اغلبنا يتفاجأ بالمثالية والرقي كانها معجزات او من خوارق الطبيعة، ندلك اعيينا بقوة هل فعلا هذا الانسان المثالي حقيقي ام نحن في حلم نود ان لا نفيق منه ابدا...
واسباب ذلك يعود لما نشأنا عليه من ان الشخص المثالي هو اما نبيا او وليا ونتناسى ان واجبنا الشرعي والاخلاقي ان نقلد أئمتنا وانبياءنا في اخلاقهم وسيرتهم المثالية قدرما نستطيع ؟
الم يأمرنا الله تعالى بهذا في كتابه الكريم وشدد عليه كثيرا كما في {أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}؟ وكذا{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}. الم يقل النبي الاكرم ما بعثت الا لاتمم مكارم الاخلاق؟
فهل المثاليات غير الاخلاق الرفيعة والذوق في التعامل والكلم الطيب والسيرة الحسنة؟ وهل الرقي اكثر من ان يتمنى الذي يسمع باسمك ان يراك؟؟؟
في مقالنا هذا سنذكر لك ـ عزيزي القارئ ـ عشر سبل تجعلك انسانا مثاليا كما خلقك الله تعالى لهذا:
اولا: اترك القلق والتوتر:
اعلم ان قلقك في الحياة سبب رئيس لكل ما تعانيه من عاهه جسدية واخلاقية كن مؤمنا واعلم ان الله يفعل ما يشاء ويدبر الامر.
لن يؤخر قلقك اجلك ولن يقربه كما لن يزيد في رزقك ولن ينقصه , توكل على الله تعالى اصلح امورك بما تستطيع ودع الباقي عليه فلا تثقل قلبك بالهموم ولا تجعل للشيطان عليك سلطانا واي سلطان له عليك اكثر من القلق والتوتر ؟
خاطب نفسك دوما لما يملكني القلق ولي رب يسير كل شئ بامره؟ اليس الله باحكم الحاكمين ؟ هل تظن ان الله تعالى يريد بك سوءا ؟
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ثانيا: كن متواضعا:
اعلم ان الانبياء والاولياء افضل منا جميعا في كل شئ و رغم كل ما يملكون من مميزات الالهية كانوا متواضعين مع الناس حتى مع من لا يؤمن بهم بل حتى مع من اذاهم.
الم تسمع بان النبي الاكرم اتاه اعرابي وشد قميصه حتى اوشك ان يدمي عنقه المبارك قائلا يا محمد اعطني من مال الله , ماذا فعل النبي؟ التفت اليه ولم يحتقره كونه اعرابيا فضا واحسن له العطاء ولم يعاقبه , يقول انس ضحك النبي ولاطفه وامر ان يعطوه مالا ......
الم تسمع ان الامام الحسين عليه السلام حين اتاه احدهم طالبا منه مالا اختبأ الامام خلف الباب واعطاه كي لا يحرج السائل قائلا:
خذها فاني اليك معتذرا ,, واعلم اني عليك ذو شفقة
فلو كان في يدنا العصاة غدا ,,,, امست سماءنا عليك اليوم مندفقة
ما اجملها من ابيات تثير في السائل مشاعر حب الامام له واحترامه لطلبه .
الم تسمع ان الامام علي كان حاكما لاكثر من خمسين دولة و يخبز الخبز بنفسه للايتام؟؟ ويحمل على ظهره الماء والاكل؟ ويحرث الارض ويعمرها ويهديها للفقراء؟
الم تسمع ان الامام الحسين كان يضع خده على خد علي الاكبر وخد جون الاسود؟ ولم يفرق ان ابنه ابيض وصاحبه اسود؟
او النبي الذي تبنى زيداـ وهو اسود ـ وكان يفرط في حبه حتى ظن الناس ان زيدا ابن النبي حقا؟؟
خاطب نفسك: هل انا خيرا من هؤلاء كي احتقر من ليس من لوني او ثقافتي او مستواي الاجتماعي؟؟ اعلم ان التافف والتكبر لن يزيدك الا احتقارا وذلة بنظر الله تعالى والناس.
ثالثا: لا تكن لئيما ابدا
اعلم ان تباهيك بالمال والاولاد يؤلم من حولك ممن لا مال ولا ولد لهم, وتبجدحك بالشهادات والثقافه تؤلم من لم يتمكن من الحصول على الشهادة او حتى التعليم, وصحتك واي شيء تملكه دون الاخرين .
لو كان صديقك عقيما احذر ان يأخذك اللؤم ـ ولو دون قصد ـ ان تثير مشاعره عبر كلامك الكثير عن اولادك ولو كان جارك فقيرا احذر ان تحسسه بفقره بتباهيك بالمال والاملاك كن دوما لبقا وتعلم ان تفكر قبل ان تنطق وان تستشعر فعلك قبل ان تفعله او كما قال الامام الحسن(احبب لاخيك ما تحب لنفسك).
رابعا: لاطف الناس دوما:
ما اجمل ان تكون كنسمة هادئة اينما تمر تثير الطمانينة والسكينة؟
ما اروع ان يتمنى الناس مخاطبتك لطيب منطقك ودرر كلامك؟
ما ارقى ان يكون وجودك باعثا على الراحة والهدوء؟
فكر بهذا واعلم انك لو لاطفت طفلا في الشارع وقبلته او اعطيته كرته التي سقطت في منزلك لن يتم خصم راتبك! لو ساعدت احدهم في حمل اغراضه تاكد ان صحتك لن تكون بخطر! او رايت متخاصمين واصلحت بينهما لن يتم رميك في السجن! او بادرت بالسلام وتوددت لمن حولك لن ينقص من قدر!
كن دوما ملاطفا ... ودودا.... محبا.... للناس.
قال الامام علي ( نصف العقل مداراة الناس) (الحكمة التودد للناس).
خامسا: اهتم بمظهرك:
اعلم النبي الاكرم لم يخرج من بيته يوما اشعث الشعر ولا مغبرا ثيابه .
سيرة الصالحين كانت دوما هي النظافة في الملبس والاهتمام بالمظهر , طبعا هذا لا يعني ان تنفق ملايين على ثيابك كن وسطيا لا اشعثا اغبرا ولا مرتديا ساعة بالف دولار!
وان كنت تتسائل لما كان الامام علي يرقع ثيابه قائلا رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها فاعلم ان الامام استلم الحكم والناس جوعى والبلاد في خراب فكان يواسي شعوبه بارتداءه ثياب العامة من الناس. هذا كان ردا من الامام الصادق حين ساله سفيان الثوري عن سر لبسه الثياب الجميلة الناعمة دون امير المؤمنين .
سادسا: لا تتدخل في شؤون الناس:
ان كان النبي الاكرم ليس مسيطرا على الناس ولم يتدخل في شؤونهم الخاصة حتى يسالوه , خاطب نفسك من انا لاكون فضوليا ؟؟
ما شاني من يخرج بملابس قديمه او جديدة؟
ما شأني ان كان اثنان يتحاوران بينهما كي افرض رايي عليهما تخيل كم يكون مخزيا ان ندخل في حوار لسنا مدعوين له!
ما شأني بمن صلى وصام وحج وزكى ؟ هل جعلني الله وكيلا؟ انصحه ان طلب النصح من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن لا تفرض اراءك عليه واعلم ان الله بذنوب عباده بصيرا خبيرا. ان من تتبع عثرات الناس تبع الله عثرته.
لا تكن فضوليا فان كان الكلام من فضه فالصمت من ذهب.
سابعا: كن واثقا من نفسك دوما:
الثقة بالنفس هي احساسك بقيمة نفسك وقيمة ما عندك واعلم ملكة لا يملكها الا ذو حظ عظيم . كن دوما شخصا ثابتا واثقا من خطواتك وكلامك وافعالك طبعا هذا لا يعني ان تكون مغرورا مقيتا فبين الثقه بالنفس والغرور خطا رفيعا اياك ان تتجاوزه.
ثامنا: كن قويا:
تخلص من الشعور بالجبن، الموت ميعاد، ولن تموت الا ان شاء الله تعالى.
لا يكن همك كيف تنجو كيف تهرب كيف تتخلص من المشاكل افعل ما تراه صوابا واترك ما بقي على الله .فهو اعلم بنواياك.
لا تكن محطما ضعيفا ولا متسلطا ظالما ابتعد عن التغطرس والطيش واعلم ان القوي هو من يملك نفسه وقت الغضب .
تاسعا:لا تكن شخصا سطحيا:
كن متوازنا في افعالك واقوالك لا تكن كالاشخاص السطحيين الذين لا هم لهم الا التدخين والاغاني والجلوس في الطرقات والضحك والكلام بصوت عال .
اعلم ان هذا يجعلك تافها بنظر الجميع كما ان فيه بعض الاثم والعدوان.
وان اجبرتك رفقه السوء على التدخين احذر ان تدخن امام من لا يدخنون لا تشركهم في اخطائك. لا تخطأ بمرأى من الناس فتكون من الذين يشيعون الفاحشة في اللذين امنوا. ولا يكن همك الكلام عن الناس واخطاءهم اعلم ان هذا من تفاههة فاعله وهو حرام وفعلا دنيئا جدا.
عاشرا:احذر اصدقاء السوء:
اعلم ان الانسان يتاثر قطعا بمن يحيطه حتى لو لم يشأ هذا .
اصدقاء السوء بضاعه رخيصة لن تجني منها الا العفن . انهم يرحبون بك ايما ترحيب ان كان في جيبك مالا او لديك ما ينفعهم لينتفعوا فقط.
الاصدقاء كالفاكهه فيها الطازج وفيها الفاسد , اختر الصالحين فقط.
كن ودودا مع الجميع .... صديقا للقليلين ..... ولا تكن عدوا لاحد.
هناك الكثير مما بقي لانصحك به لكن يطول المقام بنا كثيرا اجعل تقوى الله ميزانا لك في الحياة واعلم ان الدنيا دار فناء وايامك سويعات اقضيها في التكامل الروحي والاخلاقي.
فكلما كنت متقيا ستحيا مثاليا ابدا.
الكاتبة: نور المياحي
اترك تعليق