أنـت أدرى

 

لـعـلـيٍّ وفـاطـمـة فـي ذكـرى رحـيـلـهـا

 

ورجـعـتَ وحـدَكَ.. دونَ بـسـمـتِـــــهـا الألـقْ   ***   جـبـلاً مـن الأحــــزانِ.. أيـقـظـه الـقـلـقْ

ورجـعـتَ.. كـلُّ خـطـاكَ يـشـعِـلُـهـا اصـطـبـــــــــــــارٌ تـخـبـرُ الـنـسـمـاتِ حـيّ عـلـى الأرقْ

جـبـلٌ عـلـى الـذكـرى تـمـرُّ فـتـورقُ الـــــدمــــــــــــعــاتُ غـيـــــــــــــــــــــــمـاً فـي الـحـدقْ

فـي كـلِّ زاويـةٍ رأيـتَ اللهَ

فـي عــيـنِ الـحـسـيـنِ مُـبـلـلّاً بـالـدمـعِ

حـدَّ الإخـضـرارِ

وحـدَّ  أن يَـبِـسَ الـنـهـارُ

وحـدَّ أن هـربَ الـفـلـقْ

فـي كـلِّ زاويـةٍ رأيـتَ خـيـالَ فـاطـمـةٍ

وكـانَ مـكـبَّـلاً بـالـحـزنِ

لا يـقـوى عـلـى حـمـلِ الـثـيـابِ ..

ولا الـعـتـابِ

حـمـامـةٌ كـانـتْ عـلـى الأفـراخِ مـوغـلـةٌ بـكـلِّ الـحـبِّ

مـن أوحـى لـهـا أن تـرتـدي ثـوبَ الـغـيـاب

أوّاه يـا هـذا الـتـذكّـر صــــــــــــــارَ جـمـراً   ***   سـجـادةٌ ..ورحـىً ..ومـسـبـحـةٌ ..وذكـــرى

ويـدٌ تـهـدهـدُ لـلـحـسـيـنِ بـكـــــــــــــــــــاءَه   ***   ولـزيـنـبِ الـكـبـرى جـديــلـتـهـا وأخـــــرى

عـشـرونَ لـم تُـكـمُـل... يـدُ الأحـزابِ مَـدّت   ***   مِـنـجـلاً لـتـحـوزَ مـن دنـيـــــــــــاكَ بــــدرا

وبـأيِّ ذنـبٍ جـنَّـة الـفـردوسِ يُـــــــــــخـفـى   ***   قـبـرُهـا ويـكـون فـي الأسـرارِ ســـــــــــــرا

وبـأيِّ ذنـبٍ يـمَّـحـي ذاكَ الـبـيــــــــــــــاض   ***   لـكـي تـعـودَ الـروحُ  بـالأحـزانِ صـحــــــرا

يـا دار قـولـي.. أيَّ نـازلـةٍ ألـمـتْ فـــــــيـكِ   ***   حـتـى عـدتِ فـي الأرجـاءِ قـفـــــــــــــــــــرا

لا طـيـفَ أحـمـدَ لا حـبـيــــــــــــــبـة قـلـبـه   ***   مـن أيـن يـجـلـبُ قـلـبـك الـمـفــجـوع صـبـرا

*****

هـا هـنـا مـوعـدٌ أولٌ لـلـبـكـاء

مـن هـنـا انـبـثـقـتْ كـربـلاء

مـن هـنـا..

حـيـن مـرَّ عـلـى ضـلـعِـهـا الـغـدرُ

مـدَّت سـنـابـكَ مـن خـيـلـهـا الأشـقـيـاء

وكـان الـجـنـيـن إذن..

كـلّ طـفـلٍ رضـيـعٍ تـسـاقـطَ بـالـنـبـلِ مـن دونِ مـاء

وكـل حـريـقِ الـخـيـامِ ابـتـدى مـن هـنـا

ثـم مـرَّ بـكـلِ الـعـصـورِ لـيـمـتـدَّ نـحـو الـسـمـاء

وكـل طـريـقِ الـسـبـايـا ابـتـدى مـن هـنـا..

هـمّـه قـبـرها

هـمّـه ضـلـعـهـا , وجـنـيـن لـهـا

ولـيـس الـمـسـيـر كـمـا يـدعـي الأدعـيـاء

ولـلآن يـغـتـالـهـا الـحـاقـدون

ولـكـنـهـا جـبـهـة الله

مـا اعـتـادت الإنـحـنـاء

 

نـوفـل الـحـمـدانـي

المرفقات

: نوفل الحمداني