{ يَا بَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } (الاعراف/31-32)
من الفوائد الكبيرة للصيام ان الصائم يضمن إلى حد كبير صحته وعافيته البدنية، وقد جاء في الحديث الشريف: (صوموا تصحوا).
إن الجسم في حقيقته مطية الروح، فإذا كان عليلاً كانت الروح عليلة، وإذا كان سليماً قوياً مستوياً إستطاع المرء ان يحلق بواسطته بروحه. تماما كذلك السائق الماهر الذي يقود سيارته الراقية الفارهة، فهو يستطيع الوصول إلى حيث يريد، والعكس بالعكس أيضاً.
ولتعلم أن الصحة والمرض قدران ربانيان، ولكنهما في الوقت نفسه يتعلقان بإرادة الإنسان. فمن أراد أن يعيش صحيحاً معافى، تسنى له ذلك عبر الالتزام بالقواعد التي أمره الله سبحانه وتعالى بها.
ولعل من أبرز تلكم القواعد الصحية ـ كما ورد في الحديث الشريف ـ قاعدة الصيام، لأنه يوفر لابن آدم الفرصة إلى تبديل خلايا جسمه، نظراً لان الصائم الذي يفرض على نفسه الجوع لفترة معينة، تبدأ خلايا بدنه الإضافية والضعيفة بالاحتراق والتبدل إلى خلايا جديدة وقوية. ولذلك تجد الصائمين يشعرون ـ ضمن قانون طبي ـ بعد شهر رمضان بالحيوية والنشاط والخفة، هذا من جهة..
ومن جهة أخرى؛ فإن المرء حينما يكف نفسه ويمنع شهيّته إلى الطعام، فإنه يكفها لفترة النهار في شهر رمضان، ولكنه لفرط التزامه سيكف نفسه عن كثير مما يضره حتى بعد انتهاء شهر رمضان من وجبات غذائية كان يسرف في تناولها.
إن كثيراً من الناس يصابون بالأمراض المستديمة أو يموتون بداعي عدم تقيدهم بالنظام الصحي الذي أمر به الطبيب أو الجهة المختصة، وعدم إهتمامهم بصحتهم أو عدم وجود الإرادة الكافية لديهم لمقاومة شهوة الأكل الذي يعرضهم للخطر.
في حين تجد الصائم ـ باعتبارة يمرّن نفسه ويحدّ من شهواته ـ بإمكانه تطبيق أرقى نظام غذائي مفروض عليه من قبل خالق بدنه وغريزته، وخالق إحتياجه إلى الطعام..
ومن هنا؛ علينا ان نحاول خلال شهر رمضان التدرب على الإلتزام بما ينفع صحتنا، ويضمن سلامة أبداننا. ولنعتبر هذا التدرب بمثابة انطلاقة مهمة للسيطرة عليها وكبح جماحها دون وقوع الضرر وحصول الإسراف..
أحاديث رمضانية / سماحة السيد محمد تقي المدرسي
اترك تعليق