تُـرتِّـلُ الـتـضـاريـسُ... خُـطـاه

 

فـي حـضـرةِ مـوسـى تـذرفُ الـروحُ هـمـسَـهـا، وتـصـطـفُّ الـحَـواس مُـلـبِّـيـةً نِـداء الـقـلـبِ فـي خـشـوعِـه

إلـى سـيـدي مـوسـى بـن جـعـفـر (عـلـيـه الـسـلام)

 

خُـطـاهُ.. فـصـولُ الـوحـــــي تـروي انـتـمـاءَه   ***   إلـى حـيـثُ يـقـفـو عِـطـــــرُهـا أنــبـيـــــــــاءَه

إلـى حـيـثُ أرواحٌ تـقــــــــــــــــدَّسَ سـفــرُهـا   ***   عـلـى سـرِّهـا ألـقـى الـنـبــــــــــــــــيُّ كِـسـاءَه

فـيـنـسـلُ تـاريـخُ الـضـيــــــــــــــــاءِ مَـلائـكـاً   ***   لـتـسـرجَ فـي ذكـرِ الـسَّـمــــــــــــــــاءِ سـمـاءَه

أتـى يـقـتـنـي مـوتـاً يُـضــــــــــــــيء نُـشـورُه   ***   عـلـى كـلِّ فـجـرٍ خــــــــــــــــــــطَّ فـيـهِ نـداءَه

فـجـابَ تـضـاريـــــــــــــسَ الـسـمـاءِ بـروحِـهِ   ***   لـيُـعـلـنَ فـي هـمـسِ الـرحـيـــــــــــــــلِ بـقـاءَه

وكـان ضـنـيــــــــــــــــنـاً بـالـنـبـوءةِ رفـرفـتْ   ***   عـلـيـهـا رؤى الآبـــــــــــــــــاءِ تـجـلـو نـقـاءَه

فـأفـنـى أقـاويــــــــــــــــــلَ الـوجـودِ مـلامـحـاً   ***   وآثـرَ أن يـتـلـو الـخـــــــــــــــــــــــلـودُ دعـاءَه

فـشـبَّـتْ بـنـجـواهُ الـمـرايـا قـصــــــــــــــــائـداً   ***   لـتـنـسـجَ مـن سـفـرِ الـــــــــــــــــدمـوعِ لـواءَه

وتـخـفـقُ فـي حـزنِ الـتـراتـيــــــــــــــــلِ كـفُّـه   ***   عـلـى سـورةِ الأصـفــادِ تــــــــــروي ابـتـلاءَه

ويـنـشـقُّ قـلـبُ الأرضِ نـبـضـــــــــــــاً لـسـرِّهِ   ***   ويـغـرسُ فـي بـغـــــــــــــــــــدادِهـا كـبـريـاءَه

ويـنـبـعُ صـوتٌ مـن بـواكـيـــــــــــــرِ حـزنِـهـا   ***   يُـرتِّـلُ فـي سـجـنِ الـجـــــــــــــــــراحِ حِـراءَهُ

بـمـوسـى يـلـوذُ الـلـيــــــــــلُ تُـسـحِـرُ نـجـمَـه    ***   مـنـاجـاةُ مـعـشــــــــــــــــــوقٍ تـــــتـوقُ لـقـاءَه

ويـهـدأُ فـجـرٌ خـلـفَ قـضـبــــــــــــــانِ نُـسـكـهِ   ***   لـتـنـشُـدَ أنـداءُ الـقـبـــــــــــــــــــــــــــابِ إبـاءَه

عـلـى فـتـرةٍ قـد جــــــــــاءَ ضـوءاً مـع الـنـدى   ***   تـصـوغُ سـلالاتُ الـسـمـــــــــــــــــاءِ صـفـاءَه

يـبـوحُ إلـى الأشـيــــــــــــــــــــاءِ آيـاتِ روحِـهِ   ***   كـمـا بـاحَ بـالأفـقِ الـنــــــــبـيُّ اصـــــــطـفـاءَه

لـتـنـبـتَ مـن أضــــــــــــــلاعِـهِ الأرضُ قـبـلـةً   ***   وتـنـشـقُ أنـفـاسُ الـــــــــــــــــــدعـاءِ بــــهـاءَه

ويـشـدو عـلـى كـفَّـيـهِ فـجـرُ حـمـــــــــــــــــائـمٍ   ***   لـتـذرفَ مـن نـبـضِ الـرفـيــــــــــفِ رثــــــاءَه

وتـفـتـحُ مـن أشـذاهُ بـــــــــــــــــــــــابُ حـوائـجٍ   ***   فـتـشـرقُ أحـلامُ الـعـيـونِ سـخـــــــــــــــــــاءَه

عـلـيـهـا لأجـيــــــــــــــــــــالِ الـدمـوعِ شـواطئٌ   ***   تُـظـلِّـلـهـا الأمـلاكُ تـدلـو عـطـــــــــــــــــــاءَه

تـنـدَّى عـلـى لـيـلِ الـمـطـامـيـــــــــــــرِ صـوتُـه   ***   نـجـومـاً وأرخـى بـالـــــــدعـاءِ سـنــــــــــــاءَه

فـأسـرى... ولـكـنْ عـافَ قـيـديــــــــــنِ فـيـهـمـا   ***   إلـى الآنَ خـفـقٌ يـرويـــــــــــــــــــــــانِ فـداءَه

فـصـاغـتْ تـواريـخُ الـشـهـــــــــــــــادةِ مـنـهـمـا   ***   شِـعـاراً وأذكـتْ فـي الـعـيــــــــــــــــونِ دمـاءَه

فـيـا سـيــــــــــــدي.. جـفَّـتْ أســىً روحُ شـاعـرٍ   ***   لـتـورقَ أحـداقُ الـرجـاءِ بــكـــــــــــــــــــــاءَه

يـنـاجـيـكَ يـا بـابَ الـحــــــــــــــــــــوائـجِ بُـلْـغَـةً   ***   تُـسـجِّـرُ فـي أضـــــــــــــــــــــلاعِـهِ كـربـلاءَه

أبـا الـطـهـرِ.. هَـبـنـي بـعــضَ طـهـــرِكَ أرتـقـي   ***   إلـى فـلـكٍ يـسـتــــــــــــــــــافُ مـنـكَ ضـيــاءَه

وجُـدْ لـي بـجـودٍ.. شـاطـــــــئُ الـنـورِ أعـشـبـتْ   ***   عـلـيـه قـلـوبٌ تـسـتـدرُّ نـمــــــــــــــــــــــــــاءَه

 

محمد طـاهـر الصفار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار