طـفـل الـسـمـاء

 

إلـى عـبـد الله الـرضـيـع (عـلـيـه الـسـلام)

 

طـفـلٌ ولـيـس كـمـثـلـهِ طـفــــــــــــــــــلُ   ***   فـي نـحـرهِ يـتـبـرّكُ الـنـبــــــــــــــــــــــــلُ

رضـعَ ابـتـسـامـتَـه فـمــــــــن دمـــــــــهِ   ***   كـان الـرضـاعُ بـريـقـهِ يـحــــــــــــــــــــلـو

طـــــــفـلٌ بـعـمـرِ الــــــــوردِ أثـقـلَ خطــــــــــــــوَ أبـيـهِ إذ هـو لـلـعـلــــــــــــــــــــــى ثِـقـلُ

يـمـشـي ويـعـثـرُ بـــــــالـــدمـوعِ فـــــإن   ***   أبـطـا يُـعـجِّـلُ خـطـوَه الـمــــــــــــــــــــهـل

فـي يـومِ جـاءَ الـقـومَ مُـنــكـسِـــــــــــــراً   ***   مـن أجـلـهِ حــــــــــــــــــــــــــــاشـا بـه ذُلُ

خـدَّاهُ زنـبـقـتـانِ ذابـلـتــــــــــــــــــــــانِ   ***   وثـغـرهُ بـصـداهُ مـبـتـــــــــــــــــــــــــــــــلُ

فـي غـفـوةٍ لـلـمـوتِ مـن عـــطـــــــــشٍ   ***   قـد أيـقـظـتْ مـن مـسَّهمْ ذَهْــــــــــــــــــــــلُ

فـتـقَّـنْـعـتْ بـوجـوهِـهــا صِــــــــــــــورٌ   ***   خـرسـاءُ وجـهُ أمـيـرِهـا الـفـصــــــــــــــــلُ

شـوقـاً أتـى والـريــــــــــحُ تـرشــــــــدُه   ***   أنْ لا يَـضِـلَّ طـريـقَـه الـنَـصــــــــــــــــــــلُ

فـأفـاقَ طـيـراً عـيـنـه ابـتــــــــهـلــــــتْ   ***   لأبـيـهِ وهـو بـربِّـهِ يـخـلــــــــــــــــــــــــــــو

عُـتْـبـاكَ حـتـى الـطـــــــــفـلُ خُـذه فــلا   ***   كُـثْـرٌ إذا تـرضـى ولا قَــــــــــــــــــــــــــــلُّ

***********************************************

أمٌّ سـتـنـثـرُ دمـعَـهــا كـي تـجـمـــعــــكْ   ***   وسـتُـذهِـبُ الـعـيـنـيـنِ حـتــــــى تُـرجِــــعَـكْ

مـن قـبـلِ أن يـنـدى بـثـغـرِكَ صــدرُهـا   ***   مـن ثـديـهِ سـهـمُ الـمـنـــــــــــــايـا أرضـعَـكْ

يـا وردَهـا الـقـطـفـتـهُ أيـدي الـعــــابـثـيـــــــــــــــنَ سـتـحـصـدُ الـحـزنَ الـجـمـيــلَ لـتـزرعَـكْ

يـا لـيـتـكَ الـتـدري بـأيَّـــــــــــــةِ حـالـةٍ   ***   خـلّـفـتَـهـا، لا شـيء يـمـلأُ مـضــــــــــجــعَـكْ

خـلّــــــــــفـتَـهـا سـهـمـاً بـأيـدي ذابـحـيـــــــــــــــكَ تـهـزُّ مـهـدَ الـذكـريـاتِ لـتـصـنــــــــــعَـكْ

يـا ظـامـئـاً حـدَّ الـــــرواءِ قـد اشـتـهـتْ   ***   شَـفـةُ الـسـمـا أنْ تـرتـويـكَ فـتُـشـبِـــــــــــعَـكْ

 

شـاكـر الـغـزي

المرفقات

: شاكر الغزي