـصـرٌ عــدا لـفـراقِهِ      ومـطـوَّل الأحـزانِ أضـحـى أطــولا

يا قلبُ زدتَ على الـحـجــارةِ قـسوةً      إن لـم تـكـن مـتـقـطّــعـاً مُـتـبـلـبــــلا

يا جـفـنُ زدتَ علـى الـتـقـاطعِ جفوة      إن لـم تـكـن طـول الـمــدى مـتـبــلّلا

أيذوقُ مجنونُ الهوى طــعـمَ الـكرى      لـيـلاً ولـيـلـى الـقـلبِ غابتْ في الفلا

يا بـنَ الـبـتـولِ الـمُـنـتـقـى من هاشمٍ      أصـلاً وفـرعـاً قـد زكــا وتــكـــمَّــلا

ولدتكَ يا قمرَ الهدى شـمسُ الضحى      ورُبـيـتَ فـي حـجـرِ الـحـبـيـبِ مُدلّلا

قـد كـنـتَ يـا بـدرَ الـــسـيـادةِ كـامـلاً      فـغـدوتَ مـن بـعـدِ الـشـهـادةِ أكــمـلا

يـا نـجـلَ مـولانا عــلـيِّ الـمـرتـضى     بـوجـوهِـكـمْ وجـهُ الــزمــانِ تـهـلّــلا

يـا درَّةَ الـشـهـداءِ يــا بــحــرَ الـنـدى      روحـي الـفـدا لـكَ لا تـكـنْ لي مُهملا

واشـفـعْ لـعـبـدٍ عـــنــدَ مـالـكِ أمــرِهِ      واذكـرْ لـجـدِّكَ مــا بــه الـعـبـدُ ابـتـلى

فـعـسـاهُ يـكـشـفُ كـربتي ويـزيـحُها      عـن مـهـجـتـي ويــزيـلُ مـا قـد أثـقلا

مـدحـي لـكـمْ آلَ الـرســولِ فـريضةٌ      وأراهُ لـيـسَ بـــــلائــقٍ أن يُـــرســـلا

هـوَ نـاقـصٌ مـن نـــاقـصٍ لــكـنّــــه      فــي كـامــلٍ يـرجى لــه أن يــقـــبــلا

ومـن الـذي مـــا سـاءَ قـطّ ســواكـمُ      ومِـن الـنـقـائـصِ مـا عـداكمْ مَـن خلا

أنـتـمْ أصـولُ الـكـونِ يـا أهلَ الـعـبا      فـمـديـحـكـمْ شـمـلَ الـورى وملا الملا

أهـلُ الـلـواءِ عـهـودُ عـقـدِ ولائِـكـمْ      ربـحـتْ بـهـا الأرواحُ إذ قــالـوا: بـلى

مـا حـلـتُ عـن عـقـدٍ تـقـادمَ عـهدُه      وأعـوذُ بـالـرحـمـنِ مِـن شـــــرِّ الـقـلى

وألـوذُ بـالأحـبـابِ عــنـد مـنـيَّــتـي      ولـدى الـحـسـابِ وكـلُّ أمـــرٍ أشــكـلا

وبـتـولـهـمْ هـيَ للـصـراطِ ذخيرتي      وبـعـزمِـهـا أرجـو الـجـوازَ مُـهــرولا

واللهُ يــــأبــى مـنَّــةً وتـــكـــرُّمــــاً      لـمـحـبِّ آلِ الـمـصـطـفـى أن يخـجـلا

أنا عبدُ بهجةِ روضِ حسنِ جمالِهمْ      وبـهـا غـمـامُ الـغـمِّ عـن قـلــبـي انجلى

ولـفـيـضِ جـودِ بحارِ أقمارِ الدُّجى      كـفُّ الـــرجــاءِ بـسـطـتـهـا مــتـوسِّـلا

أتُـردُّ خــائـبـةً وقــد مُــدَّتْ إلـــــى      مَـن لـم يـجـيـبـوا قـطّ سـائـلـهـــمْ بـ لا

يا خـيـرَ مـن وطـأ الـثرى أقدامُهم      وبـمـسِّـهـا وجــهُ الــسـمــاءِ تـجـمَّـــــلا

جـودوا لـعـثـمـانَ الـخطيبِ بنظرةٍ      تـدعُ الـعـسـيــرَ مـن الأمــورِ مُـسـهَّـلا

كـونـوا لـه ولأصــلِــه ولـفـرعِـــه      وصـديـــقِـــــه ولـكـلِّ خـــــلٍّ أمَّــــــلا

فـالـعـبـدُ مـحـسـوبٌ عـلـى ساداتِهِ      والـحـكـمُ مُـنـسـحـبٌ عـلـى مـن قد تَلا

.............................................................

1 ــ ديوان القرن الثاني عشر ج 2 ص 244 عن كتاب شمامة العنبر والزهر المعنبر لمحمد بن مصطفى غلامي 196

2 ــ الأعلام ج ٤ ص ٢١٥

3 ــ سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ج 3 ص 170

4 ــ الأعلام ج ٤ ص ٢١٥

5 ــ محاريب مراقد علماء ومشايخ الموصل في العصر العثماني / مجلة آداب الرافدين، العدد 76 السنة 49 الموصل 1440 / 2019 ص 330 ــ 331

6 ــ نفس المصدر ص 331

كما ترجم له:

محمد أمين بن خير الله العمري / منهل الاولياء ومشرب الاصفياء من سادات الموصل الحدباء ص 102 ــ 176

يعقوب يوسف أفندي الخياط / ترجمة الأولياء ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ص 101

إسماعيل باشا البغدادي / هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين ج 1 ص 384

 محمد أسعد طلس / الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف ص 158

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار