البناء الفكري التربوي عند الإمام الحسين عليه السلام.. دراسة في التأثير والتأثر -ج1-

مقدّمة

إنّ الأُمّة الإسلامية في هذه الآونة إن كانت فقدت التقدّم التقني، فإنّها تملك المنهجَ الربانيّ الأقومَ المتمثِّل بنصوص القرآن المجيد، الذي يُعيد لها مكان الصدارة والريادة. ومحور ارتكاز الشهود الحضاري ينبثق من الأخلاق، ونتائج ذلك لا تأتي في يوم وليلة، بل تحتاج إلى مجاهدة وصبر والتزام حقيقي.

والإمام الحسين عليه السلام مصباح الإنسانية الباهر الذي أضاء بالنور في ليل من لياليها الحالكة؛ ليصنع لها نهارها المشرق الوضّاح، وما ذاك إلّا لارتباطه الوثيق بالمصدر الإلهي وينبوع الحياة القرآن المجيد؛ ولهذا كان هذا البحث في بيان ذلك التأثّر العظيم في نهج الإمام عليه السلام، والأثر البالغ للقرآن العظيم فيه، وليكون في ذلك دلالة دامغة على الترابط والكينونة الواحدة بين الثقلين العظيمين: (القرآن الكريم والعترة المطهرة)[2].

وتكمن أهمّية هذا البحث في بناء الشخصية المتوازنة التي تجمع بين مكوّنات التربية الإسلامية، وتوازن بين الأُصول والقوانين الثابتة لهذه التربية، وبين ما أنتجته المعاصرة والحداثة؛ ممّا تسبّب باختلال حركة الأُمّة، وانحرافها نحو تيارات الفكر التربوي الغربي وتقليده ونسيان الذات؛ ممّا طبع تربيتها بالجفاف الروحي، وطبع مجتمعنا بالتمزّق الداخلي والاضطراب الخُلقي والتبعية الفكرية؛ ممّا أدّى إلى تغريب الإنسان المسلم وتشويه فكره وروحه.

وقد كان منهج البحث الذي اعتمده الباحثان هو المنهج التحليلي، مضافاً إليه سائر المناهج البحثية بحسب ما يقتضيه مقام البحث، مع التعويل في فهم نصوص القرآن الكريم وتوجيهها على المصادر التفسيرية وذلك التزاماً بعنوان البحث.

أما خطة البحث، فكانت من مقدّمة ومطلبين، الأوّل منهما كان عن نصوص في القرآن الكريم توضِّح منهج القرآن الكريم في البناء التربوي، والذي كان بعنوان: (الأثر القرآني في بناء الفكر التربوي للإمام الحسين عليه السلام).

وأمّا المطلب الثاني، فقد كان عن الملامح الفلسفية العملية التي تجلّت في سنّة الإمام الحسين عليه السلام (التقريرية والقولية والعملية)، وبعنوان: (بعض جوانب الفلسفة التربوية للإمام الحسين عليه السلام)، متلواً بخاتمة وقائمة بالمصادر.

 

المطلب الأول: الأثر القرآني في بناء الفكر التربوي للإمام الحسين عليه السلام

تساهم التربية مساهمةً فعّالةً في تخطيط وتشكيل وصنع شخصية الفرد، وتحديد صيغتها، فشخصيّة الفرد ـ في غالب الأحيان ـ هي نتاج صُنع المربّي وصورة جهوده.

فالاستعدادات والقابليات الإنسانية تُولد وهي طاقة حرّة غير متكيّفة، ولا متشكّلة، فتتناولها يد المربّي، أباً كان أو أُمّاً أو معلِّماً، فتتصرّف بها، وتعمل على تشكيلها وتخطيط بُنيتها وفق قيم وأهداف تربوية فكرية محدّدة؛ لذلك نشاهد الدول والأحزاب والمنظّمات تحرص على توجيه وتربية الأفراد والجماعات تربية خاصّة ووفق منهج خاص.

ولقد جاءت رسالات الأنبياء ومناهج الرسل عليهم السلام كلّها للبناء الفكري التربوي، ورسم منهاج الإعداد وتربية الذات لشخصية الإنسان.

إذا ما علمنا أنّ التربية هي: «النشاط الفردي والاجتماعي الهادف إلى تنشئة الإنسان فكرياً وعقلياً ووجدانياً وحسِّياً وجمالياً وخُلقياً، وتزويده بالمعارف والاتّجاهات والقيم والخبرات اللّازمة لنموه نمواً سليماً طبقاً لأهداف الإسلام»[3].

ونصوص القرآن الكريم حافلة بهذا النهج البنائي للإنسان، وهو ما سوف نلحظه من دور مميّز في تكوين الشخصية المتّزنة ـ وخصوصاً أثر الأُسرة القرآنية في بناء الإنسان، وفي شخصية الإمام الحسين عليه السلام وفكره الرسالي[4] ـ وهو محل البحث، ومن ذلك نلحظ أنّ العناية القرآنية في بناء الإنسان تبدأ منذ مرحلة الطفولة داخل الأُسرة، فهذه المرحلة التي فيها تشكيل الذات والشخصية[5].

لذلك جاء تأكيد القرآن المجيد صريحاً على العناية بتربية النفس والأهل والأبناء، بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ . . .) [6]، وذلك أنّ «المؤمن مكلّف هداية أهله، وإصلاح بيته، كما هو مكلّف هداية نفسه وإصلاح قلبه»[7]؛ إذ إنّ البيت الواحد قلعة من قلاع العقيدة، ولا بدّ أنّ تكون القلعة متماسكة من داخلها حصينة في ذاتها، والآية المباركة تربِّي الإنسان المؤمن على «أن يتّجه بالدعوة، أوّل ما يتّجه إلى بيته وأهله، واجبه أن يؤمِّن هذه القلعة من داخلها، واجبه أن يسدّ الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيداً»[8].

وتُترجم السنّة النبوّية هذا المحتوى القرآني، وتؤكِّد أنّ التربية الصالحة حقّ للولد على الوالد، فقد رُوي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، ما حقّ ابني هذا؟ قال صلى الله عليه وآله: تحسن اسمه وأدبه، وضعه موضعاً حسناً»[9].

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بحبّ الصبيان وتقبيلهم ومداعبتهم، وكان هو نفسه يقبِّل ابنته فاطمة سلام الله عليها، وابنيها الحسن والحسين عليهما السلام، ويداعبهما ليملأ نفس الصبي بالحبّ والحنان، ويُبعد عنها عقدة الكراهية والقسوة والنفور، فيشبّ الصبي سليم النفس، سويّ السلوك، نظيف القلب.

فشخصية الإنسان تبدأ التشكُّل من خلال التأثّر بالواقع الأُسري، والجو الفكري والتربوي الذي يحيط به، والإمام الحسين عليه السلام عاش في كنف مُعلِّم الإنسانية الأوّل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وقد أولاه عنايته الخاصّة ورعايته منذ صغره، فكان نهج الإمام عليه السلام في فكره وسلوكه نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلوكه القرآني.

وذلك أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يؤكّد في حديث آخر أهمّية التربية ودورها في البناء الفكري وفي تكييف الملكات والاستعدادات الفطرية، وأثرها في بناء الشخصية بقوله: «كلّ مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه، أو ينصّـرانه، أو يُمجِّسانه»[10].

ولأهمّية هذه النشأة وأثرها في نفس الطفل داخل الأُسرة، ما نلحظه في وصية الإمام علي عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام، فنشاهده واضحاً ومتجسِّداً وهو يخاطب ابنه بقوله: «...وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتُك بالأدب قبل أن يقسو قلبُك ويشتغل لبُّك...»[11].

فنفس الطفل وعقله واستعداداته ـ إذن ـ قابلة للنمو والتوجيه الذي تتلقّاه، خيراً كان أو شرّاً، كما تتقبّل الأرض البذرة، فتنمو في رحابها، بغض النظر عن خبثها أو طيبتها، ومن المعلوم بداهة دور القرآن المجيد في بناء فكر الإنسان، فالتربية الأُسرية القرآنية ذات أهمّية بالغة في بناء الشخصية الإنسانية، وتكوين اتّجاهها.

كما ونلحظ أثر القرآن المجيد على المجتمع من خلال ذلك البناء القيمي الذي يُنمِّي في الإنسان الفرد إيقاظ الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وذلك من خلال تأكيد القرآن الكريم على مسؤولية الإنسان تجاه نفسه وغيره، قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)[12]. فالإنسان مسؤول عمّا كان تحت تصرّفه وقادراً على إحداث تغيير فيه ونفعٍ، فـ«في ذلك اليوم يتمّ السؤال عن كلّ شيء، عن العقائد وعن التوحيد والولاية، وعن الحديث والعمل، وعن النعم والمواهب التي وضعها الله سبحانه وتعالى في اختيار الإنسان»[13]، وكيف كان موقفه اتّجاهها، ومن ذلك موقف الإنسان اتّجاه الآخرين وهدايتهم إلى سواء السبيل.

ومن ذلك ما نلحظه في السنّة الشريفة، قول الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله: «ألا كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته...»[14]. ويقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: «اتّقوا الله في عباده وبلاده، فإنّكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم»[15].

والإمام الحسين عليه السلام ـ وهو ابن الدوحة المحمدية والنشأة القرآنية ـ كان واضحاً فيه الأثر القرآني وهو عِدْل القرآن، فكان في خروجه على النظام الحاكم، جزءاً من مسؤوليته في الإصلاح، الإصلاح الذي «يجعل الله تعالى مصدراً للسلطة الوحيدة في جهاز ذلك الحكم، ويعتبر الشعوب عياله وشعبه ويقيم الإمام أميناً على تنفيذ قوانينه، وحارساً لأحكامه ومسؤولاً بين يديه، يوزع على ضوء تلك القوانين حقوق الحياة السواء بين إخوانٍ في الدين والإنسانية، وقد أعطى سيد الشهداء عليه السلام صورة رائعة عن ذلك في قوله: فَلَعَمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذلك»[16].

وكنظرة مقارنة، نجد أنّ المذاهب الاجتماعية الوضعية، بُنيت على أساس المسؤولية الفردية في هذه الحياة فحسب، وتأييدها بمؤيِّدات قانونية كحجز الحرية، أو التعذيب، أو التغريم المالي، أو العزل عن الوظيفة، أو التسـريح عن العمل، أو المكافأة بالمال، أو الترقية في الوظيفة... وما إلى ذلك، وبمؤيِّدات اجتماعية كالثقة أو حجبها، والتقدير أو التحقير.

أمّا المذهب القرآني، فلا يقتصر على مسؤولية الفرد أمام المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه في هذه الحياة، وإنّما يُنمِّي في الفرد المسؤولية العظمى أمام الخالق العظيم في حياة أُخرى، وحينئذٍ يدفعه إلى التحديد الذاتي أو الطوعي لرغباته، والشعور الاجتماعي نحو غيره، بغض النظر عن القانون أو العرف أو الضمير، لأنّ الضمير قد يعجز عن مواجهة الغرائز عند فقدان العقيدة الدينيّة، كما أنّه ليس من الميسور توفير الرقابة الاجتماعية في كلّ مكان وبصورة دائمة، وعليه فإنّ هذه الرقابة الداخلية لا توجد في غير العقيدة الدينيّة.

كما أنّ الدعوة لدين الله ليست حرفة ولا مهنة، وإنّما يقوم بها مَن يرى نفسه أهلاً لها لوجه الله وحده، ولمصلحة الإنسانية دون غيرها.

وكذلك كانت آثار العقيدة الدينيّة في فكر الإمام الحسين عليه السلام، يقول المفكّر عباس محمود العقاد: «إنّ مسألة العقيدة الدينيّة في نفس الحسين لم تكن مسألة مزاج أو مساومة، وأنّه كان رجلاً يؤمن أقوى الإيمان بأحكام الإسلام، ويعتقد أشدّ الاعتقاد أنّ تعطيل حدود الدين هو أكبر بلاء يحيق به وبأهله وبالأُمّة العربية قاطبة في حاضرها ومصيرها، لأنّه مسلم، ولأنّه سبط محمد... فمَن كان إسلامه هداية نفس، فالإسلام عند الحسين هداية نفس وشرف بيت»[17].

وقد تجلّى مفهوم الرقابة الذاتية في فكر الإمام الحسين عليه السلام واضحاً في دعائه المعروف في يوم عرفة، إذ قال: «متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك، ومتى بعُدت حتى تكون الآثار هي التي تُوصل إليك، عميت عينٌ لا تراك عليها رقيباً»[18]. وواضح أنّ هذه الرقابة لا يمكن أن تتحقق في غير الأثر القرآني، وليس من شأن القيم والمفاهيم المجرّدة الميتة التي يؤمن بها الإنسان أن تعي تصرفات الناس، وتراقب حركاتهم وتصرفاتهم، وتحاسبهم على ذلك.

إذن؛ تعمل القيم القرآنية على بناء حياة الإنسان من خلال تقديم الخير وبذل التضحية ومقاومة الانحراف؛ لأنّها ربّانية المصدر، والإيمان بها يستلزم العمل بها؛ لأنّها ضوابط وحوافز بين الإنسان وربّه، وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والإنسان[19]، ولا شك في أنّ القيم المستمدّة من الأديان السماوية تُعتبر السبيل إلى توجيه الإنسان إلى الخير العام.

والقيم القرآنية تسمو بالفرد وترفعه فوق المادّيات الحسّية، من مستوى الحيوانية إلى مستوى الإنسانية الرفيعة بكلّ ما فيها من مُثُل ومبادئ ومعايير ومشاركة وجدانية، وهي في الوقت نفسه تُعتبر عاملاً هامّاً وفعّالاً في ربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وتوحيد وجهتهم، ومساعدتهم على تحديد هدفهم، والسعي الجاد للوصول إليه، هذه حقيقة واضحة إذا أمعنا النظر في حكمة هذه القيم والمعاني الكبيرة التي تحملها، وهي واضحة في كثير من النصوص القرآنية، ولا يمكن تحقيق السعادة من دون اتّخاذ هذه القيم طريقة ومنهجاً في الحياة الفردية والاجتماعية معاً[20].

فبالتأثر بهذه القيم القرآنية يكون بناء «الروح الرائعة التي لا يدخل شيء من أشياء هذا العالم المحدود في حسابها، ولا ترى بعد الظفر بالجانب الإلهي جانباً آخر يخشى فواته، أو يؤمل إدراكه؛ لأنّ المحدود ليس إلّا لمعة لذلك الوجود غير المحدود»[21].

إذن؛ التربية الإسلامية وبنظرة موضوعية في مناهجها وموضوعاتها الإلهية والبشـرية «تحقّق جانبي القيمة الظاهرية والباطنية، فهي تُعنى بسلوك الفرد مع نفسه ومع الناس، وتحثّه على أداء العبادات، وعلى طهارة القلب والنفس والجوارح، وتمنحه الوازع الذي يدفعه إلى التضحية والفداء والصبر، وتقترب به في مثاليتها إلى جوانب الحق والخير والجمال، وتصل به في بعض مواقفها إلى سمو يرفعه فوق تُرابيّته، ويدنيه من عالم الروح، فهي إذن تربية تنشد الوصول إلى الخلق الكامل عند الفرد المسلم، وتساعده بهذا البناء الخلقي على الاهتمام بالجسم والعقل والعمل»[22].

والتربية الإسلامية نمط خاص من التربية يتعهد المسلم بتغذيته روحياً، وتُنمّي فيه العواطف الإنسانية، والمشاعر الخلقية[23].

وإذا أردنا أن نوضِّح بالأمثلة حقيقة كون القيم القرآنية ذات أثر تربوي تُمثّل المعاقد التي تُعقد بها الروابط الاجتماعية والفردية، فقد تواردت علينا أمثلة كثيرة جداً. وبما أنّ الصلاة من أهم أهداف حركة الإمام الحسين عليه السلام ونهضته ـ إذ لم يكن مؤدياً لها فحسب، بل مقيماً لها، وفي أضنك الظروف[24]ـ فسوف نتّخذ منها مثلاً من أمثلة القيم القرآنية وبيان أثرها ـ بحسب جهد الباحث ـ على الشخصية الإنسانية، وقد علمنا سلفاً معنى التربية، واتّضح أنّها مجموعة المؤثّرات المعينة التي تمتد إلى إحداث تغييرات لدى الأفراد، حتى يكتسبوا سمات الشخصية التي نتّفق على اعتبار أنّها قد تزودت بالخصائص التربوية[25].

وأقول: لا يصل صاحب الأخلاق إلى هذه الدرجة إلّا بعد المرور بمرحلة من تربية النفس نحو الفضائل، وتنحيتها عن الرذائل؛ لأنّ العلاقة بين الأخلاق والتربية هي العلاقة بين النظرية والتطبيق. فالأخلاق الفاضلة ـ من عفو وحلم وعزّة وسخاء ـ علم نظري راقٍ، والتربية تعويدُ النفس على هذه الأخلاق حتى تصبح سجية.

إذ لا يكتمل إسلام المرء إلّا بامتزاج التشريعات بالأخلاق، كامتزاج الروح بالجسد، فلا يُكتفى بالعقيدة والعبادة وتُهجر التربية والأخلاق، وقد جمع الله عز وجل كلّ ذلك في قوله تعالى: (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[26].

إنّ ما بين التشريعات والجوانب الأخلاقية والتربوية من تعاضد وتكاتف كما بين لحمة النسيج وسداه، لا يتم الفصل بينها، فإنّ المسلم الحق هو الذي ملأت أخلاقه جميعَ جوانب حياته في عقيدته وعبادته ومعاملاته؛ إذ «لا يغني إسلام القلب وحده ولا العمل بدون إخلاص، بل لا نجاة إلّا بهما»[27].

وفي موضوع الصلاة في القرآن الكريم وأثرها على الإنسان، نلحظ في قوله سبحانه: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا. . .)[28]. ووجه الدلالة من هذه الآية: أنّ الصلاة التي هي جزء في سلوك الإنسان اليومي تحتاج إلى صبر، وهذا يؤكّد مكانتها وعظمتها، فكل ما يتعلق بالأخلاق والسلوك التربوي كذلك، فقد اقترنت عبادة الصلاة بالقول الحَسَن، فقال تعالى: (. . . وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ. . .)[29].

فينبغي أن يكون المصلّي متعاهداً نفسه لتربيتها على القول الحسن، وليس القول الحسن خاصاً بالمؤمنين فقط، بل لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، فقد ذكر النيسابوري نقلاً عن أهل التحقيق: أنّه على العموم، وذلك أنّ كلام الناس مع الناس في الأُمور الدينيّة إن كان بالدعوة إلى الإيمان وجب أن يكون بالرفق واللين، كما قال الله تعالى لموسى عليه السلام: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)[30]، وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وآله: ( . . . وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ. . . )[31]. وإن كان بالدعوة إلى الطاعة كدعوة الفسّاق، فحُسنُ القولِ أيضاً معتبر، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[32]، وقوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ)[33]. وأمّا في الأُمور الدنيويّة فمن المعلوم أنّه إذا أمكن التوصّل إلى الغرض باللطيف من القول لم يُعدل إلى غيره، وما دخل الرفق في شيء إلّا زانه، وما دخل الخرق في شيء إلّا شانه، فثبت أنّ جميع آداب الدين والدنيا داخل تحت هذا القول[34].

ولنتأمّل في ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴿٤﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ[35].

فمع أنّ الصلاة قرينة الزكاة في أغلب آيات القرآن، لكن في هذا الموطن لما كانت السورة تحمل في اسمها أسمى ما يتّصف به المرء (المؤمنون)، فقد مزجت التشريعَ بالأخلاق، فأتبعت الصلاةَ بخُلق الإعراض عن اللغو.

من هذا المنطلق؛ وجب على حامل القرآن أن يتدبّر في كلام الله عز وجل، حتى يكون أُنموذجاً يُحتذى، وخليفة لله في أرضه، عفّ اللسان، طاهر اليد، نظيف القلب.

تؤثّر الصلاة تأثيراً إيجابياً فتجعل صاحبها يعي ما يتكلّم به، بحيث يكون عقله قبل لسانه، فلا يلغو ولا يفحش، وإذا سمعه يعرض عنه، (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)[36]. وعن معنى اللغو يقول ابن منظور: «اللغو واللغا: السقط وما لا يُعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه فائدة ولا نفع؛ لقلته أو لخروجه على غير جهة الاعتماد من فاعله»[37].

وقال الراغب: «هو ما لا يُعتد به، وهو الذي يرد لا عن روية وفكر، فيجري مجرى اللغا، وهو صوت العصافير، وقد يُسمّى كلّ كلام قبيح: لغواً»[38].

وفي التعبير بـ(مُعْرِضُونَ) يفيد أنّهم على هذه الأخلاق في عامّة أوقاتهم ـ أي: تربّوا على ذلك ـ كما يُنبئ عنه الاسم الدالّ على الاستمرار، فيدخل في ذلك إعراضهم عنه حال اشتغالهم بالصلاة دخولاً أولياً، وإقامة الإعراض مقام الترك؛ ليدل على تباعدهم عنه رأساً مباشرة وتسبباً وميلاً وحضوراً[39]، ومَن ثمّ إذا «كانوا معرضين عن اللغو المحرّم من بابٍ أَولى وأحرى»[40].

ونرى أن الصلاة مقترنة بتطهير النفس من براثن الفواحش والمنكر، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ  إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)[41].

ومن التطبيقات العملية لهذه الآية ما رواه أنس بن مالك قال: «كان فتى من الأنصار يصلّي مع النبي(صلّى الله عليه وسلّم) ولا يدع شيئاً من الفواحش والسرقة إلّا ركبه، فذُكر للنبي (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال (صلّى الله عليه وسلّم): إنّ الصلاة ستنهاه. فلم يلبث أن تاب، وصلحت حاله، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): ألم أقل لكم»[42].

ونلحظ أيضاً أنّ القرآن الكريم حينما عرض للصلاة وهو يبرز أهدافها، عرض لها من جهات متعددة، فقد عرض لها في موضع على أنّها من أوصاف المتّقين الذين ينتفعون بهذا الكتاب الكريم، والذين كانوا بتلك الأوصاف على هدى من ربّهم وكانوا هم المفلحون، قال تعالى: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [43]. فتعميق الصلاة لهذه الصفات لكونها «خطاً روحياً مباشراً بين الإنسان وبين الله»[44].

وعرض لها مرّة على أنّها عنصر من عناصر البرّ والحقّ الذي رسمه الله لعباده ودعاهم إليه، وجعله عنواناً على صدقهم في الإيمان، وعلى أنّهم المتّقون، قال تعالى: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[45]. فـ«الإيمان وإقامة الصلاة هما منبع الفضائل الفردية؛ لأنّهما ينبثق عنهما سائر التحليات المأمور بها»[46].

وعرض لها على أنّها سبيل يؤهل القائمين بها أن يتآخوا في الدين ويتقرّر لهم ما تفرضه الأُخوّة من حقوق وواجبات، قال تعالى: (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[47]. فنلحظ أنّ المشركين بمجرّد الإتيان بهذه الصلاة وإقامتها مع الركن الآخر، يكونوا إخوان المسلمين على الرغم من العداوة السابقة، فهذا «نص في أنّ أُخوّة الدين تثبت بهذين الركنين، ولا تثبت بغيرهما من دونهما... وهل يتعارف الإخوان في الدين إلّا بإقامة الصلوات في المساجد وسائر المعاهد»[48]، فهي عنوان للأُخوّة في المجتمع.

كما عرض لها على أنّها عنوان للتمسّك بالكتاب وسبيل للحصول على أجر المصلحين، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)[49]. إلى غير ذلك من المواطن التي تقرّر أنّ المقيم للصلاة كما أرادها الله، والمتفاعل معها، إنسانٌ تتحقّق فيه العناصر المكوّنة لشخصية الإنسان المؤمن، وإذا وُجِدت هذه الشخصية المؤمنة داخل المجتمع فإنّها بالطبيعة تندفع نحو الخير والترابط والتعاون؛ إذ الإيمان الذي تؤسّس له الصلاة وتثبّته يتعامل بأوامر الإسلام القاضية بلزوم أُخوة مَن يتماثل معها في الدين والعقيدة.

وبكلمة، إنّ من فضل الله على البشرية أنّه لم يتركها هملاً، تخبط خبط عشواء، فتهيم على غير هدى، بل وضع لها منهاجاً شاملاً قويماً في تربية النفس، وتنشئة الأجيال، وتكوين الأُمم، وبناء الحضارات، يقول ربّ العزّة في محكم آياته: (إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[50].

ولعلّ المتأمّل للحالة الراهنة للأُمّة الإسلامية، يجد أنّها في أمسّ الحاجة إلى منهاج تربوي يعمل على تقويمها وإصلاحها، ليخرجها ممّا وقعت فيه من ضعف نفسي، وأزمات فكرية، وانحرافات أخلاقية، وفساد اجتماعي، زلزلت كيانها وأدّت إلى تراجعها وتخلّفها، والتربية القرآنية «حتماً هي الوسيلة لذلك الصلاح؛ لأنّها البوتقة التي ينصهر فيها الرجال الذين يقودون الإصلاح»[51]. فالمسلمون يجب أن يُدركوا أنّ دينهم ليس مجرّد مجموعة من الآيات والنصوص يترنّمون بتلاوتها من دون وعي أو تدبّر، وأن يُدركوا ذلك الدور الفكري التربوي لمنهج القرآن الكريم، وما يحويه من قيم ومبادئ وأبعاد تربوية عظيمة، إذ بتوجيهات القرآن المجيد كان قد تجلى للبشـرية رجالٌ عظماء، عمالقة في الفكر والرأي في شتّى المجالات؛ لأنّهم التزموا صراط ربِّهم المستقيم ومنهجه القويم، يستقون من معينه، ويستضيئون بنوره، وينهجون في التربية نهجه، ومنهم عِدل القرآن وترجمانه الواقعي، العترة الطاهرة من آل محمد صلى الله عليه وآله، والإمام الحسين عليه السلام ـ محل البحث ـ.

ومن ثَمّ نعلم يقيناً «بأنّ النصوص وحدها لا تصنع شيئاً، وأنّ المصحف وحده لا يعمل على صنع الرجال، وأنّ المبادئ وحدها لا تعيش إلّا أن تكون سلوكاً ملموساً»[52]؛ لذلك فإنّ التربية الناجحة هي التي تصوغ من فكر الإسلام شخوصاً، وتجعل إيمانهم بالإسلام عملاً، وهم الذين يطبقون المنهج القرآني بالقول والفعل كما وصفهم ربّهم عز وجل في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[53]، فالقرآن الكريم يدعو إلى صياغة إنسان «بعيداً عن الهوى، والضلالة، والخرافة، وفي كلّ المجالات: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية و... وبالتالي فهو ينسّق بين سعي الإنسان من جهة، وبين فطرته والطبيعة من حوله، والتاريخ وسنته من جهة أُخرى»[54].

والمستقرئ لنصوص القرآن الكريم والمتدبِّر لآياته ومعانيها، يجدها توجّه الأُمّة إلى الاستقامة على منهج الله سبحانه وسنّة المعصوم في مواضع متعدّدة، منها قوله تعالى: (وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[55]. فنلحظ أنّ المنهج القرآني في البناء الفكري لا يحدّد أمراً معيّناً من شؤون الإنسان وبنائه أو فعل خاص من أفعاله، ويقتصـر عليه بناؤه دون غيره، بل الطريق واحد لجميع شؤون الإنسان، فالآية في مضمونها منهج «تشمل كلّ حياته، إنّها دعوةٌ لتحديد الطريق التي يسلكها على أساس الهدف الذي يستهدفه، فإذا كان الله هو هدف وجوده في ما يريد أن يبلغه من رضوانه ويصل إليه من جنته، فإنّ هناك طريقاً واحداً يصل به إلى هذا الهدف لا يوجد غيره، ولا سبيل سواه، وهو الطريق المستقيم الذي يبدأ من الإيمان بالله وينتهي بنيل رضاه»[56].

وفي موضع آخر، نجد الحثّ القرآني على الاستقامة، لنصل بالتالي إلى بناء فكر جامع لمعاني التربية وقيمها، قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[57]. فنلحظ هنا الأمر الإلهي للنبي صلى الله عليه وآله ولـمَن اتّبعه من المؤمنين بالتزام الاستقامة بما تحمل هذه المفردة من معاني الاعتدال، والمضـي على النهج من دون انحراف. والإنسان الذي يروم حياة قرآنية يكون «في حاجة دائمة إلى اليقظة الدائمة، والتدبّر الدائم، والتحرّي الدائم لحدود الطريق، وضبط الانفعالات البشرية التي تميل الاتجاه قليلاً أو كثيراً... ومن ثَمّ فهي شغل دائم في كلّ حركة من حركات الحياة»[58]، ومجالاتها الواسعة، لتحقق واقع يعيش مبادئ القرآن الكريم وما أراده من منهج مستقيم يصل بالإنسان إلى سعادة الدارين.

(المطلب الثاني في الجزء الآخر إن شاء الله تعالى)

 

الكاتب: أ. م. د. نعمة عبد الصمد الأسدي/ أ.م. د. محمد كاظم الفتلاوي

مجلة الإصلاح الحسيني – العدد الرابع عشر

مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية

_____________________________

[2] في ذلك إشارة إلى قول النبي الكريم صلى الله عليه وآله: «إنّي مخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ـ أهل بيتي ـ لن تضلّوا ما تمسكتم بهما، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». ابن شعبة الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول: ص459.

[3] أبو العينين، علي خليل، منهجية البحث في التربية الإسلامية: ص110.

[4] ينظر الباحث إلى شخصية الإمام الحسين عليه السلام هنا على أنّها شخصية إنسانية، بعيداً عن التبنّي العقائدي الذي يرى فيه الإمام عليه السلام مفترض الطاعة ومعصوماً مسدّداً من السماء، وإن كانت هذه حقائق ثابتة لا غبار عليها.

[5] اُنظر: العك، خالد عبد الرحمن، بناء الأُسرة في ضوء القرآن والسنة: ص22. فلسفي، محمد تقي، الطفل بين الوراثة والتربية: ص12.

[6] التحريم: آية6.

[7] سيد قطب، إبراهيم حسين، في ظلال القرآن: ج6، ص3619.

[8] المصدر السابق.

[9] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج6، ص48.

[10] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري: ج1، ص465.

[11] محمد عبده، شرح نهج البلاغة: ج3، ص40.

[12] الصافات: آية24.

[13] الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج 14، ص222.

[14] النيسابوري، مسلم بن الحجاج، الجامع الصحيح (صحيح مسلم): ج3، ص1459.

[15] محمد عبده، شرح نهج البلاغة: ج2، ص80.

[16] الصدر، محمد باقر، سيبقى هذا الصوت خالداً: ص429.

[17] العقاد، عباس محمود، أبو الشهداء الحسين بن علي: ص206.

[18] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج95، ص226.

[19] اُنظر: الجندي، أنور، مفاهيم العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق في ضوء الإسلام: ص67.

[20] اُنظر: يالجن، مقداد، التربية الأخلاقية والإسلامية: ص109.

[21] الصدر، محمد باقر، سيبقى هذا الصوت خالداً: ص428.

[22] عبد العزيز عبد الرشيد سالم، طرق تدريس التربية الإسلامية: ص253.

[23] اُنظر: الصدر، محمد باقر، فلسفتنا: ص48.

[24] ففي أرض كربلاء وفي ضراوة المعركة نلحظ أداء الصلاة وقيامها، «فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قُتل، فإذا قُتل منهم الرجل والرجلان تبيّن فيهم، وأولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يُقتل منهم، قال: فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قال للحسين: يا أبا عبد الله، نفسي لك الفداء، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تُقتـل حتى أُقتل دونك إن شاء الله، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها. قال: فرفع الحسين رأسه ثمّ قال: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلّين الذاكرين، نعم هذا أوّل وقتها. ثمّ قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي. فقال لهم الحصين بن تميم: إنّها لا تُقبل. فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت الصلاة من آل محمد صلى الله عليه وآله لا تُقبل، وتُقبل منك يا حمار...». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص334. اُنظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج4، ص70.

[25] اُنظر: نبيه يس، أبعاد متطورة في الفكر التربوي: ص18. أبو العينين، علي خليل، منهجية البحث في التربية الإسلامية: ص110.

[26] البقرة: آية112.

[27] ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير: ج1، ص657.

[28] طه: آية132.

[29] البقرة: آية83.

[30] طه: آية44.

[31] آل عمران: آية159.

[32] النحل: آية125.

[33] فصلت: آية34.

[34] اُنظر: النيسابوري، الحسن بن محمد، غرائب القرآن ورغائب الفرقان: ج1، ص325.

[35] المؤمنون: آية2- 4.

[36] القصص: آية55.

[37] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج15، ص4501.

[38] الراغب الإصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن: ص451.

[39] اُنظر: أبو السعود، محمد بن محمد، إرشاد العقل السليم: ج6، ص124.

[40] السعدي، عبد الرحمن بن ناصر، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: ص594.

[41] العنكبوت: آية45.

[42] البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج3، ص174.

[43] البقرة: آية1ـ 5.

[44] المدرسي، محمد تقي، من هدى القرآن: ج1، ص158.

[45] البقرة: آية177.

[46] ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير: ج2، ص131.

[47] التوبة: آية11.

[48] محمد رشيد رضا، تفسير القرآن العظيم (تفسير المنار): ج10، ص174.

[49] الأعراف: آية170.

[50] الإسراء: آية9.

[51] الأسمر، أحمد رجب، فلسفة التربية في الإسلام انتماء وارتقاء: ص19.

[52] علوان، عبد الله ناصح، تربية الأولاد في الإسلام: ج1، ص7.

[53] الأحقاف: آية13.

[54] المدرسي، محمد تقي، تفسير من هدى القرآن: ج4، ص423.

[55] الأنعام: آية153.

[56] فضل الله، محمد حسين، تفسير من وحي القرآن: ج9، ص377.

[57] هود: آية112.

[58] سيد قطب، إبراهيم بن الحسين، في ظلال القرآن: ج4، ص1931.

gate.attachment