اكد سماحة السيد احمد الصافي خطيب جمعة كربلاء وممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة 16 من صفر الخير 1435هـ الموافق 20 من كانون الاول 2013م اكد على شأنية زيارة الاربعين وطقوسها الخاصة وسمتها البارزة المتمثلة بالمشي على الاقدام من ابعد نقطة يمكن ان ينطلق منها الزائرون وهم يحملون هدف الوصول الى الامام الحسين "عليه السلام" لاسيما وان الروايات التي حثت على اجر القدوم مشيا على الاقدام كثيرة في الوقت الذي توجد فيه روايات اخرى عن ركوب الدواب للقدوم الى زيارة الامام الحسين "عليه السلام" هي الاخرى فيها اجر ايضا.
وعرض السيد الصافي مجموعة من وصايا وتوجيهات المرجعية الدينية العليا للزائرين ومنها ان المشي بحد ذاته يحتاج الى تامل وان يمارس الزائر خلال هذا المشي حالة من من حالات الرقي والتمسك بتعاليم الدين الحنيف لاسيما الصلاة والحجاب واصلاح النفس والعفو عن الاخرين وتربية النفس على العفو وان تكون هذه الرحلة بمثابة درس وكإننا في محضر الامام "عليه السلام".
وبين السيد الصافي مع حالة الرجاء التي توجب الثقة بالله تعالى فالله هو الرحمن الرحيم والعفو الكريم الا انه يتوجب علينا في نفس الوقت عدم الغفلة والسهو والتادب بادب الائمة الاطهار (عليهم السلام) مستعرضا قول الامام علي عليه السلام في معركة الجمل " قد حضرنا قوم لم يزالوا في اصلاب الرجال وارحام النساء " فالانسان عندما يعتقد بصدق المنهج يكون معك والمعية ليست زمانية او مكانية فقط بل هي معية المنهج وان من صدق في رجائه منا لم يصعب عليه التمسك بتعاليم الائمة عليهم السلام وهذه ميزة تتميز بها مدرسة اهل البيت "عليهم السلام"
وشدد السيد الصافي على الصلاة بوصفها من الركائز الاساسية للنهضة الحسينية المباركة لاسيما السجود الذي يعد اعظم حالة من حالات الصلاة التي هي معراج المؤمن وتزكيتة للنفس لاسيما وان الامام الحسين (عليه السلام) لم يترك الصلاة في وقتها رغم احتدام ساحة الوغى واصفا الصلاة ومراعاتها في اولها بقوام هذه النهضة الحسينية الخالدة .
واضاف السيد الصافي علينا ان نتربى على الاخلاص فالانسان عندما يتعاهد مع الله لايتراجع فاصحاب الامام الحسين (عليهم السلام) لم يتراجعوا لانهم اخلصوا لله تعالى والعمل من غير اخلاص ينقضي بانقضاء الحياة وهذه مسالة مجربة، فالاخلاص ينمي العمل ويبقي اثره الى امد بعيد حتى بعد الموت.
وحث السيد الصافي على الستر لاسيما وان المصائب التي مرت على اهل البيت لم تكن مصيبة اصعب عليهم من الستر والحجاب والعفاف، فالانسان يتشرف بان يتعلم من زينب "عليها السلام" رجلا كان ام امرأة ، فالرجل يتعلم منها الالتزام بالتكليف فزينب عليها السلام التزمت بالتكليف الشرعي وتوجيهات الامام زين العابدين (عليه السلام) مع شدة الحال التي يذهل فيها الانسان، ودرس للنساء للتمسك بالعفة والحجاب والستر.
واثنى السيد الصافي على الجهود المبذولة من الاجهزة الامنية والخدمية داعيا اياهم على ان يكونوا اكثر حيطة وحذرا لانهم يتعاملون مع شخصيات دنيئة وجبانة وفاسقة وهي اجبن من الشخصيات التي قتلت الحسين "عليه السلام" لان هؤلاء القذارات يستهدفون الناس الابرياء ويستهدفون المواكب واصفا اياهم بانهم اشد خسة ونذالة وكل ارهابي حقير نتن لاعقل له ولادين ولاتربية هو ومن يحتضنه اولئك اشر خلق الله تعالى.
مبينا ان هذه المسيرة لايوقفها شيء رغم الجرحى والشهداء والدماء العزيزة التي سالت لان هناك قضية مفادها انه كلما زادت التفجيرات زاد الاصرار والتعقيدة مستعرضا قول امير المؤمنين عليه السلام " بقية السيف أنمى عددا" لان هؤلاء الارهابيون يريدون شيئا والله تعالى يريد شيئا فهم يقتلون الاطفال الابرياء ممن اسمه حسين وفاطمة ، فهم اخس الناس جبنا وطينة ونطفة والاعداد من الزائرين في تزايد وهذا الامر منظور للجميع.
ودعا الدولة الى ان تتهيأ لاستقبال ملايين اخرى وان تدخل في حالة طوارئ لهذا الزحف السلمي الذي يخيف الارهابيين ولا بد أن تحمي الدولة الزائرين وان تمنع هؤلاء الانذال (الارهابيين) ان ينالوا ظفرا من زوار الامام الحسين "عليه السلام".
مستطردا ان المشهد الذي ترونه الان مشهد كبير وعظيم وعندكم من الناس رصيد يمكن ان تنهضوا به بواقع العراق الى ابعد مايمكن من النمو وهؤلاء الناس عندهم مصداقية ويتحلون بالوطنية والغيرة والاحساس بالمسؤولية وهؤلاء الناس عبارة عن طاقة وثروة تحتاج الى من يفجرها وياخذ بيدها الى اعلى حالات الرقي والتقدم، الامر الذي يستدعي الدولة الى اعادة حساباتها في هذه الكنوز التي تستحق منا كل البذل للذين يمتلكون عطاء وسخاء وقد فتحوا ابوابهم امام الزائرين.
مناشدا الجهات المعنية في المنافذ الحدودية التي بذلت الكثير بما يتعلق بالزائرين الوافدين الى ان تهتم بتلك المنافذ بشكل اكبر فهناك قصور وليس تقصير يتعلق بالبنى التحتية والخدمات والامور التي لم تكن مهيئة .
مجددا نداءه في اخر الخطبة الى الاجهزة الامنية بان يتحملوا و ان يسعوا جاهدين لتقديم افضل حالة من حالات الزيارة والحفاظ على ارواح الزائرين.
اترك تعليق