55 ــ الناشئ الصغير (271 ــ 366 هـ / 884 ــ 976 م)

الناشئ الصغير (271 ــ 366 هـ / 884 ــ 976 م)

قال من قصيدة في مدح أهل البيت (عليهم السلام)

فزوروا بالــــغريِّ و(كربلاءٍ)     وبغداداً وســـامرَّا القبورا

ويثربَ قد حوتْ منهمْ وطوسٌ     قبــورَ أئمَّةٍ تحط الوزورا (1)

وقال من قصيدة رباعية تبلغ (30) بيتاً في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) قال عنها الخوارزمي إنها: مما يناح به في المآتم:

نُحدى سبا من (كربلا)     إلى الشآمِ في الفلا

يـنفثــنَ كربــــــــاً وبلا      ليـــسَ لــهنَّ كافلُ (2)

الشاعر

أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن الوصيف الحلّاء المعروف بـ (الناشئ الصغير أو الأصغر) المتكلم البغدادي، (3) وهو صاحب القصيدة المشهورة:

بآلِ محمدٍ عُرفَ الصوابُ     وفي أبياتِهم نزلَ الكتابُ

شاعر مجيد وفقيه ومحدِّث ومؤلّف ومتكلّم، ولد في بغداد، ولقِّب بـ (الحلّاء) نسبة إلى عمله في صياغة الحلي (النحاس) (4)

قال الحموي: (كان يعمل الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة، ومن عمله قنديل بالمشهد بمقابر قريش ومربع غاية في حسنه) (5) ويقصد بالمشهد مرقدي الإمامين الكاظمين (عليهما السلام)

ولقب بـ (الناشئ) نسبة لمن نشأ في فن من فنون الشعر واشتهر به، وبـ (الصغير أو الأصغر) تمييزاً عن الشاعر (الناشئ الكبير أو الأكبر) وهو أبو العباس عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك الأنباري البغدادي المعروف بـ (ابن شرشير) المتوفى سنة (293 هـ / 906 م). (6)

درس الناشئ الصغير على يد أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت الذي يعد من عظماء علماء الشيعة في وقته، ونبغ في اللغة والفقه وعلم الكلام والشعر، وكان أبوه عطاراً في الجانب الشرقي ببغداد ويظهر من أخبار الناشئ أن أباه عبد الله كان من الأدباء أيضاً حيث روي: أن ابن الرومي وثعلب كانا يترددان عليه في دكانه.

يقول الناشئ: (كان جدي وصيف مملوكاً، وكان أبي عبد الله عطاراً في الحضرة بالجانب الشرقي وكنت لما نشأت معه في دكانه كان ابن الرومي يجلس عندنا وانا لا أعرفه وكان يلبس الدراعة وثيابه وسخة، وانقطع مدة فسالت عنه أبي وقلت ما فعل ذلك الشيخ الوسخ الثياب الذي كان يجلس إلينا، فقال ويحك ذاك ابن الرومي وقد مات، فندمت ان لم أكن أخذت عنه شيئاً ولا عرفته في حال حضوره وتشاغلت بالصنعة عن طلب العلم ثم لقيت ثعلباً...) (7)

وقد ولد الناشئ في بغداد ومات ودفن فيها ولم يغادرها إلّا إلى الكوفة فسكن فيها فترة ثم رجع إلى بغداد، ولم يذهب إلى مصر كما وهم بعض المؤرخين بقولهم عنه (نزيل مصر) (8) وقد وقع الاشتباه بينه وبين الناشئ الأكبر الذي ولد في الأنبار وهاجر إلى مصر وتوفي بها (9)

شاعر المسجد

كان مجلسه في مسجد الكوفة يضمّ المتكلمين والمحدِّثين والفقهاء والأدباء والشعراء وكلهم يأخذون عنه، فإذا جاء من يريد المناظرة في علم الكلام كان المتصدّي الأول له، ومن أراد الفقه فهو إمامه، ومن أراد الحديث انبرى له، ومن أراد الشعر كان مرجعه ومآله.

فلم تعرف الكوفة في وقته من هو أبرع منه في العلوم، وشهد له مسجدها مناظراته مع الأشاعرة والمجبّرة وغيرهم من الفرَق، فلا يرجعون إلا وقد نالهم العجز عن مجاراته وكان يُملي شعره في مدح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم والدفاع عن حقوقهم المغصوبة في مسجد الكوفة، والناس يكتبون عنه، وكان يدأب على حضور مجلسه صبي وهو يكتب بحرص وانتباه شديدين ما يُملى عليه خوفاً من أن يفوته شيء، فساعدت هذه الأشعار التي كان يكتبها على تكوين شاعريته حيث كان يتلقّف معانيها وصورها، فلا تزال محفورة في ذهنه حتى يظهر تأثيرها على شعره وقد هزّه هذان البيتان:

كأنَّ سنانَ ذابلهِ ضميرٌ     فليسَ عن القلـوبِ له ذهابُ

وصــارمُه كبيعته بخمٍّ     مقاصدها من الخلْقِ الرقابُ

فلا يزالان يتملكانه حتى أفصح معناهما بقوله:

كأنَّ الهــــامَ في الهيجا عيونٌ     وقد طبعت سيوفُك في رقادِ

وقد صغـتَ الأسنّةُ من همومٍ     فما يخطــــــرنَ إلاّ في فؤادِ (10)

وهذا الصبي هو المتنبي.

قال ياقوت بعد أن روى عن الناشئ قوله: (كنت بالكوفة سنة 325 وأنا أملي شعري في المسجد الجامع بها والناس يكتبون عني): (الظاهر إن ذلك الشعر كان في مدح أهل البيت (ع) وإلا فغيره من الشعر لا يقرأ في المسجد الجامع بالكوفة وكان الناس الذين يكتبون عنه هم الشيعة لأن جل أهل الكوفة كانوا شيعة في ذلك الوقت) (11)

وقال الشيخ الأميني: (روى عنه الشيخ الإمام محمد بن محمد بن نعمان المفيد، وبواسطته يروي عنه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي كما في فهرسته ص 89، واحتمل في "رياض العلماء" رواية الشيخ الصدوق عنه أيضاً، وقال: لعله الذي كان من مشايخ الصدوق) (12)

العقيدة الخالصة

مما يروى عن عقيدة الناشئ بأهل البيت وإخلاصه في محبتهم ما ذكره الحموي فقال: (حدثني الخالع قال: كنت مع والدي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وأنا صبي في مجلس الكبودي في المسجد الذي بين الوارقين والصاغة وهو غاص بالناس، وإذا رجل قد وافى وعليه مُرقعة وفي يديه سطيحة وركوة ومعه عُكاز، وهو شِعث فسلّم على الجماعة بصوت يرفعه، ثم قال أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، فقالوا مرحبا بك وأهلاً ورفعوه فقال: أتعرّفون لي أحمد المزوّق النائح، فقالوا: ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا عليها ‌السلام في النوم فقالت:

امضِ إلى بغداد واطلبه وقل له: نح على ابني بشعر الناشئ الذي يقول فيه:

بني أحمدٍ قلبي لكم يتقطعُ     بمثلِ مصابي فيكمُ ليس يُسمعُ

وكان الناشئ حاضراً فلطم على وجهه وتبعه المزوّق والناس كلهم، وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوّق ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلى الناس الظهر وتقوّض المجلس، وجهدوا بالرجل أن يقبل شيئاً منهم، فقال: والله لو أعطيتُ الدنيا ما أخذتها فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي عليها ‌السلام ثم آخذ عن ذلك عِوضاً، وانصرف ولم يقبل شيئاً قال: ومن هذه القصيدة وهي بضعة عشر بيتاً.

عجبتُ لكم تفنونَ قتلاً بسيفكمْ‌     ويسطو عليكمْ من لكمْ كانَ يخضعُ

كأنَّ رسولَ اللهِ أوصى بقتلكمْ     وأجسامكمْ في كـــــلِّ أرضٍ تُوزَّعُ) (13)

ترجم للناشئ كثير من الأعلام وفي أمَّات المصادر المعتبرة وقد آثرنا نقل مقاطع قصيرة من أقوال المؤرخين واستخلاص أهمها وتجنب التكرار:

قال الشيخ الطوسي: (كان متكلماً شاعراً مجوداً، وله كتب، وكان يتكلم على مذهب أهل الظاهر في الفقه، أخبرنا عنه الشيخ المفيد رحمه الله) (14)

وقال ابن النديم: (وكان شاعراً مجوداً في أهل البيت عليهم السلام، ومتكلماً بارعاً. وله من الكتب..) (15)

وذكره ابن شهرآشوب: (في شعراء أهل البيت المجاهرين) (16)

وقال ابن خلكان: (الشاعر المشهور؛ وهو من الشعراء المحسنين، وله في أهل البيت قصائد كثيرة. وكان متكلماً بارعاً، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم، وكان من كبار الشيعة، وله تصانيف كثيرة ....) (17)

وقال الشيخ محمد السماوي: (كان عالماً فاضلاً، متكلماً شاعراً، له حلقة بالكوفة يجتمع فيها العلماء والأدباء والشعراء فيملي عليهم بها، وأخذ الكلام عن علي بن إسماعيل النوبختي، وكان مصنفاً ومن تلامذته المتنبي الشاعر، وكان رقيق الشعر منسجمه، جزل المعنى، قوي الأسر، فتراه على قوته يكاد أن يذوب) (18)

وقال الشيخ القمي: (الفاضل المتكلم، الشاعر البارع الإمامي المشهور، له كتاب في الإمامة وأشعار كثيرة في أهل البيت (ع) لا تحصى حتى عرف بهم ولقب بشاعر أهل البيت (عليهم السلام) (19)

وقال الحموي: (وكان يعتقد الامامة ويناظر عليها بأجود عبارة فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم، وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة) (20)

وقال الحسين بن محمد بن جعفر الخالع الرافقي: (كان متقناً للكلام والجدل، يؤمن بمذهب الإمامية، ويناظر بأجود عبارة واستنفد عمره في مديح آل البيت والدفاع عن حقوقهم حتى عرف بهم وأشعاره فيهم كثيرة) (21)

وقال ابن كثير: (كان متكلماً بارعاً من كبار الشيعة أخذ الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت، وكان المتنبي يحضر مجلسه ويكتب من إملائه). (22)

وقال الذهبي: (من فحول الشعراء ورؤوس الشيعة ... روى ديوانه بالكوفة، وأخذ عنه المتنبي) (23)

وقال ابن حجر: (كان عالماً بالأدب قيِّما في علم الكلام، شيعياً جلدا أكثر شعره في مدح أهل البيت) (24)

وقال الشيخ الأميني: (كان أحد من تضلع في النظر في علم الكلام، وبرع في الفقه، ونبغ في الحديث، وتقدم في الأدب، وظهر أمره في نظم القريض، فهو جماع الفضايل، وسمط جمان العلوم، وفي الطليعة من علماء الشيعة ومتكلميها، ومحدثيها، وفقهائها، وشعرائها) (25).

وقال أيضاً: (أن الناشي على كثرة شعره في أهل البيت عليهم السلام حظي منهم بالقبول والتقدير وحسبه ذلك مأثرة لا يقابلها أي فضيلة، ومكرمة خالدة تكسبه فوز النشأتين) (26)

وقال الزركلي: (شاعر مجيد، من أهل بغداد. كان إمامياً، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتباً. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى " ديوان شعره " في مسجد الكوفة، فحضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحلّيه في صنعة بديعة) (27)

هذا موجز ترجمته في بعض المصادر وتركنا الأقوال الأخرى لتشابهها في الألفاظ والمضمون، فالناشئ من علماء الشيعة ومتكلميها ومحدثيها وفقهائها وشعرائها، كما ذكرت له هذه المصادر وغيرها حوادث صغيرة عن حياته العلمية استدل بها المؤرخون على ذكائه وفطنته ونبذ من مناظراته مع أصحاب المذاهب الأخرى. أما حياته الاجتماعية فهو لم يتزوج، وتوفي في بغداد وورد كتاب ابن بقية إلى ابن العميد بخبره وقيل إنه تبع جنازته ماشياً وأهل الدولة كلهم ودفن في مقابر قريش وقبره هناك معروف (28) وقد ذكر كل من ترجم له: أن له كتباً وتصانيف في الإمامة وعلم الكلام ولكن لا يوجد شيء منها الآن.

وقد تتلمذ على يد الناشئ كبار علماء اللغة والكلام منهم: أحمد بن فارس، وعبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبه الهمداني، والأديب الكبير أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وأبو بكر بن زرعة الهمداني، وعبد الواحد العكبري، وعبد السلام بن الحسين البصري اللغوي، والمتنبي وغيرهم. (29)

يد السياسة والطائفية تغتال شعره

قد تجابهنا حالة تسترعي الانتباه كثيراً طالما تكررت عند كثير من شعراء أهل البيت (ع)، ومنهم الناشئ وهي الفارق الكبير بين ما قاله الشاعر وبين ما هو موجود !!

فهذا الشاعر الذي كانت: (مدائحه في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى كثرة). و(له أشعار كثيرة في أهل البيت عليهم السلام لا تحصى حتى عُرف بهم، ولقب بشاعر أهل البيت). و(واستنفذ عمره في مديح أهل البيت عليهم السلام حتى عرف بهم وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة). إلى غيرها من الجمل المشابهة التي أطلقها المؤرخون عليه .. ولكن مع ذلك يطالعك المحققون بعد هذه الجمل بعبارات: (وأغلب هذه المدائح لم يصلنا وضاع فيما ضاع من شعره). و(إن له ديوان شعر ولكن هذا الديوان مفقود).

ولا شك أن هذا السؤال يحمل معه الجواب أيضاً فمدائح أهل البيت (عليهم السلام) ومراثيهم كانت كافية لإضاعة شعره ! وفي كل حال لا نريد الخوض في هذا الموضوع الذي لعبت يد السياسة والعصبية والمذهبية دورها الكبير في إخفاء وتضييع تراثنا ؟

ولكن قيَّض الله لشعر الناشئ المتبقي والمتناثر في خلايا الكتب من يجمعه، فقام الباحث الكبير العلامة المحقق الشيخ محمد السماوي بجمع هذه الأشعار من المصادر المعتمدة والمخطوطات النادرة فكوّن له ديواناً في ست عشرة صفحة ضمّت (349) بيتاً كلها مما قيل في مديح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم ومناقبهم وكتبها الشيخ السماوي بخطه وأوقفها على مكتبة الحكيم العامة في النجف الأشرف.

لكن السماوي لم يشر إلى المصادر التي جمع منها هذا الديوان فقام الأستاذ هلال ناجي عضو مجمع اللغة العربية بدمشق بتحقيق الديوان وتقديمه والبحث عن مصادره المتناثرة وتوثيقها في الديوان. وقد وجدنا في مصادر أخرى أشعاراً له غير موجودة في الديوان وقد أثبتناها هنا في هذا الموضوع.

كما قام الأستاذ علاء عبد الله ناجي الأسدي بجمع ما تناثر من شعره إضافة إلى مخطوطة السماوي وتخريجه وشرحه ونشره في دراسته القيمة التي ضمها إلى الديوان وقد أشرنا إليها

وكما ظلم الناشئ في شعره فقد ظلم بعد موته فقد روى الأميني أنه: (ممن نبش قبره في واقعة سنة 443 وأحرقت تربته) (30) وروى عن ابن شهرآشوب قوله: (حرقوه بالنار) (31)

شعره

أبرز شعره قصيدته البائية المشهورة في مدح أهل البيت (ع) وهي التي تناقلتها الأفواه وصدحت بها الحناجر في كل مكان وهي تبلغ (30) بيتاً يقول فيها:

بآلِ محــمدٍ عُرفَ الصـــــوابُ     وفي أبيـاتهم نزلَ الكــــــــــتابُ

هم الكلماتُ والأسماء لاحــــتْ     لآدمَ حين عــــــزَّ لهُ المـــــتابُ

وهمْ حُججُ الإلهِ على الــبرايــا      بهم وبـــــحكمهمْ لا يستـــــرابُ

بقية ذي العلى وفروعُ أصــلٍ     بحسنِ بيانِهـم وضحَ الخـــــطابُ

وأنوارٌ تُرى في كلِّ عـــصــرٍ     لإرشادِ الورى فـــهمُ شِـــــهـابُ

ذراري أحمدٍ وبنــــو عـــلــيٍّ     خلـيـــــفـتُه فهمْ لـــبٌّ لِبــــــــابُ

تناهوا في نهــــايةِ كــلِّ مجــدٍ     فطـهِّر خـلقهمْ وزكوا وطــــابوا

إذا ما أعـــــوزَ الطلابُ علــمٌ     ولم يوجــــد فعنـــدهمُ يُــــصابُ

محبَّتهمْ صـــــراطٌ مــستـقيــمٌ     ولكــــن في مســـــالكِهِ عــــقابُ

ولاسيـــــما أبــو حسنٍ علــيٍّ     له في الحــــربِ مرتبـةٌ تــــهابُ

كأنَّ سنانَ ذابِــلِــــــهِ ضميـــرٌ     فليـسَ عـــن القلوبِ لهُ ذهــــابُ

وصارمُـــــــه كبيــعـتهِ بــخـمٍّ     معـاقدُهـــــا من القومِ الــــرقابُ

إذا نــــادتْ صوارمُه نفــوسـاً     فلــــيسَ لها سوى نـــــعمٍ جوابُ

فبينَ سنانِه والــــــدرعِ ســلـمٌ     وبين البيضِ والبيضِ أصطحابُ

هو البكّاءُ في المحرابِ لـيـلاً     هو الضـــــحَّاكُ إن جدَّ الضرابُ

ومَن في خفِّه طرحَ الأعـادي     حُــــــــــــــباباً كي يُلبسّه الحُبابُ

فحينَ أرادَ لبسَ الــخفِّ وافى     يمانــــــــــعُه عن الخفِّ الغرابُ

وطارَ به فأكـــــــــفـــأه وفيه     حبــــــابٌ في الصعيدِ له انسيابُ

ومَن ناجــــــــاهُ ثعبانٌ عظيمٌ     ببـــــــابِ الطهـــرِ ألقته السحابُ

رآه النــــاسُ فانجفلوا برعبٍ     وأغلقـــــــــتْ المسالكُ والرحابُ

فلمَّا أنْ دنا منـــــــــــه عـليٌّ     تـــــدانى الناسُ واستولى العِجابُ

فكلّمه عــــــــليٌّ مستطيـــلاً     واقبـــــــــل لا يخــــافُ ولا يهابُ

ورنَّ لحــــاجزٍ وانسابَ فيه     وقالَ وقد تغــــــــــــيَّـــــبه الترابُ

أنا ملكٌ مُسختُ وأنتَ مولى     دعـــــــــــاؤكَ إن مَـننتَ به يُجابُ

أتيتكَ تائباً فاشـــفعْ إلـى مَـن     إليهِ في مهـــــــــــــاجرتي الإيابُ

فاقبلَ داعيـــــاً وأتــى أخـوهُ     يؤمِّـــــــــــنُ والعيونُ لها انسكابُ

فلمَّا أن أُجِيـــــبا ظــلَّ يعلـو     كما يـعلو لـــــــــــدى الجوِّ العقابُ

وأنبتَ ريشَ طاووسٍ علـيه     جواهـــــــــــــرُ زانها التبرُّ المُذابُ

يقولُ لقد نجوتُ بأهـلِ بيـتٍ     بهمْ يُـــــــــصـلى لظىً وبهمْ يُثـابُ

عليُّ الدرُّ والذهبُ المصفَّى     وبـــــــــــــاقــي الناسِ كلَّهمُ تـرابُ

إذا لمْ تبرَ من أعـــــدا عليٍّ     فمــــــــــــــا لكَ في محبتِهِ ثـــوابُ

هو البكّاءُ في المحرابِ ليلاً     هـــــــو الضحّاكَ إن جدَّ الضِّرابُ

همُ الـنبأ العظيمُ وفلكُ نوحٍ    وبابُ اللّهِ وانقـــــــــــــــطعَ الخِطابُ (32)

وقال من قصيدة تبلغ (35) بيتاً:

ألا يا خليفــــةَ خيرِ الـــــــــورى     لقد كفرَ القومُ إذ خـــالفــوكا

أدلُّ دلــــــيــــلٍ عـــلـى أنـــــــهمْ     أبوكَ وقد سمعوا النصَّ فيكا

خــــلافُهمُ بعد دعــــــــــــــواهِمُ     ونكثهمُ بعدما بايـعــــــــــوكا

طغوا بالخريبــةِ واستنجــــــــدوا     بصفينَ والنهرُ إذ صـالـتوكا

أناسٌ همُ حاصــــروا نعـــــــثـلاً     ونالوهُ بالقتلِ مـا استـــأذنوكا

فيا عجباً منهــمُ إذ جـــــــــــــنَوا     دماً وبثـــــــاراته طالبــــوكا

ولو أيقنوا بنــبيِّ الــــــهـــــــدى     وباللهِ ذي الطـولِ ما كايـدوكا

ولو أيــــــــــــــقنــوا بمعــادٍ لها     أزالوا النصوصَ ولا مانعوكا

ولو أنهــــــمْ آمنــــــوا بــالهدى     لمـــــا مانعوكَ ولا زايــــلوكا

ولكـــــنهمْ كتـــــموا الــشكَّ في     أخيــــــكَ النبيِّ وأبدوهُ فيــــكا

فلِـــمْ لَمْ يثــوروا بــبدرٍ وقــــــد     قتـــلتَ من القومِ من بارزوكا

ولِمْ عرَّدوا إذ ثنــيتَ العــــــدى     بمهـــــــراسٍ أُحدٍ ولِمْ نازلوكا

ولِمْ أحجموا يـــومَ ســــــلعٍ وقد     ثبِتّ لعمــــــــرو ولم أسـلموكا

ولِم يومِ خيـــبرَ لم يثبــــــــــتوا     برايةِ أحمـــــــدَ واستــدركوكا

فلاقيتَ مرحبَ والـــــــعنكبوتَ     وأسداً يحـــــــامُونَ إذ وجَّهوكا

فدكدكتَ حصـــــــنـــــهمُ قاهراً      ولوّحتَ بالبـــابِ إذ حـاجزوكا

ولم يحـــــــضروا بـحنيـــنٍ وقد     صككـتَ بنفسكَ جيشاً صكوكا

فـــــــأنتَ المقدَّمُ فــــي كلِّ ذاك      فيا ليــــــتَ شعري لِمْ أخرّوكا

فيا ناصرَ المصــطفى أحمـــــدٍ     تعلــــــــــمَّت نصرتَه من أبيكا

وناصبتَ نــــــصَّابَه عـنـــــوةً     فلــــــــــعنةُ ربِّي على ناصبيكا

فأنتَ الـــخليفــةُ دونَ الأنـــــامِ     فما بـالهمْ في الــورى خـالفوكا

ولا سيِّما حـــــــــين وافـــــيتُه     وقـــد سـارَ بالجيشِ يبغي تبوكا

فقالَ أناسٌ قــلاه الـــــــنـــــبيُّ      فصرتَ إلى الطهرِ إذ خفَّضوكا

فـــــــقالَ الــنبيُّ جوابـــــاً لما     يــــؤدي إلى مسـمعِ الطهرِ فوكا

ألمْ ترضَ أنّا على رغمِــــهم     كمـــــــوسى وهارونَ إذ وافقوكا

ولو كانَ بعــــدي نبيٌّ كــــما     جعـــــــلتَ الخليفةَ كنتَ الشريكا

ولكـــنني خاتمُ المرســـــلين     وأنــــــــــتَ الخليفةُ إن طاوعوكا

وأنتَ الخليفةُ يومَ انـــتجاكَ      عـلى الـــــكــورِ حيناً وقد عاينوكا

يراكَ نــجيّاً له الــمسلمون     وكـــان الإلـهُ الذي ينـتجيـــــــــــكا

على فمِ أحمدَ يــوحي إليكَ     وأهلُ الضغــــــــــائنَ مستشرفوكا

وأنتَ الخليفةُ في دعوةِ الـ     ـعــــــــــــشيــرةِ إذ كان فيهم أبوكا

ويومَ الغديرِ ومــــــا يومُه     ليتركَ عـــــــــــــذراً إلى غـادريكا

فهم خلفٌ نـــصروا قولَهم     ليبـغوا عليـــــــــــكَ ولمْ ينصروكا

إذا شاهدوا النصَّ قالوا لنا      توانــــى عن الحــقِّ واستضعفوكا

فقلنا لهم نصُّ خيرِ الورى     يزيلُ الظنــــــونَ ويَــنفي الشكوكا

ولو آمنوا بنبــــــيِّ الهدى     وباللهِ ذي الطــــــــولِ مــا خالفوكا (33)

وقال من قصيدة تبلغ (27) بيتاً:

ألا يـــــــا آلَ ياسيـــــــــنٍ    وآلَ الـكــــهفِ والرعدِ

عرفتمْ كلَّ ما يـــــــحــدثْ     فـي الــزنـجِ وفي الهندِ

وجابلقا وجـــــــــابرصــا    وما فـي الصـينِ من بدِّ

وما يحــــدثُ في الأقــطا    رِ مـــــن فتـحٍ ومن سدِّ

ومن خسفٍ ومــن رجفٍ     ومـــــــن هدمٍ ومن هدِّ

ومن فتقٍ ومــــــــن رتقٍ    ومــن دهـــشٍ ومن بلدِ

وعلمَ الأبــحرِ الســــــبعـ    ـةِ ذاتِ الــــجزرِ والمدِّ

وعلمَ الــريـــــحِ والأنجـ    ـمِ مــن نحسٍ ومن سعدِ

أبوكـــــــــــــمْ آيةُ النورِ    علــــــى الطورِ لمستهدِ

هوَ الــبحرُ الذي تيَّــــــا    رُه أحلـــــــى من الشهدِ

بريــحِ المسكِ والعنبــرِ    والكــــــــــــــافورِ والندِّ

هــوَ الحاملُ في الحشرِ    بكفيـــــــــــــهِ لوا الحمدِ

قسيمُ النارِ والــجنَّــــــــ    ـةِ بينَ النــــــــدِّ والضدِّ

فما لابنِ أبـــــــي طـالـ    ـبٍ المفضــــــالِ من ندِّ

همامٌ، ملــكُ المـــــوتِ    إذا بـــــــــــــارزَ في كدِّ

لذاكَ الموتُ يقضي أمـ    ـرَه في صــــــورةِ العبدِ

فما يبرحُ حــــتى يــــو    لجَ المـرهــفَ في الغمدِ

ولا يقتـــلُ إلا كـــــــلَّ    لـيثٍ باســـــــــــــلٍ نجدِ

ولا يتبــــــــعُ من ولّى    مــــــن الـرعبِ إلى بعدِ

فقد أعــــــجبَ في بدرٍ    وفـــــــي سلعٍ وفي أحدِ

وقدْ جــــدَّل في خيــبرَ    آلافــــــــــــاً بـــــلا عدِّ

وقد أطلــــقَ بعد الأسـ    ـرِ عمرو الليثَ من معدِ

وما ولّى كـــــمنْ ولّى    ولا مــــــالَ عن القصدِ

إمامٌ يفضــــــــلُ العالـ    ـمَ بالعلــــــــــمِ وبالزهدِ

ويدري ما أتى أو يــأ    تــــــي من قبلْ ومن بعدِ

وما يفسدُ مـــــن دينٍ     وما يصــــــــلحُ من عقدِ

ومن كابنِ أبي طالبْ     في الفضــــلِ وفي المجدِ (34)

 

وفي أمير المؤمنين أيضاً يقول الناشئ من قصيدة تبلغ (20) بيتاً:

ألا إن خيرَ الخلقِ بعد مـــــــــحمدٍ     عليُّ الذي بالشمـسِ أزرتْ دلائــــلُه

وصيُّ النبيِّ المصطــــــفى ونجيُّه     ووارثــــــه علمُ الغيـوبِ وغــــاسلُه

ومَنْ لم يقلْ بالنصِّ فيه معـــــــانداً     غدا عقله بـــــــالرغمِ منه يـــجادلُـه

يعرِّفه حقَّ الوصيِّ وفـــــــــــضلَه     على الخلقِ حتى تضمحلَّ بواطـــلُه

هوَ البحرُ يُغني مَن غدا في جوارِه      ولا سيَّما إن أظهـــرَ الـدرَّ ســـاحلُه

هوَ الفخرُ في اللأوا إذا ما نــــدبته     ولا عجبٌ أن يندبُ الـــفـــخرَ ثاكلُه

حجابٌ إلهُ الخلقِ أحكـــــــــمَ رتقَه     وسترٌ على الإسلامِ ذو الطولِ سابلُه

وبــــــــــــابٌ غدا فينا لخيرِ مدينةٍ     وحبــلٌ ينالُ الفوزَ في البعثِ واصلُه

وعيبةُ علمِ اللهِ والصــــــادقُ الذي     يقـــــــــــولُ بحرِّ القولِ إن قالَ قائلُه

عليـــــــمٌ بما لا يعلمُ الناسُ مظهرٌ     مــــــــنَ العـلمِ من كلِّ البريةِ جاهلُه

يجيـــــــبُ بحكمِ اللهِ من كلِّ شبهةٍ     فيبـــــــــصـرُ طبَّ الغيِّ منه مسائلُه

إذا قالَ قولاً صدَّقَ الــــوحيُّ قولَه     وكذّبَ دعــــــوى كلِّ رجسٍ يناضلُه

حميدٌ رفيـــــــــعُ القولِ عند مليكِهِ     شفيــــــــــعٌ وجيـــــهٌ لا تُردُّ وسائلُه

وخلصانُ ربِّ العرشِ نفسُ محمدٍ     وقـد كانَ من خيـرِ الورى مَن يباهلُه

إمام علا مِن خاتمِ الرســـلِ كاهلاَ     وليــــــــسَ عليٌّ يحـملُ الطهرَ كاهلُه

ولكن رسولُ اللهِ عـــــــلّاهُ عامداً      على كتفيـــــــــــٍهِ كـي تناهى فضائلُه

أيــــعجزُ عنه من دحا بابَ خـيبرٍ     وتحــــــــــــــمـــله أفراسُه ورواحلُه

فشــــــــــــرّفَه خيرُ الأنامِ بحمـلِه     فبـــــــورِكَ محــــمولٌ وبورِكَ حاملُه

ولمّا دحـــــا الأصنامَ أومى بكـفِّه     فكـــــــــــــادتْ تنالُ النجمَ منه أناملُه

وذلكَ يومُ الفتـــــــحِ والبيتُ قبـله     ومـــــن حوله الأصنامُ والكفرُ شاملُه (35)

وقال في قصيدة في أهل البيت وعقيدته في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

يا آلَ ياسينَ إن مفــــــــــخرَكم     صيَّرَ كلَّ الورى لـكم خُــــــــولا

لو كانَ بعدَ النبيِّ يوجــدُ في الـ     ـخلـــقِ رسولاً لكنـتـــــــمُ رُسُلا

لولا موالاتـــــــــكمْ وحــــبّكــمُ      ما قبلَ اللهُ للـــــورى عــــــــملا

يا كلماتٌ لولا تـــــلـــــــــقّنِــها     آدمُ يــــــومَ الـمتابِ مـــــــا قُبلا

أنتمْ طريقُ إلى الإلـــــــهِ بــكمْ     أوضحَ ربُّ المعـــــــارجِ السُّبُلا

آمنـــــــــتُ فـيمنْ مضى بــكمُ     وقضى وبالذي غابَ خائفاً وجلا

وهوَ بعيـــــنِ اللهِ العليِّ يــرى     ما صنـــــــــعَ المختفي وما فعلا

ويؤمـنُ الأرضَ من تزلزلِــها     إذ كــــــــــــانَ طوداً لثـبتِها جبلا

حتى يشاءُ الباري فيظـــهــرُه     للقســــــطِ والعـدلِ خيرَ مَن عدلا

يا غائــــــباً حاضراً بأنفسِـــنا     وباطناً ظـــــــــــــاهراً لمَن عقلا

يا ابنَ البدورِ الذينَ نورُهــــمُ     يسطــــــــــعُ في الخـافقينِ ما أفَلا

وابنَ الهمامِ الذي بسطــوتـــه     قـــــوّضَ ظعنَ الإشراكِ مُرتحلا

أقامَ ديــــــنَ الإلهِ إذْ كَــسرتْ     يداهُ في فتـــــــــــــــــحِ مكةٍ هُبلا

علا علــــى كاهلِ النبيِّ ولــو    رامَ احتمــــــــــــــالاً لأحمدٍ حملا

ولو أرادَ النجــــــومَ لامَــسها     بمـــــــــــا لـه ذو الجلالِ قد كفلا

مَنْ يعتلِ فليكـــــنْ عــلاهُ كذا     أو لا فــــــــــــقد باءَ هابطاً سفلا

أمسكتُ منكمْ حبلَ الولاءِ فما    أراهُ إلا باللهِ مُتّــــــــــــــــــــــصِلا (36)

وله قصيدة تبلغ (25) بيتاً ضمّن فيها السورة التي نزلت بحق أهل البيت (ع) وهي سورة الإنسان يقول منها:

استمـعْ ما أتـــــــــــى به جبريلُ     أحمدَ المصطفى البشيرَ النذيرا

يوم صـــــامَ الوصيُّ والأهـلُ للهِ      تـعالى يوفـــــــونَ منهمُ نذورا

وحَبُوا في طعامهمْ ذلـكَ اليــــــو     مَ يتيــــــــماً ومـــؤسراً وفقيرا

فتلا (هلْ أتى على الإنسانِ حينٌ     من الدهرِ لم يكنْ مــــــذكورا)

وابتدا نطفة هنالكَ أمشـــــــــاجاً     غدا بعدهـا سميـعـــــــاً بصيرا

وهـدى نسلَه فأصبــــــــــــحَ إمَّا     شاكـــــــراً مـؤمناً وإمَّا كفورا

إن الأبرارَ يشربــــــــونَ بكأسٍ     كان فــــــــيهمْ مـزاجُها كافورا

وهيَ عــــــينٌ تجري بقدرةِ بارٍ     فـــــــــــــجَّرتها ألطافُه تفجيرا

إذ وفُوا نذرَهم يخــــــافونَ يوماً     فــــــي غدٍ كان شرّه مستطيرا

يطعمونَ الطعامَ في حـبِّه المسـ     ـكيـنَ ثـــــــــمَّ اليتيمَ ثمَّ الأسيرا

أطعموهمْ للهِ لم يبتغــــــــوا منـ     ـهــــمْ جزاءً ولم يريدوا شكورا

ثم قالوا نخـــــافُ من ربِّنا يــو     مــاً عبـوساً من هولِهِ قمطريرا

فيوقّون شرَّ ذلكَ في الــــــحشـ     ـــــــــرِ ويلقَّونَ نظرةً وسرورا

وجزاهمْ إلههمْ في العظيـــمــــا     تِ على الصبـــرِ جنَّةً وحريرا

واتّكاءً على الأرائـــــــكِ لا يلـ     ـقـونَ فيها شمساً ولا زمهـريرا

دانياتُ القطوفِ قد ذُللَ الـــقطـ     ـفُ وإن كانَ قد عــــلا تشـميرا

وعليهمْ تدورُ آنيــةُ الفــــــــضَّـ     ــةِ تحـــــوي شرابَها المذخورا

في قواريـــــــرَ فضةٍ قــدَّروها     في ثنــــــــــــــايا كمالِها تقديرا

ويسقّونَ زنجبيـــلاً لدى الكــــأ     سِ مزاجاً وسلـــــسبيـــلاً نميرا

ويطوفُ الولدانُ فيهـمْ يخالــــو     ن مـــــــن الحسنِ لؤلؤاً منثورا

وإذا ما رأيـــــــــــــتَ ثمَّ تأمَّلـ     ـتَ نعيـــــــــماً لهمْ وملكاً كبيرا

وثيابٌ عليهمُ ســــــندسٌ خضـ     ـرٌ وحلّــــــــوا أساوراً وشذورا

وسقاهمْ في القدسِ ربُّهــــم الله     شــــــــــراباً من الجنانِ طهورا

إنَّ هذا هو الجزاءُ ومـــــــا زا     لَ بلا شـــــــكٍ سعيُهم مشكورا

وصلاةُ الإلهِ تتلى عليـــــــهــمْ     فأصيـــــــــــلاً تعتادهمْ وبكورا (37)

فالناشئ سخَّر شعره وعلمه كله في سبيل نصرة قضية أهل البيت (ع) والدفاع عن حقهم المغتصب، يقول في إحدى قصائده وقد ضمَّن فضائل مير المؤمنين (عليه السلام) ويذكر فيها يوم الغدير ويوم الخندق وقتل عمرو بن عبد ود العامري وحديث الرسول (ص): إن ضربة علي أفضل من عبادة الثقلين، ويوم خيبر حين فتح حصن اليهود وقتل بطلهم مرحب، يقول الناشئ:

يا آلَ ياسيــــــنَ مــــــن يُحبِّـكمُ     بغيـرِ شـكٍّ لـنفـسـهِ نصـــحا

أنتمْ رشـــــادٌ مـن الضلالِ كما     كلُّ فـــســادٍ بـحبكمْ صـــلحا

وكـــــل مستـــــــحسنٍ لغيرِكمُ     إن قِيسَ يوماً بفضلـــكمْ قبحا

مـــــا مــــــحيت آية الـنهارِ لنا    وآية الليــلِ ذو الـــجلالِ محا

وكيف تُمحى أنوارُ رشـــــدكمُ     وأنتمُ في دجى الظلامِ ضحى

أبوكمُ أحمدٌ وصــــــــــاحبُه الـ     ـممنوحُ من علــــمِ ربِّهِ منحا

ذاكَ عليُّ الـــــــــذي تـــــفرُّدِه     في يومِ خــــمٍّ بفضلِهِ اتّضحا

إذ قالَ بين الــورى وقـــــام به     معـــتضداً في القيامِ مُـكتشحا

من كنتُ مولاهُ فالــــوصـيُّ له     مولىً بـوحيٍّ من الإلـهِ وحى

فبخبخوا ثـــــمَّ بايعوهُ ومـــــن     يــــبـــــايعُ اللّهَ مخلـصاً ربحا

ذاكَ عـــــليُّ الذي يـــــقول له     جـــــبـريلُ يومَ النزالِ ممتدحا

لا سيفَ إلا سيفَ الوصي ‏ولا     فتـــــــىً سواهُ إن حادثٌ فدحا

لو وزَّنوا ضربه لعمرو وأعما     لَ الـبــرايــــــا لضربهِ رجحا

ذاكَ عليٌّ الذي تــــــراجعَ عن    فتـــــــــــحٍ سواهُ وسارَ فافتتحا

في يومِ حضَّ اليهودَ حـينَ أقلَّ     البـابَ من حصنِهمْ وحينَ دحا

لم يشهدِ المسلـــمونَ قطّ رحى     حربٍ وألفوا سواهُ قطبَ رحى

صلـــــــــــى عليه الإله تزكيةً     ووفّق العبــــــــدَ ينشِئ المدحا (38)

وفي رثاء أهل البيت (عليهم السلام) يقول الناشئ في قصيدة تبلغ (17) بيتاً:

مصائبُ نسلِ فاطمةِ الــــــبـــــــــتولِ     نكتْ حــسراتُها كبدَ الـرسولِ

ألا بأبي البدورَ لقيــــــــــــــــنَ خسفاً     وأســلمَها الطلوعُ إلـى الأفولِ

ألا يا يومَ عاشــــــــورا رمـــــــــاني     مــصـابي منكَ بالـداءِ الدخيلِ

كأنّي بابـــــــــنِ فاطـمـــــــــةٍ جديلاً     يــلاقي التربَ بالوجهِ الجميلِ

يجرَّرُ في الثرى جـــــــــسداً ورأساً     عـلى الحصباءِ بــالنحرِ التليلِ

جديلاً ظلَّ فــــــــوقَ الأرضِ أرضاً      فوا أسفي على الرأسِ الجديلِ

تـــــــــــوطأه أعاديهِ ولكـــــــــــــن     تحامـــــــاهُ العتاقُ من الخيولِ

وقدْ قطــــــعَ العداةُ الــــــــرأسَ منه     وعلّــــــــوهُ على رمحٍ طويلِ

وقد برزَ النـــــــــساءُ مـــــــهتكـاتٍ     يُجرِّرنَ الـفروعَ من الأصولِ

فصرنَ إلـى الجســــــومِ مـوزَّعاتٍ     فلــــــــم يعـرفْ قتيلٌ من قتيلِ

فطـــــوراً يلتثــــــمنَ بني عــــــليٍّ     وطـــــــوراً يلتثـمنَ بني عقيلِ

وفاطمـــــــــــــةُ الصغيرةُ بعدّ عزٍّ     كـــساها الحـزنُ أثـوابَ الذليلِ

تنادي جــــــدَّها يـــــــــــــا جدُّ إنا     طلبـــــنا بعد فقــــدِكَ بالذحولِ

وسِــــــيقــتْ بعد ذاكَ إلــــى يزيدٍ     تعـــــــــاني للوجيــفِ وللذميل

فتحدى بالرؤوسِ على رؤوسٍ الـ     ـقنا وتُــــــساقُ بالـدنـفِ العليلِ

إذا نادتْ يتامــــــــــــــــــاهمْ بجدٍّ     تجاوبُ بالسيـــــاطِ وبالطبــولِ

فيا للهِ ما لقِيتْ شجـــــــــــــــــوناً     وما يلقى المـــحبُّ من الطـويلِ (39)

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (20) بيتاً

رجائي بعيدٌ والمــــــماتُ قـــريــــبُ     ويخــــــطئ ظنّـي والمنونُ تصيبُ

متى تأخذونَ الـثأرَ مـمــن تالّـبـــــوا     عليكمْ وشبُّوا الحربَ وهيَ ضروبُ

فذلكَ قد أدمـى ابنُ مــلــجمَ شــــــيبَه     فخرَّ على المحـــرابِ وهو خضيبُ

وذاكَ تـولّى السمُّ عـنــه حــــــشاشةً     وأنشِبنَ أظفـــــــارٌ بــــــــها ونيوبُ

وهـذا توزَّعنَ الصـــــــوارمُ جسـمَه     فخرَّ بأرضِ الطـفِّ وهوَ تــــــريبُ

قتيلٌ على نهرِ الفراتِ على ظــــمــا     تطوفُ به الأعــــــداءُ وهوَ غريبُ

كأنْ لمْ يكنْ ريحـــــانةً لمـــــــحـــمدٍ     وما هو نجلٌ لــــــــــلوصيِّ حبيبُ

ولمْ يـكُ من أهلِ الكساءِ الألى بـــهمْ     يُعـــــــــــــاقبُ جبَّارُ السما ويتوبُ

أناسٌ علوْا أعلى المعالي من العــلى      فــــليسَ لهمْ في الفاضلينَ ضريـبُ

إذا انتسبوا جازوا التناهي لـمجــدِهم      فما لهمُ في العــــــــــــالمينَ نسـيبُ

همُ البحرُ أضحى درَّه وعـــــــــبـابَه     فليـسَ له مـن منــــتقيه رســــــوبُ

تسيرُ بهِم فلكُ النجاةِ ومــــــــــــاؤها     لشــــرَّابِهِ عـــــذبُ المذاقِ شروبُ

هم البحرُ يُغني من غدا في جـــوارِه     وساحِلُه سهـــــــلُ المجـالِ رحـيبُ

يُمدُّ بلا جزرٍ علوماً ونــــــــــــــائلاً     إذا جــــاءَ منه المرءُ وهــوَ كسوبُ

حووا علمَ ما قد كانَ أو ما هوَ كائنٌ     وكــــــــــــــلُّ رشادٍ يحتويهِ طلوبُ

هُمُ سبــــــــــــــبٌ بينَ العبادِ وربِّهمْ     محـــبِّهمُ في الحــــــشرِ ليسَ يخيبُ

وقد حفظوا كلَّ العلـــــــــومِ بأسرِها     وكلُّ بديـــــــــــــــعٍ يحتويهِ غيوبُ

همُ حسناتُ العالمينَ بفضـــــــــــلِهم     وهمْ للأعادي في المـــــعـادِ ذنـوبُ

وقد حفظتْ غيبَ العلومِ صــدورُهم      فما الغيبُ عن تلكَ الصـدورِ يغـيبُ

فإنْ ظلمَتُ أو قُتّلتْ أو تهضَّمــــــتْ     فمـا ذاكَ من شأنِ الزمــانِ عجيـبُ

وسوفَ يديلُ اللهُ فيـــــــــــــهمْ بأوبةٍ     وكلٌّ إلى ذاكَ الــــزمانِ يــــــؤوبُ (40)

وقال في مدح الإمامين الكاظمين (عليهما السلام):

ببغدادٍ وان مُـلئتْ قــــــــــــصـورا     قبـورٌ غــــــشّـتِ الآفاقَ نورا

ضريحُ السابعِ المعصومِ موسى الـ     إمـــامُ المحـتوى مجداً وخيرا

وقبرُ محمدٍ في ظـــــــــهرِ مـوسى     يغشّي نورَ مهجتهِ الحضورا

هُما بحرانِ من علمٍ و جـــــــــــودٍ     تجاوزَ في نــفـاستِها البحورا

هُما بدرانِ من رشــــــــــدٍ وحسنٍ     أبى نوراهما تـــحكي البدورا

هُما طورانِ من منعٍ وهــــــــــديٍ     فإن فصَّلتْ تمَّ الـــطودُ طورا

إذا غارتْ جـــــــــــواهرُ كلُّ بحرٍ     فجوهـــــــرُها تنزَّه أن يغورا

وإن غابـــــــــــــتْ بدورٌ في نهارٍ     فمـــــا غـابا أصيلاً أو بكورا

وإن دُكّتْ مـن الأطـــــوادِ هضبٌ     تجــــــــــدْ كلاً برفعتِه وقورا

إذا زرتَ المـقابــــــــرَ من قريشٍ     وجـــدتَ الطيبَ فيها والعبيرا (41)

وقال في بيان آية من القرآن الكريم وتفسيرها وما فيها من سر في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام):

أتلُ آيةَ الكتـــــــــــــــــابِ للعــلمِ فيهِ     وتأمَّــــــــــلْ بـه بفكــرِ النبيهِ

إذ أســــــــــرَّ النبيُّ فيــهِ حـديـــــــثاً      عندَ بعضِ الأزواجِ مِـمَّن يليهِ

فأتتْ أخــــــــــــــــــــتَها إليــها فلمَّـا     حضرتْ عـــندها لـما تحتويهِ

خـــــبرَّتها بهِ وأنبــــــــــــــــــأهُ الله     عــــليهِ ومن قــد جـــــــاءَ فيهِ

سُئِلَ المصطفى فعرَّفَ بعــــــــــضاً      ثمَّ أخفى بعضاً لــــــه يستحيهِ

فبدا العتبُ للتيــــــــــــــنِ بــــــقصدٍ     أبدتا سرَّه إلى حـاسديــــــــــهِ

فأبى الوحيُّ أن تـتوبا إلــــــــــى اللهِ      فقدْ صــــــاغَ قـلبُ من يبتغيهِ

أو تحبا تظاهرا فـــــــــــــهو مـولاهُ     وجبريلٌ نــــــــاصرٌ في ذويهِ

ثم خيرُ الورى أخـــــــــــــــوهُ عليٌّ     نـاصرُ المـؤمنينَ من ناصريهِ

أيساوى من ينصرُ المصطفى المخـ     ـتارَ للــــــوعدِ منه في خاذليهِ

اتبعَ النصرَ منه في نصرِ جــبـــريـ     ـلٍ وثنى جـــــــــــبريلَه بأخيهِ (42)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (20) بيتاً:

زينةُ الإنسـانِ عــــــــقلٌ     بضيــــــــــاهُ يُـستدلُّ

أو رواءٌ وجــــــمـــــالٌ     أو تصــــاويرٌ وشكلُ

أيُّــــها الناصــبُ مـهلاً     أنتَ عن رشـدِكَ غَفلُ

عمِيتْ عــيناكَ قــلْ لي     أمْ عـلـى قلبِـــــكَ قُفلُ

من إليهِ جـاءَ جـــــبريـ     ـلٌ بوحيٍ يــستمـــــلُّ

ورسولُ اللهِ أغـــــــفى     ولعظـــمِ الـوحـيِ ثقلُ

وعليٌّ يـكــتـــبُ الوحـ     ـيَ عـــن عــــادةِ قبلُ

ثمَّ لمَّـا هــــــبَّ نــادى     وقد اســـــــودَّ السجلُ

أننــــي نمتُ وجــبريـ     ـلُ الذي كـــــــانَ يملُّ

وعلـيٌّ كـــــــــاتبٌ ما     أنـــــــــزلَ اللهُ الأجلُّ

من أتـاهُ جــبــــرئيــلٌ     مـــعه منديـلٌ وسـطلُ

عندما زاحمَـــــه عـن     صلـــواتِ اللهِ غــسلُ

مَن أتاهُ جبـــــرئيــــلٌ     بسلامٍ يستـــــــــــظلُّ

إذ روى القريةَ من بئـ     ـرٍ وقــــــدْ أحجمَ كلُّ

مَـــــن أتاهُ جبــــرئيلٌ     ينــــــزلُ البئرَ ويعلو

ويبيعُ الناقةَ الكـــــــو     مـــــاءَ فيما ليسَ يغلو

بلْ ومَنْ جبريلُ نادى     فـي السما وهوَ مطلُّ

وعلي في الوغى يفـ     ـري بسيــــفٍ لا يكلُّ

لا فتى إلا عــــــــليٌّ     أيَّد الـــحـــربَ المِدلُّ

أفما للطــالبِ الحــقِّ      بهذا القـــــــولُ فضلُ (43)

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام):

ألا لا تلمني فـي ولائـي أبا حـسنْ     فما تابــــــعٌ حـــــــقاً يُلامُ على الزمنْ

إذا ما اشترى المرءُ الجنانَ بحبِّه     غدا رابحاً فــــــي البيعِ ما فارقَ الغَبنْ

يعادونه إذ أخفقَ الكفرَ ســـــــيفُه     وأضـــــــحى به الدينُ الحنيفيُّ قد علنْ

وكسَّرَ أصناماً لـــــدى فتــحِ مكةٍ     فــــــــــأورثَ حقداً كلَّ مـن عبدَ الوثنْ

وأبـدتْ له عليا قريشٍ ضغــونَها      فأصبحَ بعد المصطفى الطهرِ في محنْ

أحبُّ أميرَ المؤمنينَ فــــــــــحبُّه     جرى في عروقِ القلبِ والرأسِ والبدنْ

هوَ البئـــرُ والقصرُ المشيدُ بناؤه     وعيــــــــــنُ إلهِ الخلقِ والجنبُ والأذنْ (44)

وله قصيدة باكية على ما أصاب أهل البيت من القتل على يد الأمويين والعباسيين:

بني أحمد قلبي بكمْ يتــقـــــــــــــطعُ     بمثلِ مصـــــــابي فيكمُ ليسَ يـسمعُ

عجبتُ لكمْ تَفنونَ قـتلاً بسيفــــــــكِمْ     ويسطو عليكمْ من لكمْ كانَ يـخضعُ

فما بقعةٌ في الأرضِ شـرقاً ومغرباً     وليسَ لكمْ فيهـــــــا قتيلٌ ومـصـرعُ

ظُلِمتمْ وقُتّـلتمْ وقُسِّـــــــــــــــمَ فِيئكمْ     وضاقتْ بكمْ أرضٌ فلم يُحمَّ موضعُ

كأنَّ رسولَ اللّهِ أوصى بقتـــــــــلِكمْ      وأجســــامُكم في كــلِّ أرضٍ توزَّعُ

جسومٌ على البوغاءِ تُرمى وأرؤسٌ      على أرؤسِ اللدنِ الذوابــــــلِ تُرفعُ

تُوارونَ لمْ تأوى فَــــــراشاً جنوبُكم     ويسلمُني طيـــبُ الهجــــوعِ فأهجعُ (45)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) مُضمِّناً الآية الكريمة التي نزلت فيه وفي عمه العباس الذي تفاخر بالسقاية كما روى ذلك جميع المصادر منها ما رواه الكليني في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ فقال (عليه السلام): (نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة، إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله هذه الآية وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله) يقول الناشئ:

انظرْ إلى القـــــرآنِ إن لــم تهتدِ     بروايةٍ مـــــعروفــــــةٍ لم تجحدِ

إذ فاخرَ العباسُ عمُّ الــمصطفى     لعليٍّ الــــكــــــــرّارِ صنوَ محمدٍ

بعمارةِ البيتِ المــــــــعظمِ شأنُه     وســــقايةِ الحجاجِ وسطَ المسجدِ

فأتى به جبريلُ عــن ربِّ السما      يقري السلامَ على النبيِّ المهتدي

أجعلتمُ سقيَ الحجيــجِ وما يرى     مــن ظـاهرِ الأستارِ فـوقَ الجلمدِ

كالمؤمنينَ الضاربي بهمَ العدى     وسطَ العجــــــاجِ بساعدٍ لمْ يرعدِ

ولقد تبيَّنَ فضــلُه في (هل أتى)     فضلٌ تذوبُ به قلـــــــوبُ الحسَّدِ

إذ أطعموا من أطعموا وتجلّدوا     عن قوتِهم صبــــــراً بحسنِ تجلّدِ

فجزاهـــــــمُ بالصبرِ أكرمُ جنةٍ     فيها الحـريـــــــــرُ لباسُهم لم ينفدِ

يسقــــونَ فيها السلسبيلَ يديرُها     ولدانُ حـــــــــورٍ بينَ حورٍ خُرَّدِ (46)

‍‍وقال في مدح أمير المؤمنين وتضمين حادثة بني زبيد التي هزم أمير المؤمنين فيها عمرو بن معدي كرب بطل اليمن:

‍‍‌روى لنا أنـــــــــــسٌ فيـما رأى أنسُ     وكان يروي حـديثاً في الهدى عجبا

وافى عليٌّ وعمــــــــــرو في وقائعهِ     حــــــتى إذا ما رآه حارَ واضطربا

واستعملَ الصمتَ حتى مالَ في جهةٍ     فقالَ يـــــــــومي إليهِ وهو قد رعبا

هذا الذي تركَ الألبـــابَ حــــــــائرةً     وأبلسَ العـــــــــجمَ بالإقدامِ والعربا

هذا الذي ما رأى قرمٌ بســـــــــــالتَه     إلّا رأى خيــــــرَ ما ينجو به الهربا

هذا أحاديثُه من عظمِــــــــــها أكلتْ     كل الأحـــــاديثِ حتى قد تركنَ هبا

في كـــــــــفّه كنتُ مأسوراً فأطلقني     فــــــقد غدوتُ على شكري له حدبا

وقى النـــــــــــــبيَّ بنفسٍ كان يبذلُها     دون النبيِّ قريــــــــرَ العينِ مُحتسبا

حتى إذا ما أتاهُ الــــــــــقومُ عاجلهم     بــــــقلبِ ليثٍ يعـافُ الرشدَ ما وجبا

فساءلوه عن الهادي فــــــــشاجرهم     وخــــــــــوَّفوه فلمَّــــــــا خافهمْ ونبا

كأنّه أسدٌ دِيـــــــــست عرينـــــــــتُه     فــــــــهـبَّ لا يـدَّري خوفاً ولا رهبا

فعندما أبصــــــروا ما أنكروا ذهبوا     وبـــــــــعدما ذهبوا عن وجـههِ ذهبا (47)

وقال في أهل البيت (عليهم السلام):

آلُ النبيِّ ومَن كآلِ محـــــــــــــــــمدٍ     قد ذلَّ شــــانيــها وعظمَ شـانُها

قومٌ نجومٌ في البــــــــــــروجِ منيـرةٌ     في برجِ ثاني العشرِ تمَّ قـرانُها

ومنازلُ القمرِ المنيـــــــــــــرِ عليهمُ     سعدُ السعودِ وغــيرهمْ دبـرانُها

شرفتْ بوطئهمُ البقـــــــاعُ وإن علوا     قللَ المنابرِ شرُّفـــــتْ عـيدانُها

سَلْ عنهمُ الليلَ البهيــــــــــــــمَ فإنّهمْ     في كــلِّ حندسِ ليلـــةٍ رهبانُها

فإذا بدا ضــــــــــــــوءُ الـنهارِ فإنّهم      صوَّامُه ولدى الوغى فرسانُها

وهمُ سقاةُ الحوضِ في الأخرى وفي     أيديهمْ نيرانُــــــــــــها وجنانُها (48)

وقال في رثاء الحسين (عليه السلام) من قصيدته الرباعية التي قدمناها وتبلغ (30) بيتاً

أما شجــــــــــــاكَ يا سكنْ     قتلَ الحسيــــــنِ والحسنْ

ظمـــــآنَ من فرطِ الحزنْ     وكلُّ وغــــدٍ نـــــــــــاهلِ

يقولُ: يا قــــــــــــوم، أبي     عليٌّ البـــــــــــــــرُّ الأبي

وفاطمٌ بنــــــــــــــتُ النبي     أمِّي وعنّـــــــــــي سائلوا

منّوا على طفـــــــــلي بما     فقد ضــــــــــرا فيه الظما

ولم يكنْ قد أجـــــــــــرما     حيث الفـــــــــــراتُ سائلُ

قالوا: فلنْ يرتـــــــــــــويا     فإن تجــئ مُستجــــــــــديا

فانزلْ لحكـــــــــمِ الأدعيا     فقال: بل أنــــــــــــــاضلُ

وأجمعــــــــــــــــوا لختله     واعصوصبــــــــــوا لقتله

وذبْحه مــــــــــــــعْ طفلِه     فاستنـــتِ المـنـــــــــاصلُ

حتى أتــــــــــــاهُ مشقصُ     رماهُ وغــــــــــــدٌ أبرصُ

من سقـــــــــرٍ لا يخلصُ     رجسٌ دعـــــــــــيٌّ واغلُ

فوصلــــوا عــــــــــرينَه     وخـضَّبــــــــــــوا جبيـــنَه

بالـدمِ يا معيـــــــــــــــنُه     ما أنـــــــــــــتَ عنه غافلُ

وذبحـوا فطيــــــــــــــمَه     وانتهـــــــــــــكوا حريمَـه

وقيَّـدوا سقيـــــــــــــــمَه     وسِيـقــــــــــــــتِ الحلائلُ

يُسقنَ بالتنـــــــــــــــائفِ     في ضجَّـــــــــــةِ الهواتفِ

وأدمــــــــــــــعٍ ذوارفِ     عقــــــــــــــــــولُها ذواهلُ

يصحــــــــــــنَ يا محمدُ     يا جدَّنــــــــــــــــا يا أحمدُ

قد أســــــــــــرتنا الأعبدُ     فكلُنا ثواكــــــــــــــــــــلُ

نحدى سبـــا من (كربلا)     إلى الشــــــــــآمِ في الفلا

ينفثنَ كربـــــــــــــاً وبلا     ليسَ لهـــــــــــــــنَّ كافلُ

إلى يــــــــــزيدَ الطاغية     معـــــــــــدنِ كــلِّ داهـية

من نحوِ بابِ الجــــــابية     فجاحدٌ وخـــــــــــــــاذلُ

حتى دنا بـــــــدرُ الدجى     رأسَ الحســينِ المُرتجى

في طستِ معدومِ الحجى     وهو اللعيــــنُ القــــــاتلُ

أمـــالَ في بنـــــــــــــانِه     قضيبَ خيـــــــــــزرانِه

ينكتُ في أسـنـــــــــــانِه     قُطّعَتِ الأنــــــــــــــاملُ

فيا عيـــــــــــونُ اسكبي     على بني بنـــــــتِ النبي

بفيضِ دمـــــعٍ واهضبي     كذاكَ يبـــــــــكي العاقلُ

وقال من قصيدة يرد فيها على ابن المعتز في قصيدته التي يفضل فيها العباسيين على العلويين:

أقولُ ومــــا بي فوقَ مــــــا أنا قـائلُ     ولكــــــــنْ لأمرٍ ما تقــــــــادُ الخبائبُ

أفيقــــوا من السكرِ الذي قد طحا بكمْ      فكمْ قد صحا من سكرةِ الخمرِ شاربُ

لــــئنْ كايدتْ نصباً أميةُ هـــــاشـــماً     فكلهمُ مُذ ســـــــــــالفِ الدهـرِ ناصبُ

فآباؤهـــــمْ كادوا بــــحـــــربِ محمدٍ     وأبناؤهمْ للديــــــــــــــنِ كـلٌّ مُحاربُ

ولكنْ بنو الأعمــــــــامِ ما بالهمْ بَغوا     عليهمْ وهمْ في الواشـــــــجاتِ أقاربُ

إليكمْ بني العبــــاسِ عــــــــني فإنني     إلى اللهِ من ميلٍ إليــــــــكمْ لتـــــــائبُ

تركتمْ طـــــــريقَ الحقِّ بعد اتضاحِه     وأقصتـــــــــــــكمُ عنه ظـنونٌ كواذبُ

أترضونَ أن تُطوى صحائفُ عصبةٍ     كــــــــــــرام لهم في السـابقين مناقب

ألمْ تعلموا أن التراثَ تراثـــــــــــــهمْ     وأنتمْ لذاكَ الإرثِ مــــن بعدُ غاصبُ

همُ أظهروا الإسلامَ بالسيــــفِ والقنا     وهمْ طهِّروا فالــــرجسُ والإثمُ ذاهبُ

سيظهرُ أهــــــلُ الحقِّ بالحقِّ عاجلاً     وتمحقـــــــــكمْ سمرُ القنا والقواضبُ

فلا تذكروا فيهــــــم مثـــــــالبَ إنَّما     منـــــــــــاقبُهم عندَ العــــــــدوِّ مثالبُ (49)

وقال في مدح أهل البيت (عليهم السلام):

وأئمةٌ من أهلِ بيـــــــتِ محمدٍ     حفظوا الشرائعَ والحديثَ المُسندا

علموا المنايا والبلايا والـــذي     جــــهلَ الورى والمنتهى والمبتدا

خزَّانَ علمِ اللهِ مَنْ برشــــادِهمْ     دلَّ الإلــــــــهُ على هـداهُ وأرشدا

وهمُ الصراط المستقيمُ ومنهجٌ     منه إلى ربِّ المعــــــــالي يُهتدى

حججٌ إذا همَّ العدوُّ بكتمِــــــها     أمرَ المهيمـنُ قلبَه أنْ يـــــــــشهدا (50)

ويقول الناشئ في أمير المؤمنين (عليه السلام) والتزامه بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما رأى علياً فبكى فقال (ع) يا رسول اللّه ما يبكيك ؟ فقال (ص): (ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي، قال: قلت يا رسول اللّه في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك):

إنَّ الذي قبِلَ الوصيـــةَ مــا أتى     غيرَ الذي يرضي الإلهَ وما اغتدى

أصلحتَ حالَ الدينِ بالأمرِ الذي     أضــحى لحالِكَ في الرياسةِ مُفسدا

وعلمتَ أنكَ ان أردتَ قـــــتالَهم     ولّوا عــــــن الإسلامِ خوفَكَ شُرَّدا

فجمعتَ شملهمُ بتركِ خلافِــــهم     وإنْ اغتديــــــتَ من الخلافةِ مُبعَدا

لِتُتِمَّ ديناً قد أمـــــرْتَ بحفــــظِه      وجمعتَ شمـــــــــلاً كادَ أن يَتبدَّدا (51)

وقال في رثاء أهل البيت (عليهم السلام):

همُ الآلُ آلُ اللهِ والقـــــــطبُ التي     بها فلكُ التـوحيدِ أصـــــــــبحَ دائرا

أئمةُ حـقٍّ خاتمُ الرسلِ جـــــــدَّهمْ     ووالدُهـم من كــــــانَ للحقِّ ناصرا

عليٌّ أمـيرُ المؤمنيــــــــــنَ وسيِّدٌ     إلى قـرنِــــــهِ بالسيفِ ما زالَ باترا

وأمُّهمُ الزهـراءُ أكــــــــــرمُ برَّةٍ     غدا قلبُها مضنىً على الوجدِ صابرا

ومنهمْ قتيلُ السمِّ ظلماً ومنــــــهمُ     إمامٌ له جبـريلُ يكــــــــــــدحُ زائرا

قتيلٌ بأرضِ الطفِّ أروتْ دمـاؤه     رماحَ الأعادي والسيوفَ الـــبواترا

ومنهمْ لدى المحرابِ سجَّـادُ لـيلِه     وقرمٌ لفضلِ العلمِ أصــــــــبحَ باقرا

وسادسُــــــهم ياقوتةُ العقدِ جـعفرٌ     إمامُ هــــــــــــدىً تلقاهُ بالعدلِ آمِرا

وسابعُهم موسى أبو العَلَمِ الرضا      ومَــــــنْ لم يزلْ بالعلمِ للحقِّ ناشرا

وثامِنُهمْ ثاوٍ بـــــــطوسٍ ومَنْ به     طــفقــــــــتُ حزيناً للهمومِ مُسامرا

وتاسعُهم زينُ الأنـــــــــامِ محمدٌ     أبو علــــــــــمٍ للقـومِ أصبحَ عاشرا

ومنهمْ إمامٌ ســـــرَّ من را مـحلُه     تمامٌ لحـــــادي العشرِ ظلَّ مُجاورا

وآخرُهم مهــــــــــديُّ دينِــكِ إنَّه     إمامٌ لعقـــــــــدِ الفاطمييـــــنَ آخِرا (52)

وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتاً:

يا ســـــادتي من آلِ ياسينَ فقط     عـــــــليكمُ الوحيُ مِن الله هبـط

قد نصبَ اللهُ لـــــــــــكمْ مسدداً     بالرشدِ والعصـمةِ مأمونَ الغلط

أحاطَ بالعلمِ ولا يصـــــــلحُ أنْ      يُدعـــــى إماماً من بعلمٍ لم يحط

منْ مثلكمْ يا آلَ طــــــــه ولكمْ     في جنةِ الفـردوسِ والخلدِ خطط

حبُّ سواكمْ نـــــــفلٌ وحـبُّــكم     فرضٌ مِنَ اللهِ عليــنا مُــــشترَط

يا طودَ إفضال بعـيدَ المرتقى     وبحرَ علمٍ ما له يحـــــــويه شط

كلُّ الولا إلّا ولاكمْ باطــــــلٌ     وكلُّ جرمٍ بولاكـــــــــــمْ مُنحبط (53)

وقال في مدح الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وهي غير موجودة في الديوان أيضاً:

يا أرض طوسٍ سقاكِ اللهُ رحــــــمتَه     ما ذا حويتِ من الخيراتِ يا طوسُ

طابتْ بقاعُكِ في الدنــــــــــيا وطيِّبُها     شخصٌ ثـــــوى بسنا آبادَ مرموسُ

شخصٌ عزيزٌ على الإسلامِ مصرعُه     في رحـمةِ اللهِ مغمــــورٌ ومغموسُ

يا قبرُه أنتَ قبرٌ قـــــــــــد تضــــمَّنه     حلـمٌ وعلمٌ وتطهيـــــــــــرٌ وتقديسُ

فخراً فإنكَ مغبـــــــوط بـــــــــــجثته     وبـالمــــلائكةِ الأبـرارِ مــــحروسُ

في كلِّ عصرٍ لنا منكمْ إمام هــــــدىً     فـربعُـــــــــه آهلٌ منـــكمْ ومأنوسُ

أمستْ نجومُ سمــــــــــــاءِ الدينِ آفلةً     وظلَّ أسدُ الشرى قد ضمَّها الخيسُ

غابتْ ثمانيــــــــــــــةٌ منكمْ وأربعــةٌ     تُرجى مطـــــالـعُها ما حنَّتِ العِيسُ

حتى متى يظهرُ الحقُّ المنيــــــرُ بكم     والحقُّ في غيــرِكمْ داحٍ ومطموسُ (54)

..................................................

1 ــ ديوان الناشئ الصغير ــ جمع وتحقيق ودراسة علاء عبد الله ناجي الأسدي / رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب ــ الجامعة الحرة ط1 ــ 1433 هـ / 2012 ص 298 ــ 299 / مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٤٥

2 ــ ديوانه ص 277 ــ 279 / مقتل الحسين للخوارزمي - ج ٢ ص 164 ــ 166 / موسوعة الإمام الحسين عليه السّلام في الكتاب والسّنّة والتّاريخ ج 6 ص 401

3 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 369 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٢

4 ــ سير اعلام النبلاء للذهبي ج 12 ص 270 / وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 369

5 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 785

6 ــ الأنساب للسمعاني ج ٥ ص ٤٤٥

7 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 784

8 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٢

9 ــ الوافي بالوفيات للصفدي ج ١٧ ص ٢٨٢

10 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 786

11 ــ نفس المصدر والصفحة

12 ــ الغدير ج 4 ص 30

13 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 788 / أعيان الشيعة ج 8 ص 284

14 ــ الفهرست ص ١٥٣

15 ــ الفهرست 226

16 ــ معالم العلماء ص 313

17 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 369

18 ــ الطليعة ج 1 ص 160

19 ــ الكنى والألقاب ج 3 ص 191

20 ــ معجم الأدباء ج 4 ص 784

21 ــ نفس المصدر والصفحة

22 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 282 عن تاريخ ابن كثير

23 ــ سير اعلام النبلاء ج 12 ص 270

24 ــ لسان الميزان ج 4 ص 238

25 ــ الغدير ج 4 ص 29

26 ــ نفس المصدر ص 30

27 ــ الأعلام ج 4 ص 304

28 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٢

29 ــ لسان الميزان ج 5 ص ٥٥٦

30 ــ الغدير ج 4 ص 33

31 ــ معالم العلماء ص 136

32 ــ ديوانه ص 241 ــ 244 / الغدير ج ٤ ص ٢٥ ــ 26 / الطليعة ج 1 ص 161 / أدب الطف ج 2 ص 111 ــ 112

33 ــ ديوانه ص 268 ــ 271 / أدب الطف ج 2 ص 108 ــ 109 / الغدير ج ٤ ص ٢٥

34 ــ ديوانه ص 253 ــ 254 / ذكر منها في مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢٨ / ج ٢ ص 110 ــ ١١١

35 ــ ديوانه ص 272 ــ 273 / أدب الطف ج 2 ص 112 ــ 113

36 ــ ديوانه ص 280 ــ 281 / أدب الطف ص 113 ــ 114

37 ــ ديوانه ص 257 ــ 258 / ذكر منها في مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص 151 ــ ١٥٢

38 ــ ديوانه ص 251 ــ 252 / الغدير ج ٤ ص ٢٤

39 ــ ديوانه ص 282 ــ 283 / أدب الطف ج 2 ص 102

40 ــ ديوانه ص 245 ــ 246 / أدب الطف ج 2 ص 103

41 ــ ديوانه ص 260 / مناقب آل أنبي طالب ج ٤ ص ٣٢٩ / الإمام الكاظم وذراريه لإسماعيل الحاج عبدالرحيم الخفّاف ص 255

42 ــ ديوانه ص 286 ــ 287 / ذكر منها في: الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي المتوفى سنة 877 هـ تحقيق: تصحيح وتعليق: محمد الباقر البهبودي المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية ج 3 ص 168 ــ 169

43 ــ ديوانه ص 275 ــ 276

44 ــ ديوانه ص 285

45 ــ ديوانه ص 266 ــ 267 / الطليعة ج 1 ص 161 / أدب الطف ج 2 ص 102

46 ــ ديوانه ص 256

47 ــ ديوانه ص 249 ــ 250

48 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٥ / مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 263

49 ــ ديوانه ص 247 ــ 248 / الصبح المنبي عن حيثية المتنبي ليوسف البديعي ج 1 ص 360 ــ 361

50 ــ مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٣٠٣

51 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٤ ــ 285

52 ــ مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٨٢ / أعيان الشيعة ج 8 ص 285 / أدب الطّف ج 2 ص 59

53 ــ ديوانه ص 262 ــ 265 / مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 215 / أعيان الشيعة ج 8 ص 284 / معجم طبقات المتكلمين، المؤلف : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق (ع) ج 2 ص 118

54 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٢٨٦ / عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٨٠ ــ 281 / لطائف المعارف، للثعالبي ص 197

كما ترجم له وكتب عنه:

الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء / أصل الشيعة وأصولها ص ٣٦٠

الحر العاملي / أمل الآمل ج 2 ص 629

النجاشي / الرجال ص 271 / 709

الثعالبي / يتيمة الدهر ج 1 ص 232

ابن شهرآشوب / مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٣٠١

الصنعاني / نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ج ٢ ص ٣٧٥

أبو داود / الرجال ص ١٤٢ رقم ١٠٩٧

عبد الله الأصفهاني / رياض العلماء ج ٤ ص ١٣٧

عمر فروخ / تاريخ الأدب العربي: الأعصر العباسيَّة ص 513 ـــ 514

عفيف عبد الرحمن / مُعجم الشعراء العباسيين ص 303

خير الدين الزركلي / الأعلام ج 4 ص 304

الثعالبي / ثمار القلوب ص 136

المامقاني / تنقيح المقال ج 2 ص 313

اليافعي / مرآة الجنان ج 2 ص 235

gate.attachment

: محمد طاهر الصفار