سـورة الـطـمـأنـيـنـة

 

إلـى سـيـد الـشـهـداء الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

تـبـــاركـتُ بـالــــوجـدِ الـمُـــطـــهِّـرِ والـفــــقـرِ   ***   وبـالــحـزنِ تـــأريــخـاً يـقــالُ لـهُ عُـــــمْــــــري

وجِـــئـتُ بـمــــــا أدريــــهِ مـن أنَّ أدمـــــــعـي   ***   شـفـيـــــــــعٌ ومـا لا أدَّعـــــــــــــــــيـهِ ولا أدري

وقـفـــتُ عـلـى الـطـــفِّ الـبـقــــايـا مُـســــائِـلاً   ***   رمــادَ بـقــايــاهـا يـرمِّــــــــــــمُ لــي جـــــــمْـري

وآمـنــتُ بـالأسـمــــاءِ مـذبــــــــــــــوحـةً هُـنـا   ***   لأفـصــلَ مـعـنـى الـمـــوتِ عـــن لـفـــظـةِ الـقـبـرِ

ورحـــتُ بـلا شــــــــكٍّ أرتِّـــــلُ ســـــــورةَ الـــــــــــــــطـمـأنـيــــنـةِ الأشـــهـى بـمــــــــــــــائــدةِ الـذعـرِ

فـأبـصـرتــــهُ كـان الـوضـــوحُ جـبـيــــــــــنَـه   ***   فـأســلـمـتُ روحـي وهـيَ غـــــامــضــــــةُ الــسـرِّ

وقـلـتُ لـهُ: يـــا سـيِّـــــدي هـلْ حـمــــــــــامـةٌ   ***   مـخـضَّـبــةٌ بـالـعـفـــوِ والأمــــــــــــــنِ والــنـصـرِ

مـنَ الـقـبـةِ الـحـمــراءِ تـفـتَـحُ جُـنـــــــــــحَـهـا   ***   بـوجـهــــيْ وتـغـفـو فـي أضــالـــــعــــــــيَ الـوكـرِ

فـإنَّ ريــاحَ الـخـوفِ هــــزَّتْ سـفــيــــــــنـتـي   ***   ولـيـس شِــــــــــراعـاً غـيـرَ حُـبِّــــكَ فـــي الــبـحـرِ

رجــــائـي أنـا الـظــــامـي بـلــــوغـيَ مـنـبـعـاً   ***   حُـسـيـــنـاً فـقـد أوذِيـــتُ مـن يَــــبَــــــــــــسٍ شِــمْـرِ

هــــيَ الآنَ أرضٌ أنـتَ مــــا زلـتَ واقــــــــفـاً   ***   عـلـيــــهـا فــــمـاً يـأبـــــــى وســـــاقِـيـــةٌ تـجـــري

وصَـوتـيـــنِ هـذا يـسـتـغـيــــــــثُ مـنَ الـظـمـا   ***   وذاكَ يـــــــــــــدلُّ الـبــــاتـراتِ عـــلـــى الـنــحــــرِ

وسـيـفـيــــــنِ هـذا مـوغِـلُ الـبـطــشِ فـي دمِ الـــــــــــــــضـيــاءِ وهـذا نـــاصـحٌ لــــــــــــــــــــدمِ الـكـفــــرِ

ونـخـلـةَ دمــــعٍ ظـلـلـتــــــــــــــهُــم بــسـعـفِـهـا   ***   وقــــــــالـتْ لـهـمْ: عـودوا إلــى حَـسَـبِ الـتـــــــمـرِ

وجـيـــشــاً مـن الـلـوعــــاتِ فــي عــيــنِ والــدٍ   ***   يـرى خَـزَفَ الأولادِ فـي مُـتـحـــــــــفِ الـكــــــسـرِ

أتـيــــــتُ بـمـا عـنـدي وأدري بـأنــــــــــــــنــي   ***   بـلا أيِّ شــــيءٍ قـد أتـيـــــــــتُ سـوى شِـعـــــــري

أشـرتُ بــمـنـديـــــــــــلـي فـيـــا دمــعَ كــربــلا   ***   أغـثـنـي ويــــا شـبَّــــاكـهـا حَـطّـمَـــنْ صـبـــــــري

هـنـا وطـنُ الـبـــاقـيـنَ فـي الأرضِ وحـــــدَهــم   ***   ومـمـلـكـةُ الأطـفـــــــــــالِ والـرمـــــلِ والـزَّهْــــــرِ

هـنـا قـربـةُ الـعــــــبـــــــاسِ سـوفَ أريـــــقُــهـا   ***   عـلـى دفـتـري حِـبـــراً يُـصـحِّــحُ لــــي حِـبــــــري

هـنـا الـزيـنـبــــــــاتُ الـــمُــعـوِلاتُ شــواطــــئٌ   ***   مـن الـطـهـرِ تـسـعـى بـي لِـبـحــرٍ مــــنَ الـطــــهـرِ

فـيـــــــــا سـيِّـدي يــــا سـيِّـدَ الـقـــولِ .. إنَّـمـــــا   ***   وقـوفـيْ لـديــــــــــــكَ الآنَ ضَـرْبٌ مـنَ الـهَـــــــذْرِ

فـأنـتَ الـذي كــانـــــتْ قـوافـيــــــكَ مِـيــــتــــــةً   ***   عـلـى مـــــــاءِ مَـعـنـــــاهـا نـمَـتْ حَـيـرةُ الــحـــــرِّ

وقـــــــــــادتْـهُ حـتـى أدخـلَـتـهُ مـلامـــــــــــحَ الــــــــــــــــحـسـيـنِ لِـيـخـتــــــــارَ الـرحـيـلَ عـلـى الـسُّـمْــــــرِ

إلـى حـيـثُ أحـضـــــانُ الـسَّـمـــاءِ إجــــــــابــــةٌ   ***   لأسـئـلـةٍ كــــانـتْ تُـشـــــــــــــاكـسُ فـي الـصَّـــــدرِ

إجــــابـةُ أنَّ اللهَ أسْــــــــــرى بــــــروحـــــــــــهِ   ***   لـجـيـــنـيَّـةً ، لـكـنْ بـأجْـنِـــــــــــــــــــــحَـةٍ حُـــــمْـرِ

وأنـتَ الـذي لـمَّـــا يـــــــــــزلْ بـكَ مُــــولَـعـــــاً   ***   فـمُ الأرضِ .. لا يـتْــــــــــــلـوكَ إلاَّ عـلـى الـنــــهْـرِ

وأنـتَ الـذي أدْنـى الـسـمـاءَ إلـى الـثَّـــــــــــــرى   ***   لـيـبـنـيْ قُـبـورَ الـطــــــــــــــــفِّ مـن أنـجُـمٍ زُهْــــرِ

وأنـتَ الـذي تـشْـدو الـلـيــــــالــــي جِــراحَـــــــهُ   ***   نـبـيِّـيـنَ يـحـدونَ الـلـيــــــــــــــالـي إلــى الــفــجــــرِ

وأنـتَ الــذي رغْــمَ انــهــــــــــــــدامــــي أزورُهُ   ***   كــطِــفــــــــــــلٍ بــريءٍ لا يــفــكِّـــرُ فــي الـــــوِزْرِ

فــإنْ كــنــتَ لا تــرضــى مــجــيــئــي بـــلا يــدٍ   ***   فـهــل ســوفَ تــرضــى أنْ أعـــودَ بـــلا ثَــــــغْـــرِ

 

مهدي النهيري  

: مهدي النهيري