مـن نـهـرِ كـفـيـهِ تَـنْـبَـجِـسُ الـسَّـواقـي

 

إلى مـنـبـعِ الـفـضـلِ .. أبي الفضلِ العباس (عليه السلام)

 

أنَّـى يُـوفّـيْــــــكَ وصـفٌ..، ضـلَّ مـن وَصَـفُـوا    ***   فـالـشـمـسُ إنْ جَـــــحَـدوا شـمـسٌ... وإنْ نَـصَـفُـوا

لـكـنْ أتَـى فـضـــلُـه مـن فـيْـــــــضِ خَـــــــالِـقِـه   ***   يَـدرُّ جـودَ سَـحـــــــابٍ حـفَّــــــــــــه الـوَطَــــــــفُ

فـالـفـضـلُ إنْ عُــدَّ أنـواعـاً بـكَ اجـتـمَــــــــعَـتْ   ***   فـأنـتَ مـعـنـاهُ إنْ فـي نَـعْـتـهِ اخـتـــــــــــــــــــلـفُـوا

جُـدْ لـيْ بَـيَــــــــــانـاً فــقـدْ أعْـيَـتْ فَـمِـي شِـــيَـمٌ   ***   عـن شَـأوِهـا لـلــــــــــوَرى قــــــــالَ الـكـلامُ: قِـفُـوا

فـكـيـفَ أبـلـغُ وصــــــــــــفـاً أو أفِـي غَـرضــــاً   ***   فـأنـتَ – مـهـمـا وصـفـتُ – فـــــــــوقَ مـا أصِـفُ

وجـدتُ فـيـكَ سَـمَـــــــــــــاءً أعـجــــزَتْ قِـمَـمَـاً   ***   أنّـى يُـحـلّـقُ فـيـهـا الـطـــــــــــــــــــــــائـرُ الـنَّـتِـفُ

يَـمّـمـتُ بـحـرَكَ صــــاغَ الـقـلـــبُ قــــــــــاربَـه   ***   مـن أضـلـعـي ودلـيـــــــــــــلـي فـي الـهــوى كَـلِـفُ

فـخـضـتُـه ولـظـى الأنـفـــــــــاسِ تــــــــرفـعُـهـا   ***   روحـــــي إلـيـكَ شـــــــــــراعـاً هـزَّهُ الــشّــــــغَـفُ

طـفـقـــــــــتُ أُبـحِـرُ فـي الآلاءِ تُـبــــــــــهـرنـي   ***   دُرَرُ الـمـكـــــــــــــــــارمِ عـنـها شُـظّــــي الـصَّـدفُ

وَرِثـتَ مـجـداً تـسـامَـى فـي الـزمـــــــــــانِ ومـا   ***   جـــــــــــــــــاراكَ فـيـه الــوَرى قِـدمـاً ومـا عَـرفُـوا

وَفُـقْـتَ طَـوْلاً فـأحـنـى الـدهـرُ هـــــــــــــــامـتَـه   ***   فـكـلـــمـا رامَ نِـــــــــــــداً مـسَّــــــــــــــه الـضّـعـفُ

يـا ابـنَ الـذي شــــرَّفَ الـبـيـتَ الـحــــــرامَ بـمـيــــــــــــــلادٍ وفـي بـيـــــتِـــــــــــــهِ تُـــــسْــتَـنْـزَلُ الـصُّـحُـفُ

فـشـعَّ نـوراً عـلـى الأزمـــــانِ فـاقــــــــتــبـسـتْ   ***   هَـديَــــــــاً وشـعّـــــــــتْ عـلـى الـدُّنـيـا بـه الـنــجـفُ

وابـنَ الـتـي قـدْ نَـمــــــــــــاهـا الـمـجـدُ مـن قـدمٍ   ***   بـالـمَـجـدِ فـاقـــــــــــــــتْ عـلـى مـا أوْرَثَ الــسَّـلـفُ

زادتْ إلـى مـجـدِهـا مَـجــــــــــــداً مُـذْ اقـتـرنـتْ   ***   بـمـنْ ثـوى فـي ثُــــــــــــــــراهُ الـفـضـلُ والــشـرَفُ

لـوْ لـمْ يَـحُـزْهـا عـلـيٌ لـمْ تـجــــــــــــــــدْ كُـفـؤاً   ***   ولـمْ يَـلِـقْ لـسَـنــــاهـا دونَـــــــــــــــــــــــــــه كَــنَـفُ

ولـمْ يـكـنْ لِـسِــــــــــوَاهـا أنْ تــــــــــــلـدْ قـمَـراً   ***   لـهــــــــــــــــــــاشـمٍ فـانـجـلـتْ عـن لـيـلِـهـا الـسُـدُفُ

فـكـنـتَ أشــــــــــرفَ مـا اسْـتُـودِعـتَ فـي رَحِـمٍ   ***   وكـنـتَ أطــــــــهـرَ مـا جــــــــــــــادَتْ بـه الـنُـطَـفُ

أبـا الـوَفـــــاءِ..، ومـجـدٌ صُـــــــــــغـتَ أحـرفَـه   ***   بـالـسـيــــــــفِ يُـمْـنـاً بـه الأمـجـــــــــــــــادُ تَـرْتَـدِفُ

فَـيَـوْمُـهُ مـن مَـدَى إيـثــــــــــــــارِه خَــضِـــــــلٌ   ***   وعُـمـرُه مـن نَــــــــــــــــدَى آلائِـــــــــــــــــــهِ وَرِفُ

عَـلِّـمْ بـه الـدَّهـرَ أجـيــــــــــــالاً وأحْـــــــــــقـبَـةً   ***   أنَّ الـوَفـــــــــــــــــــــــــاءَ لـيَـصـغَــــرْ دونَـه الـتّـلـفُ

وخـلِّ رايـــــــــــــتَـكَ الـحـمــــــــــــراءَ خـافـقـةً   ***   وقـوِّمِ الـجـيــــــــــــــلَ فـيـهـا إنْ طـغَـــــــى الـجَـنَـفُ

وأسـرِجِ الـشـمـسَ مـن كــــــــفّـيــــكَ مـطـلـعُـهـا   ***   وفـي سـمـــــــــائِـكَ نـبــــــــــضُ الـوحـــــيِّ يَـأتَـلِــفُ

يـتـلـوْ الـفــــــــراتُ فـداءً مـنـكَ قــــد عــــجَـزَتْ   ***   عـنـه الـخــــــــــــلائِـقُ..، إجــــــــــــــلالاً لـه تَـقِــفُ

حـلّأتَ عـنـه جـيـــــــوشَ الـبَـغْـيِّ مُــــذْ خَـفَـقَـتْ   ***   عـلـى الـمَـدى رايـــــــــــــــــةٌ..، مـن رفِّـهـا وجَـفُــوا

تـبـدَّدُوا فَـرَقـاً مُـذْ شــــــــــــــــــــاهــــدُوا بـطـلاً   ***   إذا رأتْ ظـلَّـه الأبـطــــــــــــــــــــــــــــالُ تَـنْـكَـشِـــفُ

روَّيـتَ مـن كـفِّـكَ الـمـاءَ الــفــــــــــــــراتَ نـدىً   ***   وأنـتَ فـي لُـجـجٍ مـن فـيـــــــــــــــــــــــضِـه سَـهِـــفُ

وكـيـفَ تـشـربُ.. والإخــــــــــلاصُ فـيـكَ نَـمَـى   ***   إرثـاً لـه الـســـــادةُ الآبـــــــــــــــــــــــــاءُ قـد ألِـفُـــوا

رمـيـتَ بــــــــالـمــــاءِ إيـثــــــــــــاراً سَـمَـا أثـراً   ***   يَـعـلـو الـمــــــــــآثـرَ أعَـيَــــــــــــــــتْ عـنـدَه الأُنُــفُ

تـرى حُـسـيــــــــــــــــنـاً تـلّــــــظـى قـلـبُـه ظـمـأً   ***   وفـي الـخـيــــــــــــــــــامِ نـســـــــــــاءٌ حـولَـه لُـهُـــفُ

وحـولـهـا صـبـيـــــــةٌ خـــــوفـاً تـــــــــلــوذُ بـهـا   ***   فـاسْـتَـنْـجَـدَتْ بـعــــلـيـــــــــــــــــــــــلٍ شـفَّـه الـدَّنَـــفُ

فـقُـلـتَ: يــــا نــفـسُ مـن بـعـدِ الـحـسـيـــــــنِ فـلا   ***   شـرِبـتِ مـاءً وأحــــنـى عـيـشَـــــــــــــــكِ الـشَـظَـــفُ

يـا نـفـسُ مُـوتـــــــــــيْ فـــــــداءً لـنْ تَـرَيْ أسـفـاً   ***   إنَّ الـحـيــــــــــــــــــــــــــــــاةَ إذا أودى هـيَ الأسَـــفُ

فـأيَّ مـوقـــــــــــــفِ عِـزٍّ بـعـدَ مــــــــــــــوقــفِـهِ   ***   لـه أنـحـنَـى مـن بــهِ هـــــــــــــــــامُـوا ومـن شَـنَـفَـــوا

أبـا الـشـجـــــــــــــــــــاعـةِ..، لـولا أنــــــه قــدرٌ   ***   لأحـجـمـوا عـنــكَ مـن خـــوفٍ ومــــــــــــــا زحـفُـــوا

يـا ابـن الأُلـــــــى لـهـمُ فـي كـــلِّ مُــــعْـــــتَـــرَكٍ   ***   قِـيَـامـةُ الـبـــــــــــــــــــأسِ مِـنْـــها الأرضُ تَـرْتَـجِـــفُ

إذا تـصـــــــاهـلـــــــــــــتِ الأجـيـــــــادُ عـنـدَهُـمُ   ***   بـنـغـمـةِ الـسَّـيــــــــــفِ فـي سُــوْحِ الـوَغَـى عَـزَفُـــــوا

أنـمَــــــاكَ لـــــلـحَـربِ أمـضــاهـا إذا اسْـتَـعَـرَتْ   ***   لـظـى الـوطـيـــــسِ سَـرَتْ مــن سـيــــــــفِـه الـذُعُــــفُ

لـكـنَّ ربَّـكَ أمـضَـى فـي الـقـضَــــــــــــــــاءِ بـأنْ   ***   تَـحـظـى بِـزُلـفَـى لـهـا قـدْ دانــــــــــــــــــــتِ الــــزُّلَـفُ

هـويـتَ لـلأرضِ ظـمـــــآنـاً وأنــــــــــــــت حَـيَـاً   ***   ومـنـكَ نـهـرُ عـطــــــــــــــــــــــاءٍ قـد جـرى الـجَـــدَفُ

يَـدنُـو الـنـخـيـلُ إلـى كـفَّـيــــــــكَ يَـلـــــــــــثِـمُـهـا   ***   وراحَ يَـحـنـوْ بِـحـزنٍ فـوقـــــــــــــــــــــــكَ الـــــسَّعَـفُ

فـأيِّ مـوتٍ لـه لـلـحـشــــــرِ واقــــــــــــــــــعـةٌ ؟   ***   وأيِّ حـــــــــــــــزنٍ لـهُ كـلُّ الـوَرَى هَـتَــــــــــــــــــفُـوا

مـاذا دهـا الـشـمـــــــــسَ إذ لـــمْ تـنْـطـفِـئْ أسَـفـاً ؟  ***   وكـيـفَ لـم تـنْـكـسِـــــــــــــفْ مـنْ هَـوْلِ مـا اقْـتـرَفُـوا ؟

وكـيـفَ لـمْ تَـتَـنَـــــــــــاثــرْ فــي الـمَـدى حِـمَـمَـاً ؟  ***   وكـيـفَ لـم تَـتَـــــــــــــــــــــــــــداعَـى فـوقَـهـا الـسُـقُـفُ

مـاذا دهــــــــاهـا تَــرى كـــــــــــــفَّـيـنِ لـوْ وَقَـعَـا   ***   عـلـى الـجـبــــــــــــــــــــــالِ لأذرتْ شُـمَّـهَـا الـعُـصُـفُ

كـفٌ لـحـمـــــــــــلِ لـــــــــــــــــواءِ اللهِ تـــرفـعُـه   ***   وكُّـفُ ظـمـآنَ مـنـهـا الـنـهـــــــــــــــــــــــــرُ يَـرتَـشِـفُ

تَـرى بـعـيـنِ الـقَـضَـا عـيـــنَ الـنَّـدى انــــطــفـأتْ   ***   ورايـــــــةٌ.., ودمــــــــــــــــاءٌ حـولـــــــــــــــــهـا نُزُفُ

تَـرَى سـلـيْـــــلَ الـوغَـــى أضـحـى بـــــمـشـرعـةٍ   ***   مُـلـقــــــــــىً ومـن حـــــــــــــــولـهِ الأمـــلاكُ تَـعْـتَـكِـفُ

تـسـقـي لـظـاهــــا دمــــاءً..، وحـيُ عـــــاصـفِـهـا   ***   فـي الـدهـر ظـلَّ مـع الأجـيــــــــــــــــــــــــالِ يَـعْـتـرِفُ

يُـتْـلـى صــــدَاهـا عـلـى الأجـيــــــــــالِ يُـلـهِـمُـهـا   ***   درسـاً فَـيُـتْـقِـنُـه عـن ســـــــــــــــــــــــــــــــالـفٍ خَـلَـفُ

تَـوارثُـــــــــــوهـا مـعَ الأزمــــــانِ مَـلــــــــحَــمَـةً   ***   لـلـحـشـرِ رائـعـةُ الأمـجــــــــــــــــــــــــــــــادِ تـتّـصِـفُ

تَـجـري عـلـى كـلِّ جِـيـلٍ مـن أضــــــــــــالـــــعِـه   ***   نـبـضـاً تـفـيـضُ عـلـى آلائِــــــــــــــــــــــــــه الـشُـغُـفُ

وتَـسـتـفـيـــــقُ عـلـى نــــــــورٍ يُـــــــــؤجِّــجُـــهـا   ***   درسَ الـوفـاءِ مـن الـعـبــــــــــــــــــــــــــاسِ تَـقـتـطِـفُ

لـيـثٌ أبَــــــــانَ بـأرضِ الـطّـفِّ غَـضْــــــبَـــــــتَـه   ***   فـحـيـثُ مـا مـــــالَ كــــانَ الـمــــوتُ يَــــــــــــنْـعَـطِـفُ

فـيـحـمِـلُ الـمـــــــــاءَ حـيـثُ الـمـــــــــاءُ فـي يـدِهِ   ***   يـهـفُـو إلـى ثَــغْـرِهِ يُـنْـــــــــــــــــــــــــــــــأى فَـيَـزْدَلِـفُ

أراقـــــــدٌ...؟ ولــهُ الأفـــــلاكُ قـد وقـــــــــــــفـتْ   ***   أظــــامـئٌ...؟ مـنـه هـذا الـكـــــــــــــــــــــونُ يَـغْـتَـرِفُ

فـالأرضُ قَـدْ قَـــــبَّــــــــــــلـتْ كـفَّــيـنِ فـي جـلـلٍ   ***   والـمَـجْـدُ فـي بـيـــرقِ الـعـبــــــــــــــــــــــاسِ يَـلـتـحِـفُ

 

مـحـمـد طـاهـر الـصـفـار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار