زيد بن سهل الموصلي: (توفي 450 هـ / 1058 م)
قال من قصيدة يعدد فيها فضائل زيارة قبور أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم):
حفرٌ بطيبةَ والغريِّ و(كربلا) وبطوس والــزورا وسامراءِ
مـا جئتهمْ في كربةٍ إلّا انجلتْ وتـبـدَّلَ الــضـرَّاءُ بـالـسـرَّاءِ
قومٌ بـــهم غُفـرتْ خطيئةُ آدمٍ وجرتْ سفينةُ نوحَ فوقَ الماءِ (1)
الشاعر
زيد بن سهل الموصلي النحوي المعروف بـ (مرزكة) (2) وسمَّاه الحموي: زيد بن مرزكّة الموصلي، وقال: أصله من قرية من قرى الموصل تدعى «عين سعي» (3) وقال العماد الأصبهاني: الشيخ مَرْزَكَّة، واسمه زيد، من قرية عبيد، من نواحي المَوصل، كذا ذكره غير واحد ممَّن كان في مكتبه، وقيل اسمها: عين سُفتى. (4)
كان أديباً وشاعراً ونحوياً، ولد في الموصل ومات فيها وقد ذكر ياقوت الحموي أنه أخذ على علي بن دبيس النحوي الموصلي، (5)، وروى العماد (6) عن الشاتاني (7) قوله: قرأت عليه الأدب.
وذكر ابن شهراشوب أن له كتاباً اسمه (شرح الصدور) (8)
وقال فيه ابن النديم (من شعراء الشيعة ومتكلميهم) (9)
وقال عنه صلاح الدين الصفدي (كان نحوياً شاعراً أديباً رافضياً) (10)
وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً نحوياً محدثاً شاعراً أديباً) (11)
وقال السيد محسن الأمين (أحد شعراء أهل البيت ... ووصفه ابن شهرآشوب في المناقب في بعض المواضع بالواسطي وهو تحريف الموصلي) (12)
وقال الحموي: (كان نحوياً شاعراً أديباً إلّا أنه كان رافضياً دجالاً..) (13)
وكما اتهمه الحموي بالدجل فقد اتهمه العماد بالغلو وهذه عادتهما وغيرهما في إلصاق التهم بكل من يتشيع فقال العماد فيه وله ما يبرهن به على غُلوِّه في مذهبه في التشيُّع (14) وقد ذكر أشعاراً له لم نجد فيها ما يشي بالغلو وهي:
أَيُّ أَجرٍ للدَّمع والأَنفاسِ ووقوفي بالأربُع الأدراسِ
وارتياحي إلى الغــــزالِ وقد ما رَسَ مــــــنه الرَّدى أَشَدَّ مِراس
لَيقومَنَّ للشــــــــــــــــريعةِ هادٍ قاصمٌ للــــــــــعدى شديدُ الباسِ
قُرَشِيٌّ لا من بني عــــبد شَمْسٍ هــــــــاشميٌّ لا من بني العبّاسِ
فاطِميُّ النِّجارِ مِــــن آلِ موسى قد حوى العلمَ كالجبالِ الرواسي
ملأ الأرضَ عــدلُهُ بعد ما طهـ ـرها من مــــــــــظالمِ الأرجاسِ
في وَلاكُمْ يا آلَ بيتِ رسولِ اللَّهِ صارمتُ مَعشــــــــري وأُناسي
حُبُّكُم غـــــــايةُ الثوابِ وما في ثَلْبِ مَنْ سَنَّ بُغضَـــكُم من باسِ
وله:
ما آن يا قلب لي أن أتوبُ وقد علا رأْسِيَ المَشيبُ
إذا شــــبابُ الفتى تَقضَّى فالموت مــن بعده قريبُ
كــــــــــلُّ سَقامٍ له طبيبٌ وما لــــما حلَّ بي طبيبُ
أُنكِرُ حُـــــبّي لكم وما إنْ يُنكَرُ أَنْ يُعْبَدَ الـــصّليبُ
قد اقتسمنا عـــــلى سواءٍ فلا تــــــقولوا ولا نُجيبُ
خُذوا يـــزيداً لكم وشَمرا فما لنا فـــــــيهما نصيبُ
نــــــــــــصيبُنا كلُّه عليٌّ الفاضــــــلُ السيِّدُ اللَّبيب
وله في مرثِية أهل البيت عليهم السلام:
سقى منزلَ الأحباب حيث أقاموا دمــــوعٌ متى ضَنَّ الغَمامُ سِجامُ
فـــــــــلَهفي لِبَدرٍ ما استتَمَّ وإنَّما نصيبُ الكُسوفِ البدرُ وهو تمامُ
فمالوا عـــــــــــليه مَيلةً جاهليَّةٌ أماتوا بـــــــه الإسلامَ وهو غلام
فلولا بكاءُ المُـــــزنِ حُزناً لفَقدِه لما جادَنا بعــــــــد الحسينِ غَمامُ
ولو لمْ يَشُقَّ الليل جِلـــبابه أسىً لما انفكَّ عنّا مُذْ فُـــــــقِدْتَ ظلامُ
أَلا ما لِلَيلي لا انجِلاءَ لِــصُبْحِه وما لِجُفوني لا تكادُ تــــــــــــنامُ
وما لفؤادي صارَ للهَمِّ مـــــأْلَفاً أَسىً، أَعليه للســــــــــــرورِ لِثامُ (15)
كما وردت له أبيات ومقطوعات قصيرة في أهل البيت (عليهم السلام) وبعضها مقتطعة من قصائد ويبدو أن شعره قد ضاع يقول السماوي وله شعر فيهم عليهم السلام كثير (16) ومما جاء في المصادر من شعره قوله في أمير المؤمنين (عليه السلام):
ونامَ على الفــــراشِ لـه فـداءً وأنتمْ فــــي مضـاجِعِكـمْ رقودُ
ويومَ حُنيــــــن إذ ولوا هزيماً وقد نُشرتْ من الشركِ البنـودُ
فغادرهمْ لدى الفلواتِ صَرعى ولم تغنِ المغــــــافرُ والحديدُ
فـكـمْ مـــنْ غـادرٍ ألـقـاهُ شـلواً عفيـــــرَ التربِ يلثمُه الصعيدُ
هُـمُ بـخـــلـوا بـأنـفـسِهمْ وولّوا وحـيــــــدرةٌ بـمـهـجـتِهِ يجودُ
وفي الأحزابِ جاءتهمْ جيوِشٌ تكـــــــادُ الشامخاتُ لهـا تميـدُ
فنادى المــــصطفى فيهم علياً وقد كـــادوا بيثربَ أن يكيدوا
فـأنـتَ لـهـــــــذهِ ولـكـلِّ يـومٍ تُــذَلُّ لــكَ الـجـبـابـرُ والأسـودُ
فسقّى العامريَّ كؤوسَ حتفٍ فــــــــهزِّمتِ الجحافلُ والجنودُ (17)
وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً:
مديـنـةُ الـعـلـمِ عـلـيٌّ بابُها وكـلُّ من حادَ عن البابِ جَهَلْ
أمْ هلْ علمتمْ قيلةً من قائلٍ قال: سلوني قبل إدراكِ الأجلْ (18)
وفيه (عليه السلام):
وكيعــقوب كلّم الذئبَ لمَّا حلَّ في الجبِّ يوسفُ الصديقُ
وعليٌّ ناجاهُ في الطـائـفِ اللهُ فـفــــيـمـا يـنـافـسُ الزنديقُ (19)
وقال في فضيلة رد الشمس:
رُدّتْ له الشمسُ ضحىً بعدما هوتْ هويَّ الكوكبِ الغابرِ (20)
وقال في الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام):
قصدتُكَ يا موسى بن جعفرَ راجياً بقصدِكَ تمحيصَ الذنوبِ الكبائرِ
ذخــرتُكَ لي يومَ القيـامـةِ شـافـعـاً وأنـــــتَ لعمـرِ اللهِ خيرُ الذخائـرِ (21)
وقال في أهل البيت (عليهم السلام):
قـومٌ رســــــولُ اللهِ جـدُّهـمُ وعليٌّ الأبُ فانـتـــــهـى الشرفُ
غــفــرَ الإلـهُ لآدمٍ بــــــهـمُ ونـجـا بـنـوحٍ فــلــــكُــه الـقـذفُ
أمناءُ قد شهدتْ بفضلهمُ الـ ـتـوراةُ والإنـجيـــلُ والــصـحفُ
منهمْ رسولُ اللهِ أكــرمُ مَـنْ وطِئ الحصـى وأجلَّ مَنْ أصفُ
وعليٌّ البطلِ الإمامُ ومَـــنْ وارى غرائـــــــبَ فضلِه النجفُ
وغداً على الحسنينِ متّكلي في الحشــــرِ يومَ تنشّرُ الصحفُ
وشـفـاعـةُ الـسجَّادِ تشملني وبـهـا مـن الآثـــــــــــامِ أكـتـنفُ
وبباقرِ العلـمِ الـذي علقـتْ كــــــــــفي بحـبلِ ولائِـه الـزُّلـفُ
وبحبِّ جعفـرٍ أقـتوي أملي ولشــــــــــقوتي فـي ظـلِّهِ كنـفُ
ووسيلتي موســى وعترته أكـــــــرمْ بـهمْ من مـعشرٍ سلَفوا
منهم عليٌّ وابنُه وعـــلــيٌّ وابـنُـه ومــحـمــــــــــدُ الـخـلـفُ
صلى الإلهُ عليـهمُ وســقى مثواهــــــــمُ الهـطـالـة الـوكـفُ (22)
وفيهم (صلوات الله عليهم) أيضاً:
أيا لائمــــــي في حبِّ أولادِ فــاطمٍ فهل لـرسـولِ اللهِ غيرهمُ عُقبُ
هُـــــــمُ أهلُ مـيراثِ النبوَّةِ والهدى وقاعدةُ الدينِ الحنيفيِّ والقطبُ
أبوهمْ وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّهِ ووارثُ عـلمِ اللهِ والبطلُ الندبُ
......................................................
1 ــ مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 46 / أدب الطّف ج 2 ص 316 / الطليعة ج 1 ص 81 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
2 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
3 ــ معجم الأدباء ج 3 ص 338
4 ــ خريدة القصر ج 2 ص 434
5 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 759
6 ــ خريدة القصر ج 2 ص 434
7 ــ الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار، أبو علي الشاتاني (510 ــ 1116 هـ / 579 ــ 1183 م)
8 ــ معالم العلماء ص 51
9 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠ عن الفهرست
10 ــ الوافي بالوفيات ج 15 ص 37
11 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 232
12 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
13 ــ معجم الأدباء ج 3 ص 338
14 ــ خريدة القصر ج 2 ص 434
15 ــ نفس المصدر ص 434 ــ 435
16 ــ الطليعة ج 1 ص 81
17 ــ الطليعة ج 1 ص 81 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
18 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠ / أدب الطّف ج 2 ص 316
19 ــ ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
20 ــ نفس المصدر والصفحة
21 ــ نفس المصدر والصفحة
22 ــ مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 515 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠
23 ــ مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 43 / أعيان الشيعة ج ٧ ص ١٠٠ / الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج ١ ص ٦٨
كما ترجم له:
السيوطي / بغية الوعاة ج 1 ص 574
الخوانساري / روضات الجنات ج 3 ص 394
السيد حسن الصدر / تأسيس الشيعة لفنون الإسلام ص 83
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 2 ص 315 ــ 318
السيد عبد العزيز الطباطبائي / معجم أعلام الشيعة ص 222
اترك تعليق